منتخب الأثَر في الإمام الثانى عشر المجلد 1

هوية الکتاب

منتخب الأثر في الإمام الثانى عشر عليه السلام الجزء الأول

بطاقة تعريف: صافي، لطف الله، - 1297

عنوان واسم المؤلف: منتخب الأثر في الإمام الثانى عشر عليه السلام المجلد 1/ لطف الله الصافي الگلپایگاني

تحرير الحالة: [ویرایش ؟]

تفاصيل المنشور: قم: موسسة السیدة المعصومة (سلام الله علیها)، 1419ق. = 1377.

مواصفات المظهر: ص 661

ISBN : 964-6197-27-220000ریال ؛ 964-6197-27-220000ریال

حالة الاستماع:القائمة السابقة

لسان : العربية

ملحوظة : مطبعة 1378

ملحوظة : مطبعة 1377

ملحوظة : فهرس: ص 21 - 7؛ أيضا مع الترجمة

مشكلة : محمدبن حسن(عج)، امام دوازدهم، ق 255

ترتيب الكونجرس: BP51/ص 2م 8 1377

تصنيف ديوي: 297/959

رقم الببليوغرافيا الوطنية: م 78-8581

ص: 1

الفهرس

أحاديث الخلفاء الاثنى عشر... 8

الباب الأوّل الأحاديث الناصّة على الخلفاء الاثنى عشر بالعدد و بأنّهم عدّة نقباء بني إسرائيل و حواري عيسى... 10

الباب الثاني الأحاديث الناصّة على الاثني عشر و المفسّرة للأحاديث المخرّجة في الباب الأول... 66

ملحق الباب الثاني من هم الخلفاء الاثنا عشر؟... 163

المقام الأوّل في بيان أمور تستفاد من هذه الأحاديث... 164

[نكات مهمّة ترجع إلى معنى لفظ الخليفة و الإمام و الولي]... 166

الاولى [قول الراغب:]... 166

الثانية [القول فى إطلاق لفظ الإمام على كلّ من يؤتمّ به]... 169

الثالثة [المتبادر من لفظ الخليفة]... 171

المقام الثانى في تعيين من تنطبق عليه الأحاديث و معرفة هؤلاء الاثني عشر بأشخاصهم... 172

[أقاويلهم المختلفة المتناقضة في تفسير أحاديث الاثني عشر:]... 176

أحدها: [أنّ قوله «اثنا عشر» إشارة إلى من بعد الصحابة من خلفاء بني اميّة]... 176

ثانيها: أنّه بعد وفاة المهدي عليه السلام يملك اثنا عشر... 177

ثالثها: [هذا فيمن اجتمع عليه الناس]... 178

الرابع: [هم الخلفاء إلى يوم القيامة و إن لم تتوال أيّامهم]... 182

[الخامس وجود هذا العدد في زمان واحد]... 183

[السادس: أَنّهم يكونون مفرّقين في الأمّة لا تقوم الساعة حتى يوجدوا]... 183

[السابع: هم المتفرقون فى الخلفاء الراشدين و بني امية بني العباس و ...]... 184

تتمة: الحديث: يكون بعدي اثنا عشر خليفة أبو بكر الصدّيق ... 185

أمّا سنده: فمن رجاله عبد اللّه بن صالح... 185

ص: 2

و منهم الليث بن سعد... 186

بعض المطالب المهمّة من المجلّد الأوّل من منتخب الأثر... 191

الفهرس للأحاديث الناصّة على أنّ الأئمّة و الخلفاء و النقباء و الأوصياء و ... اثنا عشر حسب مضامينها و مداليلها... 191

[تنبيه مهم]... 193

فهرست مصادر الكتاب/ ج 1... 197

ص: 3

مقدمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد للّه رب العالمين، و الصلاة و السلام على النبي الأمين و سيد المرسلين مولانا أبي القاسم محمد، و آله الطاهرين، صلى اللّه عليه و على الأئمة الاثني عشر خلفائه الهادين المهديّين.

لا ريب في أنّ ما عند المسلمين- بعد الكتاب المبين الذي هو الحبل المتين لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد- من السنّة النبوية و الأحاديث الشريفة المسندة المأثورة عن سيدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم، و عن عترته الطاهرة، الذين هم أحد الثقلين اللذين أمرنا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالتمسك بهما ثروة علمية كبيرة و تراث ضخم جليل مملوء من المعارف الحقيقية و البرامج التربوية و التعاليم الأخلاقية و السياسية و الاجتماعية، و اصول التقدم و الرقي و حقوق الإنسان، و الحرية و المدنية، و غيرها من التعاليم الصحيحة السليمة و القواعد الحكيمة و المناهج القيّمة القويمة، التي لو تمسّكت البشرية بها ما سقطت في هاوية الفساد و الظلم و الاستكبار و الاستعباد، و لم تقهر و لم يستضعفها جبابرتها الأقوياء(1).

و لم يقع المسلمون فيما وقعوا فيه من الفساد الاجتماعي و التفرّق و التخالف و التخاصم و غلبة الأشرار و سلطة الكفّار و المعيشة الضنك، إلا للإعراض عن هذه المناهج الحكيمة الالهية و جهل بعضهم بقوة هذه التعاليم الرشيدة البنّاءة، و أخذهم بالبرامج الاستيرادية العلمانية الشرقية أو الغربية، فلم يكن حالهم إلا كحال تاجر، خزائنه مملوءة بالجواهر و الأحجار الكريمة و هو غافل عنها و لا يعرف قيمتها، و يشتري من غيره الرمال و الأحجار عوضا عن الجواهر بقيمتها و بذهاب عزّه و مجده و حريته و استقلاله، و لا يفتح خزائنه ليرى أنّ ما يوجد عنده من أنواع الجواهر لا يوجد في سوق من الأسواق و لا عند تاجر من التجّار.

نعم، قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «ما من شي ء يقرّبكم من الجنّة و يباعدكم من النار الا و قد أمرتكم به، و ما من شي ء يقرّبكم من النار و يباعدكم من الجنة إلا و قد نهيتكم عنه»(2).

ص: 4


1- . و لنعم ما قاله البعض من غير المسلمين في قصيدته التي يمدح بها نبيّنا العظيم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعظمته الفذّة المفردة في جميع جوانب العظمة و الحياة الإنسانية الممتازة:إنّي و إن اك قد كفرت بدينه هل أكفرنّ بمحكم الآيات إلى أن يقول: و قواعد لو أنّهم عملوا بها ما قيّدوا العمران بالعادات من دونه الأبطال في كلّ الورى من حاضر أو غائب او آت
2- . الكافي، ج 2، ص 74، ك 5، ب 36، ح 2.

إنّ الأحاديث الشريفة تتضمّن جميع ما يحتاج إليه الإنسان، فيجب علينا الاهتمام بها، بدراستها و التفقّه فيها في الكليات و الجامعات و في المحاضرات و جميع المناسبات، و في الصحف و المجلات و الجرائد و الإذاعات و غيرها. و أيم اللّه إنّي لا أظن بأحد درس هذه الأحاديث و ما تحويه من العلوم و المعارف أن يعدل عنها الى غيرها، اللّهم إلا أن يكون في قلبه مرض.

و قد سعت السياسات التي لا ترى من مصلحتها عناية المسلمين بالأحاديث و اهتمامهم بهذه الثروة العلمية و الأنظمة الحكيمة لإخفائها و إبعادها عن واقع حياة المسلمين عقيدة و سياسة و نظاما و أخلاقا، حتّى صار المسلمون سائلين بعد ما كانوا مسئولين و خادمين بعد ما كانوا مخدومين كما وصفهم بذلك النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بأنهم (يستخدمون و لا يستخدمون).

ففي البرهة الاولى من الزمان حدثت مصيبة المنع عن تدوين السنّة، و حدثت إلى جانبها مصيبة الاسرائيليات و كان مثل كعب الأخبار بطلها الفذّ من خواص ذوي السلطة و مرجعهم في تفسير القرآن و قصص الأنبياء و الإخبار عن الملاحم و المسائل المهمّة الأخرى.

هذا على رغم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمّا رأى بعضهم مشغولا بقراءة كتاب من أهل الكتاب أو مطالعته قال: «لو كان موسى حيّا لما وسعه الا اتّباعي».(1) و على رغم وجود إمام مثل علي عليه السّلام الذي هو باب مدينة العلم بنص الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قوله فيه: «علي مع الحقّ و الحقّ معه و لا يفارقه»، و على رغم وجود عترته بينهم التي قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيها و في القرآن: «إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض».

و في الفترة الثانية التي بدأت من عصر بني أميّة و تكاملت في عصر بني العباس سيّما المأمون جاءت السياسات الحاكمة المعارضة للقوانين الاسلامية التي لا تسمح لأرباب هذه السياسات بسياساتهم الاستضعافية في الحكم و الإدارة و المال و ما يتعلق بالمسلمين و بيت مالهم، جاءت بالفلسفة اليونانية بما يوجد فيها من الآراء الإلحادية و المبادئ التي لا تتفق في النهاية مع رسالة اللّه تعالى و هداية الأنبياء في معرفة اللّه تعالى و أسمائه الحسنى و صفاته الكمالية و أفعاله الحكيمة، و إن أصرّ بعض المشتغلين بها على التوفيق بين المدرستين.

مدرسة الأنبياء و دعوتهم التوحيدية التي قررّها و بيّنها القرآن بأحسن التقرير و أكمل التبيين و التي يتفق الكل عليها و على اصولها القيّمة القويمة، فلم يختلفوا حتى في أصل واحد. و مدرسة الفلاسفة الذين اختلفوا في اصولهم اختلافا كثيرا فلم يجمعوا في المبادئ الأولية على كلمة واحدة و لم يجعلوا أمام البشرية مسلكا مشخصا بمبادئه الفكرية و العملية و لم يهدوها الى حقّ اتفقوا عليه.

ص: 5


1- . تفسير القرطبي: ج 13، ص 355.

و قد اختلفت آراؤهم في المسائل المتعلقة بالمبدإ و المعاد حتى لعلك لم تجد اثنين منهم اتفقا على رأي واحد في جميع هذه المسائل، فلكل منهم مسلك سلكه و طريق يذهب فيه اللّهم إلا المتمسّكين منهم بحبل وحي الأنبياء و المعتمدين على هدايتهم و هداية الأئمة المعصومين عليهم السّلام ممن لم يغتروا بأقوال أصحاب الفلسفة و لم يخوضوا في مباحث لم يأذن الشرع الخوض فيها.

و من سبر كتبهم و اصطلاحاتهم يعرف أنّ منطق الفلاسفة و لغتهم غير لغة الأنبياء و المتشرّعين بشرائعهم.

فاللّه الذي هو خالق الكلّ يفعل ما يشاء، و يبعث الرسل و يجازى العباد على أفعالهم و يرزقهم، و يسمع دعاءهم، و يستجيب لهم، و هو موصوف بالصفات التي وصف هو تعالى نفسه بها، ليس هو ما أسماه الفلاسفة بالعلة الاولى التي لا يصح اطلاق أسماء اللّه الحسنى عليها حقيقة مثل: الخالق و الرازق و الغفار و التواب ... الخ، إلا بالتأويل و التسامح و التجوّز، فليس في أسماء اللّه تعالى ما هو مرادف للعلة الاولى و لا ما مفهومه مفهومها أو مفهوم غيرها مما أطلقه الفلاسفة الذين عبّروا عن اللّه تعالى بالعلة الاولى.

كما يعلم أنّ مفهوم مثل الخالق و الخالقية و المخلوقية و نحوها الذي يبين به الفرق بين اللّه و بين ما سواه ليس مفهوم العلة و العلية و المعلولية الذي يدور عندهم عليه تبيين ربط الحادث بالقديم، على تفاصيل و بيانات مختلفة فلسفية مذكورة في كتب القوم.

و سواء أمكن التوفيق بين ما بنيت عليه دعوة الأنبياء و المعارف القرآنية و المأثورة عن أهل بيت الوحي و الذين هم عدل الكتاب، و ما قرره حكماؤنا الإسلاميون الذين ثبتت استقامة طريقتهم و اعتمادهم في مسالكهم على هداية الكتاب و السنّة أم لم يمكن فلا ريب أنّ المسلمين في دور طويل و قرون متمادية اشتغلوا بالبحث و الجدل حول مسائل لا يمكن إدراكها و الوصول الى حقيقتها، و لم يكلّفهم الشرع البحث عنها، و لم يستضيئوا فيها بأنوار القرآن و ما في الأحاديث من العلوم و المعارف حق الاستنارة و الاستضاءة.

و لو لا عناية جماعة من العلماء الأفذاذ و رجالات التفسير و الحديث و المعارف، و الذين لم يتتلمذوا إلا في مكتب القرآن و الحديث و لم يغترفوا إلا من بحار علوم أهل البيت عليهم السلام و لميسألوا الا أهل الذكر، و لم يأخذوا إلا من أولئك الذين علمهم من علم اللّه تعالى، و عندهم ما نزل إلى الرسل و ما نزل به الروح الامين الى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لاندرست آثار النبوة.

نعم، هؤلاء الأعاظم هم تلامذة مدرسة الإسلام و مدرسة القرآن و مدرسة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و الإمام أمير المؤمنين و سائر الأئمة عليهم السلام، لهم علينا حقّ كبير عظيم، فقد حفظوا الآثار و المعارف الإسلامية طول القرون و الأعصار حتى وصلت إلينا و هي كيومها الأوّل و زمان بلاغها أقوم المعارف الحقيقة و الإلهية و أتقنها.

ص: 6

هذا و في زماننا، و من عهد قريب، افتتن المسلمون بالفلسفة المادية العلمانية الحديثة، و مال إليها طائفة من المفتونين بالتمدن المادي العلماني الغربي أو الإلحادي الشرقي، فآمنت فئة بالأول و شرذمة بالثاني، و كان وراء هذا الميل أيضا السياسات الاستكبارية الشرقية و الغربية، فزيّنت بلسان عملائها ما حصل لغير المسلمين من الرقيّ الصناعي و التقدم التكنيكي، فظن بعضهم أنّ ذلك معلول لمبادئهم العلمانية، فأخذوا في ترويج الحضارات المادية و المبادئ الماركسية و تشجيع الشباب على رفض الآداب الإسلامية، و عمد عدد من الذين يعدّون أنفسهم من أهل الثقافة و التنوّر الفكري، و من الذين كل ثقافتهم و تنوّرهم ليست إلا الخضوع المفرط أمام المدينة المادية و توهين المبادئ الفكرية الإسلامية، عمدوا الى تفسير اصول الإسلام و مناهجه على الأصول المادية حتى الماركسية الملحدة.

و بالجملة فقد قلب هؤلاء المتسمّون بالمتنوّرين الامور في الإدارة و السياسة و الاقتصاد و التربية و الفنّ و غيرها ظهرا لبطن، و كان بلاؤهم و فتنهم و ما يروّجون من الضلالات باسم الثقافة بلاء عظيما.

الا أن الاسلام بأحكامه البناءة الالهية قام في كل عصر و زمان في وجه الضلالات بكل أساليبها، و ما زال يسجل انتصاراته في هذه المعارك الايديولوجية.

فكتابه العظيم كما كان في عصر نزوله يهدي للتي هي أقوم، فكذلك هو في بعده و في كل العصور و القرون الى قرننا الخامس عشر هذا، و بعده الى آخر الدهر ...

يهدي للتي هى أقوم، فهو دين الهي و وحي سماوي، جاء للبشرية كلها في كل عصورها الى أن يرث اللّه الأرض و من عليها .. دين جاء للبقاء و الخلود، لهداية جميع الأمم، و تحقيق العدل بينها، فهو لا يرضى بتسلط أمة على أمة و لا بلد على بلد، و لا قوم على قوم، و لا ينظر مصلحة شعب دون شعب ...جاء ليختم الحياة على الأرض باقامة دولة العدل الالهي على يد خاتم الأوصياء و الحجج، صلوات اللّه و سلامه عليه، ليكون الدين كله للّه رب العالمين، و تكون الأمم كلها أمة واحدة، لا فرق بين أبيضهم و أسودهم، و أحمرهم و أصفرهم ...

كلهم أمام الحق سواء.

و واجب المسلمين- سيما علماء اليوم، و قد يئست البشرية من جميع المدارس و الايديولوجيات المادية و الأنظمة العلمانية، واجبهم- عرض مبادئ الدين الحنيف الإلهية على البشرية الحائرة، و بيان ما فيه من الطاقات القوية الجامعة الكافلة لجميع ما تحتاج إليه مقتصرا على ما بيّن في الكتاب و السنّة متعلّما عن القرآن و النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عترته الطاهرة عليهم السلام.

فيا أيّها المسلمون كونوا شاكرين لهذه النعمة العظمى، و لا تكونوا عنها غافلين أو- و العياذ باللّه- معرضين عنها أو كافرين وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَ هُمْ لا يَسْمَعُونَ. إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا

ص: 7

يَعْقِلُونَ (1) و اتّقوا من الإلحاد في آيات اللّه و دينه، قال اللّه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَ فَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(2) فخوضوا في بحار هذه العلوم و استخرجوا ما فيها من الدرر الغالية، و عليكم بالسير و السياحة في رياضها التي عرضها أعرض من السماء و الأرض، فاقتطفوا من أزهارها الجميلة البهية و أثمارها الشهية الروحانية، و خذوا من هذا التراث الإسلامي ما به حياة روحكم و إصابة نظركم و سلامة فكركم و نظام معاشكم و دينكم و دنياكم و لا تبتغوا له بدلا، و كونوا من تلامذة مدرسة الحديث و خرّيجى مدرسة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و مدرسة أهل بيته و الأئمة الصادقين من عترته عليهم السّلام. قال اللّه تعالى:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (3).

أحاديث الخلفاء الاثنى عشر

اشارة

من الأحاديث التي تطلب إلمام كل باحث بالنظر فيها و دراسة ما قصد منها، بل مما يجب على كل مسلم أن يقف عندها و لا يتجاوزها حتى يدرك مغزاها و يعرف مؤدّاها، الأحاديث المتواترة التي تنصّعلى عدد الخلفاء و الأئمّة و من يملك أمر هذه الأمّة، فإنّها لم تصدر من النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، لمجرد الحكاية و الإخبار بأمر من الأمور المستقبلة بل لأنّها أمر ديني تجب معرفته و العقيدة به فهى جمل إنشائية أمرية حكمية و ان كان تركيبها جملا خبريه، و هي نصوص على شخصيات ممتازة فذّة لا يوجد لهم مثيل و بديل في الأمّة و هم اثنا عشر، لا يزاد عليهم أحد و لا ينقص منهم أحد.

و لا ريب أنّ مثل هذا جدير بالتأمّل و التحقيق و البحث عنه لفهم معناه، لأنّ أحاديثه تقع في سلسلة الأحاديث المتواترة التي تنصّ على نظام الإدارة و الحكم بعد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و على من يلي ولاية الامور، و تبيّن أهمّ ما يدور عليه نظم الامور و بقاء كيان الإسلام و الدفاع عنه و إقامة العدل و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و حفظ الثغور و أمن البلاد و إجراء الأحكام، و يستفاد منها أنّ اللّه تعالى و نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يهملا هذا الأمر العظيم، و أنّه ليس لأحد عليهما حجة في ذلك إذا لم يبحث عنها بحثا شافيا و لم يهتم بها اهتماما بليغا، و لا يكون مبالغا من قال انّهم تركوا الخوض في هذه الأحاديث شرحا و تفسيرا لأنّه ينتهي إلى ما لا ترضاه الدولة و علماؤها و لم يكن لغير هؤلاء العلماء الحرية في إبداء الرأي في مثل

ص: 8


1- . الأنفال: 21 و 22.
2- . فصّلت: 40.
3- . التوبة: 119.

هذه المسائل، و كان اقلّ عقوبة ذلك السجن الطويل و السوط الشديد، و لذا وقعوا في الحيص و البيص في أمر هذه الأحاديث، فلم يأت من قام بشرحها و تأويلها منهم بشي ء، و اعترف بعضهم بالعجز عن فهمها، فبقيت عند أكثر الأمّة غير معلومة المعنى و حرموا أنفسهم عن الاهتداء بها و ليست هذه أوّل قارورة كسرت في الإسلام.

و ها نحن نشرع- بحول اللّه و قوّته- في إخراج هذه الأحاديث على ترتيب و نظم يشرح بعضها بعضا، و يقوى بعضها بالبعض حتّى لا تحتاج الى مزيد بيان في ذلك، و مع هذا نأتي بشرح مناسب حولها أو حول ما قيل في تفسيرها إن شاء اللّه تعالى.

تنقسم هذه الأحاديث من جهة مضامينها إلى طوائف فينبغي التنبيه عليها:

فطائفة منها تنصّ على العدد فقط و حصر الخلفاء فيه، مثل أحاديث ابن مسعود و أنس، و طائفة من أحاديث جابر بن سمرة.

و طائفة منها تزيد على ذلك «كلّهم من قريش» مثل كثير من أحاديث جابر.

و يوجد فيها: «كلّهم من بني هاشم» أخرجه القندوزي في ينابيع المودة، و السيد علي بن شهاب في المودة القربى.

و الثالثة: ما يدل على أنّهم «عدد نقباء بني إسرائيل و موسى و حواري عيسى».

و الرابعة: و هي الشارحة و المبيّنة للطوائف الثلاث على طوائف:

بعضها يدل على أنّهم «من أهل البيت عليهم السلام».و بعضها يدلّ على أنّ آخرهم المهديّ عليه السلام.

و بعضها يدلّ على أنّ أولهم علي عليه السلام و آخرهم المهديّ عليه السلام.

و بعضها يدلّ على أنّ التسعة منهم من ولد الحسين عليهم السلام «يعني أنّ أولهم علي و ثانيهم و ثالثهم سبطا النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الحسن و الحسين، و التسعة الباقية من ولد الحسين عليهم السلام».

و بعضها يدلّ على أنّ التاسع من هذه التسعة هو المهدي عليه السلام.

و طائفة كثيرة منها تصرّح بأسمائهم و أشخاصهم و أوصافهم.

و لا يخفى عليك أنّه ربّما يوجد في بعض أسناد هذه الأخبار الكثيرة علل تمنع من الاعتماد على تلك الرواية منها بعينها إلا أنّه لا اعتناء بذلك لأنّ الاسناد يقوى بعضها بالبعض مضافا إلى كفاية الخالص من العلل.

و ها نحن نشرع في المقصود بعون اللّه الرءوف الودود.

و لا يخفى على القارئ العزيز.

أولا: أنّا لم نعمل في إخراج الأحاديث لاستقصائها و لذلك ربّما استغنينا بذكر بعضها عن البعض.

ص: 9

و ثانيا: إن هذا الجزء هو الجزء الأوّل من كتابنا الكبير في أحاديث مولانا المهدي المنتظر صاحب الزمان عليه السلام المسمّى بمنتخب الأثر أفردناه لفوائده الجمّة المستقلّة المختصّة به و دلالته على عظم أمر الخلافة و شأن الولاية و الإمامة، قال اللّه تعالى: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ. و قال تعالى: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ.

«المؤلف»

الباب الأوّل الأحاديث الناصّة على الخلفاء الاثنى عشر بالعدد و بأنّهم عدّة نقباء بني إسرائيل و حواري عيسى

1-(1)-

مسند الطيالسي: حدثنا أبو داود قال: حدثنا حمّاد بن سلمة، عن سماك قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: إنّ الإسلام لا يزال عزيزا إلى اثنيعشر خليفة، ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم؟ فقال: كلّهم من قريش.

ص: 10


1- . مسند الطيالسي: ج 3، ص 105، ح 767، ط حيدرآباد دكن، سنة 1321 ه؛ المعجم الكبير: ج 2، ص 258، ح 1964. أقول: ليس لهذه الأحاديث الناصّة على هذا العدد بملاحظة نصّها بخصوص ذلك مصداق غير الأئمّة الاثني عشر المشهورين من أهل البيت عليهم السلام فإنّه لم يتحقق هذا العدد في غيرهم. قال بعض الأكابر في ذلك ما هذا مضمون كلامه: الدليل على أنّ المراد من الأخبار المعني بها الأئمّة الاثنا عشر عليهم السلام أنّه إذا ثبت بهذه الأخبار أنّ الإمامة محصورة في الاثني عشر إماما و أنّهم لا يزيدون و لا ينقصون ثبت مذهب القائلين بإمامتهم لأنّ الأمّة بين قائلين بإمامة هذا العدد و هم الإمامية الاثنا عشرية، و بين من لا يعتبر هذا العدد. و أمّا القول باعتبار هذا العدد و أنّ المراد غيرهم فلم يقل به أحد، و هو خروج عن الإجماع. هذا مع أنها مفسّرة بهم في الأحاديث الكثيرة المتواترة المتضمّنة للنصّ على هذا العدد، و على تعريفهم بأوصافهم و نسبهم و أسمائهم، و سيأتي إن شاء اللّه تعالى تفصيل ذلك كلّه.

2-(1)-

مسند الطيالسي: حدثنا أبو داود قال: حدثنا أبو سلمة، عن سماك بن حرب قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يخطب و هو يقول: ألا إنّ الإسلام لا يزال عزيزا إلى اثني عشر خليفة، ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي:

ما قال؟ قال: كلّهم من قريش.

3-(2)-

الفتن: حدثنا أبو معاوية، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة «رضي اللّه عنه» قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا يزال هذا الأمر عزيزا إلى اثنا (كذا) عشر خليفة كلّهم من قريش.

4-(3)-

مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، ثنا هاشم، ثنا زهير، ثنا زياد بن خيثمة، عن الاسود بن سعيد الهمداني، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول، أوقال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش، فقالوا: ثم يكون ما ذا؟ قال: ثم يكون الهرج.

5-(4)-

مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، ثنا مؤمل بن اسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، ثنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول:

يكون لهذه الأمّة اثنا عشر خليفة.

6-(5)-

مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، ثنا حماد بن اسامة، حدثنا مجالد، عن عامر، عن جابر بن سمرة السوائي قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول في حجّة الوداع: إنّ هذا الدين لن يزال ظاهرا على من ناواه لا يضرّه مخالف و لا مفارق حتى يمضي من أمّتي اثنا عشر خليفة قال: ثم تكلّم بشي ء لم أفهمه، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلّهم من قريش.

7-(6)-

مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، ثنا ابن نمير، ثنا مجالد، عن عامر، عن جابر بن سمرة السوائي قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول في حجّة الوداع: لا يزال هذا الدين ظاهرا على من

ص: 11


1- . مسند الطيالسي: ج 6، ص 180، ح 1278.
2- . الفتن: ج 1، ص 39، ب 7، عدّة ما يذكر من الخلفاء بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه[ و آله] و سلّم في هذه الأمة، ح 2، الملاحم و الفتن: ص 32، ب 29 عن نعيم و لفظه: (اثني) و لا ريب أن ما في نسختنا من الفتن (اثنا) غلط صدر من بعض النسّاخ.
3- . مسند أحمد: ج 5، ص 92، كنز العمال: ج 12، ص 33، ح 33860، عن الطبراني و لفظه: يكون من بعدي. إلّا أنّ الظاهر أنّه أخرجه عن ابن مسعود فراجع الملاحم لابن المنادي باب سياق المأثور سنيدا في الخلفاء ص 112 و لفظه: و لما رجع الى منزله أتته قريش فقالوا له: ثم ما ذا يكون؟ غيبة الشيخ: ص 127، ح 90 و لفظه: قال: فلمّا رجع الى منزله أتته قريش فقالوا: ثم يكون ما ذا؟، كفاية الأثر: ص 51، ب 6، ح 4 و لفظه: ثم يكون الهرج و المرج، مقتضب الاثر: ص 4، ح 3، غيبة النعماني: ص 102، ب 4، ح 31، و غيرها من الكتب الأخرى.
4- . مسند أحمد: ج 5، ص 106.
5- . مسند أحمد: ج 5، ص 87.
6- . مسند أحمد: ج 5، ص 87.

ناواه لا يضرّه مخالف و لا مفارق حتى يمضي من أمّتي اثنا عشر أميرا كلّهم، ثم خفي من قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، قال: و كان أبي أقرب إلى راحلة رسول اللّه منّي فقلت: يا أبتاه ما الذي خفي من قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم؟ قال: يقول:

كلّهم من قريش.

8-(1)-

مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، ثنا عبد الصمد، ثنا أبي، ثنا داود، عن عامر قال: حدثني جابر بن سمرة السوائي قال:

خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فقال: إنّ هذا الدين لا يزال عزيزا الى اثني عشر خليفة قال: ثم تكلّم بكلمة لم أفهمها و ضجّ الناس، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلّهم من قريش.9-(2)-

مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، ثنا يونس بن محمد، ثنا حماد- يعني ابن زيد-، ثنا مجالد، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة قال: خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم بعرفات فقال:

لا يزال هذا الأمر عزيزا منيعا ظاهرا على من ناواه حتى يملك اثنا عشر كلّهم، قال: فلم أفهم ما بعد، قال: فقلت لأبي: ما قال بعد ما قال كلّهم؟

قال: كلّهم من قريش.

10-(3)-

مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني خلف بن هشام البزار المقرئ، حدثنا حماد بن زيد، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة قال: خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بعرفة فقال:

لن يزال هذا الدين عزيزا منيعا ظاهرا على من ناواه لا يضرّه من فارقه أو خالفه حتى يملك اثنا عشر كلّهم من قريش ...

11-(4)-

مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني ابي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال: جئت أنا و أبي الى النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم و هو يقول: لا يزال هذا الأمر صالحا حتى يكون اثنا عشر أميرا، ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلهم من قريش.

ص: 12


1- . مسند أحمد: ج 5، ص 93.
2- . مسند أحمد: ج 5، ص 93، غيبة النعماني: ص 116، ب 6، ح 17.
3- . مسند أحمد: ج 5، ص 96، لا يخفى عليك أنه توجد في المسند أحاديث كثيرة رواها عبد اللّه عن غير أبيه، و على ذلك لا يستقيم تسمية الكتاب باسم (مسند أحمد) إلّا على التجوّز و الغلبة، و من المحتمل أن ابنه أدرج هذه الأحاديث في كتاب أبيه.
4- . مسند أحمد: ج 5، ص 97، الملاحم لابن المنادي، ص 113، باب سياق المأثور سنيدا في الخلفاء.

12-(1)-

مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، ثنا وكيع، عن فطر، عن أبي خالد الوالبي، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا يزال هذا الأمر مؤاتيا أو مقاربا حتى يقوم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش.

13-(2)-

مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، ثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: لا يزال هذا الأمرماضيا حتى يقوم اثنا عشر أميرا ثمّ تكلّم بكلمة خفيت عليّ فسألت عنها أبي ما قال؟ قال: كلّهم من قريش.

14-(3)-

مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، ثنا حماد بن خالد، ثنا ابن ابي ذئب، عن المهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد قال:

سألت جابر بن سمرة عن حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فقال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا يزال الدين قائما حتى يكون اثنا عشر خليفة من قريش ... الحديث.

15-(4)-

مسند أحمد: ثنا عبد اللّه، ثنا محمد بن ابي بكر بن علي المقدمي، حدثنا يزيد بن زريع، ثنا ابو عون، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة، عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: لا يزال هذاالأمر عزيزا منيعا ينصرون

ص: 13


1- . مسند أحمد: ج 5، ص 107.
2- . مسند أحمد: ج 5، ص 97.
3- . مسند أحمد: ج 5، ص 86، المعجم الكبير: ج 1، ص 218، ح 1808، شمائل الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: فصل ترتيب الأخبار بالغيوب: ص 374، لوامع العقول (شرح راموز الأحاديث): ج 5، ص 150. أقول: قد روى في الراموز هذه الأحاديث بألفاظ مختلفة متقاربة من طرق كثيرة في مواضع منه كما روى شارحه أيضا هذا الحديث بروايات كثيرة بعضها نصّ في توالي الاثني عشر ففي (ص 151) من المجلد الخامس روى بدل (حتّى يكون اثنا عشر خليفة) (حتى يكون عليهم متواليا اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش) قال: و هذا متفق عليه، و احتمال أن يكون قوله« متواليا» من الشارح خلاف الظاهر و بناء عليه يكون نصّا على أنّه رأى دلالة هذه الأحاديث على تواليهم عليهم السلام مقطوعا بها، و يظهر من شرح الراموز في مجلّده الخامس موافقة خواجه محمد پارسا في فصل الخطاب، و عبد الرحمن الجامي في شواهد النبوّة مع الشيعة الإمامية في دلالة هذه الأحاديث على أن الاثنى عشر من أهل البيت عليهم السلام. و قال الفاضل القندوزي الحنفي في ينابيع المودة في الباب الذي عقده في تحقيق حديث (بعدي اثنا عشر خليفة) (ص 444، ب 77): و ذكر يحيى بن الحسن في كتاب العمدة من عشرين (كذا) طريقا في أن الخلفاء بعد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش، في البخاري من ثلاثة طرق، و في مسلم من تسعة طرق، و في أبي داود من ثلاثة طرق، و في الترمذي من طريق واحد، و في الحميدي من ثلاثة طرق (راجع كتاب العمدة، فصل في ذكر ما ورد في الاثني عشر خليفة).
4- . مسند أحمد: ج 5، ص 98. أقول: أخرج في المسند من النصوص على الاثني عشر عن جابر بن سمرة اربعة و ثلاثين حديثا، ففي (ص 86 من الجزء الخامس) حديث واحد، و في (ص 87) حديثان و في (ص 88) حديثان، و في (ص 89) حديث واحد، و في (ص 90) ثلاثة أحاديث، و في (ص 92) حديثان، و في (ص 93) ثلاثة أحاديث، و في (ص 94) حديث واحد، و في (ص 95) حديث واحد، و في (ص 96) حديثان، و في (ص 97) حديث واحد، و في (ص 98) أربعة أحاديث، و في (ص 99) ثلاثة أحاديث، و في (ص 100) حديث واحد، و في (ص 101) حديثان، و في (ص 106) حديثان، و في (ص 107) حديثان، و في (ص 108) حديث واحد، هذا و أخرج هذه الأحاديث أبو عوانة في مسنده نشير إلى ابتدائها اختصارا (إنّ هذا الأمر لن ينقضي ...) ج 4، ص 395، (إن هذا الأمر لا يزال ظاهرا ...)، ج 4، ص 399، (لا يزال الأمر عزيزا إلى اثني عشر خليفة)، ج 4، ص 294، (لا يزال الإسلام عزيزا) ج 4، ص 296، (لا يزال هذا الأمر عزيزا منيفا ...) ج 4، ص 394، (لا يزال هذا الدين قائما ...) ج 4، ص 395- 400، و ج 5، ص 105، (لا يزال هذا الدين قائما حتى تقوم الساعة)، ج 4، ص 400، (لا يزال الدين قائما حتى يكون اثنا عشر خليفة) ج 4، ص 401، (يكون بعدي اثنا عشر أميرا)، ج 4، ص 396 (يكون من بعدي ...) ج 4، ص 399، (لن يبرح هذا الدين قائما) ج 4، ص 278.

على من ناواهم عليه الى اثنى عشر خليفة، ثم قال كلمة أصمّنيها الناس، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلّهم من قريش.

16-(1)-

صحيح البخاري: حدثني محمد بن المثنّى، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن عبد الملك، سمعت جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: يكون اثنا عشر أميرا، فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنّه قال: كلّهم من قريش.

17-(2)-

صحيح مسلم: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير، عن حصين، عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: (ح)، و حدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي (و اللفظ له)، حدثنا خالد (يعنى ابن عبد اللّه الطحّان) عن حصين، عن جابر بن سمرة، قال:

دخلت مع ابي على النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فسمعته يقول: إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة قال: ثم تكلم بكلام خفي عليّ قال: فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلّهم من قريش.

ص: 14


1- . صحيح البخاري: الجزء الرابع، كتاب الاحكام، الباب الذي جعله قبل باب إخراج الخصوم و أهل الريب من البيوت بعد المعرفة، المعجم الكبير: ج 2، ص 241، ح 1896، إلّا أنه قال: فقال القوم، و ص 277، ح 2044 و قال: فزعم القوم أنّه قال: كلّهم من قريش، السنن الواردة في الفتن: ج 5، باب ما جاء في من يلي أمر هذه الأمّة، ح 10.
2- . صحيح مسلم: كتاب الإمارة، باب الناس تبع قريش و الخلافة في قريش.

18-(1)- صحيح مسلم: حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا، ثم تكلّم النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم بكلمة خفيت عليّ فسألت أبي:

ما ذا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم؟ فقال: كلّهم من قريش. و حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا أبو عوانة، عن سماك، عن جابر بن سمرة، عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم بهذا الحديث و لم يذكر «لا يزال امر الناس ماضيا».

19-(2)-

صحيح مسلم: حدثنا هدّاب بن خالد الأزدي، حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب قال: سمعت جابر بن سمرة يقول:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: لا يزال الاسلام عزيزا الى (3)

اثني عشر خليفة ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: كلّهم من قريش.

20-(4)-

صحيح مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية، عن داود، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة قال: قال النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا يزال هذا الأمر عزيزا إلى اثني عشر خليفة، قال: ثم تكلّم بشي ء لم أفهمه، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: كلّهم من قريش.

21-(5)-

صحيح مسلم: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثنا يزيد بن أبي زريع، حدثنا ابن عون، (ح) و حدثنا أحمد بن عثمان النوفلي (و اللفظ له) حدثنا أزهر، حدثنا ابن عون، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة قال:

ص: 15


1- . صحيح مسلم، الباب المذكور.
2- . صحيح مسلم: الباب المذكور، الملاحم لابن المنادي، باب سياق المأثور سنيدا في الخلفاء ...، ص 112، مسند أحمد: ج 5، ص 90 و 106، فردوس الأخبار: ح 7740، كنز العمّال: ج 12، ص 32، ح 33851، غيبة النعماني، ص 214، ب 6، ح 16، قال: لا يزال هذا الاسلام.
3- . في شرح راموز الأحاديث المسمّى بلوامع العقول (ج 5، ص 150) قال الطيبي:« الى» هنا نحو« حتّى» في الرواية الأخرى، لأن التقدير« لا يزال الدين قائما حتى يكون عليهم اثنا عشر خليفة» في أن ما بعدها داخل فيما قبلها، ذكر الكشّاف في قوله تعالى: (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ) «إلى» يفيد معنى الغاية قطعا فأمّا دخولها في الحكم و خروجها فأمر يدور مع الدليل فما فيه دليل على الدخول قولك« حفظت القرآن من أوّله الى آخره» لأنّ الكلام مسوق لحفظ القرآن كلّه ... انتهى.
4- . صحيح مسلم: الباب المذكور، الملاحم لابن المنادي: ص 113، باب سياق المأثور سنيدا في الخلفاء.
5- . صحيح مسلم: الباب المذكور، كنز العمّال: ج 12، ص 32، ح 33850، المعجم الكبير: ج 2، ص 213، ح 1791، إلّا أنه قال: (هذا الدين).

انطلقت الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم و معي أبي فسمعته يقول: لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة، فقال كلمة صمّنيها(1)

الناس، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلّهم من قريش.

ص: 16


1- . قال بعض المحشّين: قوله: (صمّنيها الناس) هكذا في عامّة النسخ أي اصمّوني عنها فلم أسمعها لكثرة كلامهم و لغطهم. و قال الآبي: و لبعضهم (اصمّنيها) أي بالهمزة، قلت: و كذلك أوردها في النهاية بالهمزة أيضا و لعل ذلك هو الصواب، فقد قال في المصباح: و لا يستعمل الثلاثي متعدّيا فلا يقال: صمّ اللّه الأذن و اقتصر في القاموس و غيره على أصمه و صمّمه في المتعدي من هذه المادّة و في نسخة (صمّتنيها الناس) أي أسكتوني عن السؤال عنها (انتهى). ثم إن هنا سؤالين ينبغي الإشارة إليهما و الجواب عنهما، أحدهما: أن ظاهر هذه الأحاديث يدل على أن الاثني عشر يملكون الأمر ظاهرا و فعليا و لا تخرج الولاية و الخلافة عنهم إلى غيرهم، فهم حائزون للخلافة الظاهرة كالخلافة الباطنة التي أقرّ بثبوتها للائمة الاثني عشر المعروفين من أهل البيت عليهما السلام جماعة من أكابر أهل السنة، و الحال أنه لم يملك منهم الأمر في الظاهر إلّا الإمام علي و ابنه الإمام الحسن عليهما السلام، في مدة قليلة لا تتجاوز عن ستّ سنين، و أما الإمام الثاني عشر المهديّ القائم في آخر الزمان عليه السلام، فلم يملك بعد، إذا فما معنى هذه الأحاديث و هل الظاهر منها المعنى المذكور أو معنى آخر؟ و الجواب عن ذلك: أنّ هذه الأحاديث إنشاء و أمر و نصب لا إخبار و إعلامٌ كقوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:« الناس تبع لقريش» فإنّ جملة الحديث كما صرّح بعضهم في شرحه و إن كانت خبرية لكنّها بمعنى الأمر (إنشائية) أي ائتمّوا بقريش، و كونوا تبعا لهم، و قال: يدلّ عليه قوله عليه الصلاة و السلام في رواية أخرى: قدموا قريشا و لا تقدّموها. و كقوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:« لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان». فإنّ المراد به الأمر و الحكم و الاختصاص الشرعي و إن كان لفظه لفظ الخبر و هو ما استظهره ابن حجر. و لا شبهة أيضا في أنّ أحاديث الاثني عشر تدلّ على الأمر و الحكم، و أن الأمر و الحكم و الملك و الإمامة و الخلافة الشرعية لهم دون غيرهم و أنّه يجب على الناس الائتمام بهم و اطاعتهم فهم أولو الأمر الذين أوجب اللّه على الأمّة إطاعتهم و قرن طاعتهم بطاعة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حديث الثقلين المتواتر، فقال: فلا تقدّموهم فتضلّوا و لا تأخّروا عنهم فتهلكوا. و هذا واضح، مضافا إلى ما في نفس هذه الأحاديث من الدلالة على ذلك. ثانيهما: السؤال عن وجه كثرة كلامهم و لغطهم و علّة صراخهم، و ضجّتهم التي أصمّت جابرا بل منعت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من إتمام خطبته و بيان ما لعلّه كان بصدده من تعريف الاثني عشر بأكثر من ذلك. و الجواب عن هذا السؤال كما قال بعض الشارحين للأحاديث: أنّه قد ظهر عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حجّة الوداع ما فهموا منه قرب ارتحاله إلى الرفيق الأعلى، و ظهر منه أنه يريد في هذه الحجّة إكمال الدين و إتمام النعمة بإعلان النظام الشرعي في الحكومة و الدولة، و إبلاغ ما أنزل اللّه تعالى عليه في الإدارة و السياسة و الوصية لمن يصلح للقيادة و الولاية، فقد أكّد و كرّر الوصية بالثقلين« الكتاب و العترة» بادئا بقوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:« إنّي تارك فيكم الثقلين» الظاهر في أنه وصيّة منه و أن رجوعه الى المولى جلّ شأنه قريب، و أوصاهم بالتمسك بهما فقال:« ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا أبدا فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» و حذّرهم التقدم عليهما الموجب للضلال و التأخر عنهما الموجب للهلاك، كما أعلن ولاية الإمام علي عليه السلام في غدير خم بالإعلان و البلاغ الذي لم نجد مثله منه في إبلاغ حكم من الأحكام، و كان في القوم فئة لا ترتضي ذلك لأهواء سياسية خاصّة، و هم الذين خالفوا نصوص الثقلين و غيرها و تركوا التمسك بالعترة و الأخذ عنهم، و الائتمام بهم و بالغوا في ذلك و في صرف الناس عنهم، حتى إنّهم رجّحوا الأخذ عن أعداء العترة الطاهرة و مبغضيهم على الأخذ من أحاديث أهل البيت و شيعتهم، و الكلام في ذلك طويل، و نكتفي بما قيل للشافعي: إنّ ناسا لا يصبرون على سماع منقبة أو فضيلة لأهل البيت، و إذا سمعوا أحدا يذكرها قالوا: هذا رافضي و أخذوا في حديث آخر، فأنشأ الشافعي يقول: إذا في مجلس ذكروا عليّا *** و سبطيه و فاطمة الزكية فأجرى بعضهم ذكرى سواهم *** فأيقن أنه لسلقلقية و قال تجاوزوا يا قوم هذا *** فهذا من حديث الرافضية برئت الى المهيمن من اناس *** يرون الرفض حبّ الفاطمية على آل الرسول صلاة ربّي *** و لعنته لتلك الجاهلية فردوس الأخبار: ج 5، ذيل ح 8319 عن تنزيه الشريعة: ج 1، ص 399. نعم هذه الفئة السياسية التي تحزّبت و تشكّلت في حياة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لما رأت أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لا يدع تكرار التنصيص على هذا الأمر و إتمام الحجّة عليهم سعت سعيها لإخفاء ذلك فلما رأوا أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يصرّح بعدد الخلفاء خافوا من سماع القوم كلامه و كلمته التي خفيت على جابر لكثرة صراخهم و شدة ضجّتهم و لعلّه قال:« كلّهم أهل بيتي» أو قال على ما في بعض طرق الحديث« من بني هاشم» أو غير ذلك، و خافوا من ذلك، و من أن يأتي بتمام كلامه و يتمّ خطبته فيعرّف الاثني عشر بأوصافهم المختصة بهم و بأسمائهم فضجّوا و رفعوا أصواتهم بالصراخ أو التكبير حتى لم يستيقن ابن سمرة حسب ما جاء في بعض طرق الحديث قال: فزعم أنّه قال: ... الخ. و الذي يؤيد هذا النظر و يقرّبه ما صدر عن هذه الفئة عند ما أراد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كتابة وصيّته و طلب الدواة و القرطاس حتّى يكتب لهم ما لا يضلّون بعده أبدا كما ضمن لهم ذلك بالتمسك بالكتاب و العترة في حديث الثقلين، فمنعتها هذه الفئة التي غلبت على الحكم و السلطان بعده، فقالوا فيه غلب عليه الوجع، أي لا يفهم ما يقول و يقول هجرا و هذيانا، كلمة لا يرضى أحد ان تقال لأبيه و هو في مثل هذه الحالة، فكان ابن عباس يقول: الرزية كل الرزية ما حالوا بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه[ و آله] و سلّم و وصيّته. و لا حول و لا قوة إلّا باللّه، و إنّا للّه و إنّا إليه راجعون.

ص: 17

22-(1)-

صحيح مسلم: حدثنا قتيبة بن سعيد و أبو بكر بن أبي شيبة قالا: حدثنا حاتم (و هو ابن اسماعيل)، عن المهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد بن ابي وقّاص قال: كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشي ء سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم؟22-(2)-

صحيح مسلم: حدثنا قتيبة بن سعيد و أبو بكر بن أبي شيبة قالا: حدثنا حاتم (و هو ابن اسماعيل)، عن المهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد بن ابي وقّاص قال: كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشي ء سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم؟قال: فكتب إليّ: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول: لا يزال الدين قائما حتّى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش ... الحديث.

23-(3)-

سنن أبي داود: حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، ثنا داود، عن عامر، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: لا يزال هذا الدين عزيزا الى اثني عشر خليفة فكبّر الناس و ضجّوا، ثم قال كلمة خفيت، قلت لأبي: يا أبة ما قال؟

قال: كلّهم من قريش.

24-(4)-

سنن الترمذي: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، حدثنا عمر بن عبيد الطنافسي، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يكون من بعدي اثنا عشر أميرا، قال: ثمّ تكلّم بشي ء لم أفهمه فسألت الذي يليني فقال: قال:

ص: 18


1- . صحيح مسلم: الباب المذكور، مختصر صحيح مسلم للمنذري: ح 1196، مسند احمد: ج 5، ص 89، مسند أبي يعلى: ج 13، ص 456، ح 23 (7463)، المعجم الكبير: ج 2، ص 218، ح 1809 إلّا أنه قال: (أو يكون اثنا عشر)، كنز العمّال: ج 12، ص 32، ح 33855 و لم يذكر (عليكم)، غيبة النعماني: ص 120، ب 6، ح 9، إلّا أنه قال: أو يكون على الناس. أقول: و أخرج مسلم نحو حديث حاتم بطريق آخر عن عامر.
2- . صحيح مسلم: الباب المذكور، مختصر صحيح مسلم للمنذري: ح 1196، مسند احمد: ج 5، ص 89، مسند أبي يعلى: ج 13، ص 456، ح 23 (7463)، المعجم الكبير: ج 2، ص 218، ح 1809 إلّا أنه قال: (أو يكون اثنا عشر)، كنز العمّال: ج 12، ص 32، ح 33855 و لم يذكر (عليكم)، غيبة النعماني: ص 120، ب 6، ح 9، إلّا أنه قال: أو يكون على الناس. أقول: و أخرج مسلم نحو حديث حاتم بطريق آخر عن عامر.
3- . سنن أبي داود: كتاب المهدي. أقول: روى أبو داود أيضا في الدلالة على الاثني عشر عن جابر بن سمرة بطريقين آخرين و رواه الخطيب باللفظ المذكور في تاريخ بغداد: ج 12، ص 126، رقم 516 بطريقين عنه إلّا أنّه قال: فقال كلمة خفية، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: كلّهم من قريش. و لا يخفى عليك أن تخريج ابي داود هذه الأحاديث في مفتتح كتاب المهدي من سننه يدلّ على أنه عدّه عليه السلام من الخلفاء الاثني عشر، و إلّا فلا مناسبة لذكره هنا، و الظاهر أن هذا رأي غيره من مخرجي هذه الأحاديث، و صرّح بذلك ابن كثير في نهاية البداية و النهاية (ج 1، ص 18).
4- . سنن الترمذي: كتاب الفتن، ب 46، ما جاء في الخلفاء، ح 2223. و في الباب عن ابن مسعود و عبد اللّه بن عمرو. أقول: و أخرج الحديث عن الترمذي في كنز العمال: ح 33803، و أخرج نحوه في تاريخ بغداد: بإسناده عن جابر، ج 14، ص 353، رقم 7673 و فيه: يكون بعدي، المعجم الكبير: ج 2، ص 236، ح 1875 و ص 248، ح 1923 و ص 251، ح 1936 و في هذه الثلاثة قال: يكون بعدي، و ص 283، ح 2063، غيبة النعماني: ص 123، ب 6، ح 14، و ص 120، ب 6، ح 8 قال: يقوم من بعدي.

كلّهم من قريش. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

حدثنا أبو كريب، حدثنا عمر بن عبيد، عن أبيه، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن جابر بن سمرة، عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم مثل هذا الحديث قد روي من غير وجه عن جابر بن سمرة. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب. يستغرب من حديث أبي بكر بن أبي موسى، عن جابر بن سمرة.25-(1)-

المعجم الكبير: حدثنا علي بن عبد العزيز و أبو مسلم الكشي قالا: ثنا حجاج بن المنهال، حدثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن جابر أنّ النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال:

لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة.

حدثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، عن داود بن أبي هند ... مثله.

26-(2)-

المعجم الكبير: حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، ثنا محمد بن عبد الرحمن العلاف، ثنا محمد بن سواء، ثنا سعيد، عن قتادة، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة قال: كنت مع أبي عند النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فقال: يكون لهذه الأمّة اثنا عشر قيّما لا يضرّهم من خذلهم ثم همس رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم بكلمة لم أسمعها، فقلت لأبي: ما الكلمة التي همس بها النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم؟ قال: كلّهم من قريش.

27-(3)-

المعجم الكبير: حدثنا علي بن عبد العزيز و أبو مسلم الكشي، ثنا حجاج بن المنهال، و حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا أبو الربيع الزهراني قالا: ثنا حمّاد بن زيد، ثنا مجالد، عن الشعبي، عن جابر قال: خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يوما فسمعته يقول: لن يزال هذا الدين عزيزا منيعا ظاهرا على من ناواه حتى يملك اثنا عشر كلّهم، ثم لغط الناس فتكلّموا فلم أفهم قوله بعد «كلّهم»، فقلت لأبي. يا أبتاه، ما بعد قوله «كلّهم»؟ قال: كلّهم من قريش.

28-(4)-

المعجم الكبير: حدثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو اسامة، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر قال: سمعت النبيّ صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم في حجّة الوداع يقول: لا يزال هذا الأمر ظاهرا على من ناواه لا يضرّه مخالف و لا مفارق حتّى يمضي اثنا عشر خليفة من قريش.

ص: 19


1- . المعجم الكبير: ج 2، ص 214، ح 1792 و 1793.
2- . المعجم الكبير: ج 2، ص 214، ح 1794، المعجم الأوسط: ج 3، ص 437، ح 2943، كنز العمال: ج 12، ص 33، ح 33858.
3- . المعجم الكبير: ج 2، ص 214، ح 1795.
4- . المعجم الكبير: ج 2، ص 215، ح 1796؛ كنز العمال: ج 12، ص 33، ح 33852؛ لوامع العقول (شرح راموز الأحاديث): ج 5 ص 151.

29-(1)-

المعجم الكبير: حدثنا يوسف القاضي، ثنا ابو الربيع الزهراني، ثنا جرير، عن المغيرة، عن الشعبي، عن جابر قال: كنت عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فسمعته يقول: لا يزال أمر هذه الأمّة ظاهرا حتى يقوم اثنا عشر، و قال كلمة خفيت عليّ و كان أبي أدنى إليه مجلسا منّي، فقلت: ما قال؟ قال: كلّهم من قريش.

30-(2)-

المعجم الكبير: حدثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثنا الحسن بن قزعة، ثنا حصين بن نمير، ثنا حصين بن عبد الرحمن، عن الشعبي، (عن جابر) قال: انتهيت الى النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم مع أبي فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا يزال هذه الأمّة مستقيم أمرها حتى يكون اثنا عشر خليفة، ثم قال كلمة خفية، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلّهم من قريش.

31-(3)-

المعجم الكبير: حدثنا القاسم بن زكريّا، ثنا محمد بن عبد الحليم النيسابوري، ثنا مبشّر بن عبد اللّه (ح) و حدثنا جعفر بن محمد النيسابوري، ثنا أحمد بن يوسف السلمي، ثنا عمر بن عبد اللّه بن رزين، كلاهما عن سفيان بن حسين، عن سعيد بن عمرو بن أشوع، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة السوائي قال: جئت مع أبي إلى المسجد و النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يخطب فسمعته يقول: يكون من بعدي اثنا عشر خليفة، ثم خفض صوته فلم أدر ما يقول، فقلت لأبي: ما يقول؟ قال:

كلّهم من قريش.

32-(4)-

المعجم الكبير: حدثنا أحمد بن زهير التستري، ثنا محمد بن عثمان بن كرامة، ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن داود الأودي، عن عامر و عن أبيه قالا: سمعنا جابر بن سمرة يقول: كنّا عند النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فقال: لا يزال هذا الأمر قائما حتى يمضي اثنا عشر أميرا، قال: و قصر بكلمة لم أسمعها قال: فلما سكت النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قلت لأبي سمرة: ما الكلمة التي قصر بها؟ قال: كلّهم من قريش.33-(5)-

المعجم الكبير: حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا الحسن بن إدريس الحلواني، ثنا سليمان بن أبي هوذة، ثنا عمرو بن أبي قيس، عن فرات القزاز، عن عبيد اللّه، عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع أبي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فجلسنا عنده فقال:

ص: 20


1- . المعجم الكبير: ج 2، ص 215، ح 1797، كنز العمال: ج 12، ص 33، ح 33853، و في آخره قال: اثنا عشر كلّهم من قريش.
2- . المعجم الكبير: ج 2، ص 215، ح 1798.
3- . المعجم الكبير: ج 2، ص 215، ح 1799، كفاية الأثر: ص 50، ب 6، ح 2 نحوه.
4- . المعجم الكبير: ج 2، ص 216، ح 1801.
5- . المعجم الكبير: ج 2، ص 226، ح 1841.

لا يزال الإسلام ظاهرا حتى يكون اثنا عشر أميرا أو خليفة كلّهم من قريش.

34-(1)-

المعجم الكبير: حدثنا عبد اللّه بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف (ح) و حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا شهاب بن عباد قالا: ثنا إبراهيم بن حميد، عن ابن أبي خالد، عن أبيه، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا يزال هذا الدين قائما حتى يقوم اثنا عشر خليفة، قال إسماعيل: أظن ظنّا أن أبي قال: كلّهم تجتمع عليه الأمّة.

35-(2)-

المعجم الكبير: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا فطر، أنا أبو خالد قال: سمعت جابر بن سمرة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا يضرّ هذا الدين من ناواه حتى يقوم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش.

36-(3)-

المعجم الكبير: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا سهل بن عثمان، ثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا يزال هذا الأمر قائما حتى يكون اثنا عشر خليفة.

37-(4)-

المعجم الكبير: حدثنا أبو زيد الحوطي، ثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي (ح) و ثنا احمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، ثنا أبي، ثنا إسماعيل بن عياش، عن جعفر بن الحارث، عن العوام بن حوشب، عن المسيب بن رافع، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: إن هذا الأمر لا يزال ظاهرا لا يضرّه من خالفه حتى يقوم اثنا عشر أميرا كلّهم من قريش.

ص: 21


1- . المعجم الكبير: ج 2، ص 228، ح 1849، و ح 1850 و 1851، الملاحم لابن المنادي: باب سياق المأثور سنيدا في الخلفاء ص 112 قال: أظنّ أبي قال: كلّهم من قريش تجتمع عليه الأمة، و الظاهر كون قوله: كلّهم تجتمع عليه الأمة، من كلام أبي خالد، و إن كان من قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فالوجه الصحيح المقبول في تفسيره أنّ المقصود منه اجتماع الأمّة على الإيمان بإمامتهم عند ظهور المهدي عليه السلام الذي هو آخرهم، و يدل على عدم كون هذه الجملة من الحديث أنّه لم يذكره غير إسماعيل بن أبي خالد و ليست في غيره من أحاديث الباب الكثيرة جدا حتى أنّ اسماعيل بن أبي خالد لم يذكرها فيما روي عنه بغير هذا الطريق، مع أن اسماعيل أيضا نقله ظنّا لا جزما فلا اعتبار بها.
2- . المعجم الكبير: ج 2، ص 229، ح 1852، الملاحم لابن المنادي: ص 113 باب سياق المأثور سنيدا في الخلفاء، السنن الواردة في الفتن: ج 2، باب ما جاء أن ... من قريش و أن الملك لا يزال فيهم، ج 9، و ج 5، باب ما جاء في من يلي أمر هذه الأمة من ولاة العدل، ح 4، كنز العمال: ج 12، ص 33، ح 33856، غيبة النعماني: ص 107، ب 4، ح 38 إلّا أنه قال: (حتى يمضي).
3- . المعجم الكبير: ج 2، ص 236، ح 1876.
4- . المعجم الكبير: ج 2، ص 238، ح 1883.

38-(1)-

المعجم الكبير: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني، حدثنا ابو جعفر النفيلي، (ح) و حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني، حدثني أبي قالا: ثنا زهير، ثنا زياد بن خيثمة، عن الاسود بن سعيد الهمداني، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا تزال هذه الأمّة مستقيم أمرها ظاهرة على عدوّها حتى يمضي منهم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش، فلمّا رجع إلى منزله أتته قريش قالوا: ثم يكون ما ذا؟ قال: ثم يكون الهرج.

39-(2)-

المعجم الكبير: حدثنا الحسن بن علوية القطان، ثنا إسماعيل بن عيسى العطار، ثنا محمد بن حمير، عن اسماعيل بن عياش، عن جعفر بن الحارث، عن حصين بن عبد الرحمن، عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع ابي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فقال:

إنّ هذا الأمر لن يمضي و لا ينقضي حتى ينقضي اثنا عشر خليفة، ثم تكلّم بشي ء لم أفهمه، قلت لأبي: ما الذي قال؟ قال: كلّهم من قريش.

حدثنا محمد بن هشام المستملي، ثنا علي بن المديني، ثني سفيان، عن حصين بن عبد الرحمن، عن جابر بن سمرة، عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم مثله.

40-(3)-

المعجم الكبير: حدثنا عبدان بن أحمد، ثنا زيد بن الحريش، حدثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله]و سلّم و هو يخطب على المنبر يقول: اثنا عشر قيّما من قريش لا يضرّهم عداوة من عاداهم، قال: فالتفتّ خلفي فإذا أنا بعمر بن الخطاب و أبي في ناس فأثبتوا لي الحديث كما سمعت.

ص: 22


1- . المعجم الكبير: ج 2، ص 282، ح 2059، كنز العمال: ج 12، ص 32، ح 33848 إلّا أنه قال: (مستقيما) و قال: (المرج)، و راجع نهاية البداية و النهاية: ج 1، ص 17، غيبة النعماني: ص 119، ب 6، ح 7.
2- . المعجم الكبير: ج 2، ص 285، ح 2068 و 2069.
3- . المعجم الكبير: ج 2، ص 286، ح 2073، مجمع الزوائد: ج 5، ص 191، باب الخلفاء الاثني عشر. أقول: أخرج الطبراني أحاديث جابر في معجمه الكبير: ج 2، من سبعة و ثلاثين طريقا هذه أرقامها: 1791 و 1792 و 1793 و 1794 و 1795 و 1796 و 1797 و 1798 و 1799 و 1800 و 1801 و 1808 و 1809 و 1841 و 1850 و 1851 و 1852 و 1875 و 1876 و 1883 و 1896 و 1923 و 1936 و 1964 و 2007 و 2044 و 2059 و 2060 و 2061 و 2062 و 2063 و 2067 و 2068 و 2069 و 2070 و 2071 و 2073. و لا أجدك تظنّ أنّ جابرا سمع النص على الاثني عشر عليهم السلام مرّة واحدة، لأن في هذه الأحاديث ما هو صريح على أنّه سمعها منه غير مرّة، فتارة عشية رجم الأسلمي، و اخرى في حجة الوداع في خطبته بعرفة كما سمع منه ذلك لمّا دخل على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مع أبيه و قد سمع منه و هو يخطب في المسجد فراجعها و أمعن النظر فيها.

41-(1)-

المعجم الأوسط: حدثنا أحمد قال: حدثنا الحسين قال:

حدثنا سليمان، عن عمرو، عن فرات القزاز، عن عبيد اللّه بن عباد، عن جابر بن سمرة قال: دخلت أنا و أبي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فصلّى بنا فلمّا سلّم أومأ الناس بأيديهم يمينا و شمالا فأبصرهم فقال: ما شأنكم تقلبون أيديكم يمينا و شمالا كأنّها أذناب الخيل الشمس؟

إذا سلّم أحدكم فليسلّم على من على يمينه و على من [على] يساره، فلمّا صلّوا معه أيضا لم يفعلوا ذلك، قال: و جلسنا معه فقال: لا يزال الإسلام ظاهرا حتى يكون اثنا عشر أميرا أو خليفة كلّهم من قريش.

42-(2)-

الملاحم لابن المنادي: حدثنا أحمد بن زهير قال: نبأ عبد اللّه بن عمر قال: نبأ سليمان قال: حدثنا ابن عون، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة ذكر النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم أنه قال: لا يزال الدين منيعا ينصر أهله على من ناواهم الى اثنا (اثني) عشر خليفة. فجعل الناس يقومون و يقعدون فتكلم كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي أو لأخي:

أيّ شي ء قال؟ فقال: كلّهم من قريش.

43-(3)-

المستدرك على الصحيحين: أخرج بسنده عن جرير، عن المغيرة، عن الشعبي، عن جابر قال: كنت عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فسمعته يقول: لا يزال أمر هذه الأمّة ظاهرا حتى يقوم اثنا عشر خليفة، و قال كلمة خفيت عليّ و كان أبي أدنى إليه مجلسا منّي فقلت: ما قال؟ فقال: كلّهم من قريش.44-(4)-

تيسير الوصول: و عن جابر بن سمرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا يزال هذا الأمر عزيزا منيعا الى اثني عشر كلّهم من قريش، قيل: ثم يكون ما ذا؟ قال: ثمّ يكون الهرج.

أخرجه الخمسة إلّا النسائي إلى قوله (من قريش) و أخرج باقيه أبو داود.

45-(5)-

نهاية البداية و النهاية: ثبت في الصحيحين من رواية عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يكون اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش.

ص: 23


1- . المعجم الأوسط: ج 1، ص 474، ح 863.
2- . الملاحم لابن المنادي: ص 113، باب سياق المأثور سنيدا في الخلفاء، غيبة النعماني: ص 103، ب 4، ح 33 و لفظه: لا يزال أهل هذا الدين ينصرون على من ناواهم إلى اثني عشر خليفة و قال: (لأبي أو آخر)، غيبة الشيخ: ص 88، عن النعماني.
3- . المستدرك على الصحيحين، كتاب معرفة الصحابة: ج 3، ص 317- 617، ط بيروت.
4- . تيسير الوصول إلى جامع الأصول: ج 2، ص 34، كتاب الخلافة و الإمارة، ب 1، ف 1.
5- . نهاية البداية و النهاية: ج 1، ص 17. أقول: لم أجد الحديث بهذا اللفظ في الصحيحين فمن المحتمل كون هذا المتن في نسخة أخرى منهما كانتا عنده غير ما بأيدينا من النسخ المطبوعة، كما يمكن كونه نقلا بالمضمون و ما اتّفق عليه جميع الأحاديث و هو أنّ الخلفاء اثنا عشر و هذا أقرب و موافق لبعض الفاظه في مسند أحمد و معجم الطبراني، غير أنّ الأوّل أخرج (يكون بعدي) و الثاني قال: (يكون من بعدي).

46-(1)-

ينابيع المودة: عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال: كنت مع أبي عند النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فسمعته يقول:

بعدي اثنا عشر خليفة، ثم أخفى صوته، فقلت لأبي: ما الذي أخفى صوته؟ قال: قال: كلهم من بني هاشم.

47-(2)-

تاريخ الخلفاء: قال عبد اللّه بن أحمد، حدثنا محمد بن أبي بكر المقدسي، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا ابن عون، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة، عن النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قال: لا يزال هذا الأمر عزيزا ينصرون على من ناوأهم عليه اثنا عشر خليفة كلهم من قريش.48-(3)-

الجمع بين الصحيحين: عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: ليكونن بعدي اثنا عشر أميرا كلّهم من قريش.

49-(4)-

فردوس الأخبار: جابر بن سمرة: لا يزال هذا الأمر قائما (حتّى) يمضي اثنا عشر امراء كلّهم من قريش.

50-(5)-

غيبة النعماني: عن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثني جرير عن حصين بن عبد الرحمن، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقول: يقوم من بعدي اثنا عشر أميرا، قال:

ص: 24


1- . ينابيع المودة: ب 77، ص 445، مودة القربى و أهل العباء، المودة العاشرة في عدد الائمة و أن المهدي منهم عليهم السلام، تبيين المحجة: ص 215 و يؤيد لفظ هذا الحديث و تفسير سائر الأحاديث ما قاله أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام: بنا يستعطى الهدى و يستجلى العمى إن الائمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم و لا تصلح الولاة من غيرهم. و يؤيد ذلك روايات كثيرة دلّت على اصطفاء بني هاشم و أنّ اللّه اختارهم من قريش و انهم صفوة اللّه من الخلق و ان الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم صفوته تعالى من بني هاشم، فإذا كانت النبوة تختص بالصفوة من الصفوة فالولاية و الإمامة تختصّ بالصفوة التي اصطفي منها النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الأصفى ثم الأصفى.
2- . تاريخ الخلفاء: فصل مدة الخلافة، ص 7. أقول: روى الحديث في الصواعق: ف 3، ب 1، ص 18، من طرق عدّة، قال: فمن تلك الطرق، لا يزال هذا الأمر عزيزا ينصرون على من ناوأهم عليه الى اثني عشر خليفة كلّهم من قريش. (قال) رواه عبد اللّه بن أحمد بسند صحيح.
3- . كشف اليقين: ب 2، البحث التاسع عشر، ص 71.
4- . فردوس الأخبار: ج 5، ص 7705.
5- . غيبة النعماني: ص 120، ب 6، ح 8.

ثم تكلّم بشي ء لم أسمعه فسألت القوم و سألت أبي و كان أقرب إليه منّي، فقال: قال: كلّهم من قريش.

51-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا محمد بن علي رضي اللّه عنه قال:

حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أبو علي محمد بن علي بن إسماعيل بالري قال: حدثنا الفضل (فضل بن خ ل) عبد الجبار المروزي قال: حدثنا علي بن الحسن يعني ابن شقيق قال: حدثنا الحسين بن وافد، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: أتيت النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فسمعته يقول: إن هذا الأمر لن (لا خ ل) ينقضي حتى يملك اثنا عشر خليفة، و قال كلمة خفية (خفيفة خ ل) فقلت لأبي: ما قال؟

فقال: كلّهم من قريش.52-(2)-

كمال الدين: حدثنا احمد بن محمد بن إسحاق الدينوري قال: حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال: حدثنا إسحاق بن ابراهيم بن شاذان قال: حدثنا الوليد بن هشام قال: حدثنا محمد بن ذكوان قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن سيرين، عن جابر بن سمرة قال: كنّا عند النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فقال: يلي هذا الأمر اثنا عشر.

قال: فصرخ الناس فلم أسمع ما قال: فقلت لأبي- و كان أقرب الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم منّي-: ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم؟ فقال: قال: كلّهم من قريش و كلّهم لا يرى مثله.

53-(3)-

مسند أحمد: حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، ثنا حسن بن موسى، ثنا حماد بن زيد، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق قال:

ص: 25


1- . كفاية الأثر: ص 51، ب 6، ح 3. أقول: روى العلامة المجلسي في البحار: ج 36 من النصوص على الائمة الاثني عشر عن جابر بن سمرة بطرق كثيرة جدا، و في الطرائف أخرج طائفة منها ص 168- 172، و في الخصال ص 469- 473، ح 12- 30، و رواه ابن البطريق في العمدة بإسناده المذكور في أول كتابه في فضل ما جاء في الائمة الاثني عشر من متون الصحاح الستة عن الجمع بين الصحيحين و الجمع بين الصحاح الستة للعبدري بطرق كثيرة، و روى الطبرسي في إعلام الورى مما جاء من الأخبار التي نقلها أصحاب الحديث غير الإمامية و صححوها هذه الأحاديث عن جابر بن سمرة، بطرق كثيرة أيضا.
2- . كمال الدين: ج 1، ص 272، ب 24، ح 21، و قال: و قد أخرجت الطرق في هذا الحديث من طريق عبد اللّه بن مسعود و من طريق جابر بن سمرة في كتاب النص على الائمة الاثني عشر عليهم السلام بالإمامة.
3- . مسند أحمد: ج 1، ص 398، كنز العمال: ج 12، ص 33، ح 33857، عن أحمد و الطبراني و المستدرك عن ابن مسعود بهذا اللفظ: يملك هذه الامة اثنا عشر خليفة كعدّة نقباء بني إسرائيل، منتخب كنز العمال: ج 5، ص 312، تاريخ الخلفاء: ص 7، مجمع الزوائد: في باب الخلفاء الاثني عشر، ج 5، ص 190، المطالب العالية: ج 2، ص 196 بطريقين ح 2040 و 2041 عن مسدد و أبي يعلى، الدرّ المنثور: في تفسير قوله تعالى: و بعثنا منهم اثني عشر نقيبا. و رواه كما ذكر متشابهات القرآن: ج 2، ص 53، عن ابن بطّة في الابانة و أبي يعلى في مسنده و غيرهم، و قال في مقاليد الكنوز: إسناده صحيح، مودة القربى، المودة العاشرة و هي في عدد الائمة و أن المهدي منهم عليهم السلام، ينابيع المودة: ص 258 بثلاثة طرق منها عن جرير عن اشعث عن ابن مسعود عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدد نقباء بني إسرائيل، المستدرك: ج 4، ص 501 و لفظه: سألناه فقال: اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل، مسند ابي يعلى: ج 8، ص 444، ح 65 (5031) و لفظه: اثنا عشر مثل نقباء بني إسرائيل، و ج 9، ص 222، ح 356 (5322) و لفظه: اثنا عشر عدّة نقباء بني إسرائيل.

كنّا جلوسا عند عبد اللّه بن مسعود و هو يقرئنا القرآن فقال له رجل:

يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم كم يملك هذه الأمّة من خليفة؟ فقال عبد اللّه بن مسعود: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك، ثم قال: نعم و لقد سألنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم فقال: اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل.

54-(1)-

غيبة النعماني: عن مسدد بن مستورد قال: حدثني حماد بن زيد، عن مجالد، عن مسروق قال: كنا جلوسا الى ابن مسعود بعد المغرب و هو يعلّم القرآن فسأله رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن أ سألت النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم كم يكون لهذه (كم تملك هذه خ) الأمّة من خليفة؟ فقال: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق، نعم و قال:

خلفاؤكم اثنا عشر عدّة نقباء بني إسرائيل.

55-(2)-

كفاية الأثر: أخبرنا محمد بن عبد اللّه- رحمه اللّه- قال:

حدثنا أحمد بن عبد اللّه بن محمد بن عمارة الثقفي قال: حدثني أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال: حدثنا محمد بن الحسان الضرير التومني (الضرسي خ ل) قال: حدثنا عليّ بن محمد الأنصاري، عن عبد اللّه بن عبد الكريم، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن حنش بن المعتمر، عن عبد اللّه بن مسعود قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: الائمّة بعدي اثنا عشر كلّهم من قريش.

ص: 26


1- . غيبة النعماني: ص 118، ب 6، ح 5، و روى أيضا عن ابن مسعود هذا الحديث بطرق مختلفة و الفاظ متقاربة، ص 116- 111، منها ح 3، و لفظه: نعم سألنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: اثنا عشر عدّة نقباء بني إسرائيل، و ح 4 و لفظه: الخلفاء بعدي اثنا عشر خليفة كعدة نقباء بني إسرائيل، و منها غيرها مما سنذكره في الباب الثاني.
2- . كفاية الأثر: ص 27، ب 2، ح 5، بحار الأنوار: ج 36، ب 41، ص 282، ح 103، الانصاف: ح 129، كلّهم عن حنش، و حبش سهو من بعض الناسخين كما أنّ مؤلف الانصاف رضي اللّه عنه سها في نسبته كتاب الكفاية الى الصدوق.

56-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا محمد بن علي- رضي اللّه عنه- قال: حدثنا أبو علي أحمد بن الحسن بن علي بن عبد ربّه (قال ابن بابويه خ ل) قال: حدثنا أبو فرحة محمد بن يحيى بن خلف بن يزيد المروزي بالري في ربيع الأول سنة اثني (اثنتين خ ل) و ثلاثمائة قال: حدثنا إسحاق بن راهويه قال: حدثنا يحيى بن يحيى النيسابوري، عن سليمان بن بلال قال: حدثنا هشام الدستوائي، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن مسروق قال: كنّا نحن عند عبد اللّه بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ يقول له فتى شاب: هل عهد إليكم نبيّكم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كم يكون من بعده خليفة؟ قال: إنّك لحدث السنّ و إنّ هذا شي ء ما سألني عنه أحد قبلك، نعم: عهد إلينا أن يكون من بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل.57-(2)-

كفاية الأثر: حدثني علي بن محمد قال: حدثنا أبو القاسم عتاب (غياث خ ل) بن محمد الحافظ قال: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل (الفضل خ ل) و محمد بن ابي عبيد بن سواد الورّاق الثعلبي (عن الثعلبي خ ل)، عن عبد الغفار بن الحكم قال: حدثنا منصور بن أبي الأسود، عن مطرف، عن الشعبي، قال غياث (عتاب خ ل): و حدثنا إسحاق بن محمد الانماطي قال: حدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا جرير، عن اشعث بن سوار، عن الشعبي، قال عتاب (غياث خ ل): و حدثنا الحسين بن محمد الجواني (الحراني خ ل)، عن أيّوب بن محمد الوزان، حدثنا سعيد بن مسلمة، عن اشعث بن سوار، عن الشعبي، كلّهم قالوا: عن عمّه قيس بن سعد (قيس بن عبيد خ ل سعيد خ ل)- قال أبو القاسم عتاب (غياث خ ل): و هذا

ص: 27


1- . كفاية الأثر: ص 23، ب 2، ح 2، بحار الانوار: ج 36، ص 229، ب 41، ح 8، عن العيون و الخصال و كمال الدين بإسناد يختلف بعضها مع هذا، و بألفاظ بعضها مثله و بعضها نحوه، اللوامع الإلهية: ص 286 اللامع الحادي عشر.
2- . كفاية الأثر: ص 25، ب 2، ح 3. أقول: كان الأولى إخراج هذا الحديث تحت رقمين، لأنه حديثان إلّا أنّا ذكرناه تحت رقم واحد لموافقة لفظ الأول منها مع غيره مما أخرجناه إلّا في حرف واحد، و كيف كان فقد رواه كمال الدين: ج 1، ص 271، الخصال: ج 2، ص 467، ح 8، أبواب الاثني عشر، العيون: ج 1، ص 49، ح 11، الأمالي: عن عتاب ص 275، م 51، ح 6، إلّا أنّ فيها قبل قول:« و قال جرير» قال:« و قال أبو عروبة في حديثه: نعم عدّة نقباء بني إسرائيل». و لا يخفى عليك أن النص على الاثني عشر قد روي في البحار و عيون أخبار الرضا و الأمالي و الخصال و كمال الدين و الانصاف و استقصاء النظر و اعلام الورى و غيرها عن عبد اللّه بن مسعود بطرق كثيرة، و رواه ابن شهرآشوب في المناقب عن ابي يعلى الموصلي في مسنده عن شيبان بن فروخ عن حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي عن مسروق قال: كنّا جلوسا عند عبد اللّه بن مسعود ... ثم قال: نعم، فسألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: اثنا عشر مثل نقباء بني إسرائيل، قال: أخرجه ابن بطة في الإبانة و أحمد في مسنده عن ابن مسعود، و قد رواه عثمان بن ابي شيبة و أبو سعيد الأشج و أبو كريب و محمود بن غيلان و علي بن محمد و إبراهيم بن سعيد و عبد الرحمن بن أبي حاتم كلهم جميعا عن أبي أسامة عن مجالد عن الشعبي.

حديث مطرف (مطرق خ ل)- قال: بينما (بينا خ ل) كنّا جلوسا في المسجد و معنا عبد اللّه بن مسعود فجاء أعرابي فقال: فيكم عبد اللّه بن مسعود؟ قال: نعم أنا عبد اللّه بن مسعود فما حاجتك؟ قال: يا عبد اللّه أخبركم نبيكم كم يكون فيكم من خليفة؟

فقال: لقد سألتني عن شي ء ما سألني عنه أحد منذ (مذ) قدمت العراق، نعم: اثنا عشر (باثني عشر خ ل) عدّة نقباء بني إسرائيل.

و قال: جرير عن أشعث، عن ابن مسعود، عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: الخلفاء بعدي اثنا عشر بعدّة (كعدّة خ ل) نقباء بني إسرائيل:

58-(1)-

كمال الدين: حدثنا محمد بن عمر الحافظ قال: حدثني أبو بكر محمد بن علي المقري، كان يلقّب ب (قطاة) قال: حدثني أحمد بن محمد بن يحيى السوسي قال: حدثنا عبد العزيز بن أبان قال: حدثنا سفيان الثوري، عن جابر، عن الشعبي، عن مسروق قال: سألت عبد اللّه هل أخبرك النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كم بعده خليفة؟ قال: نعم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش.

59-(2)-

مقتضب الأثر: حدثنا عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم و محمد بن عبد اللّه بن عتاب و محمد بن ثابت الصيلنابي ثلاثتهم قالوا: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: حدثنا سليمان بن حرب الواشجي قال: حدثنا حماد بن زيد، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق قال: كنّا جلوسا عند عبد اللّه بن مسعود و هو يقرئنا القرآن فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم كم يملك أمر هذه الأمّة من خليفة بعده؟ فقال له عبد اللّه: ما سألني أحد عنها منذ قدمت العراق، سألنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: اثنا عشر عدّة نقباء بني إسرائيل.

60-(3)-

الملاحم: حدثنا علي بن سهل و أحمد بن زهير قالا: أنبأنا محمد بن بكير أبو الحسين الحضرمي قال: نبا يونس بن أبي العفو، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه و اسمه وهب بن عبد اللّه السوائي الكوفي قال: كنت

ص: 28


1- . كمال الدين: ج 1، ص 279، ب 24، ح 26؛ الانصاف: ص 292، باب الميم، ح 264؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 255، ب 41، ح 73.
2- . مقتضب الأثر: في باب ما رواه أصحاب الحديث عامة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في أعداد الائمة الاثني عشر عليهم السلام و أسمائهم، ص 3، ح 1، إثبات الهداة: ج 3، ص 196.
3- . الملاحم لابن المنادي: ص 113، باب سياق المأثور سنيدا في الخلفاء، و فيه سقط يظهر من المستدرك على الصحيحين: ج 3، كتاب معرفة الصحابة، ص 618 بسنده عن أبي جحيفة قال: كنت مع عمّي عند النبي صلّى اللّه عليه[ و آله] و سلّم فقال: لا يزال أمر أمّتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة، ثم قال كلمة و خفض بها صوته، فقلت لعمّي و كان أمامي: ما قال يا عم؟ قال: قال يا بني: كلّهم من قريش، راجع أيضا كنز العمال: ج 12، ص 33، ح 33849، عن الطبراني و ابن عساكر، مجمع الزوائد: ج 5، ص 190، باب الخلفاء الاثني عشر، قال: رواه الطبراني في الأوسط و الكبير و البزار و رجال الطبراني رجال الصحيح، الاستنصار في النص على الائمة الأطهار: ص 25، أخبار اصبهان: ج 2، ص 176، باب الميم، من اسمه محمد، و فيه يونس بن أبي يعفور.

عند النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم و هو يخطب فقال صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: ألا لا يزال أمر أمّتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش، قال: و خفض بها صوته، فقال: يا بني كلّهم من قريش (كذا).

61-(1)-

كنز العمّال: لن يزال هذا الدين قائما الى اثني عشر من قريش فإذا هلكوا ماجت الأرض بأهلها. (ابن النجار عن أنس).

62-(2)-

الابانة: بإسناده عن عبد اللّه بن اميّة مولى مجاشع، عن يزيد الرقاشي، عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: لا يزال هذا الدين قائما الى اثني عشر من قريش فإذا مضوا ساخت (ماجت خ ل) الأرض بأهلها.

63-(3)-

غيبة النعماني: عبد السلام بن هاشم البزاز قال: حدثنا عبد اللّه بن ابي اميّة، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لن يزال هذا الأمر قائما إلى اثني عشر قيّما من قريش. ثم ساق الحديث الى آخره.

64-(4)-

كفاية الأثر: حدثنا ابو الحسن علي بن الحسن بن محمد بن مندة قال: حدثنا هارون بن موسى رضي اللّه عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة الرقي (الرحى خ ل) بمصر قال: حدثني أبي قال:حدثنا محمد بن

ص: 29


1- . كنز العمال: ج 12، ص 34، ح 33861.
2- . كشف الأستار: ف 1، ص 99، نقلا عن الابانة، إعلام الورى: ص 384، مسندا عن يزيد الرقاشي إلّا أنه قال: لن يزال، المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 290، عن عبد اللّه بن اميّة عن يزيد الرقاشي عن أنس إلّا أنّه ذكر: إلى اثني عشر أميرا. مقتضب الأثر: ص 3 و 4 قال: حدثني علي بن ابراهيم بن حماد الأزدي قال: حدثني أبي قال: حدثني محمد بن مروان قال: حدثني عبد اللّه بن اميّة مولى بني مجاشع عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لن يزال هذا الدين قائما الى اثني عشر من قريش فإذا هلكوا ماجت الأرض بأهلها. و أخرجه في الاستنصار: ص 24 بهذا الإسناد إلّا أنّه قال: (مولى أبي مجاشع) و قال مثل المقتضب: (ماجت)، بحار الأنوار: ج 36، ص 267، ب 41، ح 87، الانصاف: في الفصل الذي عقده بعد إخراج ثلاثمائة و ستة و عشرين حديثا في إمامة الائمة عليهم السلام، الحديث الثلاثون، ص 361.
3- . غيبة النعماني: ص 119، ب 6، ح 6، بحار الأنوار: ج 36، ص 281، ب 41، ح 102.
4- . كفاية الأثر: ص 76، ب 8، ح 6 و أخرجه بسند آخر، ص 77، ب 8، ح 7، عن القاضي أبي الفرج المعافا بن زكريا البغدادي عن ابي الحسن علي بن عقبة السناني (الشيباني خ ل) عن أبي بكر محمد بن عبد اللّه عن محمد بن غرفة (عرفة خ ل) الطائي الحمصي، (الظاهر ان الصحيح محمد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي لأنه يروي عن الفريابي) الفريابي محمد بن يوسف عن سفيان الثوري عن عاصم عن أبي العالية عن أنس، و بسند ثالث (ص 78، ب 8، ح 9) عن علي بن محمد بن متولة (سولة خ ل مقولة خ ل) عن علي بن محمد بن مهرويه القزويني عن حامد ابي حامد عن محمد بن عبد الرحمن البرقي بمصر عن عبّاس بن طالب عن عبد الواحد بن زياد عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين قالت: قال لي أنس بن مالك سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: إن الائمة ... الخ، و بسند رابع (ص 77، ب 8، ح 8) عن الحسين بن (محمد بن خ ل) بن سعيد عن ابي طالب بن يزيد الرواني (السرواني خ ل السورابي خ ل) العدل عن حميد قال: حدثنا عبد اللّه بن جعفر الرملي بالبصرة قال: حدثني سيابة بن سوار عن شعبة عن قتادة عن الحسن عن أنس بن مالك قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: الائمة بعدي اثنا عشر، فقيل يا رسول اللّه: فكم الائمة بعدك؟ قال: عدة نقباء بني إسرائيل. و اضطراب متن هذا لا يضرّ بدلالته على الائمّة الاثني عشر، بحار الأنوار: ج 36، ص 311، ب 41، ح 153 و 154 و 155 و 156، الانصاف: ح 127، عن حفصة و ح 193 عن هشام عن أنس.

خلاد أبو بكر الباهلي قال: حدثنا معاذ بن معاذ قال: حدثنا ابن عون، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الائمّة بعدي اثنا عشر، ثم أخفى صوته فسمعته يقول: كلّهم من قريش.

65-(1)-

المناقب: و مما رواه أبو الفرج محمد بن فارس الغوري المحدث بإسناده عن أنس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

يكون منّا اثنا عشر خليفة ينصرهم اللّه على من ناوأهم لا يضرّهم من عاداهم ... الخبر.

66-(2)-

كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسين (الحسن خ ل) بن محمد بن مبدة (عبدة خ ل، مندة خ ل) قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى (التلعكبري خ ل) رضي اللّه عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن غياث (الغياث خ ل عتاب خ ل) الكوفي قال:

حدثنا حماد بن أبي حازم المدني قال: حدثنا عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي سعيد الخدري قال: صلى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم صلاة (الصلاة خ ل) الاولى ثم أقبل بوجهه الكريم علينا فقال: معاشر أصحابي إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح و باب حطّة في بني إسرائيل فتمسّكوا بأهل بيتي بعدي و الائمّة الراشدين من ذرّيتي فإنّكم لن تضلّوا أبدا، فقيل: يا رسول اللّه كم الائمّة بعدك؟ فقال: اثنا عشر من أهل بيتي (أو قال) من عترتي.

ص: 30


1- . المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 291؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 269، ب 41، ح 91.
2- . كفاية الأثر: ص 33، ب 3، ح 9.

67-(1)-

شرح غاية الأحكام: أخرج من رواية أبي بلج عن عمر بن ميمون و حبيب بن يسار، عن جرير بن عثمان و علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، كلّهم عن أبي قتادة قال: سمعت رسول اللّهصلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: الائمّة بعدي اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل و حواري عيسى عليه السلام.

68-(2)-

كفاية الأثر: حدثنا محمد بن وهبان بن محمد البصري قال: حدثنا الحسين بن علي البزوفري، عن عبد اللّه بن تمام الكوفي قال:

حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدثني الحسين بن عبد برد (أبي برد خ ل) عن يحيى بن يعلى، عن عبد اللّه بن موسى، عن يحيى بن منقذ (منقد خ ل، سعد خ ل)، عن أبي قتادة قال: سمعت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: كيف تهلك أمّة أنا أولها و اثنا عشر من بعدي ائمتها، إنّما يهلك فيما بين ذلك ميج (تيح خ ل) الهرج و لست منهم و لا هم منّي.

و رواه أيضا بسند آخر يتّصل الى صدقة بن عبد اللّه، عن هشام، عن أبي قتادة نحوه.

69-(3)-

كفاية الأثر: أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد (البرمكي خ ل) ابن (علي بن خ ل) سعيد (بن علي خ ل) الخزاعي قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن ابي عبد اللّه الكوفي الأسدي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي قال: حدثنا شعيب بن ابراهيم التميمي (التيمي خ ل) قال: حدثنا سيف بن عميرة، عن أبان بن اسحاق الأسدي، عن الصباح بن محمد بن أبي حازم، عن سلمان قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الائمّة بعدي اثنا عشر عدد شهور الحول، و منّا مهديّ هذه الأمّة، له غيبة (هيبة خ ل) موسى و بهاء عيسى و حلم (حكم خ ل) داود و صبر أيوب.

قال الشيخ أبو عبد اللّه و هذا (حديث خ ل) غريب قوله عليه السلام:

عدد شهور الحول.

ص: 31


1- . كشف الأستار: ص 74، ف 1، ط 1، و ص 109، ط 2، عن شرح غاية الأحكام، كفاية الأثر: ص 139، ب 22، ح 1 و 2 و 3، الانصاف: ح 166، بحار الأنوار: ج 36، ص 332، ب 41، ح 192 و لفظه: الائمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل و حواري عيسى.
2- . كفاية الأثر: ص 141، ب 22، ح 4 و 5، الانصاف: ح 300 و قال: (نتج الهرج) و سيأتي قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (ثبج أعوج) و ما قيل في شرحه تحت الرقم 86، الصراط المستقيم: في القطب الأول من الباب العاشر في الفصل الذي عقده لذكر ما ورد من الصحابة في عددهم إجمالا: ج 2، ص 115، في نسخته المطبوعة (ثبج أعوج) و في المخطوطة (تيح أعوج)، بحار الأنوار: ج 36، ص 333، ب 41، ح 193 و فيه (نتج الهرج).
3- . كفاية الأثر: ص 43، ب 5، ح 2، بحار الأنوار: ج 36، ص 303، ب 41، ح 141.

70-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا أبو المفضّل، حدثنا جعفر بن محمد أبو القاسم العلوي الروياني قال: حدثني عبيد اللّه بن أحمد بن نهيك قال:حدثني محمد بن عصام السمين (اليميني خ ل)، عن أبيه و عمّه (عميه خ ل) عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي (العميدي خ ل)، عن عليم الأزدي، عن سلمان الفارسي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

الائمّة بعدي اثنا عشر، ثم قال: كلّهم من قريش، ثم يخرج قائمنا فيشفي (و يشف خ ل) صدور قوم مؤمنين، ألا إنّهم أعلم منكم فلا تعلّموهم، ألا إنّهم عترتي من لحمي و دمي، ما بال أقوام (قوم خ ل) يؤذونني (يؤذوني خ ل) فيهم لا أنالهم اللّه شفاعتي.

71-(2)-

كفاية الأثر: بهذا الإسناد (يعني بالاسناد المذكور للحديث السابق عليه بهذا اللفظ: حدثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن عبد اللّه (عبيد اللّه خ ل) الجوهري قال: حدثنا عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم قال: حدثنا الطيالسي أبو الند (أبو الوليد خ ل)، عن أبي الزناد عبد اللّه بن ذكوان، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة) قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّي تارك فيكم الثقلين (أحدهما خ ل) كتاب اللّه عزّ و جلّ، من اتّبعه كان على الهدى و من تركه كان على الضلالة، ثم أهل بيتي، اذكركم اللّه في أهل بيتي (قالها خ ل) ثلاث مرّات، فقلت لأبي هريرة: فمن أهل بيته نساؤه؟ قال: لا، أهل بيته صلبه (أصله خ ل) و عصبته و هم الائمّة الاثنا عشر الذين ذكرهم اللّه في قوله: و جعلها كلمة باقية في عقبه ..(3)

72-(4)-

كفاية الأثر: حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد التميمي المعروف بابن النجار النجوي (النحوي خ ل) قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مروان الغزال (العزال خ ل) قال: حدثنيمحمد بن تيم

ص: 32


1- . كفاية الأثر: ص 44، ب 5، ح 3، الانصاف: ح 235، بحار الأنوار: ج 36، ص 303، ب 41، ح 142. أقول: لا يخفى عليك أنه لا دلالة للحديث على أن القائم عليه السلام ليس من الاثني عشر لانّه لا ريب أنه إمام و قد نصّ على عدد الائمة في صدر الحديث فلو كان هو غيرهم يقع التهافت بين الصدر و الذيل، هذا مضافا الى أخبار كثيرة فيها التصريح على ذلك، و مضافا الى اتفاق العامة و الخاصة على أن القائم في آخر الزمان من أهل البيت عليهم السلام هو من الاثني عشر.
2- . كفاية الأثر: ص 87، ب 9، ح 5، بحار الأنوار: ج 36، ص 315، ب 41، ح 161.
3- . الزخرف: 28.
4- . كفاية الأثر: ص 87، ب 9، ح 6، الانصاف: ص 83، ح 75، باب الهمزة، بحار الأنوار: ج 36، ص 315، ب 41، ح 162. أقول: يؤيد هذا الحديث بالأحاديث التي أخرجها السيوطي في الدرّ المنثور في تفسير هذه الآية، قال: و أخرج ابن جرير و ابن مردويه و أبو نعيم في المعرفة و الديلمي و ابن عساكر و ابن النجار، قال: لما نزلت:\i إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ\E وضع رسول اللّه صلّى اللّه عليه[ و آله] و سلّم يده على صدره فقال: أنا المنذر و أومأ بيده الى منكب علي[ عليه السلام] رضي اللّه عنه فقال: أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي. و أخرج ابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي رضي اللّه عنه سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه[ و آله] و سلّم يقول: إنما أنت منذر. و وضع يده على صدر نفسه ثم وضعها على صدر علي و يقول: لكل قوم هاد. و أخرج ابن مردويه و الضياء في المختارة عن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما في الآية قال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم المنذر، و الهادي علي بن ابي طالب[ عليه السلام] رضي اللّه عنه، و أخرج عبد اللّه بن أحمد في زوائد المسند و ابن أبي حاتم و الطبراني في الأوسط و الحاكم و صححه و ابن مردويه و ابن عساكر عن علي بن ابي طالب[ عليه السلام] رضي اللّه عنه في قوله:\i إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ*\E\i وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ\E قال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم المنذر و أنا الهادي، و في لفظ: و الهادي رجل من بني هاشم، يعني نفسه. الدر المنثور: ج 4، ص 45. و في تفسير الطبري: ج 13، ص 108، حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدثنا الحسن بن الحسين الأنصاري قال: حدثنا معاذ بن مسلم، حدثنا الهروي عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت:\i إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ\E وضع صلّى اللّه عليه[ و آله] و سلّم يده على صدره فقال: أنا المنذر و لكل قوم هاد و أومأ بيده الى منكب علي عليه السلام فقال: أنت الهادي يا على بك يهتدي المهتدون بعدي. و الأخبار في هذا المعنى كثيرة فراجع شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: ج 1، ص 293- 303 و غيره. و كذا الأخبار بمضمون سائر ما في الحديث من فضائلهم عليهم السلام كثيرة جدا، يطول بنا الكلام باخراج بعضها هنا، و اللّه هو الموفق للصواب.

(تميم خ ل)، عن عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن عبد الغفار بن القاسم (قاسم خ ل)، عن أبي مريم، عن أبي هريرة قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قد نزلت هذه الآية: إنما أنت منذر و لكل قوم هاد.(1)

فقرأها علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثم قال: إنما أنا المنذر، أ تعرفون الهادي؟ قلنا:

لا يا رسول اللّه، فقال: هو خاصف النعل، فطوّلت الأعناق إذ خرج علينا علي عليه السلام من بعض الحجر و بيده نعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ثم التفت إلينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: ألا إنّه المبلّغ عنّي و الإمام بعدي، و زوج ابنتي و أبو سبطيّ، فنحن أهل بيت أذهب اللّه عنّا الرجس و طهّرنا من الدنس، يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل، و هو الإمام أبو الأئمة الزهر. فقيل: يا رسول اللّه فكم الأئمة بعدك؟ قال: اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل، و منّا مهديّ هذه الأمّة يملأ اللّه به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا لا تخلو الأرض منهم إلّا ساخت بأهلها.

73-(2)-

كفاية الأثر: حدثنا أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه قال:

ص: 33


1- . الرعد: 7.
2- . كفاية الأثر: ص 90، ب 10، ح 1، و رواه في المناقب: ج 1، ص 295 عن المفضل بن حصين عن عمر بن الخطاب، الانصاف: ص 298، ح 276. أقول: و الذي ظهر لي بعد المراجعة الى نسخ من كفاية الأثر و غيره و كتب الرجال أنّ السند هكذا: أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه عن الحسن بن علي بن زكريا العدوي عن أبي كريب محمد بن علاء بن كريب الكوفي عن إسماعيل بن صبيح اليشكري عن شريك بن عبد اللّه عن شبيب بن غرقدة عن المفضل بن حصين عن عمر بن الخطاب.

حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العدوي (عن شبث بن غرقد العدوي) قال:

حدثنا أبو بكر محمد بن العلاء (كريب محمد بن علان خ ل) عن إسماعيل بن صبيح اليشكري، عن شريك بن عبد اللّه (عن شبيب بن فرقد خ ل)، عن المفضّل بن حصين، عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يقول: الائمّة بعدي اثنا عشر، ثم أخفى صوته فسمعته يقول: كلّهم من قريش.

قال أبو المفضّل: هذا حديث غريب لا أعرفه إلا عن الحسن بن علي بن زكريّا البصري بهذا الاسناد، و كتبت عنه ببخارا يوم الأربعاء، و كان يوم عاشوراء و كان من اصحاب الحديث إلا أنّه كان ثقة في الحديث و كثيرا ما كان يروي من فضائل أهل البيت عليهم السلام.

74-(1)-

كفاية الأثر: أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريّا البغدادي قال: حدثني أبو الحسن علي بن عتبة القاضى قال: حدثنا موسى ابن اسحاق الانصاري قال: حدثنا (ثنا خ ل) عبد اللّه بن مروان بن معاوية قال: حدثني شداد بن عبد الرحمن من أهل بيت المقدس قال: حدثني ابراهيم بن ابي عبلة (عيلة خ ل)، عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: حبّي و حبّ أهل بيتي نافع في سبع مواطن أهوالهن عظيمة، عند الوفاة، و عند القبر، و عند النشور، و عند الكتاب، و عند الحساب، و عند الميزان، و عند الصراط، فمن أحبّني و أحبّ اهل بيتي و استمسك بهم من بعدي فنحن شفعاؤه يوم القيامة، فقيل: يا رسول اللّه فكيف الاستمساك بهم؟ فقال: إنّ الائمّة [من خ ل] بعدي اثنا عشر فمن أحبّهم و اقتدى بهم فاز و نجا و من تخلّف عنهم ضلّ و غوى.

75-(2)-

كفاية الأثر: حدثنا على بن الحسن بن محمد قال: حدثنا هارون بن موسى قال: حدثنا جعفر بن علي بن سهل الدقاق الدوري قال:

ص: 34


1- . كفاية الأثر: ص 108، ب 15، ح 1، و في الصراط المستقيم في القطب الأول من الباب العاشر في الفصل الذي عقده لذكر ما ورد من الصحابة في عددهم إجمالا، قال: و أسند المعافا بن زكريا الى واثلة بن الاسقع قول النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الائمة بعدي اثنا عشر من أحبهم و اقتدى بهم فاز و نجا، و من تخلّف عنهم ضلّ و غوى، الانصاف: ص 6، ح 2، بحار الأنوار: ج 36، ص 322، ب 41، ح 177.
2- . كفاية الأثر: ص 110، ب 15، ح 3، الانصاف: ص 303، ح 282، بحار الأنوار: ج 36، ص 323، ب 41، ح 179.

حدثنا علي بن الحارث المروزي قال: حدثنا أيّوب بن عاصم الهمداني عن حفص بن غياث، عن يزيد، عن مكحول، عن واثلة بن الاسقع قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: لما عرج بي إلى السماء و بلغت سدرة المنتهى ناداني جلّ جلاله فقال لي: يا محمد! قلت:

لبيك سيدي قال: إنّي ما أرسلت نبيّا فانقضت أيّامه إلا أقام بالأمر من بعده وصيّه فاجعل علي بن أبي طالب الإمام و الوصي من بعدك، فإنّي خلقتكما من نور واحد و خلقت الائمّة الراشدين من أنواركما، أ تحبّ أن تراهم يا محمد؟ قلت: نعم يا رب، قال: ارفع رأسك، فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار الائمّة بعدي اثنا عشر نورا، قلت: يا ربّ أنوار من هي؟ قال:

أنوار الائمّة بعدك امناء معصومون.

76-(1)-

الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى؛ و محمد بن أبي عبد اللّه و محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش (الحريش خ ل)، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام قال لابن عباس: إنّ ليلة القدر في كل سنة و إنّه ينزل في تلك الليلة أمر السنة و لذلك الأمر ولاة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال ابن عباس: من هم؟ قال: أنا و أحد عشر من صلبي أئمّة محدّثون.

77-(2)-

الكافي: و بهذا الاسناد (أي المذكور في الحديث السابق) قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لأصحابه: آمنوا بليلة القدر إنّها تكون لعليّ بن ابي طالب و لولده الأحد عشر من بعدي.

ص: 35


1- . الكافي: ج 1، ص 532، ح 11، باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم، عليهم السلام، كمال الدين: ج 1، ص 304، ب 26، ح 19 عن محمد بن الحسن عن محمد بن يحيى العطار، عن سهل بن زياد الآدمي و أحمد بن محمد بن عيسى قالا: حدثنا الحسن بن العباس بن الحريش الرازي ... الخ، الخصال: ج 2، ص 479، أبواب الاثني عشر عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن العباس ... الخ، غيبة النعماني: ص 60، ب 4، ح 3 و لفظه: أمر السنة و ما قضي فيها، الغيبة: ص 141، ح 106، بسنده عن محمد بن جعفر الأسدي عن سهل عن الحسن بن عبّاس ... الخ، الارشاد: ص 374، باب ما جاء من النص على إمامة صاحب الزمان الثاني عشر من الائمة صلوات اللّه عليهم أجمعين، ح 3، الوافي: ج 2، ص 310، ب 31، ح 767- 14، مرآة العقول: ج 6، ص 229، بحار الأنوار: ج 36، ص 373، ب 42، ح 3، الانصاف: ص 127، ح 116، اعلام الورى: ص 369، كشف الغمة: ج 2، ص 448، روضة الواعظين: ج 2، ص 261، كفاية الأثر: ص 220، ب 29، ح 3، تقريب المعارف: ص 182.
2- . الكافي: ج 1، ص 533، ح 12، الباب الذي سبق ذكره، مرآة العقول: ج 6، ص 229، كمال الدين: ج 1، ص 280، ب 24، ح 30، بسنده عن سهل بن زياد و احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن العباس و لفظه: و ولده الأحد عشر من بعده. و المعنى واحد، الخصال: ج 2، ص 480، ح 48، الباب الذي سبق ذكره، الوافي: ج 2، ص 310، ب 31، ح 768- 15، إثبات الهداة: ج 2، ص 393، ب 9، ح 233، الاستنصار: ص 7، الانصاف: ص 128، باب الحاء، 117، إعلام الورى: ص 370 و جاء فيه (من بعده) بدل (من بعدي).

78-(1)-

المناقب: الباقر عليه السلام عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال: آمنوا بليلة القدر فإنّه ينزل فيها أمر السنة، و إن لذلك الأمر ولاة من بعدي على بن ابي طالب و أحد عشر من ولده عليهم السلام.

(قال) و قد روى نحو ذلك جابر بن عبد اللّه عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و روى ابن عباس عن أمير المؤمنين عليه السلام قريبا منه.

79-(2)-

فرائد السمطين: بسنده المنتهي الى أبي الطفيل قال:

شهدت جنازة أبي بكر يوم مات و شهدت عمر حين بويع و علي عليه السلام جالس ناحية إذ أقبل غلام يهودي- عليه ثياب حسان و هو من ولد هارون- حتى قام على رأس عمر فقال: يا أمير المؤمنين أنت أعلم هذه الأمّة بكتابهم و أمر نبيّهم؟ قال: فطأطأ عمر رأسه فقال (له الغلام): إياك أعني و أعاد عليه القول، فقال عمر: ما ذاك؟ قال: إنّي جئتك مرتادا لنفسي شاكّا في ديني، فقال: دونك هذا الشاب، قال: و من هذا الشاب؟

قال: هذا علي بن أبي طالب ابن عم رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم و زوج فاطمة بنت رسول اللّه عليهما السلام فأقبل اليهودي على علي بن أبي طالب (ثم ذكر مسائله عن علي عليه السلامو ما أجابه به الى أن قال:) أخبرني عن محمد صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم كم بعده من إمام عدل؟ و في أيّ جنة يكون و من يساكنه معه في جنّته؟ فقال: يا هاروني إنّ لمحمد صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم من الخلفاء اثني عشر إماما عادلا لا يضرّهم من خذلهم و لا يستوحشون لخلاف من خالفهم، و إنّهم أرسب في الدين من الجبال الرواسي في الأرض، و يسكن محمد صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم في جنّته مع اولئك الاثني عشر إماما العدل، قال: صدقت و اللّه الذي لا إله إلا هو إني لأجدها في كتب أبي هارون كتبه بيده و إملاء موسى عمّي عليهما السلام (و ساق الحديث إلى أن قال:) فصاح الهاروني و قطع تسبيحه و هو يقول: أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له.

ص: 36


1- . المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 298.
2- . فرائد السمطين: ج 1، ص 354، ب 66، من السمط الأول، ح 280، العبقات: ج 2، ص 240، ح 12. و راجع الكافي: ج 1 ص 530 باب ما جاء في الاثنى عشر ح 5 أقول: قوله قطع تسبيحه سهو و الصحيح (كسيتجه) و الكسيتج بضمّ الكاف و السين المهملة و تقديم المثنّاة تحتانية على الفوقانية و الجيم: خيط غليظ يشدّه الذمي فوق ثيابه دون الزنار، فراجع الكافى و الوافي و مرآة العقول، و في مجمع البحرين: هي بضم الكاف و سين مهملة و تاء مثنّاة فوقانية و ياء كذلك تحتانية و جيم بعدها هاء: خيط غليظ يشدّه الذمي فوق الثياب دون الزنار و هو معرب كستي، قاله في القاموس.

80-(1)-

كفاية الأثر: أخبرنا القاضي (أبو الفرج خ ل) المعافا بن زكريّا، عن علي بن عتيبة (عتبة خ ل)، عن أبيه، عن الحسين بن علوان، عن أبي علي الخراساني، عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل، عن علي عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنت الوصي على الأموات من أهل بيتي و الخليفة على الأحياء من أمّتي، حربك حربي و سلمك سلمي، أنت الإمام أبو الائمّة أحد عشر من صلبك ائمّة مطهرون معصومون و منهم المهديّ الذي يملأ الدنيا قسطا و عدلا، و الويل لمبغضكم. يا علي لو أن رجلا أحبّ في اللّه حجرا لحشره اللّه معه، و إنّ محبّك و شيعتك و محبّي أولادك الائمّة بعدك يحشرون معك و أنت معي في الدرجات العلى و أنت قسيم الجنة و النار تدخل محبيك الجنة و مبغضيك النار.

81-(2)-

دلائل الامامة: حدثنا أبو المفضّل، قال: حدثنا محمد بن الحسن الكوفي، عن محمد بن عبد اللّه الفارسي، عن يحيى بن ميمون الخراساني، عن عبد اللّه بن سنان، عن أخيه محمد بن سنان الزاهري، عن سيّدنا أبي عبد اللّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه الحسين، عن عمّه الحسن، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: قال لي: يا علي إذا تم من ولدك أحد عشر إماما فالحادي عشر منهم المهدي من أهل بيتي.

82-(3)-

كفاية الأثر: أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن سعيد الخزاعي قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال: حدثنا عتبة بن الضحاك، عن هشام بن محمد، عن أبيه قال: لما قتل أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه (عليه السلام خ ل) رقى الحسن بن علي صلوات اللّه عليهما (عليهما السلام خ ل) المنبر فأراد الكلام فخنقته العبرة فقعد ساعة، ثم قام فقال: الحمد للّه الذي كان في أوليته وحدانيا و في أزليّته متعظّما بإلهيّته (بإلهيّة خ ل) متكبّرا بكبريائه و جبروته، خلق جميع ما خلق (ابتدأ ما ابتدع و أنشأ ما خلق خ ل) على غير مثال كان سبق ممّا خلق ربّنا اللطيف بلطف ربوبيّته و يعلم خيره (و بعلم خبره خ ل) فتق و باحكام قدرته خلق جميع ما خلق، و لا زوال لملكه و لا انقطاع لمدّته، فوق كل شي ء علا و من كل شي ء دنا، فتجلّى لخلقه من غير أن يكون يرى و هو بالمنظر الأعلى، احتجب بنوره، و سما في علوّه، و استتر عن خلقه و بعث إليهم شهيدا

ص: 37


1- . كفاية الأثر: ص 151، ب 3، ح 5، الانصاف: ص 72، باب الهمزة، ح 62، بحار الأنوار: ج 36، ص 335، ب 41، ح 196.
2- . دلائل الإمامة: ص 236 باب وجوب معرفة القائم ح 8، و أخرجه في إثبات الهداة: ج 3 ص 102 ف 69 ب 9 ح 831 عن كتاب مناقب فاطمة و ولدها بإسناده عن أمير المؤمنين عليه السلام عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و دلالته على الاثني عشر لا يحتاج إلى بيان و إن كان الحديث باللفظ نصّ على إمامة أحد عشر من ولده لأنّ إمامة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام كان منصوصا عليه معلوما.
3- . كفاية الأثر: ص 160، ب 24، ح 1، الانصاف: ص 361، باب الهاء، ح 265، بحار الأنوار: ج 43، ص 363، ب 17، ح 6، العوالم: ج 16، ص 140، أبواب 14، ب 1، ح 5، و في هذه الثلاثة زيادات قليلة.

عليهم، و بعث (و ابتعث خ ل) فيهم النبيّين مبشرين و منذرين ليهلك من هلك عن بيّنة، و يحيى من حيّ عن بيّنة و ليعقل العباد عن ربّهم ما جهلوه فيعرفوه بربوبيّته بعد ما أنكروه، و الحمد للّه الذي أحسن الخلافة علينا أهل البيت، و عنده (و عند اللّه خ ل) نحتسب عزاءنا في (خير الآباء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عند اللّه نحتسب عزاءنا في) أمير المؤمنين عليه السلام، فلقد اصيب به الشرق و الغرب، و اللّه ما خلّف درهما و لا دينارا إلّا أربعمائة درهم أراد أن يبتاع لأهله خادما، و لقد حدّثني جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن الأمر يملكه اثنا عشر إماما من أهل بيته. ما منّا إلّا مقتول أو مسموم ...

الحديث.

83-(1)-

إثبات الرجعة: حدثنا محمد بن ابي عمير، عن حماد بن عيسى، عن أبي شعبة الحلبي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن عمّه الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: سألت جدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن الائمّة بعده،فقال: الائمّة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل اثنا عشر، أعطاهم اللّه علمي و فهمي و أنت منهم يا حسن، فقلت: يا رسول اللّه فمتى يخرج قائمنا أهل البيت؟ قال: يا حسن مثله كمثل الساعة أخفى اللّه علمها على أهل السماوات و الأرض لا تأتي إلّا بغتة.

84-(2)-

كفاية الأثر: أخبرنا المعافا بن زكريّا قال: حدثنا أبو سليمان أحمد بن أبي هراسة عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبد اللّه بن حماد الأنصاري، عن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا حريز (جرير بن عبد الحميد ظ) عن الأعمش، عن الحكم بن عتيبة، عن قيس بن أبي حازم، عن أمّ سلمة قالت: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن قول اللّه سبحانه: فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً(3) قال: الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ*. أنا «و الصدّيقين» علي بن أبي طالب «و الشهداء» الحسن و الحسين «و الصالحين» حمزة «و حسن أولئك رفيقا» الائمّة الاثنا عشر بعدي.

ص: 38


1- . الأربعين الموسوم بكفاية المهتدي: ص 41، ذيل الحديث الثاني، إثبات الهداة: ج 1، ص 650، ف 60، ح 809، كفاية الأثر: ص 167، ب 24، ح 6، بسنده عن علي بن الحسن بن محمد، عن عتبة بن عبد اللّه الحمصي عن سليمان بن عمر الراسبي الكاتب بحمص عن عبد اللّه بن جعفر بن عبد اللّه المحمدي، عن أبي روح بن فروة بن الفرج، عن أحمد بن محمد بن المنذر بن حيفر (جيفر خ ل) قال: قال الحسن بن علي عليهما السلام: ... الخ.
2- . كفاية الأثر: ص 182، ب 26، ح 2، و رواه في مناقب ابن شهرآشوب: ج 1، ص 283 مرفوعا عن قيس بن أبي حازم، عن أمّ سلمة، و في شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني نحوه. أقول: لا يتوهم أحد في مثل هذا الحديث، أنّ الاثني عشر هم غير الإمام أمير المؤمنين و الحسن و الحسين عليهم السلام بعد ما دلّت الأحاديث الصحيحة على إمامتهم و أن الائمة اثنا عشر لا يزاد عليهم أحد و لا ينقص منهم أحد.
3- . النساء: 69.

85-(1)-

غيبة النعماني: أخبرنا محمد بن عثمان قال: حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثني يحيى بن معين قال: حدثنا عبد اللّه بن صالح قال: حدثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبيهلال، عن ربيعة بن سيف قال: كنّا عند شفيّ الأصبحي قال: سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: يكون خلفي اثنا عشر خليفة.

86-(2)-

كمال الدين: حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: أخبرني القاسم بن محمد بن حماد قال:

حدثنا غياث بن ابراهيم قال: حدثنا الحسين بن زيد بن علي، عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام [عن علي عليه السلام] قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ابشروا ثم أبشروا- ثلاث مرّات- إنّما مثل أمّتي كمثل غيث لا يدرى أوّله خير أم (أو خ ل) آخره، إنّما مثل أمّتي (أهل بيتي خ ل) كمثل حديقة أطعم منها فوج عاما ثم اطعم منها فوج عاما لعلّ آخرها فوجا يكون أعرضها بحرا و أعمقها طولا و فرعا و أحسنها

ص: 39


1- . غيبة النعماني: ص 104، ب 4، ح 34، غيبة الشيخ: ص 89، المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 291، عن الليث و لفظه:« يكون بعدي»، إعلام الورى: ص 364- 365، مقتضب الأثر: ص 5، ح 5، عن أحمد بن سعيد المالكي الحربي عن أحمد بن عبد الجبار الصوفي عن يحيى بن معين. تقريب المعارف: ص 175، بحار الأنوار: ج 36، ص 237، ب 41، ح 30، اثبات الهداة: ج 3، ص 197، ف 18، ح 144، الانصاف: ح 190. أقول: يوجد في بعض المصادر المذكورة« شقيق الأصبحي» و« عبد اللّه بن عمر» و الصحيح« شفي الاصبحي» و« عبد اللّه بن عمرو» و كل هذه المصادر لم يزيدوا على لفظ الحديث شيئا. فما في معجم الطبراني زيادة على هذا اللفظ لا ريب أنها واهية مكذوبة على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إما من النّساخ العثمانيين أو بعض رواته، و كلام ابن عياش من اعلام القرن الرابع مشعر بأنها من ربيعة بن سيف. و كيف كان فلا ريب في اختلاقها كما سنو ضحّه في ص 293 إن شاء اللّه تعالى.
2- . كمال الدين: ج 1، ص 269، ب 24، ح 14، عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج 1، ص 52، ب 6، ح 18، الخصال: ج 2، ص 475 و 476 أبواب الاثني عشر، ح 39، بحار الأنوار: ج 36، ص 242، ب 41، ح 48، و فيه (تيح الهرج). قال المجلسي- رضوان اللّه تعالى عليه-: بيان:- تيح الهرج- أي من تهيأ للهرج و الفساد. قال الفيروزآبادي: تاح له الشي ء يتوح: تهيأ كتاح يتيح، و أتاحه اللّه فاتيح ... الخ. (و قال) و في كثير من النسخ (نتج الهرج) أي من ينتج في زمان الهرج، و يحتمل أن يكون كناية عن فساد النسب و الأصل و في اخبار العامة مكان اللفظين (ثبج أعوج) كما سيأتي بالثاء المثلثة و الباء الموحدة بعده، قال الجزري: فيه خيار أمّتي أولها و آخرها و بين ذلك ثبج أعوج ليس منك و لست منه، الثبج: الوسط و ما بين الكاهل الى الظهر ... انتهى كلام المجلسي- قده- و أما قوله:« نطح الهرج» فالمعنى المناسب له شدّة الهرج.

حبا (جنى خ ل) و كيف تهلك أمّة أنا أوّلها و اثنا عشر من بعدي من السعداء و أولي الألباب و المسيح عيسى بن مريم آخرها، و لكن يهلك بين ذلك نطح (نتج خ ل) الهرج ليسوا منّي و لست منهم.

87-(1)-

كمال الدين: حدثنا أحمد بن محمد بن زياد الهمداني رضي اللّه عنه قال: حدثنا محمد بن معقل القرميسيني قال: حدثنا محمد بن عبد اللّه البصري قال: حدثنا ابراهيم بن مهزم، عن ابيه، عن أبي عبد اللّه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الائمّةاثنا عشر من أهل بيتي أعطاهم اللّه تعالى فهمي و علمي و حكمتي و خلقهم من طينتي، فويل للمتكبرين عليهم بعدي، القاطعين فيهم صلتي، مالهم، لا أنالهم اللّه شفاعتي.

88-(2)-

كمال الدين: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق رضي اللّه عنه قال: حدثنا محمد بن همام أبو علي، عن عبد اللّه بن جعفر، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن أبي المثنّى النخعي، عن زيد بن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: كيف تهلك امة أنا و علي و أحد عشر من ولدي اولو الآيات (الألباب خ ل) أوّلها، و المسيح بن مريم آخرها و لكن يهلك بين ذلك من لست منه و ليس منّي.

89-(3)-

غيبة الشيخ: جماعة، عن أبي المفضّل الشيباني، عن محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن عمرو بن ثابت، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّه

ص: 40


1- . كمال الدين، ج 1، ص 281، ح 33، عيون أخبار الرضا: ج 1، ص 64، ح 32 و لفظه:« فويل للمنكرين»، الاختصاص: بسنده المنتهي الى ابراهيم بن مهزم مع اختلاف يسير في اللفظ، ص 208، باب في اثبات امامة الائمة الاثني عشر عليهم السلام، بحار الأنوار، ج 36، ص 243، ب 41، ح 52، اثبات الهداة: ج 2، ص 394، ب 9، ح 236.
2- . كمال الدين: ج 1، ص 281، ب 24، ح 34، عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج 1، ص 65، ح 33 و لفظه: (أولو الألباب) اثبات الهداة: ج 2، ص 394، ح 237، ف 6، ب 9، بحار الأنوار: ج 36، ص 244، ب 41، ح 53.
3- . غيبة الشيخ: ص 138، ح 102، و أخرجه في الكافي عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن أبي سعيد العصفوري عن عمرو بن ثابت عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام و فيه (إنّي و اثني عشر من ولدي) ج 1، كتاب الحجة، باب ما جاء في الاثني عشر ص 534، ح 17، و أخرجه في اثبات الهداة: ج 1، ب 9، ح 85، ص 460، عن الكافي و غيبة الشيخ، مرآة العقول: ج 6، ص 232، ح 17، البحار: ج 36، ص 259، ب 41، ح 79، تقريب المعارف: ص 175 و فيه (إنّي و اثني عشر من أهل بيتي) و (فإذا ذهب الاثنا عشر من أهلي)، الاستنصار: ص 8، مثل الكافي. أقول: قوله (و اثني عشر) أي فاطمة و أحد عشر من ولدها و احتمل كون عطف« و أنت يا علي» من قبيل عطف الخاص على العام كعطف جبرئيل على الملائكة و عطف أحد من القوم على القوم إذا اريد التأكيد عليه أو تعظيمه فقوله (من ولدي) على هذا يكون على سبيل التغلب. هذا على ما في الكافي، و لعلّ ما في كتاب الغيبة هو الأظهر و الأضبط، و هو الموافق لالفاظ سائر الروايات، هذا و في القاموس الزر بالكسر الذي يوضع في القميص جمع: أزرار و زرور و عظيم تحت القلب و هو قوامه، و في النهاية: و في حديث أبي ذر قال يصف عليّا: و إنّه لعالم الأرض و زرها الذي تسكن إليه. أي قوامها و أصله من زر القلب و هو عظيم صغير يكون قوام القلب به، و أخرج الهروي هذا الحديث عن سلمان، انتهى.

صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّي و أحد عشر من ولدي و أنت يا علي زرّ الأرض- أعني أوتادها و جبالها- بنا أوتد اللّه الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها و لم ينظروا.

90-(1)-

المناقب: جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام في خبر طويل في قوله تعالى: فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ ... الآية(2)

فقال: إنّ قوم موسى لمّا شكوا إليه الجدب و العطش استسقوا موسى فاستسقى لهم فسمعت ما قال اللّه له، و مثل ذلك جاء المؤمنون الى جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قالوا: يا رسول اللّه تعرّفنا من الائمّة بعدك؟ فقال عليه السلام- و ساق الحديث إلى قوله-: فإنّك إذا زوجت عليّا من فاطمة خلّفت منها أحد عشر إماما من صلب علي يكونون مع علي اثني عشر إماما كلّهم هداة لامّتك يهتدون بها كل امة بإمام منهم و يعلمون كما علم قوم موسى مشربهم.

91-(3)-

المناقب: في حديث أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أهل بيتي اثنا عشر نقيبا محدّثون مفهّمون منهم القائم بالحق يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.

92-(4)-

الخصال: حدثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدثنا محمد بن قارن قال: حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني قال: حدثنا سدير قال: حدثني يحيى بن أبي يونس قال: حدثنا أبو نجران أنّ أبا الخلد حدّثه و حلف له عليه أن لا تهلك هذه الأمّة حتى يكون فيها اثنا عشر خليفة كلّهم يعمل بالهدى و دين الحق.

ص: 41


1- . المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 282 في الآيات المنزلة فيهم.
2- . البقرة: 60.
3- . المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 300، فصل في ما روته الخاصة على ساداتنا عليهم السلام، المعتبر: ص 24، في الفصل الثاني من المقدمة الى قوله: القائم بالحق و فيه بدل (منهم) (آخرهم). و أخرج في الكافي عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن أبي سعيد رفعه عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من ولدي اثنا عشر نقيبا نجباء محدثون مفهمون آخرهم القائم بالحق يملأها عدلا كما ملئت جورا. كتاب الحجة: ج 1، باب ما جاء في الاثني عشر، ص 534، ح 18. أقول: ما في المناقب هو الأظهر و الموافق للروايات الأخرى المتواترة و قوله: (من ولدي) في نسخة الكافي يحمل على التغليب أو على سهو بعض النسّاخ.
4- . الخصال: ج 2، ص 474، أبواب الاثني عشر، ح 32، و رواه أيضا في كشف الأستار، ص 109، عن المسدد، و في تاريخ الخلفاء عن المسدد في مسنده الكبير عن أبي الخلد، و أخرجه في إثبات الهداة: ج 1، ص 472، ب 9، ح 117، عن عيون أخبار الرضا عليه السلام بسند آخر ينتهي الى حاتم بن أبي مغيرة عن أبي بحر قال: كان أبو الخلد جارى فسمعته يقول و يحلف عليه: إن هذه الامة لا تهلك حتى يكون عليها اثنا عشر خليفة كلّهم يعمل بالهدى و دين الحق. و قال ابن كثير في شمائل الرسول، ص 484: و قد روى البيهقي من حديث حاتم بن صفرة عن أبي بحر قال: كان أبو الجلد جارا لي فسمعته يقول يحلف عليه: إنّ هذه الامة لن تهلك حتى يكون فيها اثنا عشر خليفة كلهم يعمل بالهدى و دين الحق و في آخره زاد« منهم رجلان من أهل البيت أحدهما يعيش اربعين سنة و الآخر ثلاثين سنة». و لا ريب أن هذه الزيادة باطلة زيدت على الحديث، و قد ردّها البيهقي و بيّنا بطلانها في ما ذكرناه في فقه الحديث، و سيأتى ص 288 امّا أبو الجلد فهو جيلان بن فروة و يقال: جيلان بن أبي فروة أسدي بصري صاحب كتب التوراة و نحوها، و الظاهر أنّ (أبا الخلد) سهو فهو بالجيم لا بالخاء، و في الطبقات قال: أبو الجلد الجوني حيّ من الأزد اسمه جيلان بن فروة.

93-(1)-

كمال الدين: حدثنا عبد اللّه بن محمد الصائغ قال: حدثنا أبو عبد اللّه محمد بن سعيد قال: حدثنا الحسن بن علي بن زياد قال: حدثنا اسماعيل الطيان قال: حدثنا أبو اسامة قال: حدثني سفيان، عن برد، عن مكحول أنه قيل له: إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: يكون بعدي اثنا عشر خليفة؟ قال مكحول: نعم، و ذكر لفظة اخرى.

94-(2)-

المناقب: عن كتاب كشف الحيرة: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أنشدكم باللّه أ تعلمون أن اللّه أنزل في سورة الحج: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ ... السورة فقام سلمان فقال:

يا رسول اللّه من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد و هم الشهداء على الناس الذين اجتباهم اللّه و لم يجعل عليهم في الدين من حرج ملّة إبراهيم؟ قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمّة، قال سلمان: بيّنهم لنا يا رسول اللّه؟ قال: أنا و أخي علي و أحد عشر من ولدي، قالوا: اللّهم نعم ... الخبر.

95-(3)-

كمال الدين: حدثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي رضي اللّه عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه قال: حدثنا محمد بن نصر، عن الحسن بن موسى الخشّاب قال:

ص: 42


1- . كمال الدين: ج 1، ص 273، ح 22.
2- . مناقب ابن شهرآشوب: ج 1، ص 284. أقول: المحتمل اتحاده مع بعض الروايات المذكورة فيها مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام.
3- . كمال الدين: ج 1، ص 284، ح 37، و روي في كتاب سليم بن قيس: ص 38 نحوه في حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام و ذكر فيه فوائد جليلة في سبب مخالفة بعض ما في أيدي الناس من التفسير مع ما عند أمير المؤمنين عليه السلام، و في اختلاف انحاء تحمّل الحديث و اختلافهم في الصدق و الإيمان و النفاق و الحفظ و الوهم فيه و معرفة الناسخ و المنسوخ و الخاصّ و العامّ و المحكم و المتشابه و غير ذلك، و في سبب اختصاصه عليه السلام بمعرفة هذه الجهات و سيأتي مثله تحت الرقم 295، و رواه النعماني في غيبته مسندا عن أبان: ص 75، ب 4، ح 10.

حدثنا الحكم بن بهلول الأنصاري، عن إسماعيل بن همام، عن عمران بن قرة، عن أبي محمد المدني، عن ابن اذينة، عن أبان بن أبي عياش قال:

حدثنا سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت عليّا عليه السلام يقول: ما نزلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم آية من القرآن إلّا أقرأنيها و أملاها عليّ و كتبتها بخطّي و علّمني تأويلها و تفسيرها و ناسخها و منسوخها و محكمها و متشابهها و دعا اللّه عزّ و جلّ لي أن يعلّمني فهمها و حفظها فما نسيت آية من كتاب اللّه، و لا علما أملاه عليّ فكتبته، و ما ترك شيئا علّمه اللّه عزّ و جلّ من حلال و لا حرام و لا أمر و لا نهي و ما كان أو يكون من طاعة أو معصية إلّا علّمنيه و حفظته و لم أنس منه حرفا واحدا، ثم وضع يده على صدري و دعا اللّه عزّ و جلّ أن يملأ قلبي علما و فهما و حكمة و نورا، لم أنس من ذلك شيئا و لم يفتني شي ء لم أكتبه.

فقلت: يا رسول اللّه أ تتخوّف عليّ النسيان فيما بعد؟ فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ليس (لست خ ل) أتخوّف عليك نسيانا و لا جهلا و قد أخبرني ربّي جلّ جلاله أنّه قد استجاب لي فيك و في شركائك الذين يكونون من بعدك. فقلت: يا رسول اللّه و من شركائي من بعدي؟ فقال: الذين قرنهم اللّه عزّ و جلّ بنفسه و بي، فقال: أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ... الآية(1) فقلت: يا رسول اللّه و من هم؟ قال: الأوصياء منّي إلى أن يردوا عليّ الحوض كلّهم هادين مهديّين لا يضرّهم من خذلهم، هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفارقهم و لا يفارقونه، بهم تنصر أمّتي و بهم يمطرون و بهم يدفع عنهم البلاء و يستجاب دعاؤهم، قلت: يا رسول اللّه سمّهم لي، فقال: ابني هذا و وضع يده على رأس الحسن، ثم ابني هذا و وضع يده على رأس الحسين عليهما السلام ثم ابن له يقال له: علي و سيولد في حياتك فاقرأه منّي السلام ثم تكمله اثني عشر فقلت: بأبي أنت و امّي يا رسول اللّه سمّهم لي رجلا فرجلا فسمّاهم رجلا رجلا، فيهم و اللّه يا أخا بني هلال مهدي أمّة محمد الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، و اللّه إني لأعرف من يبايعه بين الركن و المقام و أعرف أسماءهم و آباءهم و قبائلهم.

96-(2)-

إعلام الورى: حماد بن سلمة، عن أبي الطفيل قال: قال لي عبد اللّه بن عمر: يا أبا الطفيل اعدد اثني عشر خليفة بعد النبي، ثمّ يكون النفث و النفاث.

ص: 43


1- . النساء: 59.
2- . إعلام الورى: ص 365، و رواه الشيخ في كتاب الغيبة: ص 89 فيما روي من جهة مخالفي الشيعة، ح 6 عن أبي الطفيل (إلّا أنه قال) قال: قال لي عبد اللّه بن عمر: يا أبا الطفيل عدّ اثني عشر من بني كعب بن لؤي ثمّ يكون النقف و النفاق. و رواه في المناقب: ج 1، ص 291 عن عبد الرحمن بن زريق القزاز البغدادي عن الخطيب في تاريخ بغداد عن حماد عن أبي الطفيل عن عبد اللّه بن عمر، و قال في آخره: ثم يكون من بعده النقف و النفاق، (و قال) و في رواية عبد اللّه بن أوفى (أبي أوفى ظ) ثم يكون دواره. (أقول: دارهات الدهر و دوارهه أي هواجمه كما في القاموس) و روى عن أبي الفرج محمد بن فارس الغوري المحدّث عن ابي الطفيل أنه سال ابن عمر عن الخلفاء بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: اثنا عشر من بني كعب. غيبة النعماني: ص 105، ب 4، ح 35، عن عبد اللّه بن عمرو، تاريخ بغداد: ج 6، ص 263، الرقم 3296، عن عبد اللّه بن عمرو، و فيه« إذا ملك اثنا عشر من بني كعب بن لؤي كان النقف و النقاف الى يوم القيامة»، مجمع الزوائد: ج 5، ص 190، باب الخلفاء الاثني عشر عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص نحوه، الفائق: ج 3، ص 125. النهاية: في حديث عبد اللّه بن عمرو: و اعدد اثني عشر من بني كعب بن لؤي ثم يكون النقف و النقاف. أي القتل و القتال. هذا و لا يخفى عليك أنه كما يحتمل كون الحديث واحدا باشتباه النساخ في الضبط أو عدم تميزهم الفرق بين (عمر) و (عمرو) في الكتابة يحتمل تعدّده، فرواه كلا عبد اللّه بن عمر و عبد اللّه بن عمرو.

97-(1)-

غيبة النعماني: أخبرنا أحمد بن محمد بن يعقوب قال:

حدثنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد قراءة عليه قال: حدثني محمد بن أبي قيس، عن جعفر الرماني، عن محمد بن أبي القاسم ابن اخت خالد بن مخلد القطواني قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي عليهم السلام أنّه نظر الى حمران فبكى ثم قال: يا حمران عجبا للناس كيف غفلوا أم نسوا أم تناسوا، فنسوا قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين مرض فأتاه الناس يعودونه و يسلّمون عليه حتى إذا غصّ بأهله البيت جاء علي عليه السلام فسلّم و لم يستطع أن يتخطّاهم إليه و لم يوسّعوا له، فلما رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ذلك رفع مخدّته (فخذيه خ ل) فقال: إليّ يا عليّ، فلما رأى الناس ذلك زحم بعضهم بعضا و أفرجوا حتى تخطّاهم و أجلسه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الى جانبه، ثم قال: يا أيّها الناس هذا أنتم تفعلون بأهل بيتي في حياتي ما أرى، فكيف بعد وفاتي؟! و اللّه لا تقربون من أهل بيتي قربة إلّا قربتم من اللّه منزلة، و لا تباعدون (منهم) خطوة و تعرضون عنهم إلا أعرض اللّه عنكم، ثم قال: أيها الناس اسمعوا (ما أقوللكم) ألا إنّ الرضا و الرضوان و الحبّ لمن أحبّ عليّا و تولّاه و ائتمّ به و بفضله، و أوصيائي بعده، و حقّ على ربّي أن يستجيب لي فيهم، إنّهم اثنا عشر وصيّا، و من تبعه (تبعني خ ل) فإنّه منّي، إنّي من إبراهيم و إبراهيم منّي، و ديني دينه و دينه ديني، و نسبته نسبتي و نسبتي نسبته و فضلى فضله، و أنا أفضل منه و لا فخر، يصدق قولي قول ربي: ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.

ص: 44


1- . غيبة النعماني: ص 91، ب 4، ح 22، و ما بين الهلالين كان في بعض النسخ.

98-(1)-

الردّ على الزيدية: أخبرني أبي قال: أخبرني الشيخ أبو جعفر ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن عمّه، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه، عن خلف بن حماد الأسدي، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن ابن عبّاس قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين حضرته وفاته فقلت: إذا كان ما نعوذ باللّه منه فإلى من؟ فأشار إلى علي عليه السلام فقال: إلى هذا فإنّه مع الحق و الحق معه، ثمّ يكون من بعده أحد عشر إماما مفترضة طاعتهم كطاعتي.

99-(2)-

الردّ على الزيدية: عن المفيد، عن محمد بن علي، عن حمزة بن محمد العلوى، عن أحمد بن يحيى الشحّام، عن ابي حاتم محمد بن إدريس الحنظلي، عن أبي بكر محمد بن أبي غياث الأعين، عن سويد بن سعيد الأنباري، عن محمد بن عبد الرحمن بن شردين، عن ابن مثنّى، عن أبيه، عن عائشة، قال: سألتها كم خليفة يكون لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقالت: أخبرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه يكون بعده اثنا عشر خليفة، قال: فقلت لها: من هم؟ فقالت:

أسماؤهم عندي مكتوبة بإملاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقلت لها: فاعرضيه، فأبت.

100-(3)-

كمال الدين: حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي اللّه عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن الحكم بن مسكين عن صالح بن عقبة، عن جعفر بن محمدعليهما السلام (في حديث طويل ذكر فيه أن يهوديا دخل على عمر و سأله عن مسائل فأرشده الى علي عليه السلام فسأله عن مسائل فكان فيما سأله) كم لهذه الأمّة من إمام هدى لا يضرّهم من خالفهم؟ قال عليه السلام:

اثنا عشر إماما، قال: صدقت و اللّه إنّه لبخطّ هارون و املاء موسى عليهما السلام ... الخبر.

ص: 45


1- . إعلام الورى: ص 365، باب الدليل على إمامة الاثني عشر عن كتاب الردّ على الزيدية لأبي عبد اللّه جعفر بن محمد بن أحمد الدوريستي، الصراط المستقيم: ج 2، ص 121، عن الدوريستي، اثبات الهداة: ج 3، ص 126، ح 871.
2- . إعلام الورى: ص 365، عن الرد على الزيدية للدوريستي المذكور، قصص الأنبياء: ص 370، ح 447، و أخرج نحوه في إثبات الهداة: ج 1، ص 615، ف 34، ح 640 مختصرا، و في ج 1، ح 666، ف 74، ب 9، ح 874، بحار الأنوار: ج 36، ص 300، ب 41، ح 137، الصراط المستقيم: ج 2، ص 122، ب 10، ق 1، ف 3، و فيه أنّ المثنّى سأل و من المحتمل كون الراوي أبا المثنى عبد اللّه بن أنس الراوي عن أبيه، و هذا موافق لبعض نسخ إعلام الورى و اللّه العالم.
3- . كمال الدين: ج 1، ص 300، ب 26، ح 8، عيون أخبار الرضا: ج 1، ص 52، ب 6، ح 19، و فيه« لا يضرّهم من خذلهم» الخصال: ج 2، ص 476، أبواب الاثني عشر، ح 40، مثل ما في العيون، الاحتجاج: ص 226 و 227، بحار الانوار: ج 36، ص 374، ب 42، ح 5، اثبات الهداة: ج 1، ص 322، ب 9، ف 4، ح 121 و ج 3، ص 9، ف 28، ح 598.

101-(1)-

كمال الدين: حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي اللّه عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد اللّه و محمد بن يحيى العطّار و أحمد بن ادريس، جميعا عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي و يعقوب بن يزيد و إبراهيم بن هاشم، جميعا عن ابن فضّال، عن أيمن بن محرز الحضرمي، عن محمد بن سماعة الكندي، عن إبراهيم بن يحيى المديني، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في حديث طويل ذكر فيه أسئلة شاب من اليهود من علي عليه السلام و ما أجاب عنها قال: فأخبرني كم لهذه الأمّة من إمام هدى هادين مهديين لا يضرّهم خذلان من خذلهم، و أخبرني أين منزل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من الجنة و من معه من امّته في الجنة، قال عليه السلام له: أمّا قولك كم لهذه الأمّة من إمام هدى هادين مهديين لا يضرهم خذلان من خذلهم، فإن لهذه الأمّة اثني عشر إماما هادين مهديين لا يضرّهم خذلان من خذلهم، و أما قولك أين منزل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في الجنة، ففي أفضلها و أشرفها جنة عدن، و أما قولك و من معه في الجنة من أمّته فهؤلاء الاثنا عشر أئمّة الهدى. قال الفتى: صدقت فو اللّه الذي لا إله إلّا هو إنّه لمكتوب عندي بإملاء موسى و خطّ هارون بيده ... الحديث.

102-(2)-

كفاية الأثر: حدثنا أبو عبد اللّه الحسين (الحسن خ ل) بن على رحمه اللّه قال: حدثنا هارون بن موسى قال: حدثنا الحسين بن حمدان، عن عثمان بن سعيد، عن أبي عبد اللّه محمد بن مهران، عن محمد بن اسماعيل الحسني، عن خالد بن المفلس قال: حدثني نعيم بن جعفر، عن ابي حمزة الثمالي، عن أبي خالد الكابلي، قال: دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام و هو جالس في محرابه فجلست حتى انثنى و أقبل عليّ بوجهه يمسح يده على لحيته، فقلت: يا مولاي، أخبرني كم يكون الائمّة بعدك؟قال: ثمانية، قلت: و كيف ذاك؟ قال: لأنّ الائمّة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اثنا عشر عدد الأسباط، ثلاثة من الماضين و أنا الرابع، و ثمانية من ولدي ائمّة أبرار، من أحبّنا و عمل بأمرنا كان معنا في السنام الأعلى و من أبغضنا و ردّنا أو ردّ واحدا منّا فهو كافر باللّه و بآياته.

103-(3)-

كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا محمد بن الحسين الكوفي قال: أخبرنا علي بن اسحاق القاضي إجازة أرسلها إليّ مع محمد بن أحمد بن سليمان الكوفي سنة ثلاثة عشر و ثلاثمائة، عن عبد اللّه بن عمر

ص: 46


1- . كمال الدين: ج 1، ص 297، ب 26، ح 5. أقول: روى في كمال الدين نحو هذا الحديث في الدلالة على الائمة الاثني عشر بطرق متعددة، و روى نحوه في الكافي بسنده عن أبي الطفيل، ح 5، باب ما جاء في الاثني عشر و النص عليهم، ج 1، ص 529 و عن أبي سعيد الخدري، ج 1، ص 531، ح 1، و رواه الشيخ في كتاب الغيبة: ص 97 بإسناده عن أبي سعيد الخدري.
2- . كفاية الأثر: ص 236، ب 32، ح 1، بحار الأنوار: ج 36، ص 388، ب 44، ح 2.
3- . كفاية الأثر: ص 238، ب 32، ح 3، بحار الأنوار، ج 36، ص 389، ب 44، ح 4.

العلوي (البلوي خ ل) قال: حدثني إبراهيم بن عبد اللّه بن العلا، عن أبيه، عن زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام قال: بينا أبي عليه السلام مع بعض أصحابه إذ قام إليه رجل فقال: يا بن رسول اللّه هل عهد إليكم نبيّكم كم يكون بعده ائمّة؟ فقال: نعم، اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل.

104-(1)-

كفاية الأثر: حدثني محمد بن الحسن بن الحسين بن أيوب قال: حدثنا محمد بن الحسين البزوفري، عن أحمد بن محمد الهمداني عن القاسم بن محمد بن حماد، عن غياث بن ابراهيم قال: حدثني إسماعيل بن أبي زياد قال: أخبرني يونس بن أرقم، عن أبان بن أبي عياش قال: حدثني سليمان القصري قال: سألت الحسن بن علي عليهما السلام عن الائمّة، فقال عليه السلام: عدد شهور الحول.

105-(2)-

كفاية الأثر: أخبرنا الحسين بن محمد بن سعيد قال:

حدثني علي بن عبد اللّه الخزاعي (الخديجي خ ل)، (عن الحسين بن جعفر خ ل) عن الحسين بن الحسن الفزاري الأشقر قال: حدثني محمد بن كثير أبو عبد اللّه بياع الهروي، عن محمد بن عبيد اللّه الفزاري (الغزاري خ ل) عن الحسين بن علي بن الحسين قال: سأل رجل أبي عليه السلام عن الائمّة، فقال: اثنا عشر، سبعة من صلب هذا و وضع يده على كتف أخي محمد.

106-(3)-

الكافي: علي بن ابراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن الفضيل، عن ابي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال:إنّ اللّه أرسل محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الى الجنّ و الإنس و جعل من بعده اثني عشر وصيّا، منهم من سبق و منهم من بقي، و كلّ وصي جرت به سنّة، و الأوصياء الذين من بعد محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على سنّة أوصياء عيسى و كانوا اثني عشر، و كان أمير المؤمنين عليه السلام على سنّة المسيح.

ص: 47


1- . كفاية الأثر: ص 224، ب 30، ح 3.
2- . كفاية الأثر: ص 238، ب 32، ح 4، بحار الأنوار: ج 36، ص 389، ب 44، ح 5.
3- . الكافي: ج 1، ص 532، ب 184، ح 10، كمال الدين: ج 1، ص 326، ب 32، ح 4، العيون: ج 1، ص 55، ب 6، ح 21، الخصال: ج 2، ص 478، ب 12، ح 43، الارشاد: ج 2، ص 374، ب 55، ح 1، غيبة الشيخ: ص 141، ح 105، كشف الغمة: ج 2، ص 447 و 506، اعلام الورى: ص 266، روضة الواعظين: ص 261، اثبات الوصية: ص 204، اثبات الهداة: ج 1، ص 296، ب 9، ح 85، بحار الأنوار: ج 36، ص 392، ب 45، ح 4، تقريب المعارف: ص 176، مرآة العقول: ج 6، ص 228، باب ما جاء في الاثني عشر، ح 10.

107-(1)-

عيون أخبار الرضا: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي اللّه عنه، حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا أبو علي الأشعري عن الحسين بن عبيد اللّه، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن علي بن سماعة عن علي بن الحسن بن رباط، عن أبيه، عن ابن اذينة، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: نحن اثنا عشر إماما من آل محمد كلّهم محدّثون بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و علي بن ابي طالب منهم.

108-(2)-

الكافي: محمد بن يحيى و أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسين، عن أبي طالب، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران قال: كنت أنا و أبو بصير و محمد بن عمران مولى أبي جعفر عليه السلام في منزله بمكة، فقال محمد بن عمران: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: نحن اثناعشر محدثا، فقال له أبو بصير: سمعت من أبي عبد اللّه عليه السلام؟ فحلّفه مرة أو مرتين إنه سمعه، فقال أبو بصير:

لكنّي سمعته من أبي جعفر عليه السلام.

109-(3)-

الكافي: علي بن محمد و محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصم عن كرّام قال: حلفت فيما بيني و بين نفسي أن لا آكل طعاما بنهار أبدا حتى يقوم قائم آل محمد، فدخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام فقلت له: رجل من شيعتكم جعل للّه عليه ألّا يأكل طعاما بنهار أبدا حتى يقوم قائم آل محمد فقال: فصم إذا يا كرّام، و لا تصم العيدين و لا ثلاثة التشريق و لا إذا كنت

ص: 48


1- . عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج 1، ص 56، ب 6، ح 24، الخصال: ج 2، ص 480، ب 12، ح 49، الكافي: نحوه عن محمد بن يحيى عن عبد اللّه بن محمد الخشّاب، ج 1، ص 531، ب 184، ح 7، و عن أبي علي الأشعري عن الحسن بن عبيد اللّه عن الحسن بن موسى الخشّاب، ج 1، ص 533، ب 184، ح 14 و في الموضعين (من ولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و من ولد علي عليه السلام). و الأرجح لفظ العيون و الخصال و ما في الكافي على تقدير صدوره مبنيّ على التغليب، مرآة العقول: ج 6، ص 230، باب ما جاء في الاثني عشر، ح 14، الوافي: ج 2، ص 308، ب 31، ح 763/ 10 و 764/ 11، بحار الأنوار: ج 36، ص 393، ب 45، ح 6.
2- . الكافي: ج 1، ص 534، ب 184، ح 20، العيون: ج 1، ص 56، ب 6، ح 23، عن محمد بن علي ماجيلويه عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن الحسن الصفار عن أبي طالب عبد اللّه بن الصلت القمّي عن عثمان بن عيسى عن سماعة، كمال الدين: ج 2، ص 335، ب 33، ح 6، عن ما جيلويه و محمد بن موسى المتوكل ... و فيه في بعض نسخه (اثنا عشر مهديا) و في بعضها الآخر (محدّثا) بطريقين. و روى نحوه أيضا في 339، ح 15، بسند آخر و لفظه: (نحن اثنا عشر محدّثون)، الخصال: ج 2، ص 478، ب 12، ح 45 و لفظه: (محدثا)، الوافي: ج 2، ص 313، ب 31، ح 22 775، بحار الأنوار: ج 36، ص 294، ب 45، ح 7، مرآة العقول: ج 6، ص 235 باب ما جاء في الاثني عشر ح 20.
3- . الكافي: ج 1، ص 534 ب 184، ح 19، غيبة النعماني: ص 94، ب 4، ح 26، و قال بعد ذكر الحديث: و جاء في غير رواية محمد بن يعقوب الكليني (بهذا انتصر منهم و لو بعد حين)، الوافي: ج 2، ص 312، ب 31، ح 774/ 21 و فيه (نجليهم عن جديد الأرض)، مرآة العقول: ج 6، ص 234، ح 19، بحار الأنوار: ج 36، ص 402، ب 46، ح 13.

مسافرا و لا مريضا، فإنّ الحسين عليه السلام لمّا قتل عجت السماوات و الأرض و من عليهما و الملائكة فقالوا: يا ربّنا ائذن لنا في هلاك الخلق حتى نجدّهم عن جديد الأرض بما استحلّوا حرمتك و قتلوا صفوتك، فأوحى اللّه إليهم يا ملائكتي و يا سماواتي و يا أرضي اسكنوا ثمّ كشف حجابا من الحجب فإذا خلفه محمد و اثنا عشر وصيّا له عليهم السلام فأخذ بيد فلان القائم من بينهم فقال: يا ملائكتي و يا سماواتي و يا أرضى بهذا أنتصر (لهذا) قالها ثلاث مرّات.

110-(1)-

الكافي: محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن أبي سعيد العصفوري، عن عمر (و) بن ثابت، عن أبي حمزة قال: سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول: إنّ اللّه خلق محمدا و عليا و أحد عشر من ولده من نور عظمته فأقامهم أشباحا في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق يسبّحون اللّه و يقدّسونه و هم الائمّة من ولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

111-(2)-

كمال الدين: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق رضي اللّه عنه قال: حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا أبو عبد اللّه العاصمي، عن الحسين بن القاسم بن أيوب، عن الحسن بن محمد بنسماعة، عن وهيب، عن ذريح، عن أبي حمزة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنه قال: منّا اثنا عشر مهديا.

112-(3)-

كمال الدين: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني رضي اللّه عنه قال: حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا أبو عبد اللّه العاصمي، عن الحسين بن القاسم بن أيّوب، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن ثابت الصائغ، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: سمعته يقول: منّا اثنا عشر مهديّا مضى ستة و بقي ستة يصنع اللّه بالسادس (في السادس خ ل) ما أحب.

ص: 49


1- . الكافي: ج 1، ص 530، ب 184، ح 6، مرآة العقول: ج 6، ص 222، الوافي: ج 2، ص 307، ب 31، ح 762/ 9، كمال الدين: ج 1، ص 318، ب 31، ح 1، بسنده عن أبي سعيد العصفري عن عمرو بن ثابت عن أبي حمزة و لفظه: إنّ اللّه تبارك و تعالى خلق محمدا و عليا و الائمة الأحد عشر عليهم السلام من نور عظمته أرواحا في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق، و هم الائمة الهادية من آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (ثم قال:) قد روي هذا الخبر بغير هذا اللفظ إلّا أنّ مسموعي ما قد ذكرته، إعلام الورى: ص 369، اثبات الهداة: ج 3، ص 142، ف 85، ب 9، ح 924.
2- . كمال الدين: ج 2، ص 338، ب 33، ح 14، بحار الأنوار: ج 36، ص 398، ب 46، ح 4.
3- . كمال الدين: ج 2، ص 338، ب 33، ح 13، العيون: ج 1، ص 69، ب 6، ح 37.

113-(1)-

كمال الدين: حدثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال: حدثني أبي، عن جدي أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه محمد بن خالد، عن محمد بن سنان و أبي علي الزراد جميعا، عن إبراهيم الكرخي قال: دخلت على أبي عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام و إنّي لجالس عنده إذ دخل أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام و هو غلام فقمت إليه فقبّلته و جلست معه، فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: يا إبراهيم أما أنت فهذا صاحبك (أما إنّه لصاحبك خ ل) من بعدي، أما ليهلكن فيه أقوام و يسعد (فيه خ ل) آخرون، فلعن اللّه قاتله و ضاعف عليه (على روحه خ ل) العذاب، أما ليخرجنّ اللّه من صلبه خير أهل الأرض في زمانه، سميّ جدّه و وارث علمه و أحكامه في قضاياه (و فضائله خ ل) معدن الامامة و رأس الحكمة يقتله جبّار بني فلان بعد عجائب طريفة حسدا له، و لكنّ اللّه عزّ و جلّ بالغ أمره و لو كره المشركون، و يخرج اللّه من صلبه تكملة اثني عشر (إماما خ ل) مهديا اختصهم اللّه بكرامته، و أحلّهم دار قدسه، المنتظر للثاني عشر منهم (المقرّبة خ ل) كالشاهر سيفه بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يذبّ عنه، قال: فدخل رجل من موالي بني اميّة فانقطع كلامه (الكلام خ ل) فعدت إلى أبي عبد اللّه عليه السلام احدى عشرة مرة اريد منه أن يتمّ (يستتم خ ل) الكلام فما قدر (قدرت خ ل) على ذلك، فلمّا كان العام القابل من السنة الثانية دخلت عليه و هو جالس، فقال: يا إبراهيم هو المفرج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد، و بلاء طويل، و جزع و خوف، فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان، حسبك يا إبراهيم، قال إبراهيم: فما رجعت بشي ء هو آنس (أسرّ خ ل) من هذا لقلبي و لا أقرّ لعيني.

114-(2)- الطرائف: قال: و من كتاب تفسير القرآن للسدي- و هو من قدماء المفسرين عندهم و من ثقاتهم- قال: لما كرهت سارة مكان هاجر أوحى اللّه تعالى الى ابراهيم الخليل عليه السلام فقال: انطلق بإسماعيل و امّه

ص: 50


1- . كمال الدين: ج 2، ص 338، ب 33، ح 5، و في ص 647، ب 55، ح 8، غيبة النعماني: ص 90، ب 4، ح 21، باسناده عن أبي علي أحمد بن محمد بن يعقوب بن عمار الكوفي عن أبيه عن القاسم بن هاشم اللؤلؤي عن الحسن بن محبوب عن إبراهيم الكرخي، بحار الأنوار: ج 36، ص 401، ب 46، ح 12.
2- . الطرائف: ص 172، ح 269 كشف الأستار: ص 141، 142. أقول: في التوراة التي بأيدي أهل الكتاب ما معناه: إنّ اللّه تعالى بشّر إبراهيم بإسماعيل و أنّه سينميه و يكثره و يجعل من ذريته اثني عشر عظيما. شمائل الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ص 484. و قد صرّح بأن كثيرا من اليهود تشرّفوا بالإسلام لظنّهم أنّه هو الذي تدعو إليه الرافضة فاتبعوهم يعني أنهم إنما تشرفوا بالاسلام لما ثبت لهم و تيقنوا إنه هو الدين الحقّ لأنهم و جدوا الاسلام الشيعي الاثني عشري الدين المبشّر به في التوراة دون سائر المذاهب، لكنّه نسبهم الى الغلط في أمر هو في غاية الوضوح لأن انطباق هذه البشارة التوراتية على مذهب الشيعة مما لا يكاد يخفى على من يريد الحق. و لكن الذي اعتنق مذهبا قبل الرجوع الى الحجج العقلية و السمعية تقليدا و مما شاة مع أهل البيئة التي تربّى فيها يرد الادلة أو يؤوّلها و يغلّط من أخذ بها. أما من راجع الأدلة قبل اعتناق مذهب خاص و لأجل التحقيق و معرفة الحقّ فإنه ينتهي الى ما انتهى إليه هذا الكثير من أهل الكتاب. و أوضح من ذلك كلّه و أبين، أنّ البشارة الى هؤلاء الاثني عشر موجودة في العهد القديم الذي هو الآن بأيدي اليهود و النصارى باللغة العبرانية و السريانية العتيقة و الجديدة و ترجمته بالعربية و الفارسية. فراجع إن شئت التوراة المترجمة بالعربية المطبوعة سنة (1811 م) السفر الأول و هو سفر الخليقة الفصل 17، و انظر التوراة المترجمة بالفارسية من أصلها العبرية ترجمها (وليم كلسن) بإعانة فاضل خان الهمداني المطبوعة في (ادن برخ) سنة (1845 م) الموافق لسنة (1261 ه. ق) ص 26، الفصل 17، آية: 20، و راجع كتاب أنيس الأعلام القسم الكبير: ج 7، ص 384، لقسيس كبير من النصارى المسمّى بعد اعتناقه الاسلام بالمذهب الحق الاثنى عشري بمحمد صادق و الملقّب بفخر الاسلام.

حتى تنزله بيتي التهامي- يعني مكة- فإني ناشر ذرّيته و جاعلهم ثقلا على من كفر بي، و جاعل منهم نبيّا عظيما، و مظهره على الأديان، و جاعل من ذريته اثني عشر عظيما، و جاعل ذريته عدد نجوم السماء.

و نقله في كشف الأستار، و ذكر أن جماعة نقلته عن السدي و قال:

قريب منه ما في التوراة في السفر الأول بعد انقضاء قصّة سارة و ما خاطب اللّه به إبراهيم في أمرها و ولدها من قوله عزّ و جلّ: «و قد أجبت دعائك في إسماعيل و قد سمعتك فيما باركته و سأكثره جدّا جدّا و سيولد منه اثنا عشر عظيما أجعلهم ائمّة كشعب عظيم» كذا في مؤلفات بعض القدماء، و في النسخة الموجودة عندنا: و يولد منه اثنا عشر شريفا و أجعل منه أمّة عظيمة ... الخ، انتهى.

115-(1)- غيبة الشيخ: أخبرني جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال: أخبرني أبو علي احمد بن علي المعروف بابن الخضيب الرازي قال: حدثني بعض اصحابنا، عن حنظلة بن زكريا التميمى، عن أحمد بن يحيى الطوسي، عن أبي بكر عبد اللّه بن أبي شيبة عن محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال:

نزل جبرئيل عليه السلام بصحيفة من عند اللّه على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيها اثنا عشر خاتما من ذهب فقال له: إنّ اللّه تعالى يقرأ عليك السلام و يأمرك أن تدفع هذه الصحيفة إلى النجيب من أهلك بعدك يفكّ منها أول خاتم و يعمل بما فيها، فإذا مضى دفعه إلى وصيّه بعده، و كذلك الأول يدفعها إلى الآخر واحدا بعد واحد، ففعل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما امر به ففكّ علي بن ابي طالب عليه السلام أولها و عمل بما فيها، ثمّ دفعها إلى الحسن عليه السلام ففكّ خاتمه و عمل بما فيها و دفعها بعده إلى الحسين عليه السلام، ثم دفعها الحسين إلى علي بن الحسين عليهما السلام، ثم واحدا بعد واحد حتى ينتهي إلى آخرهم عليهم السلام.

ص: 51


1- . غيبة الشيخ: ص 134، ح 98، بحار الأنوار: ج 36، ص 209، ب 40، ح 9، و ج 63، ص 535، ب 5، ح 30.

116-(1)-

مقتضب الأثر: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا عبد اللّه بن مسعود قال: حدثنا مخول قال:

حدثنا محمد بن بكر، عن زياد بن منذر قال: حدثنا عبد العزيز بن خضير قال: سمعت عبد اللّه بن أبي أوفى يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يكون بعدي اثنا عشر خليفة من قريش، ثم تكون فتنة دوّارة، قال: قلت: أنت سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟ قال:

نعم، سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: و إن على عبد اللّه بن أبي أوفى يومئذ برنس خزّ.

117-(2)-

بصائر الدرجات: حدثنا علي بن حسان، عن موسى بن بكر، عن حمران، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أهل بيتي اثنا عشر محدّثا، فقال لهعبد اللّه بن زيد و كان أخا علي لأمّه: سبحان اللّه كان محدّثا؟- كالمنكر لذلك-، فأقبل عليه أبو جعفر عليه السلام فقال: أما و اللّه إنّ ابن امّك بعد قد كان يعرف ذلك، قال: فلمّا قال ذلك سكت الرجل، فقال أبو جعفر عليه السلام:

هي التي هلك فيها أبو الخطاب، لم يدر تأويل المحدّث و النبيّ.

118-(3)-

مقتضب الأثر: و مما روته العامّة عن الحسن بن أبي الحسن البصري في ذلك: حدثني أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم الطستي قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن علوية القطّان قال:

ص: 52


1- . مقتضب الأثر: ص 4، ح 4، بحار الأنوار: ج 36، ص 371، ب 41، ذيل ح 234، و فيه (عبد اللّه بن أحمد بن مستورد) بدل عبد اللّه بن مسعود و لعلّ الصحيح هو (أحمد بن مستورد).
2- . بصائر الدرجات: ص 320، ج 7، ب 5، ح 4، غيبة النعماني: ص 66، ب 4، ح 6، عن ابن عقدة عن يحيى بن زكريّا بن شيبان من كتابه سنة ثلاث و سبعين و مأتين عن علي بن سيف بن عميرة عن أبان بن عثمان عن زرارة عن أبى جعفر الباقر عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ من أهل بيتي ... و فيه: (و كان أخا علي بن الحسين عليهما السلام) و (إنّ ابن امّك كان كذلك- يعني علي بن الحسين عليهما السلام-) و ليس فيه ما بعد هذا. البحار: ج 26، ب 2، ح 6، ص 67. أقول: أراد بقوله عليه السلام (هي التي ... الخ) أنّ عدم إدراك الفرق بين المحدّث و النبيّ و أنّ المحدّث غير النبيّ أوجب عنده ظنّ نبوّتهم فغلا فيهم.
3- . مقتضب الأثر: ص 29، ح 17. غيبة النعماني: عن أحمد بن هوذة أبي هراسة الباهلي عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد اللّه بن حماد الأنصاري عن عمرو بن شمر عن المبارك بن فضالة عن الحسن، ص 57، ب 4، ح 1، بحار الأنوار: ج 36، ص 272، ب 41، ح 94، إثبات الهداة: ج 3، ص 201، ب 9، ح 155 أقول: إنّ هذا الحديث مرسل في اصطلاحهم و حكوا أن الاحتجاج به مذهب مالك و أبي حنيفة، و هذا هو المحكيّ عن أحمد في رواية، و عن الشافعي أن مراسيل كبار التابعين حجّة ... و مضافا الى هذا حكوا عن تهذيب الكمال، قال يونس بن عبيد: سألت الحسن، قلت: يا أبا سعيد إنّك تقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و انك لم تدركه، قال: يا بن أخي لقد سألتني عن شي ء ما سألني عنه أحد قبلك و لو لا منزلتك منّي ما أخبرتك. إنّي في زمان كما ترى (و كان في عمل الحجاج) كل شي ء سمعته أقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فهو عن علي بن أبي طالب غير أنّي لا أستطيع أن أذكر عليّا. (تهذيب التهذيب: ج 2 ذيل ص 266؛ و راجع اتحاف الخاصّة بصحيح الخلاصة المطبوع في هامش الخلاصة: ص 77).

حدثني اسماعيل بن عيسى العطار قال: حدثنا داود بن الزبرقان و المبارك بن فضالة، عن الحسن بن أبي الحسن البصري يرفعه، قال: أتى جبرئيل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال له: يا محمد إنّ اللّه عزّ و جلّ يأمرك أن تزوج فاطمة من علي عليه السلام أخيك، فأرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الى علي عليه السلام فقال له: يا علي إنّي مزوّجك فاطمة ابنتي سيدة نساء العالمين و أحبهنّ إليّ بعدك، و كائن منكما سيّدا شباب أهل الجنة، و الشهداء المضرّجون المقهورون في الأرض من بعدي، و النجباء الزهر الذين يطفي اللّه بهم الظلم، و يحيي اللّه بهم الحق، و يميت بهم الباطل، عدّتهم عدة أشهر السنة، آخرهم يصلّي عيسى بن مريم المسيح خلفه.

119-(1)- مقتضب الأثر: و أنشدني الشريف أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي الطبري لسفيان بن مصعب العبدي، و حدثنيه بخبره أحمد ابن زياد الهمداني قال: حدثني علي بن ابراهيم بن هاشم قال: حدثني ابي، عن الحسن بن علي سجادة، عن أبان بن عمر ختن آل ميثم قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام فدخل عليه سفيان بن مصعب العبدي فقال:

جعلني اللّه فداك ما تقول في قوله تعالى ذكره: وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ؟(2)

قال: هم الأوصياء من آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الاثنا عشر لا يعرف اللّه إلّا من عرفهم و عرفوه، قال: فما الأعراف جعلت فداك؟ قال: كثائب من مسك عليها رسول اللّه و الأوصياء يعرفون كلا بسيماهم، فقال سفيان: أ فلا أقول في ذلك شيئا؟

فقال من قصيدة:

أيا ربعهم هل فيك لي اليوم مربع *** و هل لليال كنّ لي فيك مرجع

و فيها يقول:

و أنتم ولاة الحشر و النشر و الجزاء *** و أنتم ليوم المفزع الهول مفزع

و أنتم على الأعراف و هي كثائب *** من المسك ريّاها بكم يتضوّع

ص: 53


1- . مقتضب الأثر: ص 48؛ الغدير: ج 2، ص 295؛ بحار الأنوار: ج 24، ص 252، ب 62، ح 14. أقول: الأخبار بأنهم هم رجال الأعراف كثيرة متواترة جدّا.
2- . الأعراف: 46.

ثمانية بالعرش إذ يحملونه *** و من بعدهم في الأرض هادون أربع

120-(1)- من لا يحضره الفقيه: روى الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:

دخلت على فاطمة عليها السلام و بين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر أحدهم القائم عليه السلام، ثلاثة منهم محمد و أربعة منهم علي عليهم السلام.

121-(2)- الهداية: عن الإمام علي بن الحسين عليهما السلام في حديث طويل عن أبيه أبي عبد اللّه سيّد الشهداء عليه السلام ذكر فيه إخباره بما يجري عليه و على أهله و أصحابه الى أن ذكر (أي زين العابدين عليه السلام) سؤال زهير بن القين و حبيب بن مظاهر الحسين عليه السلام عنه (أي عن زين العابدين علي عليه السلام) يقولان: يا سيدنا فسيدنا علي- و يشيران إليّ (يعني الى زين العابدين عليه السلام)- ما ذا يكون من حاله؟

فيقول مستعبرا: لم يكن اللّه ليقطع نسلي من الدنيا فكيف يصلون إليه و هو ابو ثمانية أئمّة.

122-(3)-

الإقبال: في حديث طويل عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام في معرفة الهلال صرّح فيه بعدد الائمّة و أنّهم اثنا عشر.

123-(4)-

الفتن: حدثنا عيسى بن يونس، ثنا مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: يكون بعدي من الخلفاء عدّة نقباء موسى.

ص: 54


1- . من لا يحضره الفقيه: ج 4، ص 180، باب الوصية من لدن آدم عليه السلام، ح 5408.
2- . الهداية: باب ما جاء من الحسين بن علي عليهما السلام، إثبات الهداة: ج 1، ص 654، ب 9، ف 67، ح 825.
3- . اقبال الأعمال: ص 14، الباب الرابع ما يختص بأول ليلة من شهر رمضان.
4- . الفتن: ج 1، ص 39، باب عدة ما يذكر من الخلفاء بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه[ و آله] و سلّم في هذه الامة، ح 1، الملاحم و الفتن: ص 32، ب 29، ف 1، الجامع الصغير: ج 1، ص 91 و لفظه: إنّ عدة الخلفاء بعدي عدّة نقباء موسى، أخرجه عن ابن عدي في الكامل و ابن عساكر عن ابن مسعود، غيبة النعماني: ص 106، ب 4، فصل في ما روي أنّ الائمة اثنا عشر من طريق العامة: ح 37، و ص 116، ب 6، ح 1 و 2 و لفظه: يكون بعدي عدة نقباء موسى، كنز العمّال: ج 12، ص 23، ح 33859.

124-(1)-

المسند: حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، ثنا أبو النضر، ثنا أبو عقيل، ثنا مجالد، عن الشعبي، عن مسروق قال: كنّا مع عبد اللّه جلوسا في المسجد يقرئنا فأتاه رجل فقال: يا ابن مسعود هل حدثكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة؟ قال: نعم كعدة نقباء بني إسرائيل.

125-(2)-

كفاية الأثر: حدثنا أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه الشيباني رحمه اللّه قال: حدثنا محمد بن رياح (رباح خ ل) الأشجعي، قال: حدثنا محمد بن غالب بن الحارث، قال: حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي قال:

حدثنا عبد الكريم، عن ابي الحسن، عن أبي الحرث، عن أبي ذر قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: من أحبني و أهل بيتي كنّا نحن و هو كهاتين- و أشار بالسبابة و الوسطى- ثم قال عليه السلام:

أخي خير الأوصياء، و سبطيّ خير الأسباط، و سوف يخرج اللّه تبارك و تعالى من صلب الحسين أئمّة أبرارا، و منّا مهديّ هذه الأمّة. قلت:

يا رسول اللّه و كم الائمّة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل.

126-(3)-

كفاية الأثر: حدثنا القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا البغدادي قال: حدثني محمد بن همام بن سهيل الكاتب قال: حدثني محمد بن معافا السلماسي، عن محمد بن عامر قال: حدثنا عبد اللّه بن زاهر، عن عبد القدوس، عن الأعمش، عن حنش بن المعتمر قال: قال أبو ذر الغفاري رحمة اللّه عليه: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في مرضه الذي توفي فيه، فقال: يا أبا ذر ايتني بابنتي فاطمة قال:

فقمت و دخلت عليها و قلت: يا سيدة النسوان أجيبي أباك، قال: فلبّت (فلبست خ ل) منحلها (منجلها خ ل) و أبرزت (و اتزرت خ ل) و خرجت حتى دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلمّا رأت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انكبّت عليه و بكت و بكى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لبكائها و ضمّها إليه، ثم قال: يا فاطمة لا تبكي فداك أبوك، فأنت أول من تلحقين بي مظلومة مغصوبة (مغضوبة خ ل) و سوف يظهر بعدي حسيكة النفاق و يسمل جلباب الدين، و أنت أول من يرد عليّ الحوض.

قال: يا أبه أين ألقاك؟

ص: 55


1- . مسند أحمد: ج 1، ص 406، كشف اليقين: ص 118، ب 19.
2- . كفاية الأثر: ص 35، ب 4، ح 1، بحار الأنوار: ج 36، ص 294، ب 41، ح 122.
3- . كفاية الأثر: ص 36، ب 4، ح 2. و يوجد في بعض ألفاظ الحديث بحسب النسخ اختلاف يسير لا يغيّر المعنى، بحار الأنوار: ج 36، ص 288، ب 41، ح 110 و فيه (فلبست جلبابها و خرجت).

قال: تلقيني عند الحوض و أنا أسقي شيعتك و محبّيك و أطرد أعداءك و مبغضيك. قالت: يا رسول اللّه فإن لم ألقك عند الحوض؟

قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: تلقيني عند الميزان.

قالت: يا أبه و إن لم ألقك عند الميزان؟

قال: تلقيني عند الصراط و أنا أقول: سلم سلم شيعة علي.

قال أبو ذر: فسكن قلبها، ثم التفت إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: يا أبا ذر إنّها بضعة منّي، فمن آذاها فقد آذاني، ألا إنها سيدة نساء العالمين، و بعلها سيد الوصيّين، و ابنيها الحسنو الحسين سيدا شباب أهل الجنّة، و إنّهما إمامان إن قاما أو قعدا، و أبوهما خير منهما، و سوف يخرج من صلب الحسين تسعة من الائمّة معصومون قوّامون بالقسط، و منّا مهديّ هذه الأمّة قال: قلت: يا رسول اللّه فكم الائمّة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل.

127-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا أبو عبد اللّه احمد بن محمد بن عياش الجوهري قال: حدّثنا محمد بن أحمد الصفواني [قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا عبد اللّه بن مسلمة] قال: حدثنا محمد بن عبد اللّه الحمصي قال: حدثنا ابن حماد، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك قال: صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم صلاة الفجر، ثم أقبل علينا فقال: معاشر أصحابي من أحبّ أهل بيتي حشر معنا، و من استمسك بأوصيائي من بعدي فقد استمسك بالعروة الوثقى. فقام إليه أبو ذر الغفاري فقال: يا رسول اللّه كم الائمّة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل [فقال: كلّهم من أهل بيتك؟] قال: كلهم من أهل بيتي، تسعة من صلب الحسين و المهدي منهم.

128-(2)-

كفاية الأثر: حدثنا محمد بن وهبان بن محمد البصري قال: حدثنا الحسين بن علي البزوفري، عن عبد اللّه بن مسلمة قال: أخبرنا عقبة بن مكرم قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يعقوب بن خالد، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة قال:

خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: معاشر الناس من أراد أن يحيا حياتي و يموت ميتتي فليتولّ علي بن أبي طالب عليه السلام (و ليقتد) بالائمّة من بعده. فقيل: يا رسول اللّه فكم الائمّة من بعدك؟

فقال: عدد الأسباط.

ص: 56


1- . كفاية الأثر: ص 73، ب 8، ح 3، بحار الأنوار: ج 36، ص 310، ب 41، ح 150.
2- . كفاية الأثر: ص 86، ب 9، ح 3، مع اختلاف يسير لفظي في النسخ، بحار الأنوار: ج 36، ص 314، ب 41، ح 159، مناقب ابن شهرآشوب: ج 1، ص 301.

129-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا الحسين بن علي رحمه اللّه قال:

حدثنا هارون بن موسى قال: حدثنا محمد بن صدقة الرقي بمصر قال:

حدثنا داود بن [عمر بن] داهر بن المسيب قال: حدثني صالح بن أبي الأسود، عن حسن بن عبيد اللّه، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم قال:خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال بعد ما حمد اللّه و أثنى عليه، أوصيكم بتقوى اللّه الذي لا يستغني عنه العباد، فإنّ من رغب بالتقوى هدي في الدنيا، و اعلموا أن الموت سبيل العالمين و مصير الباقين، يختطف المقيمين [و] لا يعجزه لحاق الهاربين، يهدم كل لذة و يزيل كل نعمة و يقشع كل بهجة، و الدنيا دار الفناء و لأهلها منها الجلاء، و هي حلوة خضرة تحلّت للطالب، فارتحلوا عنها رحمكم اللّه بخير ما يحضركم من الزاد، و لا تطلبوا منها اكثر من البلاغ، و لا تمدّوا أعينكم فيها الى ما متّع به المترفون.

ألا إن الدنيا قد تنكّرت و أدبرت و اخلولقت و آذن (آذنت خ ل) بوداع، ألا و إن الآخرة قد حلّت و أقبلت باطّلاع.

معاشر الناس كأنّي على الحوض أنظر ما يرد عليّ منكم، و سيؤخر اناس دوني، فأقول: يا ربّ منّي و من أمّتي، فيقال: هل شعرت بما عملوا بعدك، و اللّه ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم.

معاشر الناس أوصيكم اللّه في عترتي و أهل بيتي خيرا، فإنّهم مع الحق و الحقّ معهم، و هم الائمّة الراشدون بعدي و الامناء المعصومون. فقام إليه عبد اللّه بن عباس فقال: يا رسول اللّه كم الائمّة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل و حواري عيسى، تسعة من صلب الحسين و منهم مهديّ هذه الأمّة.

130-(2)-

كفاية الأثر: حدثنا محمد بن عبد اللّه الشيباني رحمه اللّه قال: حدثنا صالح بن أحمد بن أبي مقاتل، عن زكريّا، عن سليمان (بن خ ل) جعفر الجعفري قال: حدثنا مسكين بن عبد العزيز، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ الصدقة لا تحلّ لي و لا لأهل بيتي، فقلنا: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليك و آلك من أهل بيتك؟ قال: أهل بيتي عترتي من لحمي و دمي، هم الائمّة بعدي، عدد نقباء بني إسرائيل.

131-(3)-

كفاية الأثر: أخبرنا محمد بن عبد اللّه الشيباني قال: حدثنا أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد الرازي الكوفي قال: حدثنا (حدثني خ ل) محمد بن عبد الرحمن بن محمد قال: حدثني أبو أحمد الطوسي (الشطوي

ص: 57


1- . كفاية الأثر: ص 102، ب 13، ح 3، بحار الأنوار: ج 36، ص 320، ب 41، ح 173 و فيه« زاهر بن المسيب».
2- . كفاية الأثر: ص 89، ب 9، ح 7، بحار الأنوار: ج 36، ص 316، ب 41، ح 163.
3- . كفاية الأثر: ص 109، ب 15، ح 2، بحار الأنوار: ج 36، ص 322، ب 41، ح 178.

خ ل) (الستطوي خ ل) و أحمد بن محمد (بن خ ل) المقري (قالا: حدثنا محمد بن نجي خ ل) قال: حدثنا داود بن الحسين (الحسن خ ل) قال: حدثنا حرام بن يحيى (نجّى خ ل) الشامي، عن عتبة بن تيهان السلمي، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آلهو سلّم: لا يتمّ الإيمان إلّا بمحبتنا أهل البيت، و إنّ اللّه تبارك و تعالى عهد إليّ أنه لا يحبّنا أهل البيت إلّا مؤمن تقي، و لا يبغضنا إلّا منافق شقي، فطوبى لمن تمسك بي و بالائمّة الأطهار من ذريتي، فقيل:

يا رسول اللّه فكم الائمّة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل.

132-(1)-

كفاية الأثر: أخبرنا أبو المفضّل الشيباني، قال: حدثني حيدر (صدر خ ل) بن محمد بن نعيم السمرقندي، قال حدثنا محمد بن مسعود، عن يوسف بن السخت، عن سفيان الثوري، عن موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبي أيوب الأنصاري قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: أنا سيد الأنبياء [و علي سيد الأوصياء] و سبطاي خير الأسباط، و منّا الائمّة المعصومون من صلب الحسين عليه السلام و منّا مهديّ هذه الأمّة.

فقام إليه أعرابي فقال: يا رسول اللّه كم الائمّة بعدك؟ قال: عدد الأسباط و حواري عيسى و نقباء بني إسرائيل.

133-(2)-

كفاية الأثر: حدثنا محمد بن وهبان بن محمد البصري قال: حدثنا محمد بن عمر الجعابي (الجعالي خ ل)، قال: حدثني إسماعيل بن محمد بن شيبة القاضي البصري، قال: حدثني محمد بن أحمد بن الحسين (الحسن خ ل) قال: حدثني يحيى بن خلف الراسي (الراسبي خ ل) عن عبد الرحمن، عن (قال: حدثنا خ ل) يزيد بن الحسن، عن معاوية (معروف خ ل) بن الخربوذ، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن اسيد قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول على منبره:

معاشر الناس إنّي فرطكم و إنّكم واردون علىّ الحوض أعرض (حوضا عرض خ ل) ما بين بصرى و صنعاء، فيه عدد النجوم قدحانا (قد حان خ ل) من فضة، و أنا سائلكم حين تردون علىّ عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه و طرفه بأيديكم فاستمسكوا به لن تضلّوا، و لا تبدلوا في عترتي أهل بيتي فإنّه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض (معاشر الناس كأنّي على الحوض خ ل) أنتظر من يرد عليّ منكم، و سوف تؤخّر اناس دوني، فأقول: يا رب منّي و من أمّتي، فيقال: يا محمد هل شعرت بما عملوا؟ إنّهم ما برحوا بعدك (يرجعون خ ل) على أعقابهم، ثم قال:

ص: 58


1- . كفاية الأثر: ص 113، ب 16، ح 1، بحار الأنوار: ج 36، ص 323، ب 41، ح 181.
2- . كفاية الأثر: ص 127، ب 18، ح 1، بحار الأنوار: ج 36، ص 328، ب 41، ح 185.

أوصيكم في عترتي خيرا- ثلاثا- أو قال: في أهل بيتي. فقام إليه سلمان فقال: يا رسول اللّه أ لا تخبرني عن الائمّة بعدك؟ أما هم من عترتك؟فقال: نعم الائمّة (من خ ل) بعدي من عترتي عدد نقباء بني إسرائيل، تسعة من صلب الحسين عليه السلام، أعطاهم اللّه علمي و فهمي، فلا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم، و اتبعوهم فإنّهم مع الحق و الحق معهم.

134-(1)-

كفاية الأثر: أخبرنا أبو محمد الحسين بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي الأسدي قال: حدثني محمد بن أبي بشر قال: حدثني الحسين بن أبي الهيثم، عن هشام بن خالد قال:

حدثنا صدقة بن عبد اللّه، عن هشام عن حذيفة بن اسيد قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول- و سأله سلمان عن الائمّة قال-: الائمّة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل تسعة من صلب الحسين، و منّا مهديّ هذه الأمّة، ألا إنّهم مع الحق و الحق معهم فانظروا (فانظروني خ ل) كيف تخلفوني فيهم.

135-(2)-

كفاية الأثر: [أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن سعيد] قال: حدثنا الحسين (الحسن خ ل) بن علي البزوفري قال: حدثنا محمد (موسى خ ل) بن إسحاق الأنصاري قال: حدثنا علي بن الحسين (الحسن خ ل) قال: حدثنا عيسى بن يونس قال (عن خ ل) ثور- يعني ابن يزيد- عن خالد بن معدان، عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنزلوا أهل بيتي بمنزلة الرأس من الجسد و بمنزلة العينين من الرأس، و إنّ الرأس لا يهتدي إلّا بالعينين، اقتدوا بهم من بعدي لن تضلّوا. فسألنا عن الأئمّة قال: (فقال خ ل) الائمّة بعدي من عترتي- أو قال من أهل بيتي- عدد نقباء بني إسرائيل.

136-(3)-

كفاية الأثر: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبيد اللّه بن الحسن [العطاردي قال: حدثني جدي عبيد اللّه بن الحسن]، عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: حدثنا محمد بن عبد اللّه الرقاشي، قال:

حدثنا جعفر بن سلمان الضبعي، عن يزيد الرشك- و يقال: قيس فقير-، عن مطرف بن عبد اللّه، عن عمران بن حصين قال: خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: معاشر الناس إنّي راحل عن قريب و منطلق إلى المغيب أوصيكم في عترتي خيرا.

فقام إليه سلمان فقال: يا رسول اللّه أ ليس الائمّة بعدك من عترتك؟ قال: نعم الائمّة بعدي من عترتي عدد نقباء بني إسرائيل، تسعة من صلب الحسين، و منا مهديّ هذه الأمّة، فمن تمسّك بهم فقد تمسّك بحبل اللّه، لا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم، و اتبعوهم فإنّهم مع الحق و الحق معهم، حتى يردوا عليّ الحوض.

ص: 59


1- . كفاية الأثر: ص 129، ب 18، ح 2، بحار الأنوار: ج 36، ص 329، ب 41، ح 186.
2- . كفاية الأثر: ص 111، ب 15، ح 4، بحار الأنوار: ج 36، ص 323، ب 41، ح 180.
3- . كفاية الأثر: ص 131، ب 16، ح 1، بحار الأنوار: ج 36، ص 330، ب 41، ح 188.

137-(1)-

كفاية الأثر: أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن المطلب قال:

حدثنا أبو اسيد أحمد بن محمد بن اسيد المديني (المدني خ ل) باصبهان قال:

حدثنا عبد العزيز بن اسحاق بن جعفر، عن عبد الوهاب بن عيسى المروزي قال: حدثنا الحسين بن علي بن محمد البلوي قال: حدثنا عبد اللّه بن سحح (نجيح خ ل) عن علي بن هاشم، عن علي بن حزور، عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت عمران بن حصين يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لعلي عليه السلام: أنت وارث علمي، و أنت الإمام و الخليفة بعدي، تعلّم الناس بعدي ما لا يعلمون، و أنت أبو سبطي و زوج ابنتي، من ذرّيتكم العترة الائمّة المعصومين (المعصومون خ ل) فسأله سلمان عن الائمّة فقال: عدد نقباء بني إسرائيل.

حدثنا علي بن محمد بن الحسن قال: حدثنا هارون بن موسى قال:

حدثنا حيدر بن نعيم السمرقندي قال: حدثنا محمد بن زكريا الجوهري قال: حدثنا العباس بن بكار الضبي قال: حدثنا أبو بكر الهذلي، عن أبي عبد اللّه الشامي، عن عمران بن حصين و ذكر نحوه.

138-(2)-

كفاية الأثر: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا أبو بكر القاضي محمد بن عمر قال: حدثنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن ثابت القيسي (العبسي خ ل) قال: حدثنا محمد بن اسحاق بن (عن خ ل) أبي عمارة قال: حدثني حبشي (حبش خ ل) بن معاذ، عن مسلم قال: حدثني حكيم بن جبير، عن أبيه، عن الشعبي، عن أبي جحيفة وهب السوائي، عن حذيفة بن اسيد قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول على المنبر- و سألوه عن الائمّة إلّا أنّه لم يذكر سلمان، فقال-: الائمّة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل، ألا إنّهم مع الحق و الحق معهم.

139-(3)- كفاية الأثر: أخبرنا محمد بن عبد اللّه الشيباني قال:

حدثنا الحسين بن علي البزوفري قال: حدثنا يعلى بن عباد قال: حدثنا شعبة بن سعيد بن (عن خ ل) ابراهيم (شعبة عن سعد بن إبراهيم بن سعد بن مالك خ ل) بن سعد بن مالك، عن أبيه، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال:

ص: 60


1- . كفاية الأثر: ص 132، ب 6، ح 2 و 3، بحار الأنوار: ج 36، ص 330، ب 41، ح 189.
2- . كفاية الأثر: ص 130، ب 15، ح 3، بحار الأنوار: ج 36، ص 329، ب 41، ح 187.
3- . كفاية الأثر: ص 154، ب 23، ح 8، بحار الأنوار: ج 36، ص 336، ب 41، ح 197، و سنده هكذا: أبو المفضّل الشيباني عن الحسين بن علي البزوفري عن يعلى بن عباد عن شعبة عن سعد بن إبراهيم بن سعد بن مالك عن أبيه عن علي عليه السلام، و فيه: « و من أحبّهم»، و الظاهر أن هذا لفظ الحديث، الانصاف: ص 57، باب السين، ح 158، و السند هكذا: محمد بن عبد اللّه الشيباني عن علي بن الحسين البزوفري عن شعبة بن سعد بن إبراهيم عن إبراهيم بن سعد بن مالك الخ، و فيه أيضا: و من أحبهم. أقول: تعيين ما هو الصحيح من هذه الأسناد محتاج الى التأمل و التدقيق.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ما من أهل بيت فيهم من اسمه اسم نبي إلّا بعث اللّه إليهم ملكا يسدّدهم، و إنّ من الائمّة بعدي (من ذريتك خ ل) من اسمه اسمي و من هو سميّ موسى بن عمران و إنّ الائمّة بعدي كعدد نقباء بني إسرائيل أعطاهم اللّه علمي و فهمي فمن خالفهم فقد خالفني و من ردّهم و أنكرهم فقد ردّني و أنكرني و من أحبّني (أحبّهم خ ل) في اللّه فهو من الفائزين يوم القيامة.

140-(1)-

كفاية الأثر: أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن أحمد الصفواني قال: حدثنا مروان بن محمد السحاري قال: حدثنا أبو يحيى التيمي، عن يحيى البكاء، عن علي عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ستفترق أمّتي على ثلاث و سبعين فرقة، منها فرقة ناجية و الباقون هالكة (الهالكون خ ل هالكون خ ل) و الناجية (و الناجون خ ل) الذين يتمسّكون بولايتكم و يقتبسون من علمكم (عملكم خ ل) و لا يعلمون برأيهم، فأولئك ما عليهم من سبيل، فسألت عن الائمّة، فقال: عدد نقباء بني إسرائيل.

141-(2)- كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن بن محمد بن (محمد ابن خ ل) مندة قال: حدثنا ابو الحسين زيد (يزيد خ ل) بن جعفر بن محمد بن الحسين الخزاز بالكوفة في سنة سبع و سبعين و ثلاثمائة قال: حدثنا العباس بن العباس الجوهري ببغداد في دار عميرة (عمارة خ ل) قال:

حدثني عفان بن مسلم قال: حدثني حماد بن سلمة، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن سداد (شداد خ ل) بن أوس قال: لمّا كان يوم الجمل قلت: لا أكون مع عليّ و لا أكون عليه، و توقفت عن (على خ ل) القتال الى انتصاف النهار فلمّا كان قرب الليل ألقى اللّه في قلبي أن اقاتل مع علي، فقاتلت معه حتى كان من أمره ما كان، ثمّ إنّي أتيت المدينة فدخلت على أمّ سلمة، قالت: من أين أقبلت؟ قلت: من البصرة. قالت: مع أي الفريقين كنت؟

قلت: يا أمّ المؤمنين إنّي توقفت عن (عند خ ل) القتال الى انتصاف النهار و ألقى اللّه عزّ و جلّ أن اقاتل مع علي. قالت: نعم ما عملت، لقد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: من حارب عليّا (فقد خ ل) حاربني و من حاربني (فقد خ ل) حارب اللّه. قلت: فترين أنّ الحق مع علي؟ قالت: إي و اللّه علي مع الحق و الحق معه، و اللّه ما أنصف أمّة محمد نبيّهم إذ قدّموا من أخره اللّه عزّ و جلّ (و رسوله خ ل) و أخّروا من قدّمه اللّه تعالى و رسوله، (و إنّهم خ ل) صانوا حلائلهم في بيوتهم و أبرزوا حليلة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم

ص: 61


1- . كفاية الأثر: ص 155، ب 23، ح 9، بحار الأنوار: ج 36، ص 336، ب 41، ح 198، ذكر ابن حجر أن مروان بن محمد السنجاري شيخ، و الظاهر أن أبا يحيى التيمي هو اسماعيل بن ابراهيم الأحول أبو يحيى التيمي، ترجمه ابن حجر، و يحيى البكاء هو يحيى بن مسلم، ترجمه ابن حجر.
2- . كفاية الأثر: ص 180، ب 23، ح 1، بحار الأنوار: ج 36، ص 346، ب 41، ح 213.

[إلى الفناء] (القتال خ ل و اللّه خ ل) لقد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: لامّتي فرقة و جعلة (و خلفة خ ل و خلقة خ ل و خلعة خ ل) فجامعوها إذا اجتمعت و إذا (فإذا خ ل) افترقت فكونوا من النمط الأوسط، ثم ارقبوا أهل بيتي فإن حاربوا فحاربوا و إن سالموا فسالموا و إن زالوا فزالوا (فزولوا خ ل) معهم، فإنّ الحقّ معهم حيث كانوا. قلت: فمن أهل بيته الذين أمرنا بالتمسك بهم؟ قالت: هم الائمّة بعده كما قال عدد نقباء بني إسرائيل، عليّ و سبطاه (و سبطاي خ ل) و تسعة من صلب الحسين (هم خ ل) أهل بيته، هم المطهّرون و الائمّة المعصومون. قلت: إنا للّه (أما و اللّه خ ل) هلك الناس إذا. قالت: كل حزب بما لديهم فرحون.

142-(1)-

كفاية الأثر: أخبرنا أبو المفضّل الشيباني قال: حدثني أبو القاسم أحمد بن عامر، عن سليمان الطائي ببغداد قال: حدثنا محمد بن عمران الكوفى، عن عبد الرحمن بن ابي نجران، عن صفوان بن يحيى، عن اسحاق بن عمار، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أخيه الحسن بن علي عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله و سلّم: الائمّة بعدي عدد (بعدد خ ل) نقباء بني إسرائيل و حواري عيسى، من أحبّهم فهو مؤمن و من أبغضهم فهو منافق، هم حجج اللّه في خلقه و أعلامه في بريّته.

143-(2)-

كفاية الأثر: حدثنا الحسين بن علي رحمه اللّه [قال:

حدثنا هارون بن موسى قال: حدثنا محمد بن همام] قال: حدثني جعفر ابن (محمد بن خ ل) مالك الفزاري قال: حدثني الحصين (بن خ ل) علي، عن فرات بن أحنف، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن محمد بن علي الباقر، عن علي بن الحسين زين العابدين قال: قال الحسن بن علي عليهم السلام:

الائمّة عدد نقباء بني إسرائيل، و منّا مهديّ هذه الأمّة.

144-(3)-

كفاية الأثر: أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن المطلب قال:

حدثنا أبو أحمد عبيد اللّه بن الحسين النصيبي قال: حدثني أبو العيناء قال:

حدثني يعقوب بن محمد بن علي بن عبد المهيمن بن (عن خ ل) عباس بن سعد الساعدي، عن أبيه قال: سألت فاطمة صلوات اللّه عليها عن الائمّة، فقالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:

الائمّة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل.

ص: 62


1- . كفاية الأثر: ص 166، ب 21، ح 4، بحار الأنوار: ج 36، ص 340، ب 41، ح 203.
2- . كفاية الأثر: ص 224، ب 30، ح 2، بحار الأنوار: ج 36، ص 483، ب 43، ح 2.
3- . كفاية الأثر: ص 197، ب 28، ح 6، بحار الأنوار: ج 36، ص 352، ب 41، ح 223 و فيه: سهل بدل سعد و هو الصحيح. أقول: و لعل السند كان هكذا: أبو العيناء عن يعقوب بن محمد الزهري عن عبد المهيمن ابن عباس عن أبيه عباس بن سهل عن أبيه سهل.

145-(1)-

الخصال: حدثنا عتاب بن محمد الوراميني الحافظ قال:

حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا عبد الرحمن بن مغرا قال: حدثنا مجالد، عن عامر، عن مسروق؛ قال عتاب بن محمد: و حدثنا محمد بن الحسين، عن حفص قال: حدثنا حمزة بن عون، عن أبي اسامة، عن مجالد قال: أخبرنا عامر، عن مسروق قال: جاء رجل الى ابن مسعود قال: هل حدثكم نبيكم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كم يكون بعده من خليفة؟ فقال: نعم، ما سألني عنها أحد قبلك و إنك لأحدث القوم سنّا. قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

يكون بعدي عدّة نقباء موسى عليه السلام.

146-(2)- المناقب: في حديث الأعمش عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: فأخبرني يا رسول اللّه هل يكون بعدك نبي؟ فقال:

لا، أنا خاتم النبيين لكن يكون بعدي ائمّة قوّامون بالقسط بعدد نقباء بني إسرائيل ... الخبر.

147-(3)-

الكافي في الفقه: عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: عدد الائمّة بعدي عدد نقباء بني إسرائيل.

148-(4)-

تقريب المعارف: ارسل عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قوله: عدد الأئمّة بعدي عدد نقباء موسى.

ص: 63


1- . الخصال: ج 2، ص 468، أبواب الاثني عشر، ح 9، و أخرج نحوه بسند آخر في هذا الباب ح 10، بحار الأنوار: ج 36، ص 233، ب 41، ح 16 و 17.
2- . مناقب ابن شهرآشوب: ج 1، ص 300.
3- . الكافي في الفقه لأبي الصلاح الحلبي: ص 99.
4- . تقريب المعارف: ص 126. قال في متشابه القرآن و مختلفه (ج 2، ص 53): قوله سبحانه:\i سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَ لا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلًا\E و قوله:\i سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ*\E و قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: كائن في امتي ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل و القذة بالقدّة و وجدنا اللّه تعالى قال:\i وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ\E و قد أخبرنا بأنّهم كانوا اثني عشر قوله:\i وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً\E فيجب أن يكون عدد خلفائنا كذلك لأنّه تعالى شبّههم به بكاف التشبيه، و لا شبهة أن النقباء هم الخلفاء و قد بيّن صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ذلك فيما روى أحمد بن حنبل في المسند و ابن بطة في الابانة و أبو يعلى الموصلي في المسند عن ابن مسعود قال: سألت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كم تملك هذه الامة خليفة؟ فقال: اثنا عشر، بعدد نقباء بني إسرائيل. و في حديث مجالد عن الشعبي عن مسروق قال: قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدد نقباء بني إسرائيل. و روى سلمان و أبو أيوب و ابن مسعود و حذيفة و واثلة و أبو قتادة و أبو هريرة و أنس أنّه سئل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كم الائمة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل. و في حديث أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أهل بيتي اثنا عشر نقيبا محدّثون مفهّمون، منهم القائم بالحق يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، و في حديث: عدد الائمة بعدي عدد نقباء موسى. أبو صالح السمان عن أبي هريرة قال خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: معاشر الناس من أراد أن يحيا حياتي و يموت ميتتي فليتول علي بن ابي طالب عليه السلام و ليقتد بالائمة بعده، فقيل: كم الائمّة بعدك؟ فقال: عدد الاسباط، يعني قوله: و قطعناهم اثنتي عشرة أسباطا امما. (إلى أن قال:) على أن هذه الاخبار و إن لم يقبلها المخالف، و قال: إنها اخبار آحاد فإن معانيها متواتر بها و إن كان خبر منها واحدا، و ان قال إنّه مقدوح في رواتها، فعليه بيان جهة قدحها، ثم إن أهل البيت أجمعوا عليه و اجماعهم حجّة و العمل بروايتهم أولى من العمل برواية غيرهم لأن المخالفين قد اتفقوا على العمل بأخبار الآحاد و على تقديمها على القياس، ثمّ اتفقوا على تقديم أعدل الناقلين و أكثرهم اختصاصا بالمروي عنه من حيث كان المختص أعرف بمذهب من اختص به ممن ليس له مثل اختصاصه، و لهذا قدموا ما يرويه أبو يوسف و محمد عن أبي حنيفة و المزني و الربيع عن الشافعي على ما يرويه غير هؤلاء. و إذا تقرر ذلك و اجتمعت الأمّة على عدالة من ذهبنا الى امامته و نقلنا الاحكام عنه و اختلف في عدالة من عداهم من الناقلين و كانوا بين معدل عند قوم مفسق عند آخرين و عمّ العلم باختصاص امير المؤمنين و الحسن و الحسين عليهم السلام على وجه لم يساوهم فيه غيرهم من المدخل و المخرج و المبيت و الخلوة و كثرة الصحبة و كونهم أهل بيته المطهرين من الرجس المباهل بهم الى غير ذلك، و علم أيضا اختصاص كل واحد ممن ذكرنا من ابناء الحسين بأبيه على وجه يعلم خلافه في غيره، وجب تقديم خبرهم على ناقلي الأحكام الى الفقهاء مع ما انضاف الى ذلك من نصوص الكتاب و السنة فيهم و جعلنا دليلا على الترجيح دون وجوب الاقتداء، و حظر الخلاف اقتضى ذلك الحكم لروايتهم بغاية الرجحان، انتهى. و قال في موضع آخر (ج 2، ص 55): فالنصوص الواردة على ساداتنا صلوات اللّه عليهم أجمعين نوعان: ما اجتمع أهل البيت خلفا عن سلف عن آبائهم و عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على عددهم و أسمائهم و ذكر استخلافهم ما نعجز عن حصرها و اجماعهم حجّة كما بيّناه، و ما نقله مخالفونا و هو نوعان: ما وافقنا في العدد المخصوص دون التعيين، و ما وافقنا في أنّهم المعنيّون بالإمامة. فالأول: مثل ما رواه البخاري و مسلم في صحيحهما و السجستاني في السنن و الخطيب في التاريخ و أبو نعيم في الحلية بأسانيدهم عن جابر بن سمرة عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه قال: لا يزال الاسلام عزيزا الى اثني عشر خليفة كلّهم من قريش، و رواه أحمد بن حنبل في مسنده من أربع و ثلاثين طريقا. و روى الخطيب في تاريخ بغداد عن حماد بن سلمة عن ابي الطفيل، و روى الليث بن سعد في أماليه بإسناده عن سفيان (شفي) الأصبحي كلاهما عن عبد اللّه بن عمر قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: يكون بعدي اثنا عشر خليفة، و من رواة النصّ عليهم ما حدثني جماعة بأسانيدهم عن سليمان (سليم) بن قيس الهلالي و أبي حازم الأعرج و السائب بن ابي أوفى و عليم الأزدي و أبي مالك و القاسم عن سلمان الفارسي، و روى محمد بن عمّار و أبو الطفيل و أبو عبيدة عن عمّار بن ياسر، و روى سعيد بن المسيّب و أبو الحارث الحنش بن المعتمر عن أبي ذر، و روى أحمد بن عبد اللّه بن زيد بن سلام عن حذيفة بن اليمان، و روى عطية العوفي و أبو هارون العبدي و سعيد بن العبدي و سعيد بن المسيب و أبو الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري، و روى جابر الجعفي و واثلة بن الاسقع و القاسم بن حسّان و محمد الباقر عليه السلام عن جابر الأنصاري، و روى سعيد بن جبير و أبو صالح و مجاهد و عطاء و الأصبغ و سليمان بن علي بن عبد اللّه بن عباس عن ابن عباس، و روى عطاء بن السائب عن أبيه و مسروق و قيس بن عبد[ سعد ظ] و حنش بن المعتمر عن ابن مسعود و روى أبو الطفيل و أبو جحيفة و هشام عن حذيفة بن اسيد، و روى محمد ابن زياد و يزيد بن حسّان و أبو الضحى و السدي، عن زيد بن أرقم، و روى مكحول و الاحلج الكندي و أبو سليمان العيني و القاسم عن أسعد بن زرارة، و روى سعيد بن المسيّب عن سعد بن مالك، و روى أبو عبد اللّه الشامي و مطرف بن عبد اللّه و الأصبغ عن عمران بن الحصين، و روى القاسم بن حسّان و أبو الطفيل عن زيد بن ثابت، و روى زياد بن عقبة و عبد الملك بن عمير و سماك بن حرب و الأسود بن سعيد و عامر الشعبي عن جابر بن سمرة، و روى هشام بن زيد و أنس بن سيرين و حفصة بن سيرين و أبو العالية و الحسن البصري عن أنس بن مالك، و روى أبو سعيد المقبري و عبد الرحمن الأعرج و أبو صالح السمان و أبو مريم و أبو سلمة عن أبي هريرة، و روى المفضّل بن حصين و عبد اللّه بن مالك و عمرو بن عثمان، عن عمر بن الخطاب و روى أبو الطفيل الكناني و شفي الأصبحي عن عبد اللّه بن عمر، و روى شعبة عن قتادة عن الحسن البصري عن أبي سلمة عن عائشة، و روى عماد الذهبي و ابن جبير عن مقلاص عن أمّ سلمة و روى أبو جحيفة و أبو قتادة و هما صحابيان كلّهم عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في روايات متفقات المعاني أن الائمة اثنا عشر، مهّدناها في المناقب. و من رواة هذا العدد: الثوري و الأعمش و الرقاشي و عكرمة و مجالد و غندر و ابن عون و أبو معاوية و أبو سلمة و أبو عوانة و أبو كريب و علي بن الجعد و قتيبة بن سعد و أبو بكر بن أبي شيبة و محمد بن زياد العلالي و محمود بن غيلان و زياد بن علاقة و حبيب بن ثابت، فقد اشتهرت على السنة المخالفين و وافقوا فيه المتواترين بمثله، و وجبت الحجة على السنة اعدائهم، و إذا ثبت بهذه الاخبار هذا العدد المخصوص ثبت إمامتهم لأنه ليس في الامة من قد ادّعى هذا العدد سوى الإماميّة و ما أدّى الى خلاف الإجماع يحكم بفساده. (ثم شرع في بيان النوع الثاني بقوله) و الثاني: مثل قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إني مخلف الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، أجمعت الإمامية و الزيدية على صحة ذلك، و رواه أبو ذر الغفاري و زيد بن ثابت الى آخر ما قال.

ص: 64

ص: 65

الباب الثاني

الأحاديث الناصّة على الاثني عشر و المفسّرة للأحاديث المخرّجة في الباب الأول (1)

149-(2)-

ينابيع المودة: في المناقب عن أبي الطفيل عامر بن واثلة- و هو آخر من مات من الصحابة بالاتفاق- عن علي رضي اللّه عنهما قال:

الباب الثاني الأحاديث الناصّة على الاثني عشر و المفسّرة للأحاديث المخرّجة في الباب الأول (3)

149-(4)-

ينابيع المودة: في المناقب عن أبي الطفيل عامر بن واثلة- و هو آخر من مات من الصحابة بالاتفاق- عن علي رضي اللّه عنهما قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي أنت وصيّي حربك حربي و سلمك سلمي، و أنت الإمام و أبو الائمّة الأحد عشر الذين هم المطهرون المعصومون، و منهم المهدي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا فويل لمبغضيهم، يا علي لو أنّ رجلا أحبّك و أولادك في اللّه لحشره اللّه معك و مع أولادك و أنتم معي في الدرجات العلى، و أنت قسيم الجنة و النار تدخل محبّيك الجنة و مبغضيك النار.

150-(5)- مقتضب الأثر: حدثني أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطّان قال: حدثنا محمد بن غالب بن حرب الضبي يعرف بتمتام قال:

حدثنا هلال بن عقبة أخو قبيصة بن عقبة قال: حدثني حيان بن أبي بشر الغنوي، عن معروف بن خربوذ المكّي قال: سمعت أبا الطفيل عامر بن واثلة الكناني يقول: سمعت عليا عليه السلام يقول: ليلة القدر في كل سنة ينزل فيها على الوصاة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما ينزل، قيل له: و من الوصاة يا أمير المؤمنين؟ قال: أنا و أحد عشر من صلبي هم الائمّة المحدّثون، قال معروف: فلقيت أبا عبد اللّه مولى ابن عباس في مكة فحدثته بهذا الحديث، فقال: سمعت ابن عباس يحدّث بذلك و يقرأ: و ما أرسلنا من قبلك من نبيّ و لا رسول و لا محدّث، و قال:

هم و اللّه المحدثون.

ص: 66


1- . لا يخفى عليك أنّه توجد طائفة من هذه الأخبار المفسّرة في ما أخرجناه في الباب الأول مما دلّ على أنّ الاثني عشر من بني هاشم و من ذريّة رسول اللّه و عترته صلّى اللّه عليهم أجمعين و أنّ أولهم علي عليه السلام و أنّ المهدي منهم عليهم السلام و أنّه آخرهم و أنّ التسعة منهم من ولد الحسين عليه السلام و أنّ أولهم علي و ثانيهم الحسن و ثالثهم الحسين و رابعهم علي بن الحسين عليهم السلام و أنّ سبعة منهم من صلب محمد بن علي الباقر عليهم السلام و أنّهم إذا هلكو ماجت الأرض بأهلها و غير ذلك من الأوصاف، و هذه مثل ح 49 و 61 و 62 و 66 و 70 و 71 و 72 و 74 و 75 و 76 و 77 و 78 و 80 و 81 و 82 و 83 و 86 و 87 و 88 و 89 و 90 و 91 و 94 و 95 و 97 و 98 و 102 و 105 و 106 و 107 و 108 و 109 و 110 و 113 و 115 و 117 و 118 و 120 و 121 و 125 و 126 و 127 و 128 و 129 و 131 و 132 و 133 و 134 و 135 و 136 و 137 و 141 يبلغ المجموع اثنين و خمسين و يضاف على ما في هذا الباب الذي يبلغ ما فيه 161 يصير مجموع الأخبار الشارحة لسائر أحاديث الباب 213 حديثا.
2- . ينابيع المودة: ص 85، ب 16.
3- . لا يخفى عليك أنّه توجد طائفة من هذه الأخبار المفسّرة في ما أخرجناه في الباب الأول مما دلّ على أنّ الاثني عشر من بني هاشم و من ذريّة رسول اللّه و عترته صلّى اللّه عليهم أجمعين و أنّ أولهم علي عليه السلام و أنّ المهدي منهم عليهم السلام و أنّه آخرهم و أنّ التسعة منهم من ولد الحسين عليه السلام و أنّ أولهم علي و ثانيهم الحسن و ثالثهم الحسين و رابعهم علي بن الحسين عليهم السلام و أنّ سبعة منهم من صلب محمد بن علي الباقر عليهم السلام و أنّهم إذا هلكو ماجت الأرض بأهلها و غير ذلك من الأوصاف، و هذه مثل ح 49 و 61 و 62 و 66 و 70 و 71 و 72 و 74 و 75 و 76 و 77 و 78 و 80 و 81 و 82 و 83 و 86 و 87 و 88 و 89 و 90 و 91 و 94 و 95 و 97 و 98 و 102 و 105 و 106 و 107 و 108 و 109 و 110 و 113 و 115 و 117 و 118 و 120 و 121 و 125 و 126 و 127 و 128 و 129 و 131 و 132 و 133 و 134 و 135 و 136 و 137 و 141 يبلغ المجموع اثنين و خمسين و يضاف على ما في هذا الباب الذي يبلغ ما فيه 161 يصير مجموع الأخبار الشارحة لسائر أحاديث الباب 213 حديثا.
4- . ينابيع المودة: ص 85، ب 16.
5- . مقتضب الأثر: ص 29، ح 18، بحار الأنوار: ج 36، ص 382، ب 42، ح 9.

151-(1)-

الإرشاد: أبو القاسم (جعفر بن محمد)، عن محمد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن عبيد اللّه، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن علي بن سماعة، عن علي بن الحسن بن رباط، عن ابن اذينة، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: الاثنا عشر الائمّة من آل محمد كلهم محدّث، علي بن أبي طالب و أحد عشر من ولده، و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و علي هما الوالدان.

152-(2)-

كتاب سليم بن قيس: أبان، عن سليم، عن علي عليه السلام في حديث أنه قال: يا سليم إنّ أوصيائي أحد عشر رجلا من ولدي أئمة كلّهم محدّثون، قلت: يا أمير المؤمنين من هم؟ قال: ابني هذاالحسن ثم ابني هذا الحسين ثم ابني هذا، و أخذ بيد ابن ابنه علي بن الحسين و هو رضيع، ثم ثمانية من ولده واحدا بعد واحد، هم الذين أقسم اللّه بهم فقال: وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ فالوالد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أنا، و ما ولد- يعني هؤلاء الأحد عشر أوصياء- قلت: يا أمير المؤمنين فيجتمع إمامان؟ قال: نعم، إلّا أنّ واحدا صامت لا ينطق حتى يهلك الأول ... الحديث.

153-(3)-

فرائد السمطين: باسناده عن عبد اللّه بن حكيم، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن عبد اللّه بن عباس قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه على الخلق بعدي لاثنا عشر، أولهم أخي و آخرهم ولدي، قيل: يا رسول اللّه و من أخوك؟

قال: على بن ابي طالب. قيل: فمن ولدك؟ قال: المهدى الذي يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و الذي بعثني بالحقّ بشيرا لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي، فينزل روح اللّه عيسى بن مريم فيصلّي خلفه، و تشرق الأرض بنور ربّها، و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب.

ص: 67


1- . الارشاد: ج 2، ص 375، ب 59، ح 5، كشف الغمّة: ج 2، ص 448. أقول: لا يخفى أنّ تحديث الملائكة بشرا غير النبي يجوز، جاء به القرآن الكريم و السنة فلا يتوهم من مثل هذه الأحاديث دلالتها على نبوة غير رسول اللّه الخاتم محمد بن عبد اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كما اتهم الشيعة بالعقيدة به بعض النواصب و أعداء آل محمد و منكري فضائلهم عليهم السلام فما يحدّث به الملائكة غير النبي غير ما يوحى الى النبي بواسطتهم و بغير واسطة أحد، لا يشارك النبي في ذلك أحد من الأمّة كائنا من كان.
2- . كتاب سليم بن قيس: ص 227.
3- . فرائد السمطين: ج 2، ص 312 السمط الثاني، ب 61، ح 562، كمال الدين: ج 1، ص 280، ب 24، ح 27، ينابيع المودة: ص 447، ب 78، مختصرا، غاية المرام: ص 692، ب 141، ح 6، بحار الأنوار: ج 51، ص 71، ب 1، ح 12.

154-(1)-

فرائد السمطين: بالاسناد عن عبد اللّه بن عباس قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنا سيد المرسلين و علي بن أبي طالب سيد الوصيين و إن اوصيائي بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم عليهم السلام.

155-(2)-

ينابيع المودة: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار، حدثنا أبي، عن محمد بن عبد الجبار، عن أبي احمد محمد بن زياد الأزدي، عن أبان بن عثمان، عن ثابت بن دينار، عن زين العابدين عليبن الحسين، عن أبيه سيد الشهداء الحسين، عن أبيه سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي سلام اللّه عليهم قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الائمّة بعدي اثنا عشر أولهم أنت يا علي و آخرهم القائم الذي يفتح اللّه عزّ و جلّ على يديه مشارق الأرض و مغاربها.

156-(3)-

كمال الدين: علي بن أحمد، عن محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن يحيى بن أبي القاسم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الائمّة بعدي اثنا عشر أولهم علي بن ابي طالب و آخرهم القائم، هم خلفائي و أوصيائي و أوليائي و حجج اللّه على أمّتي بعدي، المقرّ بهم مؤمن، و المنكر لهم كافر.

157-(4)-

الأمالي للصدوق: حدثنا أحمد بن هارون الفامي قال:

ص: 68


1- . فرائد السمطين: ج 2، ص 313، السمط الثاني، ب 61، ح 564، كمال الدين: ج 1، ص 280، ب 24، ح 29. إلّا أنّه قال: أنا سيد النبيين، غاية المرام: ب 141، ح 8، مثل كمال الدين و قال: (و آخرهم المهدي)، ينابيع المودة: ص 258 عن كتاب مودة القربى، المودة العاشرة، و ص 445، ب 77، و ص 447، ب 78 إلّا انه قال: (و آخرهم القائم المهدي) و قال: أنا سيد النبيين، بحار الانوار: ج 36، ص 226، ب 41، ح 1، عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج 1، ص 64، ح 31، كشف الاستار: ص 74، ف 1، مثل غاية المرام.
2- . ينابيع المودة: ص 492 و 493، ب 94، كمال الدين: ج 1، ص 282، ب 24، ح 35، عيون أخبار الرضا: ج 1، ص 65، ح 34، الأمالي للصدوق: ص 97، المجلس 23، ح 9، و في المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 298 فصل فيما روته الخاصة: روى جلّ من مشايخنا عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الائمة بعدي اثنا عشر أولهم أنت يا علي و آخرهم القائم الذي يفتح اللّه على يديه مشارق الأرض و مغاربها، روضة الواعظين: ج 1، ص 102.
3- . كمال الدين: ج 1، ص 259، ب 24، ح 4، العيون: ج 1، ص 59، ح 28، ب 6، كفاية الأثر: ص 145، ب 23، ح 2، بحار الأنوار ج 36، ص 244، ب 41، ح 57، الانصاف: ص 323، باب الياء ح 296، منار الهدى: ص 369.
4- . الأمالي للصدوق: المجلس الحادي و التسعون، ح 10، بحار الأنوار: ج 36، ص 232، ب 41، ح 15.

حدثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد الأنباري قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضّال، عن اسماعيل بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهم السلام قال: قلت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أخبرني بعدد الائمّة بعدك، فقال: يا علي هم اثنا عشر أوّلهم أنت و آخرهم القائم.

158-(1)-

مائة منقبة: حدثنا محمد بن الحسين بن أحمد رحمه اللّه قال: حدثني محمد بن الحسين، عن ابراهيم بن هاشم (هشام خ ل) قال:

حدثني محمد بن سنان قال: حدثني زياد بن المنذر قال: حدثني سعيد (سعد خ ل) بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، عن ابن عباس قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: معاشر الناس اعلموا أنّ [للّه بابا] من دخله أمن من النار و من الفزع الأكبر، فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال: يا رسول اللّه اهدنا الى هذا الباب حتى نعرفه، قال: هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين و أميرالمؤمنين و أخو رسول رب العالمين و خليفته على الناس أجمعين، معاشر الناس من أحبّ أن يتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية علي بن ابي طالب عليه السلام فإنّ ولايته ولايتي و طاعته طاعتي، معاشر الناس من أحبّ أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب عليه السلام، معاشر الناس من أراد أن يتولى اللّه و رسوله فليقتد بعلي بن أبي طالب و الائمّة من ذريتي فإنّهم خزّان علمي.

فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال: يا رسول اللّه و ما عدّة الائمّة؟

فقال: يا جابر سألتني رحمك اللّه عن الاسلام بأجمعه، عدّتهم عدّة الشهور و هي عند اللّه اثنا عشر شهرا في كتاب اللّه يوم خلق السماوات و الأرض، و عدّتهم عدّة العيون التي انفجرت لموسى بن عمران عليه السلام حين ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، و عدّتهم عدة نقباء بني إسرائيل. قال اللّه تعالى: وَ لَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً فالائمّة يا جابر اثنا عشر (إماما) أولهم علي بن ابي طالب عليه السلام و آخرهم القائم المهدي صلوات اللّه عليهم.

159-(2)-

الاختصاص: عنه- يعني الصدوق- قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، عن محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، عن موسى بن عمران، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن علي بن سالم، عن أبيه [عن سالم بن دينار]، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة قال:

ص: 69


1- . مائة منقبة: ص 71، المنقبة الحادية و الأربعون، اليقين: ص 60، بحار الأنوار: ج 36، ص 263، ب 41، ح 84.
2- . الاختصاص: ص 223، ب 71، حديث في الائمة عليهم السلام، بحار الأنوار: ج 36، ص 370، ب 41، ح 234.

سمعت ابن عباس يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ذكر اللّه عزّ و جلّ عبادة، و ذكري عبادة، و ذكر على عبادة، و ذكر الائمّة من ولده عبادة، و الذي بعثني بالنبوة و جعلني خير البرية إنّ وصيي لأفضل الأوصياء و إنّه لحجة اللّه على عباده و خليفته على خلقه و من ولده الائمّة الهداة بعدي، بهم يحبس اللّه العذاب عن أهل الأرض، و بهم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه، و بهم يمسك الجبال أن تميد بهم، و بهم يسقي خلقه الغيث، و بهم يخرج النبات، اولئك أولياء اللّه حقّا و خلفائي صدقا، عدّتهم عدّة الشهور و هي اثنا عشر شهرا، و عدّتهم عدّة نقباء موسى بن عمران، ثم تلا هذه الآية: وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (1) ثم قال: أ تقدّر يا بن عباس أن اللّه يقسم بالسماء ذات البروج، و يعني به السماء و بروجها؟ قلت: يا رسول اللّه فما ذاك؟ قال: أمّا السماء فأنا، و أمّا البروج فالائمّة بعدي أولهم علي و آخرهم المهدي صلوات اللّه عليهم أجمعين.

160-(2)- غيبة النعماني: أخبرنا محمد بن همام قال: حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن عيسى القوهستاني قال: حدثنا بدر بن اسحاق بن بدر الانماطي في سوق الليل بمكة، و كان شيخا نفيسا من إخواننا الفاضلين و كان من أهل قزوين- في سنة خمس و ستين و مائتين، قال: حدثني أبي اسحاق بن بدر قال: حدثني جدي بدر بن عيسى قال: سألت أبي عيسى بن موسى- و كان رجلا مهيبا- فقلت له: من أدركت من التابعين؟

فقال: ما أدري ما تقول [لي] و لكني كنت بالكوفة فسمعت شيخا في جامعها يتحدث عن عبد خير، قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه يقول: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي الائمّة الراشدون المهتدون المعصومون من ولدك أحد عشر إماما و أنت أولهم، و آخرهم اسمه اسمي يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا و ظلما، يأتيه الرجل و المال كدس، فيقول: يا مهدى أعطني، فيقول: خذ.

161-(3)-

ينابيع المودة: أخرج صاحب المناقب، حدثنا الحسن بن محمد بن سعد، حدثنا فرات بن ابراهيم الكوفي، حدثنا محمد بن أحمد الهمداني، حدثني أبو الفضل العباس بن عبد اللّه البخاري، حدثنا محمد بن القاسم بن إبراهيم، حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب سلام اللّه عليهم قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ما خلق اللّه خلقا أفضل منّي و لا أكرم عليه منّي، قال علي: فقلت: يا رسول اللّه فأنت أفضل أم جبرئيل؟ فقال: يا علي، إنّ اللّه تبارك و تعالى فضّل أنبياءه

ص: 70


1- . البروج: 1.
2- . غيبة النعماني: ص 92، ب 4، ص 23، غيبة الشيخ: ص 135، ح 99، بالاختصار و فيه: المهديون المغصوبون حقوقهم من ولدك، بحار الأنوار: ج 36، ص 259، ب 41، ح 78، و ص 281، ب 41، ح 101.
3- . ينابيع المودة: ص 485، ب 93، كمال الدين: ج 1، ص 254، ب 23، ح 4، العيون: ج 1، ص 262، ب 22، ح 22، علل الشرائع: ص 13، بحار الأنوار: ج 26 ص 335، ب 8، ح 1، و ج 57، ص 303، ب 39، ح 16، و في غير الينابيع« الحسن بن محمد بن سعيد».

المرسلين على ملائكته المقرّبين و فضّلني على جميع النبيين و المرسلين، و الفضل بعدى لك يا علي و للائمة من ولدك من بعدك، فإنّ الملائكة من خدّامنا و خدّام محبينا يا علي، الذين يحملون العرش و من حوله يسبّحون بحمد ربّهم و يستغفرون للذين آمنوا بولايتنا، يا علي لو لا نحن ما خلق اللّه آدم و لا حواء و لا الجنّة و لا النار و لا السماء و لا الأرض، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة و قد سبقناهم الى معرفة ربّنا و تسبيحه و تهليله و تقديسه، لأنّ أول ما خلق اللّه عزّ و جلّ أرواحنا فأنطقنا بتوحيده و تحميده، ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نوراواحدا استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنّا مخلوقون، و أنّه تعالى منزّه عن صفاتنا فسبّحت الملائكة بتسبيحنا و نزّهته عن صفاتنا، فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلّا اللّه و أنّا عبيد و لسنا بآلهة يجب أن تعبد معه أو دونه، فقالوا: لا إله إلّا اللّه، فلما شاهدوا كبر محلنا كبّرنا لتعلم الملائكة أن اللّه أكبر فلا ينال مخلوقه عظم المحل إلّا به، فلما شاهدوا ما جعله اللّه لنا من العزّ و القوّة، قلنا: لا حول و لا قوة إلّا باللّه، لتعلم الملائكة أن لا حول و لا قوة إلّا باللّه فلما شاهدوا ما أنعم اللّه به علينا و أوجبه لنا من فرض طاعة الخلق إيّانا، قلنا: الحمد للّه لتعلم الملائكة أنّ الحمد للّه على نعمته، فقالت الملائكة: الحمد للّه، فبنا اهتدوا إلى معرفة توحيد اللّه و تسبيحه و تهليله و تكبيره و تحميده، و إن اللّه تبارك و تعالى خلق آدم عليه السلام فأودعنا في صلبه، و أمر الملائكة بالسجود له تعظيما و إكراما له، و كان سجودهم للّه عبودية و لآدم إكراما و طاعة لأمر اللّه لكوننا في صلبه، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة و قد سجدوا لآدم كلّهم أجمعون، و إنه لما عرج بي الى السماء، أذّن جبرئيل مثنى مثنى و أقام مثنى مثنى، ثم قال: تقدّم يا محمد فقلت: يا جبرئيل أتقدّم عليك؟ فقال:

نعم، إنّ اللّه تبارك و تعالى فضّل أنبياءه على ملائكته أجمعين، و فضّلك خاصة على جميعهم، فتقدّمت فصليت بهم و لا فخر، فلما انتهيت إلى حجب النور، قال لي جبرئيل: تقدّم يا محمد، و تخلّف هو عنّي فقلت:

يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني؟ فقال: يا محمد، إنّ هذا انتهاء حدّ [ي] الذي وضعني اللّه فيه فإن تجاوزته احترقت أجنحتي بتعدّي حدود ربي جلّ جلاله، فزج بي النور زجّة(1)

حتى انتهيت إلى حيث ما شاء اللّه من علوّ ملكه، فنوديت: يا محمد أنت عبدى و أنا ربّك فإياي فاعبد و عليّ فتوكل، و خلقتك من نوري و أنت رسولي إلى خلقي و حجّتي على بريتي، لك و لمن اتبعك خلقت جنّتي، و لمن خالفك خلقت ناري، و لأوصيائك أوجبت كرامتي، فقلت: يا رب، و من أوصيائي؟ فنوديت: يا محمد أوصياؤك المكتوبون على سرادق عرشي، فنظرت فرأيت اثني عشر نورا و في كل نور سطرا أخضر عليه اسم وصيّ من أوصيائي، أوّلهم علي و آخرهم القائم المهدي، فقلت: يا ربّ هؤلاء أوصيائي من بعدي؟

ص: 71


1- . الصحيح« فزخ» بالخاء المعجمة كما في كمال الدين و غيره و لفظه:« فزخّ لي زخة في النور» و قال العلامة المجلسي رحمه اللّه: زخّ به أي دفع و رمي.

فنوديت: يا محمد هؤلاء أوليائي و أحبائي و أصفيائي و حججي بعدك على بريّتي، و هم أوصياؤك، و عزّتي و جلالي لأطهرنّ الأرض بآخرهم المهدي من الظلم و لأملّكنه مشارق الارض و مغاربها ولاسخرنّ له الرياح، و لأذللنّ له السحاب الصعاب و لأرقينّه في الأسباب و لأنصرنّه بجندي و لأمدنّه بملائكتي حتى تعلو دعوتي و يجمع الخلق على توحيدى، ثم لأديمنّ ملكه و لأداولنّ الأيام بين أوليائي الى يوم القيامة.

162-(1)-

ينابيع المودة: في حديث طويل نقله عن المناقب عن أبي الطفيل عامر بن واثلة في قضية مجي ء يهودي من يهود المدينة إلى علي عليه السلام و سؤالاته عنه قال (اليهودي): أخبرني كم لهذه الامة بعد نبيّها من إمام؟ و أخبرني عن منزل محمد أين هو في الجنة؟ و أخبرني من يسكن معه في منزله؟ قال علي عليه السلام: لهذه الامة بعد نبيّها اثنا عشر إماما لا يضرّهم خلاف من خالفهم، قال اليهودي: صدقت، قال علي عليه السلام: ينزل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في جنة عدن و هي وسط الجنان و أعلاها و أقربها من عرش الرحمن جلّ جلاله، قال اليهودي: صدقت، قال علي عليه السلام: و الذي يسكن معه في الجنة هؤلاء الائمّة الاثنا عشر أولهم أنا و آخرنا القائم المهدي، قال: صدقت، قال علي عليه السلام: سل عن الواحدة، قال: أخبرني كم تعيش بعد نبيّك و هل تموت أو تقتل؟ قال: أعيش بعده ثلاثين سنة و تخضب هذه- و أشار إلى لحيته- من هذا- و أشار برأسه- فقال اليهودي: أشهد أن لا إله الّا اللّه و أشهد أنّ محمدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أشهد أنك وصي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

163-(2)-

شرح غاية الأحكام: عن أبي عبد اللّه الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال: منّا اثنا عشر مهديّا أولهم علي بن أبي طالب عليه السلام و آخرهم القائم عليه السلام.

164-(3)-

روض الجنان في تفسير القرآن: عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الائمّة من بعدي اثنا عشر أولهم علي، و رابعهم علي، و ثامنهم علي، و عاشرهم علي، و آخرهم مهدي.

165-(4)-

المناقب: عن الصادق عليه السلام قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه تعالى أخذ ميثاقي و ميثاق اثني عشر إماما بعدي و هم حجج اللّه على خلقه، الثاني عشر منهم القائم الذي يملأ به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.

ص: 72


1- . ينابيع المودة: ص 443، ب 76.
2- . كشف الاستار: ص 109، ف 1، ط مكتبة نينوى عن شرح غاية الأحكام.
3- . روض الجنان: ج 9، ص 240، من تفسير سورة التوبة، الآية: 36.
4- . المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 283.

166-(1)- فرائد السمطين: بإسناده عن الاصبغ بن نباتة، عن عبد اللّه بن عباس قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: أنا و علي و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون.

167-(2)-

كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين (الحسن خ ل) البزوفري رضي اللّه عنه قال: حدثنا القاضي أبو اسماعيل جعفر بن الحسين البلخي قال: حدثنا شقيق (بن أحمد خ ل) البلخي، عن سماك، عن زيد بن أسلم، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: أهل بيتي أمان لأهل الارض كما أن النجوم أمان لأهل السماء، قيل: يا رسول اللّه فالائمّة بعدك من أهل بيتك؟ قال: نعم [الائمّة] بعدى اثنا عشر [إماما] تسعة من صلب الحسين عليه السلام امناء معصومون، و منّا مهديّ هذه الامة، ألا إنّهم أهل بيتي و عترتي من لحمي و دمي، ما بال أقوام يؤذونني فيهم لا أنالهم اللّه شفاعتي.

168-(3)-

كفاية الأثر: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا محمد بن أحمد الصفواني قال: حدثنا فيض بن المفضّل الحلبي (الجلي خ ل) قال:

حدثني مسعر بن كدام، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: الائمّة بعدي اثنا عشر تسعة من صلب الحسين و المهدي منهم.

169-(4)-

كفاية الأثر: أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا البغدادي قال: حدثنا أبو سلمان (أبو سليمان خ ل) أحمد بن أبي هراسة (أبي هرشة خ ل) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبد اللّه بن حماد الأنصاري قال: حدثنا اسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، عن عبد الحميد الأعرج، عن عطاء قال: دخلنا على عبد اللّه بن عباس و هو عليل بالطائف في العلة التي توفي فيها و نحن زهاء (رهطا ن خ) ثلاثين رجلا من شيوخ الطائف و قد ضعف، فسلّمنا عليه و جلسنا، فقال لي:

يا عطاء من القوم؟ قلت: يا سيدي هم شيوخ هذا البلد، منهم عبد اللّه بن سلمة بن حضرم (حضرمي خ ل) الطائفي و عمارة بن أبي الأجلح و ثابت بن مالك، فما زلت أعدّ له واحدا بعد واحد ثمّ تقدّموا إليه فقالوا: يا بن

ص: 73


1- . فرائد السمطين: السمط الثاني: ج 2، ص 132، ب 31، ح 430، و ص 313، ب 61، ح 563، المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 209، كمال الدين: ج 1، ص 280، ب 24، ح 28، العيون: ج 1، ص 64، ب 6، ح 30، كفاية الأثر: ص 19، ب 1، ح 4، بحار الانوار: ج 36، ص 286، ب 41، ح 50 و 108، ينابيع المودة: ص 258 عن كتاب مودة القربى، الصراط المستقيم: ج 2، ص 110 في الباب العاشر في الفصل الثاني من القطب الاول، كفاية الأثر: ص 19، ب 1، ح 4.
2- . كفاية الأثر: ص 29، ب 3، ح 2، بحار الانوار: ج 36، ص 291، ب 41، ح 114.
3- . كفاية الأثر: ص 34، ب 3، ح 10، بحار الانوار: ج 36، ص 293، ب 41، ح 121.
4- . كفاية الأثر: ص 20، ب 1، ح 5، بحار الانوار: ج 36، ص 287، ب 41، ح 109.

عمّ رسول اللّه إنّك رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و سمعت منه ما سمعت، فأخبرنا عن اختلاف هذه الامة فقوم (قد خ ل) قدّموا عليّا عليه السلام على غيره و قوم جعلوه بعد ثلاثة، قال: فتنفّس ابن عباس و قال: سمعت رسول اللّه يقول: علي مع الحقّ و الحقّ معه (مع علي خ ل) و هو الإمام و الخليفة من بعدي فمن تمسّك به فاز و نجا، و من تخلّف عنه ضلّ و غوى. يلي تكفيني و غسلي (بلى يكفّنني و يغسلني خ ل) و يقضي ديني و أبو سبطيّ الحسن و الحسين، و من صلب الحسين تخرج الائمّة التسعة، و منّا مهديّ هذه الامة.

فقال له عبد اللّه بن سلمة الحضرمي: يا بن عمّ رسول اللّه فهلّا كنت تعرّفنا قبل هذا؟ فقال: قد و اللّه أدّيت ما سمعت و نصحت لكم و لكن لا تحبّون الناصحين، ثم قال: اتقوا اللّه عباد اللّه تقية من اعتبر تمهيدا (بهذا خ ل) و اتقى في و جل و كمش في مهل (و هل خ ل) و رغب في طلب و رهب في هرب، فاعملوا لآخرتكم قبل حلول آجالكم و تمسّكوا بالعروة الوثقى من عترة نبيّكم، فإنّي سمعته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: من تمسّك بعترتي من بعدي كان من الفائزين، ثم بكى بكاء شديدا، فقال له القوم: أ تبكي و مكانك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مكانك؟

فقال لي: يا عطاء إنّما أبكي لخصلتين، هول المطلع و فراق الأحبّة.

ثم تفرّق القوم (عنه خ ل) فقال لي: يا عطاء خذ بيدي و احملني الى صحن الدار (فأخذنا بيده أنا و سعيد و حملناه الى صحن الدار خ ل) ثم رفع يديه الى السماء و قال: اللّهم إنّي اتقرّب إليك بمحمد و آله (و آل محمد خ ل) اللّهم إنّي اتقرب إليك بولاية الشيخ علي بن أبي طالب. فما زال يكررها حتى وقع إلى الارض فصبرنا عليه ساعة ثم أقمناه فاذا هو ميّت رحمة اللّه عليه.

170-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن عبيد اللّه (عبد اللّه خ ل) الجوهري قال: حدثنا عبد الصمد بن على بن محمد بن مكرم قال: حدثنا الطيالسي أبو الوليد، عن أبي الزناد عبد اللّه بن ذكوان، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن قوله عزّ و جلّ: وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ (2) قال: جعل الإمام (الإمامة خ ل) في عقب الحسينيخرج من صلبه تسعة من الائمّة و منهم مهديّ هذه الامة، ثم قال عليه السلام: لو أنّ رجلا صفن بين الركن و المقام ثم لقي اللّه مبغضا لأهل بيتي دخل النار.

ص: 74


1- . كفاية الأثر: ص 86، ب 10، ح 3، بحار الأنوار: ج 36، ص 315، ب 36، ح 160، مناقب ابن شهرآشوب: ج 4، ص 46، باب إمامة أبي عبد اللّه الحسين عليه السلام الى قوله« منهم مهديّ هذه الام»).
2- . الزخرف: 28.

171-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن بن محمد بن مندة قال: حدثنا هارون بن موسى رحمه اللّه قال: حدثنا أبو الحسن (أبو الحسين خ ل) محمد بن [أحمد بن عيسى بن] منصور الهاشمي قال: حدثنا أبو موسى عيسى بن أحمد قال: حدثنا أبو ثابت المدني قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن هشام بن سعيد، عن عيسى بن عبد اللّه بن مالك، عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: (يا خ ل) أيها الناس إنّي فرط لكم و إنّكم واردون عليّ الحوض، حوضا عرضه ما بين صنعاء الى بصرى (و بصرى خ ل) فيه قد حان عدد النجوم من فضّة و إنّي سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا (ني خ ل) كيف تخلفوني فيهما، السبب الأكبر كتاب اللّه طرفه بيد اللّه و طرفه بأيديكم فاستمسكوا به و لا تبدلوا، و عترتي أهل بيتي، فإنّه قد نبأني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتى يردا علىّ الحوض. فقلت:

يا رسول اللّه من عترتك؟ قال: أهل بيتي من ولد علي و فاطمة عليهما السلام و تسعة من صلب الحسين أئمة أبرارهم عترتي من لحمي و دمي.

172-(2)-

مائة منقبة: حدثني أبو عبد اللّه محمد بن علي بن زنجويه رحمه اللّه قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثني جعفر بن سلمة قال:

حدثني ابراهيم بن محمد قال: أخبرنا أبو غسّان قال: حدثني يحيى بن سلمة، عن أبيه، عن أبي ادريس، عن المسيّب، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: و اللّه لقد خلفني رسول اللّه في امّته فأنا حجّة اللّه عليهم بعد نبيّه، و إنّ ولايتي لتلزم أهل السماء كما تلزم أهل الأرض [و] إنّ الملائكة لتتذاكر (ليتذاكرون خ ل) فضلي و ذلك تسبيحها (تسبيحهم خ ل) عند اللّه، أيّها الناس اتبعوني أهدكم سواء السبيل (سبيل الرشاد خ ل) و لا تأخذوا يمينا و شمالا فتضلّوا، و أنا وصيّ (رسول اللّه خ ل) نبيّكم و خليفته و إمام (المتقين خ ل) المؤمنين و مولاهم و أميرهم و أنا قائد شيعتي إلى الجنّة و سائق أعدائيإلى النار، أنا سيف اللّه على أعدائه و رحمته على أوليائه، أنا صاحب حوض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و لوائه و صاحب مقامه و شفاعته، أنا و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين، خلفاء اللّه في أرضه و أمناؤه على وحيه و أئمّة المسلمين بعد نبيّه (نبيّهم خ ل) و حجج اللّه على بريّته.

ص: 75


1- . كفاية الأثر: ص 91، ب 10، ح 2، بحار الأنوار: ج 36، ص 317، ب 41، ح 165 و فيه« الحسن و الحسين» بعد فاطمة.
2- . المناقب المائة: المنقبة الثانية و الثلاثون، ص 59، و رواه في غاية المرام في عدة مواضع عن أبي الحسن الفقيه ابن شاذان (صاحب المناقب المائة) من طرق العامة و أخرجه في الاستنصار: ص 21، في الفصل الذي عقده لنقل روايات العامة عن ابن شاذان.

173-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن سعيد الخزاعي قال: حدثني أبو الحسين محمد بن (أبي) عبد اللّه الكوفي الأسدي قال: حدثني محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثني مندل بن علي، عن أبي نعيم، عن محمد بن زياد، عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لعلي عليه السلام: أنت الإمام و الخليفة بعدي و ابناك سبطاي و ابناك هذان إمامان و سيّدا شباب أهل الجنّة (و هما سيّدا شباب أهل الجنة خ ل) و تسعة من صلب الحسين أئمة معصومون و منهم قائمنا أهل البيت. ثم قال: يا علي ليس في القيامة راكب غيرنا و نحن أربعة، فقام إليه رجل من الأنصار فقال: فداك أبي و أمي يا رسول اللّه من هم؟ قال: أنا على دابة اللّه البراق و أخي صالح على (ناقته خ ل) ناقة اللّه التي عقرت و عمّي حمزة على ناقتي العضباء و أخي علي على ناقة من نوق الجنّة و بيده لواء الحمد ينادي لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه، فيقول الآدميون: ما هذا إلّا ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو حامل عرش، فيجيبهم ملك من بطنان العرش: يا معشر الآدميّين ليس هذا ملك مقرّب و لا نبي مرسل و لا حامل عرش، (كذا) هذا الصديق الأكبر (و الفاروق الأعظم خ ل) علي بن أبي طالب عليه السلام.

174-(2)-

كفاية الأثر: علي بن الحسن قال: حدثنا محمد بن الحسين البزوفري قال: حدثني أحمد بن محمد، عن عبد اللّه بن جعفر، عن محمد بن قرضة (فرصد خ ل)، عن شريك، عن الأعمش، عن زيدبن حسّان، (يزيد بن حيّان خ ل) عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لعلي بن أبي طالب: أنت سيد الأوصياء و ابناك سيدا شباب أهل الجنة، و من صلب الحسين يخرج اللّه عزّ و جلّ الائمّة التسعة، فإذا متّ ظهرت لك الضغائن (ضغائن خ ل) في صدور قوم و يمنعونك حقّك و يتمالون عليك (يتمالئون عليك و يمنعون حقّك خ ل).

ص: 76


1- . كفاية الأثر: ص 100، ب 13، ح 1، بحار الأنوار: ج 36، ص 319، ب 41، ح 17. أقول: روي في كتب القوم نحو هذا الحديث في الأربعة الذين ليس في القيامة راكب غيرهم فأخرج الخطيب في تاريخ بغداد: ج 11 ص 112 رقم 5805 بسنده عن عكرمة عن ابن عباس. و بسنده الآخر في ج 13 ص 122 رقم 7106 عن الأصبغ عن ابن عباس، و في الحديثين بعض فضائل أمير المؤمنين عليه السلام غير ما في هذا الحديث. و في الحديث الثاني قال: فينادي مناد من بطنان العرش .. هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و إمام المتّقين و قائد الغرّ المحجّلين إلى جنان ربّ العالمين أفلح من صدقه و خاب من كذبه، لو أنّ عابدا عبد اللّه بين الركن و المقام ألف عام و ألف عام حتّى يكون كالشن البالي و لقى اللّه مبغضا لآل محمد أكبّه اللّه على منخره في نار جهنّم. و أخرج نحو هما في كنز العمال: ج 13 ص 153 ح 36478 عن علي عليه السلام و فيه: هذا الصديق الأكبر علي بن أبي طالب.
2- . كفاية الأثر: ص 101، ب 13، ح 2، بحار الانوار: ج 36، ص 320، ب 41، ح 172.

175-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسين البزوفري، (حدثنا علي بن الحسن بن محمد قال: حدثنا محمد بن الحسين البزوفري خ ل) [قال: حدثنا أحمد بن عيسى بن الفضل الأنماطي] قال: حدثنا داود بن فضل، عن ابن عائشة، عن أبي عبد الرحمن عن، سعيد بن المسيّب، عن عمرو بن عثمان بن عفان قال: قال لي أبي: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: الائمّة عليهم السلام بعدي اثنا عشر تسعة من صلب الحسين، و منّا مهدي، هذه الامة، من تمسّك من بعدي بهم فقد استمسك بحبل اللّه و من تخلّى منهم فقد تخلّى من اللّه.

176-(2)-

كفاية الأثر: حدثنا علي بن محمد قال: حدثني أبو عبد اللّه محمد بن أحمد الصفواني، قال: حدثني أحمد بن يونس، قال: حدثني إسرائيل، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن (بن خ ل) أبي امامة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الائمّة بعدي اثنا عشر كلّهم من قريش، تسعة من صلب الحسين و المهديّ منهم.

177-(3)-

كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن بن محمد قال: حدثنا هارون بن موسى قال: حدثني محمد بن علي بن معمر قال: حدثني عبد اللّه بن معبد قال: حدثنا موسى بن ابراهيم الممتع قال: حدثني عبد الكريم بن هلال، عن أسلم، عن أبي الطفيل، عن عمّار قال: لما حضر (ت، خ ل) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الوفاة دعا بعلي فسارّه طويلا ثم قال: يا علي أنت وصيي و وارثي قد أعطاك اللّه علمي و فهمي، فإذا متّ ظهرت لك ضغائن في صدور قوم و غصبت (و غصب خ ل) على حقّك (حقد خ ل) فبكت فاطمة عليها السلام و بكى الحسن و الحسين فقال لفاطمة: يا سيدة النسوان ممّ بكاؤك؟ قالت: يا أبة أخشى الضيعة بعدك. قال: أبشري يا فاطمة، فإنّك أول من يلحقني من أهل بيتي، و لاتبكي و لا تحزني، فإنّك سيدة نساء أهل الجنة، و أباك سيد الأنبياء و ابن عمّك سيد (خير خ ل) الأوصياء، و ابناك سيدا شباب أهل الجنة، و من صلب الحسين عليه السلام يخرج اللّه الائمّة التسعة مطهرون معصومون، و منّا مهديّ هذه الامة.

ثم التفت الى علي عليه السلام فقال: يا علي لا يلي غسلي و تكفيني غيرك، فقال علي عليه السلام: يا رسول اللّه من يناولني الماء؟ فإنّك رجل ثقيل لا أستطيع أن اقلّبك، فقال: إنّ جبرئيل معك و الفضل يناولك الماء و ليغطّ عينيه، فإنه لا يرى أحد عورتي إلّا انفقأت عينيه (عيناه خ ل).

ص: 77


1- . كفاية الأثر: ص 93، ب 11، ح 1، بحار الأنوار: ج 36، ص 317، ب 41، ح 166 و السند فيه هكذا: علي بن الحسن بن محمد عن محمد بن الحسين البزوفري عن أحمد بن عيسى بن الفضل الأنماطي عن داود بن فضل عن أبي عائشة و الظاهر أنّ الصحيح (ابن عائشة) و المكنّى به فيما وجدت في كتب الرجال هو عبيد اللّه بن محمد بن حفص التميمي.
2- . كفاية الأثر: ص 106، ب 14، ح 2، بحار الأنوار: ج 36، ص 321، ب 41، ح 175.
3- . كفاية الأثر: ص 124، ب 17، ح 2، بحار الأنوار: ج 36، ص 328، ب 41، ح 184 الى« مهدي هذه الأمّة».

قال: فلما مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان الفضل يناوله الماء و جبرئيل يعاونه، فلما أن غسله و كفّنه أتاه العباس فقال: يا علي إنّ الناس قد أجمعوا (اجتمعوا خ ل) أن يدفنوا النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالبقيع و أن يؤمهم رجل واحد، فخرج علي إلى الناس فقال:

أيها الناس إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان إمامنا (إماما خ ل) حيّا و ميتا، و هل تعلمون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعن من جعل القبور مصلّى و لعن من جعل مع اللّه إلها آخر و لعن من كسر رباعيته و شق لثته. قال: فقالوا: الأمر إليك فاصنع ما رأيت قال: فإنّي أدفن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في البقعة التي قبض فيها، قال: ثم قام على الباب فصلّى عليه، و أمر الناس عشرا عشرا يصلّون عليه ثم يخرجون.

178-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا محمد بن وهبان بن محمد البصري قال: حدثنا الحسين بن علي البزوفري، قال: حدثني عبد العزيز بن يحيى الجلودي [بالبصرة]، عن محمد بن زكريّا (الغلابي خ ل)، عن أحمد بن عيسى بن زيد، قال: حدثني عمرو بن عبد الغفار، عن أبي نضرة (بصير خ ل) (نصيرة خ ل)، عن حكيم بن جبير، عن علي بن زيد بن جذعان، عن سعيد بن المسيّب، عن سعد بن مالك أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: يا علي أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي تقضي ديني و تنجز عداتى (عدتي خ ل) و تقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل، يا علي حبّك إيمان و بغضك نفاق و لقد نبأني اللطيف الخبير أنّه يخرج من صلب الحسين تسعة من الائمّة معصومون مطهرون، و منهم مهديّ هذه الامة الذي يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت (به خ ل) في أوله.

179-(2)- كفاية الأثر: علي بن الحسن (الحسين خ ل) بن محمد قال: حدثنا عتبة بن عبد اللّه الحمصي قراءة عليه قال: حدثنا عبد اللّه بن محمد قال: حدثنا يحيى الصوفي (الصولي خ ل)، عن علي بن ثابت، عن رزين بن حبيب (رزين بن حبش خ ل)، عن الحسن بن علي عليهما السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

ص: 78


1- . كفاية الأثر: ص 134، ب 20، ح 1، و الظاهر أنّ علي بن زيد هو علي بن زيد بن عبد اللّه بن زهير بن عبد اللّه بن جذعان، و سعد بن مالك هو سعد بن مالك بن شيبان بن عبيد الأنصاري يروي عنه سعيد بن المسيب. و في البحار: سعيد بن مالك و هو وهم من بعض النساخ، بحار الأنوار: ج 36، ص 231، ب 41، ح 190.
2- . كفاية الأثر: ص 165، ب 24، ح 3، بحار الأنوار: ج 36، ص 340، ب 41، ح 202 و فيه عن زر بن حبيش، الانصاف: ص 140، باب الراء، ح 133، و فيه رز بن حبيش و هو و هم منه كان ينبغي له أن يذكره في باب الزاي بالمعجمة، و على هذا فاحتمال وقوع التصحيف بتبديل (زر بن حبيش) تارة ب (رز بن حبيش) و تارة ب (رزين بن حبش أو حبيب) قوي، و أما علي بن ثابت، فقد نقل عن الشيخ في رجاله عده من اصحاب الإمام علي بن الحسين السجاد عليهما السلام فروايته عن زر جائز، و من المحتمل وقوع التصحيف فيه بتبديل (عدي) الذي يروي عن زرّ ب (علي) و اللّه أعلم بالصواب.

إنّ هذا الأمر يملكه بعدي اثنا عشر إماما تسعة من صلب الحسين عليه السلام أعطاهم اللّه علمي و فهمي، ما لقوم يؤذونني فيهم لا أنالهم اللّه شفاعتي.

180-(1)-

كفاية الأثر: أخبرنا أبو المفضّل قال: حدثني أبو القاسم عبد اللّه ابن أحمد بن عامر الطائي، قال: حدثني أحمد بن عيدان (عبدان خ ل) قال: حدثني سهل (أسهل خ ل) بن صيفي (صيغي خ ل)، عن موسى بن عبد ربّه قال: سمعت الحسين بن علي عليهما السلام يقول في مسجد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ذلك في حياة أبيه: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (يقول خ ل): أول ما خلق اللّه عزّ و جلّ حجبه فكتب على حواشيها (أركانه خ ل): لا إله إلّا اللّه، محمد رسول اللّه، علي وصيه. ثم خلق العرش فكتب على أركانه: لا إله إلّا اللّه، محمد رسول اللّه، علي وصيه، ثم خلق الأرضين فكتب على أطوادها (أطوارها خ ل): لا إله إلّا اللّه، محمد رسول اللّه، علي وصيّه، ثمّ خلق اللوح فكتب على حدوده: لا إله إلّا اللّه، محمد رسول اللّه، علي وصيه، فمن زعم أنّه يحبّ النبي و لا يحبّ الوصي فقد كذب، و من زعم أنه يعرف النبي و لا يعرف الوصي فقد كفر، ثم قال: ألا إنّ أهل بيتي أمان لكم فأحبّوهم بحبّي (لحبي خ ل) و تمسّكوا بهم لن تضلّوا. قيل: فمن أهل بيتك يا نبي اللّه؟ قال: علي و سبطاي و تسعة من ولد الحسين أئمة (أبرار خ ل) امناء معصومون، ألا إنهم أهل بيتي و عترتي من لحمي و دمي.

181-(2)- كفاية الأثر: علي بن الحسن (الحسين خ ل) بن محمد قال: حدثنا محمد بن الحسين بن الحكم الكوفي ببغداد قال: حدثني الحسين بن حمدان الخصيبي (الحصيبي خ ل) (الحضيني خ ل) قال: حدثني عثمان بن سعيد العمري، قال: حدثنا أبو عبد اللّه محمد بن مهران، قال:

حدثني محمد بن اسماعيل الحسيني (الحسني خ ل)، قال: حدثني خلف بن المفلس، قال: حدثني نعيم بن جعفر، قال: حدثنا أبو حمزة الثمالي، عن أبي خالد الكابلي، عن على بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو متفكّر مغموم فقلت: يا رسول اللّه مالي أراك متفكرا؟ فقال: يا بني إنّ الروح الأمين قد أتاني فقال: يا رسول اللّه! العليّ الأعلى يقرؤك السلام و يقول: إنّك قد قضيت (قضت خ ل) نبوتك و استكملت أيامك فاجعل الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة عند على بن أبى طالب فإني لا أترك الأرض إلّا و فيها عالم تعرف به طاعتي و تعرف به ولايتي فإنّي لم أقطع علم (على خ ل) النبوة من الغيب من ذريتك كما لم أقطعها من ذريات الأنبياء الذين كانوا بينك و بين أبيك آدم قلت: يا

ص: 79


1- . كفاية الأثر: ص 170، ب 25، ح 2، بحار الأنوار: ج 36، ص 341، ب 41، ح 207، الانصاف: ص 304، باب الميم، ح 283، و فيه (موسى بن عبد اللّه) بدل (موسى بن عبد ربّه).
2- . كفاية الأثر: ص 177، ب 25، ح 6؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 345، ب 41، ح 212؛ الانصاف: ص 58، باب الهمزة، ح 48.

رسول اللّه فمن يملك هذا الأمر بعدك؟ قال: أبوك علي بن أبي طالب عليه السلام أخي و خليفتي و يملك بعد علي الحسن ثم تملكه (تملك خ ل) أنت و تسعة من صلبك، يملكه اثنا عشر إماما ثم يقوم قائمنا(1)

يملأ الدنيا قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و يشفي صدور قوم مؤمنين من (هم خ ل) شيعته.

182-(2)-

كفاية الأثر: (حدثنا الحسين بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أبو محمد خ ل) عن الحسين بن محمد ابن أخي طاهر (قال: حدثنا أحمد بن علي خ ل) قال حدثني عبد العزيز بن الخطاب، عن (علي خ ل) ابن هاشم، عن محمد بن أبي رافع، عن سلمة بن شبيب (شيث خ ل)، عن القعنبي (القبتي خ ل القعيتي خ ل)، [عن] عبد اللّه بن مسلم المديني (المدني خ ل)، عن أبي الاسود، عن أمّ سلمة رضي اللّهعنها قالت: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال (يقول ن خ): الائمّة بعدي (اثنا عشر خ ل) عدد نقباء بني إسرائيل تسعة من صلب الحسين، أعطاهم اللّه علمي و فهمي فالويل لمبغضهم.

183-(3)-

كفاية الأثر: و باسناده (يعني الاسناد المتقدم) قالت:

(يعني أمّ سلمة رضي اللّه عنها) قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي عليه السلام: إنّ اللّه تبارك و تعالى وهب لك حبّ المساكين و المستضعفين (في الأرض خ ل) فرضيتهم (فرضيت بهم خ ل) إخوانا و رضوا بك إماما فطوبى لك و لمن أحبّك و صدق فيك، و ويل لمن أبغضك و كذب عليك، يا علي أنا مدينة العلم (أنا المدينة خ ل) و أنت بابها و ما يؤتى المدينة إلّا من بابها (و ما تؤتى المدينة إلّا من الباب خ ل) يا علي أهل مودتك كل أوّاب حفيظ، و أهل ولايتك كل اشعث ذي طمرين، لو أقسم على اللّه عزّ و جل لأبرّ قسمه، يا علي إخوانك في أربعة أماكن فرحون: عند خروج أنفسهم و أنا و أنت شاهدهم، و عند المسألة في قبورهم، و عند الحوض، و عند الصراط، يا علي حربك حربي و حربي حرب اللّه، من سالمك فقد سالمني و من سالمني فقد سالم اللّه، يا علي بشّر شيعتك أن اللّه قد رضي عنهم و رضيك لهم (و رضوك لهم خ ل) قائدا و رضوا بك وليّا، يا علي أنت مولى

ص: 80


1- . و في بعض النسخ بعد هذه الكلمة هكذا:« و هو الثاني عشر يقوم حالكونه مالكا بعد أن كان مستترا خائفا» و الظاهر أنّ هذا توضيح من بعض الناسخين.
2- . كفاية الأثر: ص 183، ب 26، ح 3؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 347، ب 41، ح 215، و السند فيه هكذا (الحسين بن محمد بن سعيد عن أبي محمد الحسين بن محمد بن أخي طاهر عن أحمد بن علي عن عبد العزيز)؛ الانصاف: ص 30، باب الهمزة، ح 25، و السند فيه (عن الحسين بن محمد بن سعيد عن أبي محمد عن الحسين بن محمد أخي طاهر عن أحمد بن علي عن عبد العزيز بن الخطاب عن علي بن هاشم عن محمد بن أبي رافع عن سلمة بن شبيب عن القعنبي عبد اللّه بن سلمة المدائني عن أبي الاسود)؛ الصراط المستقيم: ج 2، ص 122، ب 10، ق 1، ف 4.
3- . كفاية الأثر: ص 184، ب 26، ح 4؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 347، ب 41، ح 216؛ الإنصاف: ص 30، باب الهمزة، ح 26.

المؤمنين و قائد الغرّ المحجّلين، و أنت أبو سبطيّ و أبو الائمّة التسعة (تسعة خ ل) من صلب الحسين، و منّا مهديّ هذه الامة، يا علي شيعتك المنتجبون، و لو لا أنت و شيعتك ما قام للّه دين (دين اللّه خ ل).

184-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن (الحسين خ ل) قال:

حدثني هارون بن موسى قال: حدثني أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني قال: حدثنا أبو عمر أحمد بن علي العبدي (الفيدي خ ل) عن علي بن سعد بن مسروق، عن عبد الكريم بن هلال (بن أسلم خ ل) المكّي، عن أبي الطفيل، عن أبي ذر (رضي اللّه عنه) قال: سمعت فاطمة عليها السلام تقول: سألت أبي عليه السلام عن قول اللّه تبارك و تعالى:وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ (2) قال: هم الائمّة بعدي علي و سبطاي و تسعة من صلب الحسين، هم رجال الأعراف، لا يدخل الجنة إلّا من يعرفهم و يعرفونه، و لا يدخل النار إلّا من أنكرهم و ينكرونه، لا يعرف اللّه إلّا بسبيل معرفتهم.

185-(3)-

الأمالي: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمّه عبد اللّه بن عامر، عن ابن ابي عمير، عن حمزة بن حمران، عن أبيه، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنه جاء إليه رجل فقال له: يا أبا الحسن إنّك تدعى أمير المؤمنين فمن أمّرك عليهم؟ قال: اللّه جلّ جلاله أمّرني عليهم، فجاء الرجل الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: يا رسول اللّه أ يصدق علي فيما يقول إن اللّه أمّره على خلقه؟

فغضب النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثم قال: إنّ عليا أمير المؤمنين بولاية من اللّه عزّ و جلّ، عقدها له فوق عرشه، و أشهد على ذلك ملائكته، إنّ عليا خليفة اللّه و حجّة اللّه و إنّه لإمام المسلمين، طاعته مقرونة بطاعة اللّه، و معصيته مقرونة بمعصية اللّه، فمن جهله فقد جهلني، و من عرفه فقد عرفني، و من أنكر إمامته فقد أنكر نبوّتي، و من جحد إمرته فقد جحد رسالتي، و من دفع فضله فقد تنقّصني، و من قاتله فقد قاتلني، و من سبّه

ص: 81


1- . كفاية الأثر: ص 194، ب 28، ح 2؛ المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 296، فصل ما روته الخاصة، ح 10، بحار الأنوار: ج 36، ص 351، ب 41، ح 220. أقول: الأحاديث في أنّه لا يدخل الجنة ... الخ كثيرة متظافرة منها ما في نهج البلاغة« و إنما الائمة قوام اللّه على خلقه و عرفاؤه على عباده و لا يدخل الجنة إلّا من عرفهم و عرفوه، و لا يدخل النار إلّا من أنكرهم و أنكروه».
2- . الاعراف: 46.
3- . الأمالى للصدوق: ص 116 المجلس السابع و العشرون، ح 8، بشارة المصطفى: ص 24، النوادر: ص 72، ب 41 كتاب النبوة و الإمامة، بحار الأنوار: ج 36، ص 227، ب 41، ح 5، مشارق أنوار اليقين: ص 55 مختصرا.

فقد سبّني، لأنّه منّي خلق من طينتي و هو زوج فاطمة ابنتي و أبو ولديّ الحسن و الحسين، ثم قال: أنا و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين حجج اللّه على خلقه، أعداؤنا أعداء اللّه و أولياؤنا أولياء اللّه.

186-(1)-

الكافي: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليمانى، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس؛ و محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عنعمر بن اذينة؛ و علي بن محمد، عن أحمد بن هلال، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، عن [أبان] بن أبي عياش، عن سليم بن قيس قال:

سمعت عبد اللّه بن جعفر الطيار يقول: كنّا عند معاوية أنا و الحسن و الحسين و عبد اللّه بن عباس و عمر بن أمّ سلمة و اسامة بن زيد، فجرى بيني و بين معاوية كلام فقلت لمعاوية: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم أخي علي بن أبي طالب أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا استشهد علي فالحسن بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم ابني الحسين من بعده أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا استشهد فابنه على بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم و ستدركه يا علي، ثم ابنه محمد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم و ستدركه يا حسين، ثم تكملة اثني عشر إماما تسعة من ولد الحسين، قال عبد اللّه بن جعفر: و استشهدت الحسن و الحسين و عبد اللّه بن عباس و عمر بن أمّ سلمة و اسامة بن زيد فشهدوا لي عند معاوية، قال سليم: و قد سمعت ذلك من سلمان و أبي ذر و المقداد و ذكروا أنّهم سمعوا ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

187-(2)-

مناقب أهل البيت عليهم السلام: حدثنا زرات بن يعلى بن أحمد البغدادي قال: أخبرنا أبو قتادة، عن جعفر بن محمد، عن محمد بن بكير، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، عن سلمان الفارسي، قال: قلنا يوما: يا

ص: 82


1- . الكافي: ج 1، كتاب الحجة: ص 529، ب 184، ح 4، باب ما جاء في الاثني عشر؛ العيون: ج 1، ص 47، ب 6، ح 8؛ الخصال: ج 2، ص 477، ب 12، ح 41، كمال الدين: ج 1، ص 270، ب 24، ح 15؛ غيبة الشيخ: ص 137، ح 101؛ غيبة النعماني: ص 95، ب 4، ح 27؛ المعتبر للمحقق في الفصل الثاني من المقدّمة: ص 4؛ بحار الانوار: ج 36، ص 231، ب 41، ح 13، إثبات الهداة: ج 1، ص 456، ب 9، ح 75، و ص 660، ح 848؛ الوافي: ج 2، ص 303، ب 31، ح 578، إعلام الورى: ص 154، ق 2؛ الإنصاف: ص 165، باب السين، ح 173، و يراجع في ذلك كتاب سليم بن قيس: ص 155، من طبعته الأولى، و ص 231 من طبعته الأخيرة قدم الحديث مع اختلاف في بعض الألفاظ و زيادات هامّة يوجد فيه، حلية الأبرار: ج 2، ص 65، ب 17، ح 2؛ كشف الغمة: ج 2، ص 508، تقريب المعارف: ص 177، ق 3؛ مرآة العقول: ج 6، ص 216، ب 184، ح 4.
2- . اليقين: ب 195، ص 487- 488؛ الصراط المستقيم: ب 10، ق 1، ف ما ورد من الصحابة في عددهم مختصرا، عن مراصد العرفان مسندا إلى سلمان: ج 2، ص 119، ف 3، ب 10.

رسول اللّه من الخليفة بعدك حتى نعلمه؟ قال: [يا] سلمان، أدخل عليّ أبا ذر و المقداد و أبا أيوب الأنصاري، و أمّ سلمة زوجة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من وراء الباب ثم قال: اشهدوا و افهموا عنّي: إنّ علي بن أبي طالب عليه السلام وصيّي و وارثي، و قاضي ديني و عدتي، و هو الفاروق بين الحقّ و الباطل، و هو يعسوب المسلمين و امام المتقين و قائد الغرّ المحجّلين و الحامل غدا لواء رب العالمين هو و ولد [ا] ه من بعده، ثم من الحسين ابني أئمّة تسعة هداة مهديون إلى يوم القيامة، أشكو إلى اللّه جحود أمّتي لأخي و تظاهرهم عليه ... الحديث.

188-(1)-

الأمالي للشيخ المفيد: قال حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين، (قال: حدثني) أبي، قال: حدثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن مفضّلبن عمر الجعفي، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عن أبيه، عن جدّه عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعليّ بن أبي طالب: يا علي أنا و أنت و ابناك الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين أركان الدين و دعائم الاسلام، من تبعنا نجا و من تخلّف عنّا فإلى النار.

189-(2)-

غيبة النعماني: و بإسناده (يعني أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة و محمد بن همام بن سهيل و عبد العزيز و عبد الواحد ابني عبد اللّه بن يونس الموصلي عن رجالهم) عن عبد الرزاق بن همام قال:

حدثنا معمر بن راشد، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس أنّ عليا قال لطلحة:- في حديث طويل عند ذكر تفاخر المهاجرين و الانصار بمناقبهم و فضائلهم- يا طلحة أ ليس قد شهدت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين دعانا بالكتف ليكتب فيها ما لا تضلّ الامة بعده و لا تختلف، فقال صاحبك ما قال: «إنّ رسول اللّه يهجر» فغضب رسول اللّه و تركها؟ قال: بلى قد شهدته، قال: فإنكم لمّا خرجتم اخبرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالذي أراد أن يكتب فيها و يشهد عليه العامّة و أنّ جبرئيل أخبره بأن اللّه قد علم أنّ الأمّة ستختلف و تفترق ثم دعا بصحيفة فأملى علي ما أراد أن يكتب في الكتف و أشهد على ذلك ثلاثة رهط: سلمان الفارسي و أبا ذر و المقداد، و سمّى من يكون من أئمّة الهدى الذين أمر المؤمنين بطاعتهم إلى يوم القيامة، فسمّاني أولهم ثم ابني هذا حسن ثم ابني هذا حسين ثم تسعة من ولد ابني هذا حسين. كذلك يا أبا ذر و أنت يا مقداد؟ قالا: نشهد بذلك على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال طلحة: و اللّه لقد سمعت من رسول

ص: 83


1- . الأمالي للمفيد: ص 239، المجلس الخامس و العشرون، ح 4، بشارة المصطفى: ص 48، و فيه (فإلى النار هوى)، بحار الأنوار: ج 36، ص 271، ب 41، ح 93.
2- . غيبة النعماني: ص 81 ب 4 ح 11، كتاب سليم طبعته الأخيرة ص 123؛ بحار الأنوار: ج 36 ص 277 ب 41 ح 97، الإنصاف: ح 177.

اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لأبي ذر: ما أقلّت الغبراء و لا أظلّت الخضراء ذا لهجة أصدق و لا أبرّ من أبي ذر، و أنا أشهد أنّهما لم يشهدا إلّا بالحقّ و أنت أصدق و أبرّ عندي منهما.190-(1)- كتاب سليم بن قيس: عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال (في حديث طويل أخرجه فيه): أيها الناس إنّ اللّه نظر نظرة ثالثة فاختار منهم بعدي اثني عشر وصيّا من أهل بيتي و هم خيار أمّتي منهم أحد عشر إماما بعد أخي واحدا بعد واحد، كلما هلك واحد قام واحد منهم، مثلهم كمثل النجوم في السماء كلما غاب نجم طلع نجم لأنهم أئمّة هداة مهتدون لا يضرّهم كيد من كادهم و لا خذلان من خذلهم، بل يضرّ اللّه بذلك من كادهم و خذلهم فهم حجّة اللّه في أرضه و شهداؤه على خلقه، من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصى اللّه، هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفارقونه و لا يفارقهم حتى يردوا عليّ حوضي. أول الائمّة علي عليه السلام خيرهم ثم ابني الحسن ثم ابني الحسين ثم تسعة من ولد الحسين، و امّهم ابنتي فاطمة صلوات اللّه عليهم ... الحديث.

191-(2)-

كفاية الأثر: حدثنا الحسين بن علي قال: حدثنا محمد بن الحسين البزوفري قال: حدثنا محمد بن علي بن معمر قال: حدثنا عبد اللّه بن معبد (معيد خ ل) قال: حدثني محمد بن علي بن طريف الحجري قال: حدثنا عبد الرحمن بن ابي نجران، عن عاصم بن حميد، عن معمر، عن الزهري قال: دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام (ثم ذكر حديثا طويلا تمامه في كفاية الأثر، قال فيه:) فقلت يا بن رسول اللّه:

فكم عهد إليكم نبيّكم أن يكون الأوصياء من بعده؟ قال: وجدنا في الصحيفة و اللوح اثني عشر أسامي مكتوبة بإمامتهم و أسامي آبائهم و (أسامي خ ل) أمّهاتهم ثمّ قال: يخرج من صلب محمد ابني سبعة من الاوصياء فيهم المهدي صلوات اللّه عليهم.

192-(3)-

الكافي: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:

ص: 84


1- . كتاب سليم بن قيس: ص 140 من طبعته الاخيرة؛ غيبة النعماني: ص 82، ب 4، ح 12، و فيه (أخي علي خيرهم)، بحار الأنوار: ج 36، ص 278، ب 41، ح 98، الإنصاف: ح 178، و راجع مشارق أنوار اليقين: ص 191، و إثبات الهداة: ج 1، ص 657، ب 9، ف 71، ح 840.
2- . كفاية الأثر: ص 241، ب 32، ح 7؛ الإنصاف: ص 147، ح 142؛ بحار الأنوار: ج 46، ص 232، ب 4، ح 9.
3- . الكافي: ج 1، ص 533، ب 184، ح 16، عيون أخبار الرضا: ج 1، ص 56، ب 6، ح 22 (و فيه الحسن و الحسين)، الخصال: ج 2، ص 478، ب 12، ح 25، الارشاد: ج 2، ص 375، ب 59، ح 7 و فيه (الائمة اثنا عشر إماما منهم الحسن و الحسين ... الحديث)، إثبات الهداة: ج 2، ص 298، ب 9، ح 84، بحار الانوار: ج 36، ص 392، ب 45، ح 5، الانصاف: ح 137، الوافي: ج 2، ص 311، ب 31، ح 18، مرآة العقول: ج 6، ص 231، ب 184، ح 16.

نحن اثنا عشر اماما منهم حسن و حسين ثم الائمّة من ولد الحسين عليهم السلام.

193-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا محمد بن عمر القاضي الجعابي قال: حدثني أحمد بن واقد (وافد خ ل)، عن إبراهيم بن عبد اللّه، (عن عبد اللّه بن عبد الحميد خ ل)، عن أبي حمزة (ضمرة خ ل) عن عباية، عن الاصبغ بن نباتة قال: سمعت الحسن بن علي عليهما السلام يقول: الائمّة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اثنا عشر، تسعة من صلب أخي الحسين و منهم مهديّ هذه الامة.

194-(2)-

كتاب سليم بن قيس:- في حديث طويل- عن سلمان الفارسي قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لفاطمة: إن اللّه تبارك و تعالى اطّلع الى الارض اطلاعة فاختارني منهم فجعلني رسولا نبيّا، ثم اطّلع الى الارض ثانيا فاختار بعلك و أمرني أن ازوجك إياه و أن اتخذه أخا و وزيرا و وصيا و أن أجعله خليفتي في أمّتي، فأبوك خير أنبياء اللّه و رسله، و بعلك خير الأوصياء و الوزراء، فأنت أول من يلحقني من أهلي، ثم اطّلع إلى الارض اطلاعة ثالثة فاختارك و أحد عشر رجلا من ولدك و ولد أخي بعلك، فأنت سيدة نساء أهل الجنة و ابناك سيّدا شباب أهل الجنة، و أنا و أخي و الأحد عشر إماما و أوصيائي إلى يوم القيامة كلّهم هاد مهتد، أول الأوصياء بعد أخي الحسن ثم الحسين ثم تسعة من ولد الحسين في منزل واحد في الجنة (الحديث طويل و فيه:) و منّا و الذي نفسي بيده مهديّ هذه الأمّة الذي يملأ اللّه به الارض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.

195-


1- . كفاية الاثر: ص 223، ب 30، ح 1، تحقيق الفرقة الناجى، ة الفصل الثالث، و قد اخرج في هذا الفصل روايات كثيرة في الائمة الاثني عشر و في اسمائهم و صفاتهم؛ بحار الانوار: ج 36، ص 383، ب 43، ح 1؛ الانصاف: ح 91.
2- . كتاب سليم طبعته القديمة: ص 8، و الاخيرة ص 70؛ كمال الدين: ج 1، ص 262، ب 24، ح 10، مع اختلاف في بعض الالفاظ و الحديث طويل كرر فيه التنصيص عليهم عليهم السلام، بإسناده عن سليم، ارشاد القلوب: ج 2، ص 276 مع اختلافات في بعض الالفاظ؛ الإنصاف: ص 185، ح 179.

فَرْعُها فِي السَّماءِ\E فقال: النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أصلها و علي فرعها و الحسنان ثمرها و تسعة من ولد الحسين أغصانها و الشيعة ورقها؛ بحار الأنوار: ج 24، ص 141، ب 44، ح 7.(1). إبراهيم: 24.(2). إبراهيم: 25.(3). كمال الدين: ج 2، ص 358، ب 33، ح 57؛ معاني الأخبار: ص 126، باب معنى الكلمات؛ الخصال: ج 1، ص 304، ب 5، ح 84؛ ينابيع المودة: إلى قوله (من ولد الحسين) مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ، مناقب ابن شهرآشوب: ج 1، ص 283 عن كتاب النبوة مختصرا؛ إرشاد القلوب: ج 2، ص 280؛ إثبات الهداة:

ج 2، ص 358، ح 178، ب 9، و في ج 3، ص 84، ف 53، ح 783؛ مجمع البيان عن كتاب النبوة للصدوق الجزء الأول: ص 200؛ نور الثقلين: ج 1، ص 57، سورة البقرة: ح 145، و ج 4، ص 597، سورة الزخرف ح 27؛ تأويل الآيات الظاهرة:

ص 82، سورة البقرة، ح 57، و ص 541، سورة الزخرف؛ تفسير الصافي: ج 1، ص 138، سورة البقرة، و ج 2، ص 526 سورة الزخرف.(4). البقرة: 124.(5). الزخرف: 28.


1- - كمال الدين: حدثنا جماعة من أصحابنا قالوا: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري قال: حدثني جعفر بن اسماعيل الهاشمي قال: سمعت خالي محمد بن علييروي عن عبد الرحمن بن حماد، عن عمر بن سالم صاحب السابري قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن هذه الآية: أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ
2- قال: أصلها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و فرعها [في السماء] هو أمير المؤمنين، و الحسن و الحسين ثمرها، و تسعة من ولد الحسين أغصانها، و الشيعة ورقها، و اللّه إنّ الرجل منهم ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة. قلت: قوله تعالى: تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها
3- قال: ما يخرج من علم الإمام إليكم في كل سنة من حجّ و عمرة. 196-
4- - كمال الدين: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي اللّه عنه قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوى العباسي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزاري قال: حدثنا محمد بن الحسين بن زيد الزيات قال: حدثنا محمد بن زياد الأزدي، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ
5- ما هذه الكلمات؟ قال: هي الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب اللّه عليه و هو أنّه قال: أسألك بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلّا تبت علي فتاب اللّه عليه إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ فقلت له: يا بن رسول اللّه فما معنى قوله: فَأَتَمَّهُنَ؟ قال: يعني فأتمهن إلى القائم اثني عشرإماما تسعة من ولد الحسين عليه السلام، قال المفضل: قلت: يا بن رسول اللّه فأخبرني عن قول اللّه عزّ و جل: وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ

فجعل اللّه عزّ و جلّ النبوة في صلب هارون دون صلب موسى عليه السلام و لم يكن لأحد أن يقول: لم فعل اللّه ذلك؟ و إنّ الإمامة خلافة اللّه في أرضه و ليس لأحد أن يقول: لم جعله اللّه في صلب الحسين دون صلب الحسن عليهما السلام لأن اللّه تبارك و تعالى هو الحكيم في أفعاله لا يسأل عمّا يفعل و هم يسألون.

197-(1)-

فرائد السمطين: بإسناده المتصل إلى سليم بن قيس قال:

رأيت عليا عليه السلام في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في خلافة عثمان و جماعة يتحدثون و يتذاكرون العلم و الفقه، فذكروا قريشا و فضلها و سوابقها و هجرتها و ... (و ساق الكلام إلى أن قال:) فأقبل القوم عليه (يعني على الإمام علي عليه السلام) فقالوا: يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلم؟ فقال: ما من الحيين إلّا و قد ذكر فضلا و قال حقّا و أنا أسألكم يا معشر قريش و الانصار بمن أعطاكم اللّه هذا الفضل؟ أ بأنفسكم و عشائركم و أهل بيوتاتكم أم بغيركم؟ قالوا: بل أعطانا اللّه و منّ علينا بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عشيرته لا بأنفسنا و عشائرنا و لا بأهل بيوتاتنا، قال: صدقتم يا معشر قريش و الانصار، أ لستم تعلمون أنّ الذي نلتم من خير الدنيا و الآخرة منّا أهل البيت (ثمّ أخذعليه السلام يذكر فضائل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أهل بيته عليهم السلام و القوم يقولون: اللّهمّ نعم، و يحتج بالآيات و بحديث الولاية في غدير خم) فقام سلمان فقال: يا رسول اللّه: ولاءكما ذا؟ فقال: ولاء كولايتي، من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه، فأنزل اللّه تعالى ذكره: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً(2) فكبّر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: اللّه أكبر تمام نبوتي و تمام دين اللّه ولاية علي بعدي.

فقام أبو بكر و عمر فقالا: يا رسول اللّه هؤلاء الآيات خاصة في علي؟ (قال:) بل فيه و في أوصيائي إلى يوم القيامة، قالا: يا رسول اللّه بيّنهم لنا، قال: علي أخي و وزيري و وارثي و وصيي و خليفتي في أمّتي و وليّ كلّ

ص: 87


1- . فرائد السمطين: ج 1، ص 312، السمط الأول، ب 58، ح 250، اعلم أنّ هذا الحديث بطوله مذكور في فرائد السمطين و يوجد في كتاب سليم التابعي الكبير في ضمن حكايتين من احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام مع بعض الاختلاف في ألفاظه و معانيه و في كمال الدين: ج 1، ص 274، ب 24، ح 25، عن أبيه و محمد بن الحسن عن سعد بن عبد اللّه عن يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن عمر بن اذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم و أخرجه في الغدير: ج 1، ص 163، عن فرائد السمطين؛ الاحتجاج: ص 145، إثبات الهداة: ج 3، ص 7، ف 28، ح 596. أقول: أحاديث سليم في كتابه و في الكتب المعتمدة في التنصيص على الائمّة الاثني عشر عليهم السلام و أنّ تسعة منهم من ولد الحسين عليه السلام كثيرة جدّا يتحصّل بها اليقين بصدور التنصيص عليهم من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و نحن اكتفينا منها ببعضها، و نحيل من يطلب الإحاطة على جميعها بالرجوع إلى كتاب الاحتجاج و البحار و إثبات الهداة و ينابيع المودة للقندوزي الحنفي و غيرها من كتب الحديث و من ذلك حديث مناشدته عليه السلام في صفّين طويل جدّا، أكثر مضامينه موافق لهذه المناشدة التي صدرت في زمان عثمان.
2- . المائدة: 3.

مؤمن بعدي، ثم ابني الحسن ثم الحسين ثم تسعة من ولد ابني الحسين واحد بعد واحد، القرآن معهم و هم مع القرآن لا يفارقونه و لا يفارقهم حتّى يردوا عليّ الحوض. فقالوا كلّهم: اللّهم نعم (و ساق الحديث إلى أن قال:)

ثم قال علي عليه السلام: أيها الناس أ تعلمون أنّ اللّه أنزل في كتابه:

إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً(1)

فجمعني و فاطمة و ابنيّ الحسن و الحسين ثم ألقى علينا كساء و قال: اللّهم هؤلاء أهل بيتي و لحمي يؤلمني ما يؤلمهم و يؤذيني ما يؤذيهم و يحرجنى ما يحرجهم فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا، فقالت أمّ سلمة: و أنا يا رسول اللّه؟ فقال: أنت إلى خير، إنّما نزلت فيّ و في ابنتي و في أخي علي بن ابي طالب و في ابنيّ و في تسعة من ولد ابني الحسين خاصّة ...

و ساق الحديث الى أن حكى نزول قوله تعالى: وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً و لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ (2)، و أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمّة قال سلمان: بيّنهم لنا يا رسول اللّه؟ فقال: أنا و أخي علي و أحد عشر من ولدي قالوا: اللّهم نعم، فقال: أنشدكم اللّه أ تعلمون أنّ رسول اللّه قام خطيبا لم يخطب بعد ذلك فقال: يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتى فتمسكوا بهما لن تضلّوا، فإنّ اللطيف الخبير أخبرنيو عهد إليّ أنّهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض، فقام عمر بن الخطاب شبه المغضب (3)

فقال: يا رسول اللّه أ كلّ أهل بيتك؟ قال: لا، و لكن أوصيائي منهم. أولهم أخي و وزيري و وارثي و خليفتي في أمّتي و وليّ كل مؤمن بعدي هو أولهم ثم ابني الحسن ثم ابني الحسين ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتى يردوا علي الحوض، هم شهداء اللّه في أرضه و حجّته على خلقه و خزّان علمه و معادن حكمته، من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصى اللّه، فقالوا كلّهم: نشهد أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال ذلك، ثم تمادى لعلي السؤال فما ترك شيئا إلّا ناشدهم اللّه فيه و سألهم عنه حتى أتى على آخر مناقبه و ما قال له رسول اللّه كثيرا [و كانوا] في كلّ ذلك يصدّقونه و يشهدون أنّه حقّ.

ص: 88


1- . الاحزاب: 33.
2- . الحج: 78.
3- . لعل بعض القرّاء الغير العارفين بنفسيات عمر و تصلّبه في آرائه و أهدافه يستبعد ذلك منه لمنافاته للتسليم المأمور به قبال أوامر اللّه تعالى و رسوله و نواهيهما، و لكن لا موقع لهذا الاستبعاد بعد ما صدر منه من المعارضات غير مرّة، فهو الذي عارض الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في صلح الحديبية و في متعة الحج و عند ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في مرض موته ائتوني بكتاب اكتب لكم كتابا لا تضلّوا بعده، فقال كلمته التي لا نجترئ بنقلها حياء من اللّه و رسوله و امّته، و هذه خصيصة لم تظهر من أحد من الصحابة مثل ما ظهر منه بالوضوح و الغلظة، اللّهم إلّا من مثل حارث بن النعمان الفهري.

198-(1)-

كتاب سليم بن قيس: عن علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حديث طويل قال بعد ذكر جملة من فضائل علي عليه السلام: ألا إنّه خليلي و وزيري و صفيي و خليفتي من بعدي و وليّ كل مؤمن و مؤمنة بعدي، فإذا هلك فابني الحسن من بعده، فإذا هلك فابني الحسين من بعده، ثم الائمّة من عقب الحسين- و في رواية اخرى ثم الائمّة التسعة من عقب الحسين- الهداة المهتدون هم مع الحق و الحق معهم لا يفارقونه و لا يفارقهم الى يوم القيامة، و هم زرّ الارض الذين تسكن إليهم الارض و هم حبل اللّه المتين و هم عروة اللّه الوثقى التي لا انفصام لها و هم حجج اللّه في أرضه و شهداؤه على خلقه، و خزنة علمه و معادن حكمته و هم بمنزلة سفينة نوح من ركبها نجا و من تركها غرق و هم بمنزلة باب حطّة في بني إسرائيل من دخله كان مؤمنا، و من خرج منه كان كافرا، فرض اللّه في الكتاب طاعتهم، و أمر فيه بولايتهم، من أطاعهم أطاع اللّه و من عصاهم عصى اللّه.

199-(2)- مقتضب الأثر: حدثنا أبو صالح سهل بن محمد الطرطوسي القاضي، قدم علينا من الشام في سنة أربعين و ثلاثمائة قال:

حدثنا أبو فروة زيد بن محمد الرهاوي قال: حدثنا عمار بن مطر قال: حدثنا أبو عوانة، عن خالد بن علقمة، عن عبيدة بن عمر و السلماني قال:

سمعت عبد اللّه بن خباب بن الارت قتيل الخوارج يقول: حدّثني سلمان الفارسي و البراء بن عازب قالا: قالت أمّ سليم ... ثمّ ذكر من طريق الشيعة سندا آخر له و ذكر أنّ بين الحديثين خلافا في الألفاظ و ليس في عدد الاثني عشر خلاف، و قال: إنّي سقت حديث العامة لما شرطناه في هذا الكتاب و هو أن يروي النصوص المروية على الائمّة الاثني عشر من طرق العامة. ثم ساق الحديث و هو طويل في بعض دلائل الإمامة و التنصيص على إمامة الإمام علي و الحسن و الحسين و التسعة من ولد الحسين عليهم السلام.

200-(3)-

المسائل الجارودية: قد ورد الخبر عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه قال: إنّ اللّه اختارني نبيّا، و اختار عليّا لي وصيّا، و اختار الحسن و الحسين و تسعة من أولاد الحسين أوصياء إلى أن تقوم الساعة.

ص: 89


1- . كتاب سليم: ص 171 من طبعته الاخيرة.
2- . مقتضب الأثر: ص 18، ح 13؛ بحار الأنوار: ج 25، ص 185، ب 5، ح 6.
3- . المسائل الجارودية: ص 7.

201-(1)-

إثبات الهداة: و(2)

عن ابن عباس عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حديث أنه قال عند موته لبني عبد المطلب: إنّ الاسلام بني على خمس: الولاية و الصلاة و الزكاة و صوم شهر رمضان و الحج، فأما الولاية فللّه و لرسوله و للمؤمنين- إلى أن قال-: فقال سلمان:

يا رسول اللّه للمؤمنين عامّة أو خاصّة لبعضهم؟ فقال: بل خاصّة ببعضهم الذين قرنهم اللّه بنفسه و نبيّه في غير آية من القرآن، قال: من هم يا رسول اللّه؟ قال: أولهم و أفضلهم و خيرهم أخي هذا علي بن أبي طالب- و وضع يده على رأس علي- ثم ابني هذا من بعده- و وضع يده على رأس الحسن- ثم ابني هذا- و وضع يده على رأس الحسين- من بعده، و الأوصياء تسعة من ولد الحسين واحدا بعد واحد حبل اللّه المتين و عروته الوثقى، هم حجّة اللّه على خلقه و شهداؤه في أرضه، من أطاعهم فقد أطاعاللّه و أطاعني و من عصاهم فقد عصى اللّه و عصاني، هم مع الكتاب و الكتاب معهم لا يفارقهم و لا يفارقونه حتى يردوا عليّ الحوض، يا بني عبد المطلب إنّكم ستلقون من ظلم قريش و جهّال العرب و طغاتهم بغيا و بلاء و تظاهرا منهم عليكم و استذلالا و توثّبا عليكم و حسدا لكم و بغيا عليكم فاصبروا حتى تلقوني- إلى أن قال-: و من أهل بيتي اثنا عشر إمام هدى كلهم يدعون إلى الجنة، علي و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين واحدا بعد واحد، إمامهم و والدهم علي، و أنا إمام علي و إمامهم.

202-(3)-

كتاب سليم بن قيس: عن علي عليه السلام قال:

يا سليم إنّ أوصيائي أحد عشر رجلا من ولدى أئمة كلّهم محدّثون، قلت: يا أمير المؤمنين من هم؟ قال: ابني هذا الحسن ثم ابني هذا الحسين ثم ابني هذا، و أخذ بيد ابن ابنه علي بن الحسين و هو رضيع ثم ثمانية من ولده واحدا بعد واحد، هم الذين أقسم اللّه بهم فقال: وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ فالوالد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أنا و ما ولد. يعني هؤلاء الأحد عشر وصيّا، قلت: يا أمير المؤمنين فيجتمع إمامان؟ قال: نعم إلّا أن واحدا صامت لا ينطق حتى يهلك الأول.

203-(4)-

الأربعين: عن كتاب تناقضات البخاري لعماد الدين ابن سفروة الحنفي، فيه: إنّ الائمّة اثنا عشر علي و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين عليهم السلام.

ص: 90


1- . إثبات الهداة: ج 1، ص 658، ب 9، ف 71، ح 844.
2- . الظاهر أنّ الواو عطف على قوله قبل ذلك يعني (و روى سليم، عن ابن عباس) يراجع نحوه في كتاب سليم طبعته الجديدة: ص 186.
3- . كتاب سليم: طبعته الاخيرة، ص 227، إثبات الهداة: ج 1، ص 659، ب 9، ف 71، ح 846، مع اختلاف لفظي.
4- . إثبات الهداة عن الأربعين للمولى محمد طاهر القمّي: ج 1، ص 728، ب 9، ف 34، ح 234.

204-(1)-

مناقب أهل البيت: بإسناده عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- في حديث- قال: إنّ علي بن ابي طالب وصيّي و هو يعسوب المسلمين و إمام المتقين و ولده من بعده، ثم من ولد الحسين ابني أئمّة تسعة هداة مهديون إلى يوم القيامة.

105-(2)-

كمال الدين: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي اللّه عنه قال: حدثنا محمد بن ابي عبد اللّه الكوفي، قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن الحسن بن على بن سالم، عن أبيه، عن أبي حمزة، عن سعيد بن جبير، عن عبد اللّه بن عباس قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه تبارك و تعالى اطّلع إلى الارض اطّلاعة فاختارني منها فجعلني نبيّا، ثم اطّلع الثانية فاختار عليّا فجعله إماما، ثم أمرني أن أتخذه أخا و وليّا و وصيّا وخليفة و وزيرا فعليّ منّي و أنا من علي عليه السلام و هو زوج ابنتي و أبو سبطيّ الحسن و الحسين، ألا و إنّ اللّه تبارك و تعالى جعلني و إيّاهم حججا على عباده، و جعل من صلب الحسين ائمّة يقومون بأمري و يحفظون وصيتي، التاسع منهم قائم أهل بيتي، و مهديّ امتي و أشبه الناس بي في شمائله و أقواله و أفعاله، يظهر بعد غيبة طويلة و حيرة مضلّة، فيعلن أمر اللّه و يظهر دين اللّه عزّ و جلّ، يؤيد بنصر اللّه و ينصر بملائكة اللّه فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.

206-(3)-

كفاية الأثر: أخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد اللّه الشيباني رحمه اللّه قال: حدثنا أبو يعلى (علي خ ل) محمد بن زهير بن الفضل الآبي قال: حدثنا أبو الحسين (أبو الحسن خ ل) عمر (عمرو خ ل) بن حسين بن علي بن رستم قال: حدثنا ابراهيم بن يسار الزيادي (الرمادي خ ل) قال: حدثني سفيان بن عيينة، عن عطاء بن سائب، عن أبيه، عن عبد اللّه بن مسعود قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: الائمّة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين عليه السلام و التاسع مهديّهم.

207-(4)-

كفاية الأثر: أخبرنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن سعيد بن علي الخزاعي قال: حدثنا ابو عبد اللّه محمد بن محمد (أحمد خ ل) الصفواني قال: حدثنا أبو هاشم عمر بن عبد اللّه المقري قال: حدثنا اسد بن مؤمن

ص: 91


1- . إثبات الهداة: ج 1، ص 730، ب 9 م، ف 36، ح 251.
2- . كمال الدين: ج 1، ص 257، ب 24، ح 2؛ كفاية الأثر: ص 110، ب 10، ح 1، إرشاد القلوب: ج 2، ص 272؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 282، ب 41، ح 105؛ الإنصاف: ص 155، باب السين، ح 155؛ منار الهدى: ص 368.
3- . كفاية الأثر: ص 23، ب 2، ح 1، و الظاهر أنّ محمد بن زهير هو محمد بن زهير أبو يعلى الابلي؛ المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 295، فصل ما روته الخاصّة، ح 2؛ بحار الانوار: ج 36، ص 282، ب 41، ح 104؛ الإنصاف: ص 153، باب السين، ح 151.
4- . كفاية الاثر: ص 28، ب 3، ح 1، المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 295، فصل ما روته الخاصة، ح 3، غير أنّه لم يذكر (و أخو الإمام)؛ الإنصاف: ص 231، باب العين، ح 222، مثل ما في المناقب، بحار الانوار: ج 36، ص 290، ب 41، ح 113.

(موسى خ ل) قال: حدثنا عبد اللّه بن حكيم الهذلي، عن أبي بكر الراهبي (الراهل خ ل)، عن الحجاج بن أرطأة، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول للحسين عليه السلام: أنت الإمام ابن الإمام و أخو الإمام، تسعة من صلبك أئمة أبرار و التاسع قائمهم.

208-(1)-

كفاية الأثر: أخبرنا أبو المفضّل رضي اللّه عنه قال:حدثنا الحسين (الحسن خ ل) بن علي بن زكريّا العدوي، عن سلمة بن قيس، عن علي بن عبّاس، عن أبي (ابن خ ل) الحجيف (الحجاف خ ل)، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: الائمّة بعدي اثنا عشر تسعة من صلب الحسين عليه السلام و التاسع قائمهم، فطوبى لمن أحبّهم و الويل لمن أبغضهم.

209-(2)-

كفاية الأثر: عنه (أي أبي المفضل) قال: حدثنا محمد بن جرير الطبري قراءة عليه قال: حدثني محمد بن يحيى البجلي (النحلي خ ل)، عن علي بن مسهر، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول للحسين: يا حسين أنت الإمام ابن الإمام (أخو الإمام خ ل) تسعة من ولدك أئمة أبرار تاسعهم قائمهم، فقيل يا رسول اللّه: كم الائمّة بعدك؟ قال: اثنا عشر تسعة من صلب الحسين عليه السلام.

210-(3)-

كفاية الأثر: حدثنا أبو علي أحمد بن اسماعيل السليماني رحمه اللّه قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام بن سهيل قال:

حدثنا أبو يعلى محمد بن محمد بن عمران الكوفي في الرحبة قال: حدثنا حماد (عماد خ ل) بن ابي حازم المدني قال: حدثنا عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الائمّة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين و التاسع قائمهم ثم قال: لا يبغضنا إلّا منافق.

ص: 92


1- . كفاية الأثر: ص 30، ب 3، ح 3، بحار الأنوار: ج 36، ص 291، ب 41، ح 115؛ الإنصاف: ص 230، باب العين، ح 223، و الظاهر أنّ الراوي عن عطية هو أبو الجحاف- بفتح الجيم و تثقيل المهملة- داود بن أبي عوف سويد التميمي البرجمي الكوفي.
2- . كفاية الأثر: ص 30، ب 3، ح 4؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 291، ب 41، ح 116؛ الانصاف: ص 230، باب العين، ح 224.
3- . كفاية الأثر: ص 31، ب 3، ح 5. أقول: أظن وقوع السقط في السند، و أنه كان بدل (حماد بن أبي حازم) (ابراهيم بن حماد بن أبي حازم) فهو الراوي عن عمران بن محمد، بحار الانوار: ج 36، ص 292، ب 41، ح 117؛ الانصاف: ص 158، باب السين، ح 161.

211-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا على بن الحسن قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن عبد اللّه العطار الكوفي ببغداد قال: كنّا في مجلس أبي بكر محمد بن موسى بن مجاهد المقري فتذاكروا الائمّة، فقال أبو بكر:

حدثني سليمان بن هبة اللّه الشجري السنجري خ ل-، عن يحيى بن أكثم، عن أبي عبد الرحمن المسعودي، عن كثير النواء، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: الائمّة بعدي اثنا عشر تسعة من صلب الحسين و التاسع قائمهم.و عنه، عن الحسين بن أحمد، عن هارون بن عبد الحميد في دار القطين، عن أبيه عبد الحميد، عن صالح بن أبي الاسود، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد نحوه، إلّا أنه ذكر «تاسعهم قائمهم».

212-(2)-

كفاية الأثر: حدثنا أبو الحسين (الحسين خ ل) محمد بن جعفر بن محمد التميمي المعروف بابن النجار الكوفي قال: حدثنا ابو العباس احمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن محمد بن عبد اللّه بن الحسن (الحسين خ ل) العلوي الزيدي (الرسي أو الرسني خ ل) بالكوفة قال: حدثنا سفيان الثوري، عن موسى بن عبيدة، عن اياس بن سلمة بن الاكوع قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: الخلفاء بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين عليه السلام و التاسع [قائمهم و] مهديّهم فطوبى لمحبّيهم و الويل لمبغضيهم.

213-(3)-

كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسين (الحسن خ ل) بن محمد بن مندة قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن سالم بن عبد الرحمن الأزدي، عن الحسن بن أبي جعفر، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي ذر الغفاري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الائمّة بعدي اثنا عشر، تسعة من صلب الحسين تاسعهم قائمهم [ثمّ قال] ألا إنّ مثلهم (فيكم خ ل) مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلّف عنها غرق (هلك خ ل) و مثل باب حطّة في بني إسرائيل.

214-(4)-

كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسين بن محمد قال:

حدثنا هارون بن موسى رضي اللّه عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن عامر، [عن الحجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن عطاء] بن سائب الثقفي، عن أبيه، عن سلمان الفارسي قال:

ص: 93


1- . كفاية الأثر: ص 31، ب 3، ح 6؛ الانصاف: ص 231، باب العين، ح 225؛ بحار الانوار: ج 36، ص 292، ب 41، ح 118.
2- . كفاية الأثر: ص 32، ب 3، ح 8؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 292، ب 41، ح 119.
3- . كفاية الأثر: ص 38، ب 4، ح 3؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 293، ب 41، ح 123.
4- . كفاية الأثر: ص 44، ب 5، ح 4؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 304، ب 41، ح 143.

دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عنده الحسن و الحسين يتغذّيان (يتغديان خ ل) و النبي يضع اللقمة تارة في فم الحسن و تارة في فم الحسين، فلمّا فرغا من الطعام أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الحسن على عاتقه و الحسين على فخذه ثمّ قال لي: يا سلمان أ تحبّهم؟

قلت: يا رسول اللّه كيف لا أحبهم و مكانهم منك مكانهم؟ ثم قال لي:يا سلمان من أحبهم فقد أحبّني و من أحبّني فقد أحب اللّه، ثم وضع يده على كتف الحسين فقال: إنّه الإمام ابن الإمام تسعة من صلبه أئمة أبرار امناء معصومون و التاسع قائمهم.

215-(1)-

مقتل الحسين للخوارزمي: حدثنا ابو محمد الحسن بن علي العلوي الطبري، عن أحمد بن عبد اللّه، حدثني جدي أحمد بن محمد، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن اذينة، حدثني أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، عن سلمان المحمدي قال: دخلت على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و إذا الحسين على فخذه و هو يقبّل عينيه و يلثم فاه و يقول: إنّك سيد ابن سيد ابو سادة، إنّك امام ابن إمام أبو أئمة، إنّك حجة ابن حجّة ابو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم.

216-(2)-

كفاية الأثر: علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن الحسين البزوفري قال: حدثنا عبد اللّه بن عامر الكوفي بالكوفة قال:

حدثني محمد بن ابي مسروق النهدي (النهدي خ ل)، عن خالد بن إلياس، عن صالح بن أبي حنان، عن الصباح بن محمد، عن أبي حازم، عن سلمان الفارسي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الائمّة من

ص: 94


1- . مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج 1، ص 146، ف 7؛ مائة منقبة: ص 124، المنقبة الثامنة و الخمسون؛ كفاية الأثر: ص 45، ب 5، ح 5 مع اختلاف يسير؛ كمال الدين: ج 1، ص 262، ب 24، ح 9، مع اختلاف يسير عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه عن يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن عبد اللّه بن مسكان عن أبان بن تغلب، عن سليم، عن سلمان و يأتي نحوه عن سلمان برواية شهر بن حوشب عنه و مثله في الخصال عن أبان بن تغلب: ج 2، ص 475، ب 12، ح 38؛ العيون: ج 1، ص 52، ب 6، ح 17؛ بحار الأنوار: ج 43، ص 295، ب 12، ح 56؛ العوالم: ج 17، ص 73، ب 7، ح 1؛ حلية الأبرار: ج 2، ص 720، ح 128؛ الإنصاف: ص 164، باب السين، ح 172؛ منار الهدى: ص 370. أقول: بعض أسانيد هذا الحديث في غاية الصحة و الاعتبار و يأتي نحوه عن طرق اخرى، و لو لم يكن في الأحاديث المفسّرة غير هذا الحديث كان يكفي المنصف المتضلّع في فن الحديث.
2- . كفاية الأثر: ص 47، ب 5، ح 6، المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 295، فيما روته الخاصة، ح 6؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 290، ب 41، ح 112؛ الإنصاف: ص 36، باب الهمزة، ح 38.

بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل و كانوا اثني عشر، ثم وضع يده على صلب الحسين عليه السلام و قال: تسعة من صلبه و التاسع مهديّهم يملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا فالويل لمبغضيهم.217-(1)- كفاية الأثر: علي بن محمد بن مقول (مقولة خ ل) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر القاضي الجعابي قال: حدثني نصر بن عبد اللّه الوشاء، عن زيد بن الحسن الأنماطي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام، عن جابر بن عبد اللّه قال: كنت عند النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في بيت أمّ سلمة فأنزل اللّه هذه الآية: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً(2) فدعا النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالحسن و الحسين و فاطمة و أجلسهم بين يديه و دعا عليا فأجلسه خلف ظهره و قال: اللّهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، قالت أمّ سلمة: أنا معهم يا رسول اللّه؟ فقال لها: أنت على خير، فقلت: يا رسول اللّه لقد أكرم اللّه هذه العترة الطاهرة و الذريّة المباركة بذهاب الرجس عنهم قال: يا جابر لأنهم عترتي من لحمي و دمي، فأخي سيد الأوصياء، و ابنيّ خير الاسباط، و ابنتي سيدة النسوان و منّا المهديّ، قلت: يا رسول اللّه و من المهديّ؟ قال: تسعة من صلب الحسين ائمّة أبرار و التاسع قائمهم يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا، يقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل.

218-(3)-

كفاية الأثر: حدثنا أحمد بن محمد بن عبيد اللّه الجوهري قال: حدثنا أبو زرعة عبد اللّه بن جعفر الميموني، قال: حدثنا محمد بن مسعود، عن مالك بن سليمان (سلمان خ ل) عن عمر بن سعيد (سعد خ ل) المقري (الخضري خ ل)، عن شريك، عن ركين بن الربيع، عن القاسم بن حسّان، عن زيد بن ثابت قال: مرض الحسن و الحسين فعادهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فأخذهما و قبلهما ثم رفع يده إلى السماء فقال: اللّهم ربّ السماوات السبع و ما أظلّت و ربّ الرياح و ما ذرأت (ذرت خ ل)، اللّهم ربّ كل شي ء [و إله كل شي ء] أنت الأول فلا شي ء قبلك، و أنت الباطن فلا شي ء دونك و ربّ جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل، و إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب، أسألك أن تمنّ عليهما بعافيتك، و تجعلهما تحت كنفك و حرزك، و أن تصرف عنهما السوء و المحذور برحمتك. ثم وضع يده على كتف الحسن فقال: أنت الإمام [و خ ل] ابن ولي اللّه و وضع يده على صلب الحسين فقال: أنت الإمام و خ ل- أبو الائمّة التسعة، من صلبك أئمة أبرار و التاسع قائمهم، من تمسّك بهم

ص: 95


1- . كفاية الأثر: ص 65، ب 7، ح 4، بحار الأنوار: ج 36، ص 308، ب 41، ح 147، و ذكر في السند (متولة) و (نصر بن عبد اللّه عن الوشاء)؛ الإنصاف: ص 149، باب الزاي، ح 144.
2- . الاحزاب: 33.
3- . كفاية الأثر: ص 95، ب 12، ح 1؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 317، ب 41، ح 167؛ الانصاف: ص 264، باب القاف، ح 248.

(بكم خل) و بالائمّة من ذريتك (ذريتكم خ ل) كان معنا يوم القيامة، و كان معنا في الجنة في درجاتنا، قال: فبرئا من علّتهما بدعاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

219-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا الحسن (الحسين خ ل) بن علي بن الحسن الرازي قال: حدثني إسحاق بن محمد بن خالويه قال: حدثني يزيد ابن سليمان البصري قال: حدثني شريك، عن الركين بن الربيع، عن القاسم بن حسّان، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: معاشر الناس أ لا أدلّكم على خير الناس جدّا و جدّة؟ قلنا:

بلى يا رسول اللّه، قال: الحسن و الحسين أنا جدهما (سيد المرسلين خ ل) وجدتهما خديجة سيدة نساء أهل الجنة، أ لا أدلّكم على خير الناس أبا و أمّا؟ قلنا: بلى يا رسول اللّه، قال: الحسن و الحسين أبوهما علي بن ابي طالب و امّهما فاطمة سيدة نساء العالمين، أ لا أدلكم على خير الناس عمّا و عمّة؟ قلنا: بلى يا رسول اللّه، قال: الحسن و الحسين عمّهما جعفر الطيار (جعفر بن أبي طالب خ ل) و عمّتهما أمّ هاني أخت علي بن ابي طالب (بنت أبي طالب خ ل) أيها الناس أ لا أدلكم على خير الناس خالا و خالة؟ قلنا:

بلى يا رسول اللّه قال: الحسن و الحسين خالهما القاسم ابن رسول اللّه و خالتهما زينب بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. ثم [دمعت عينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و] قال: على (قاتلهما قاتلهم خ ل) لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين و إنّه ليخرج من صلب الحسين عليه السلام أئمة أبرار امناء معصومون قوّامون بالقسط، و منّا مهديّ هذه الامة الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه، قلنا: (من هو خ ل) يا رسول اللّه؟

قال: هو التاسع من صلب الحسين، تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار و التاسع مهديّهم يملأ الدنيا (الأرض خ ل) قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.

220-(2)- كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن بن محمد قال: حدثنا الشريف الحسين بن علي بن عبد اللّه الموسوي (بن موسى خ ل- المصري خ ل) القاضي قال: حدثنا محمد بن الحسين بن الحسن (الحفص خ ل) قال: حدثنا علي بن المثنّى قال: حدثنا حريز بن عبد الحميد الضبي، عن الأعمش عن ابراهيم بن يزيد السمان، عن أبيه، عن

ص: 96


1- . كفاية الأثر: ص 98، ب 12، ح 5؛ الإنصاف: ص 265، باب القاف، ح 249؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 319، ب 41، ح 170؛ الصراط المستقيم: ج 2، ص 116، ب 10، ق 1، ف 4، من قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (إنّه ليخرج) إلى قوله (و هو التاسع من صلب الحسين عليه السلام).
2- . كفاية الأثر: ص 172، ب 25، ح 3، و الظاهر أنّ إبراهيم بن يزيد هو إبراهيم بن يزيد ابن شريك، قتله الحجاج؛ الإنصاف: ص 328، باب الياء، ح 303؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 342، ب 41، ح 208؛ الصراط المستقيم: ج 2، ص 129، ب 10، ق 1، ف 4، و في آخره (و حملها تمرا).

الحسين بن علي عليهما السلام قال: دخل أعرابي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يريد الاسلام و معه ضب قد اصطاده في البرية و جعله في كمّه فجعل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يعرض عليه الإسلام، فقال: لا أؤمن بك يا محمد أو (حتى خ ل) يؤمن بك هذا (الضب خ ل) و رمى الضب من كمّه، فخرج الضب من المسجد يهرب (هربا ن خ) فقال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا ضب من أنا؟ فقال: أنت محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، قال: يا ضب من تعبد؟

قال: أعبد (اللّه خ ل) الذي فلق الحبّة و برأ النسمة و اتخذ إبراهيم خليلا و ناجى موسى كليما و اصطفاك يا محمد، فقال الأعرابي: أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّك رسول اللّه حقّا فأخبرني يا رسول اللّه هل يكون بعدك نبي؟

قال: لا، أنا خاتم النبيين و لكن يكون بعدي أئمة من ذريتي قوّامون بالقسط كعدد نقباء بني إسرائيل، أوّلهم علي بن أبي طالب فهو (هو ن خ) الإمام و الخليفة بعدي، و تسعة من الائمّة من صلب هذا و وضع يده على صدري و القائم تاسعهم يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت في أوّله، فأنشأ الأعرابي يقول:

ألا يا رسول اللّه إنّك صادق *** فبوركت مهديّا و بوركت هاديا

شرعت لنا الدين الحنيفي بعد ما *** عبدنا كأمثال الحمير الطواغيا

فيا خير مبعوث و يا خير مرسل *** إلى الإنس ثم الجنّ لبّيك داعيا

فبوركت في الأقوام حيّا و ميّتا *** و بوركت مولودا و بوركت ناشيا

قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا أخا بني سليم هل لك مال؟ فقال: و الذي أكرمك بالنبوة و خصّك بالرسالة إنّ أربعة آلاف (الف خ ل) بيت من (في خ ل) بني سليم ما فيهم أفقر منّي فحمله النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على (ناقة ناقته خ ل) فرجع الى قومه فأخبرهم بذلك، قالوا:فأسلم الأعرابي طمعا في الناقة فبقي يومه في الصفة لم يأكل شيئا فلمّا كان من الغد تقدّم الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال:

يا أيها المرء الذي لا نعدمه *** أنت رسول اللّه حقّا نعلمه

و دينك الإسلام دينا نعظمه *** نبغي مع الإسلام شيئا نقضمه

قد جئت بالحقّ و شيئا نطعمه

ص: 97

فتبسّم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قال: يا علي أعط الأعرابي حاجته، قال: فحمله علي عليه السلام الى منزل فاطمة و أشبعه و أعطاه ناقة وجلة تمرا (تمر خ ل).

221-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن (الحسين خ ل) بن محمد، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن الحكم (الحكيم خ ل) الكوفي قال: حدثنا علي بن العباس بن الوليد البجلي قال: حدثنا جعفر بن محمد المحمدي قال: حدثنا نصر بن مزاحم قال: حدثنا عبد اللّه بن ابراهيم قال:

حدثني أبي، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن (أبيه خ ل) الحسين بن على عليهم السلام قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول فيما يبشرني (بشرني خ ل) به: يا حسين أنت السيد ابن السيد أبو السادة تسعة من ولدك أئمّة [أبرار (امناء خ ل) التاسع مهديهم (قائمهم خ ل) أنت الإمام ابن الإمام أبو الائمّة تسعة من صلبك أئمة] أبرار و التاسع مهديّهم يملأ الدنيا (الأرض خ ل) قسطا و عدلا، يقوم في آخر الزمان كما قمت في أوّله.

222-(2)-

كفاية الأثر: أخبرنا أبو المفضل رضي اللّه عنه قال:

حدثنا أبو بكر محمد بن مسعود النبلي (النيلي خ ل) قال: حدثنا الحسن (الحسين خ ل) بن عقيل الأنصاري قال: حدثني أبو اسماعيل (بن خ ل) إبراهيم بن أحمد قال: حدثنا عبد اللّه بن موسى، عن أبي خالد عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن عمّته زينب بنت علي، عنفاطمة عليها السلام قالت: (كان خ ل) دخل إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عند ولادة ابني (ولادتي خ ل) الحسين عليه السلام فناولته إيّاه في خرقة صفراء، فرمى بها و أخذ خرقة بيضاء فلفّه (و لفه خ ل) فيها ثم قال: خذيه يا فاطمة فإنّه الإمام ابن الإمام و أبو أئمّة تسعة (و أبو الائمّة التسعة خ ل) من صلبه أئمّة أبرار و التاسع قائمهم.

223-(3)-

كفاية الأثر: و عنه (يعني علي بن الحسن)، عن محمد (يعني محمد بن الحسين الكوفي) قال: حدثني أبي قال: حدثني علي بن قابوس القمي بقم قال: حدثني محمد بن الحسن، عن يونس بن ظبيان، عن جعفر بن

ص: 98


1- . كفاية الأثر: ص 176، ب 25، ح 5، و الظاهر أنّ عبد اللّه بن إبراهيم هو عبد اللّه بن إبراهيم بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام له نسخة يرويها عن آبائه عليهم السلام؛ الإنصاف: ص 221، باب العين، ح 213؛ بحار الانوار: ج 36، ص 344، ب 41، ح 210؛ الصراط المستقيم: ج 2، ص 130، ب 10، ق 1، ف 4، مختصرا.
2- . كفاية الأثر: ص 193، ب 28، ح 1؛ الإنصاف: ص 152، باب الزاي، ح 150؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 350، ب 41، ح 219؛ الصراط المستقيم: ج 2، ص 123، ب 10، ق 1، ف 3، أخرجه مختصرا.
3- . كفاية الأثر: ص 196، ب 28، ح 5؛ بحار الانوار: ج 36، ص 352، ب 41، ح 222، الإنصاف: ص 330، باب الياء، ح 304.

محمد، عن ابيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين عليهم السلام قال: قالت لي أمي فاطمة: لمّا ولدتك دخل إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فناولتك إيّاه في خرقة صفراء فرمى بها و أخذ خرقة بيضاء لفّك بها (فيها خ ل) و أذّن في اذنك الأيمن و أقام في (اذنك خ ل) الأيسر ثمّ قال: يا فاطمة خذيه فإنّه أبو الائمّة، تسعة من ولده أئمة ابرار و التاسع مهديّهم.

224-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن (الحسين خ ل) قال:

حدثنا محمد بن الحسين الكوفي قال: حدثنا محمد بن علي بن زكريا، عن عبد اللّه بن الضحاك، عن هشام بن محمد، عن عبد الرحمن، عن عاصم ابن عمر، عن محمود بن لبيد قال: لمّا قبض رسولاللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كانت فاطمة تأتى قبور الشهداء و تأتي قبر حمزة و تبكي هناك فلما كان في بعض الأيام أتيت قبر حمزة فوجدتها صلوات اللّه عليها تبكي هناك فأمهلتها حتّى سكنت (سكتت خ ل) فأتيتها و سلّمت عليها و قلت: يا سيّدة النسوان قد و اللّه قطعت انياط (نياط خ ل) قلبي من بكائك، فقالت: يا أبا عمر يحق (لحق خ ل) لي البكاء فلقد اصبت بخير الآباء رسول اللّه، وا شوقاه الى رسول اللّه ثم أنشأت تقول:

إذا مات يوما ميّت قلّ ذكره *** و ذكر أبي مذ مات و اللّه أكثر

قلت: يا سيدتي إنّي سائلك عن مسألة يتلجلج (تلجلج خ ل) في صدري، قالت: سل، قلت: هل نص رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قبل وفاته على علي بالإمامة؟ قالت: و اعجباه! أنسيتم يوم غدير خم، قلت: قد كان ذلك و لكن أخبريني بما أسرّ (اشير خ ل) إليك؟

ص: 99


1- . كفاية الأثر: ص 197، ب 28، ح 7؛ الانصاف: ص 290، باب الميم، ح 263؛ بحار الانوار: ج 36، ص 352، ب 41، ح 224؛ الصراط المستقيم: ج 2، ص 123، ب 10، ق 1، ف 3، مختصرا. أقول: هشام بن محمد المذكور هو أبو المنذر الكلبي النسّابة العلامة، بلغت كتبه كما في فهرست ابن النديم مائة و اربعا و أربعين كتابا يظهر من أسمائها تحذّقه في العلوم، وصف بأنه إمام علماء النسب و الاخبار و السير و الآثار، أعلم علماء عصره في كل ذلك و هو صاحب الحديث المشهور الذي رواه عنه علماء الرجال و التراجم، قال: اعتللت علّة عظيمة نسيت علمي فجلست إلى جعفر بن محمد عليهما السلام فسقاني العلم في كأس فعاد إليّ علمي، و مع هذه الجلالة العلمية و آثاره القيّمة النافعة ضعّفه بعض العامّة، بل جماعة منهم و لا ذنب له غير حبّ آل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرموه بالرفض، و كان بيته من البيوت الشيعيّة. و عبد الرحمن: هو عبد الرحمن بن سليمان بن عبد اللّه بن حنظلة المعروف بابن الغسيل. و عاصم بن عمر: هو عاصم بن عمر بن قتادة الانصاري ابو عمرو المدني الراوي عن أبيه و محمود بن لبيد و جابر بن عبد اللّه.

قالت: اشهد اللّه تعالى لقد سمعته يقول: عليّ خير من أخلفه فيكم و هو الإمام و الخليفة بعدي و سبطاي (و سبطي خ ل) و تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار لئن اتبعتموهم وجدتموهم هادين مهديين، و لئن خالفتموهم ليكون الاختلاف فيكم إلى يوم القيامة. قلت: يا سيدتي فما باله قعد عن حقّه؟ قالت: يا أبا عمر لقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

مثل الإمام مثل الكعبة إذ تؤتى و لا تأتي أو قالت: مثل علي، ثم قالت:

أما و اللّه لو تركوا الحقّ على أهله و اتبعوا عترة نبيّهم لما اختلف في اللّه تعالى اثنان و لورثها سلف عن سلف و خلف بعد خلف حتى يقوم قائمنا التاسع من ولد الحسين و لكن قدّموا من أخّره اللّه و أخروا من قدّمه اللّه حتى إذا الحد المبعوث و أودعوه الجدث المجدوث اختاروا بشهوتهم و عملوا بآرائهم، تبّا لهم أو لم يسمعوا اللّه يقول: وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ(1) بل سمعوا و لكنهم كما قال اللّه سبحانه: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ(2) هيهات بسطوا في الدنيا آمالهم و نسوا آجالهم، فتعسا لهم و أضلّ أعمالهم (3)

أعوذ بك يا رب من الحور بعد الكور.

225-(4)-

كمال الدين: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي اللّه عنه قال: حدثني عمّي محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الصيرفي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن جابر بنيزيد الجعفي عن سعيد بن المسيّب، عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: (لعن المجادلون لعن اللّه المجادلين خ ل) في دين اللّه على لسان سبعين نبيّا و من جادل في آيات اللّه فقد كفر، قال اللّه عزّ و جل: ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ(5) و من فسّر القرآن برأيه فقد افترى على اللّه الكذب، و من أفتى الناس بغير علم فلعنته ملائكة السماء و الأرض، قال: قلت: يا رسول اللّه أرشدني إلى النجاة فقال: يا

ص: 100


1- . القصص: 68.
2- . الحج: 46.
3- . محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: 8.
4- . كمال الدين: ج 1، ص 256، ب 24، ح 1؛ الأمالي: المجلس السابع، ح 3، من قوله (قلت: يا رسول اللّه)؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 226، ب 41، ح 2 و 3؛ الإنصاف: ص 213، باب العين، ح 210؛ روضة الواعظين: ج 1، ص 100؛ الصراط المستقيم: ج 2، ص 115، ب 10، ق 1، ف 3، مختصرا و أسنده عن سمرة، و الظاهر وقوع السقط فيه و اتحاده مع هذا الحديث المسند إلى عبد الرحمن بن سمرة، إثبات الهداة: ج 3، ص 25، ف 35، ح 8645 أخرجه مختصرا، مشارق أنوار اليقين: ص 56؛ منار الهدى: ص 367.
5- . غافر: 4.

بن سمرة: إذا اختلفت الأهواء و تفرقت الآراء فعليك بعلي بن ابي طالب، فإنّه إمام أمّتي و خليفتي عليهم من بعدي، و هو الفاروق الذي يميّز به بين الحقّ و الباطل، من سأله أجابه و من استرشده أرشده و من طلب الحقّ عنده وجده، و من التمس الهدى لديه صادفه و من لجأ إليه أمنه و من استمسك به نجّاه و من اقتدى به هداه. يا بن سمرة: سلم منكم من سلم له و والاه، و هلك من ردّ عليه و عاداه. يا بن سمرة: إنّ عليّا منّي، روحه من روحي و طينته من طينتي و هو أخي و أنا أخوه و هو زوج ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين، و إنّ منه إمامي أمّتي و سيّدي شباب أهل الجنّة الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين، تاسعهم قائم أمّتي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.

226-(1)-

كمال الدين: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه قال: أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا محمد بن هشام قال: حدثنا علي بن الحسن (الحسين خ ل) السائح قال: سمعت الحسن بن علي العسكري يقول: حدثني أبي، عن أبيه، عن جدّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي بن أبي طالب: يا علي لا يحبّك إلّا من طابت ولادته، و لا يبغضك إلّا من خبثت ولادته، و لا يواليك إلّا مؤمن و لا يعاديك إلّا كافر، فقام إليه عبد اللّه بن مسعود فقال: يا رسول اللّه قد عرفنا علامة خبيث الولادة و الكافر في حياتك ببغض علي و عداوته، فما علامة خبيث الولادة و الكافر بعدك إذا أظهر الإسلام بلسانه و أخفى مكنون سريرته؟ فقال: يا ابن مسعود، إنّ علي بن أبي طالب إمامكمبعدي و خليفتي عليكم فإذا مضى فابني الحسن إمامكم بعده و خليفتي عليكم، فإذا مضى فابني الحسين إمامكم بعده و خليفتي عليكم، ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد ائمتكم و خلفائي عليكم، تاسعهم قائم أمّتي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، لا يحبّهم إلّا من طابت ولادته و لا يبغضهم إلّا من خبثت ولادته، و لا يواليهم إلّا مؤمن و لا يعاديهم إلّا كافر، من أنكر واحدا منهم فقد أنكرني و من أنكرني فقد أنكر اللّه عزّ و جلّ، و من جحد واحدا منهم فقد جحدني و من جحدني فقد جحد اللّه عزّ و جلّ، لأنّ طاعتهم طاعتي و طاعتي طاعة اللّه و معصيتهم معصيتي، و معصيتي معصية اللّه عزّ و جلّ، يا بن مسعود: إيّاك أن تجد في نفسك حرجا مما أقضي فتكفر، فو عزّة ربّي ما أنا متكلف و لا ناطق عن الهوى في علي و الائمّة من ولده، ثم قال عليه السلام و هو رافع يديه الى السماء: اللّهم وال من و الى خلفائي و أئمة أمّتي بعدي، و عاد من عاداهم و انصر من نصرهم و اخذل من خذلهم، و لا تخل الارض من قائم منهم بحجّتك ظاهرا أو خائفا مغمورا، لئلا يبطل دينك و حجّتك (و برهانك خ ل) و بيّناتك،

ص: 101


1- . كمال الدين: ج 1، ص 261، ب 24، ح 8؛ الاحتجاج: ص 69؛ الإنصاف: ص 241، باب العين، ح 232؛ بحار الانوار: ج 36، ص 246، ب 41، ح 59.

ثم قال: يا بن مسعود قد جمعت لكم في مقامي هذا ما إن فارقتموه هلكتم و إن تمسّكتم به نجوتم، و السلام على من اتبع الهدى.

227-(1)-

كمال الدين: حدثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، عن أبيه، عن جدّه أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه محمد بن خالد، عن محمد بن داود، عن محمد بن الجارود العبدي، عن الأصبغ بن نباتة قال: خرج علينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ذات يوم و يده في يد ابنه الحسن و هو يقول: خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ذات يوم و يدي في يده هكذا و هو يقول: خير الخلق بعدي و سيدهم أخي هذا و هو إمام كل مسلم و مولى كل مؤمن بعد وفاتي، ألا و إنّي أقول: خير الخلق بعدي و سيّدهم ابني هذا و هو إمام كل مسلم و مولى كل مؤمن بعد وفاتي، ألا و إنّه سيظلم بعدي كما ظلمت بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و خير الخلق و سيدهم بعد الحسن ابني أخوه الحسين المظلوم بعد أخيه المقتول في ارض كربلاء، أما إنّه و أصحابه من سادات الشهداء يوم القيامة، و من بعد الحسين تسعة من صلبه خلفاء اللّه في أرضه و حججه على عباده، و امناؤه على وحيه و أئمّة المسلمين و قادة المؤمنين و سادة المتقين، تاسعهم القائم الذي يملأ اللّه عزّ و جلّ به الأرض نورا بعد ظلمتها و عدلا بعد جورها و علما بعد جهلها، و الذي بعث أخي محمدا بالنبوّة و اختصّني بالإمامة لقد نزل بذلك الوحي من السماء على لسان الروح الأمين جبرئيل ولقد سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أنا عنده عن الائمّة بعده، فقال للسائل: وَ السَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (2) إنّ عددهم بعدد البروج، و ربّ الليالي و الأيام و الشهور، إنّ عدتهم كعدة الشهور، فقال السائل: فمن هم يا رسول اللّه؟ فوضع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يده على رأسي فقال: أولهم هذا و آخرهم المهديّ، من والاهم فقد والاني، و من عاداهم فقد عاداني، و من أحبّهم فقد أحبّني، و من أبغضهم فقد أبغضني، و من أنكرهم فقد أنكرني و من عرفهم فقد عرفني، بهم يحفظ اللّه عزّ و جلّ دينه و بهم يعمر بلاده و بهم يرزق عباده و بهم ينزل القطر من السماء و بهم تخرج بركات الأرض و هؤلاء أصفيائي (أوصيائي خ ل) و خلفائي و أئمّة المسلمين و موالي المؤمنين.

ص: 102


1- . كمال الدين: ج 1، ص 259، ب 24، ح 5؛ الإنصاف: ص 280، باب الميم، ح 257؛ إثبات الهداة: ج 2، ص 379، ب 9، ح 216؛ قصص الأنبياء: ص 266، ف 16، ح 439؛ منار الهدى: 369.
2- . البروج: 1.

228-(1)-

كمال الدين: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رضي اللّه عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين ابن خالد، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أحبّ أن يتمسّك بديني و يركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعلي بن أبي طالب و ليعاد عدوّه و ليوال وليّه، فإنّه وصيّي و خليفتي على أمّتي في حياتي و بعد وفاتي، و هو أمير (إمام خ ل) كل مسلم و أمير كل مؤمن بعدي، قوله قولي و أمره أمري و نهيه نهيي و تابعه تابعي و ناصره ناصري و خاذله خاذلي، ثم قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من فارق عليا بعدي لم يرني و لم أره يوم القيامة، و من خالف عليّا حرّم اللّه عليه الجنة و جعل مأواه (مثواه خ ل) النار و بئس المصير و من خذل عليّا خذل يوم العرض (يعرض خ ل) عليه، و من نصر عليّا نصره اللّه يوم يلقاه و لقّنه حجّته عند المنازلة (المساءلة خ ل) ثم قال:

الحسن و الحسين إماما أمّتي بعد أبيهما و سيّدا شباب أهل الجنة و أمّهما سيدة نساء العالمين و أبوهما سيد الوصيين، و من ولد الحسين تسعة أئمة تاسعهم القائم من ولدي، طاعتهم طاعتي و معصيتهم معصيتي، إلى اللّه أشكو المنكرين لفضلهم و المضيّعين (و المستنقصين خ ل) لحرمتهم بعدي و كفى باللّه وليّا و ناصرا لعترتي و أئمّة أمّتي و منتقما من الجاحدين لحقّهم وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ.(2)

229-(3)- كمال الدين: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنا سيد من خلق اللّه عزّ و جلّ و أنا خير من جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و حملة العرش و جميع ملائكة اللّه المقربين و أنبياء اللّه المرسلين و أنا صاحب الشفاعة و الحوض الشريف، و أنا و علي أبوا هذه الامة، من عرفنا فقد عرف اللّه عزّ و جلّ، و من أنكرنا فقد أنكر اللّه عزّ و جلّ، و من علي سبطا أمّتي و سيدا شباب أهل الجنة الحسن و الحسين، و من ولد الحسين أئمة تسعة، طاعتهم طاعتي و معصيتهم معصيتي، تاسعهم قائمهم و مهديّهم.

ص: 103


1- . كمال الدين: ج 1، ص 260، ب 24، ح 6؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 254، ب 41، ح 70، الإنصاف: ص 131، باب الحاء، ح 120، منار الهدى: ص 370.
2- . الشعراء: 227.
3- . كمال الدين: ج 1، ص 261، ب 24، ح 7؛ بحار الانوار: ج 26، ص 342، ب 8، ح 13، و ج 36، ص 255، ب 41، ح 71؛ الإنصاف: ص 132، باب الحاء، ح 121؛ منار الهدى: ص 370.

230-(1)-

حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي اللّه عنه قال:

حدثني عمّي محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، عن محمد بن علي القرشي، عن محمد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام قال: دخلت أنا و أخي على جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فأجلسني على فخذه و أجلس أخي الحسن على فخذه الأخرى، ثم قبّلنا و قال: بأبي أنتما من إمامين سبطين (صالحين خ ل) اختاركما اللّه منّي و من أبيكما و امّكما و اختار من صلبك يا حسين تسعة ائمّة تاسعهم قائمهم و كلّهم في الفضل و المنزلة عند اللّه سواء.

231-(2)-

كمال الدين: حدثنا غير واحد من أصحابنا قالوا: حدثنا أبو علي محمد بن همام قال: حدثنا عبد اللّه بن جعفر، عن أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير،عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إن اللّه عزّ و جلّ اختار من الايّام الجمعة و من الشهور شهر رمضان و من الليالي ليلة القدر و اختارني على جميع الأنبياء و اختار منّي عليا و فضله على جميع الاوصياء و اختار من علي الحسن و الحسين و اختار من الحسين الأوصياء من ولده ينفون عن التنزيل تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل المضلّين، تاسعهم قائمهم و هو ظاهرهم و هو باطنهم.

ص: 104


1- . كمال الدين: ج 1، ص 269، ب 24، ح 12؛ دلائل الامامة: ص 237، باب معرفة وجوب القائم، بحار الانوار: ج 36، ص 255، ب 41، ح 72؛ الإنصاف: ص 53، باب الهمزة، ح 43، و نحوه في إثبات الهداة: ج 1، ص 654، ف 67، ب 9، ح 823، عن كتاب الفضائل للحسين بن حمدان.
2- . كمال الدين: ج 1، ص 281، ب 24، ح 32؛ دلائل الامامة: ص 240، باب معرفة وجوب القائم، غيبة النعماني: ص 67، ب 4، ح 7؛ غيبة الشيخ: ص 142، ح 107؛ اثبات الوصية: ص 251، و أخرج في المعتبر: ص 24 في الفصل الثاني من المقدمة و لم يذكر (تاسعهم) إلى آخر الحديث، و ذكر (و هم تسعة من ولده)، و روى في مقتضب الأثر: ص 9، ح 9، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار القمّي عن أبي العباس عبد اللّه ابن جعفر الحميري عن أحمد بن هلال قال: حدثني محمد بن أبي عمير سنة أربع و مائتين قال: حدثني سعيد بن غزوان، عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عن آبائه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ... الحديث، و زاد بعد قوله: ليلة القدر (و اختار من الناس الأنبياء، و اختار من الأنبياء الرسل و اختارني من الرسل) و لم يذكر (و فضّله على جميع الأوصياء) و ذكر (و اختار من الحسين الاوصياء ينفون عن التنزيل تحريف الضالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين، تاسعهم باطنهم ظاهرهم قائمهم و هو أفضلهم) تقريب المعارف: ص 176 المحتضر: ص 159؛ بحار الأنوار: ج 25، ص 363، ب 12، ح 22، و ج 36، ص 256، ب 41، ح 74 و ص 260، ح 80 و ص 372، ذيل ح 234 قال المجلسي قوله:« و هو ظاهرهم» أي يظهر و يغلب على الأعادي« و هو باطنهم» أي يبطن و يغيب عنهم زمانا.

232-(1)-

الاختصاص: أبو جعفر محمد بن أحمد العلوي قال:

حدثني أحمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن جدّه ابراهيم بن هاشم، عن حماد بن عيسى، عن أبيه، عن الصادق عليه السلام قال: قال سلمان الفارسي رحمة اللّه عليه: رأيت الحسين بن علي عليهما السلام في حجر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو يقبّل عينيه و يلثم شفتيه و يقول:

أنت سيد ابن سيد أبو سادة، أنت حجّة ابن حجّة أبو حجج، أنت الإمام ابن الإمام أبو الائمّة التسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم.

233-(2)-

كفاية الأثر: حدثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمد بن سعيد بن علي الخزاعي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد بالكوفة قال:

حدثني جعفر بن علي بن نجيح الكندي قال: حدثني ابراهيم بن محمد بن ميمون قال: حدثني المسعودي أبو عبد الرحمن (عبد اللّه خ ل)، عن محمد بن عبد اللّه (علي خ ل) الفزاري، عن أبي خالد الواسطي، عن زيد بن علي عليه السلام قال: حدثني أبي علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا حسين أنت الإمام و أخ الإمام، و ابن الإمام، تسعة من ولدك امناء معصومون و التاسع مهديّهم، فطوبى لمن أحبّهم و الويل لمن أبغضهم.

234-(3)

- غيبة فضل بن شاذان: حدثنا محمد بن أبي عمير رضي اللّه عنه، عن غياث بن ابراهيم، عن أبي عبد اللّه، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام قال: سئل امير المؤمنين

ص: 105


1- . الاختصاص: ص 207؛ كفاية الأثر: ص 45، ب 5، ح 5، نحوه كشف الغمة: ج 2، ص 508؛ ينابيع المودة: ص 492، ب 94؛ إثبات الهداة: ج 3، ص 64، ف 42، ح 745.
2- . كفاية الأثر: ص 299، ب 40، ح 4؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 360، ب 41، ح 231؛ الإنصاف: ص 59، باب الهمزة، ح 49.
3- . كفاية المهتدي: ص 82، ح 16، و صرّح بتواتره اثبات الهداة: ج 3، ص 95، ب 9، ف 60، ح 812، عن كتاب اثبات الرجعة لفضل بن شاذان. أقول: مثل هذا الخبر في علوّ السند لو لم يثبت تواتره اللفظي بكثرة المخبرين، لا ريب أنّه مقطوع الصدور كالمتواتر، و نظائره في هذه الأحاديث توجد كثيرا. و أخرجه الصدوق في عيون أخبار الرضا: ج 1، ص 57، ب 6، ح 25 عن أحمد بن زياد بن جعفر عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن محمد بن أبي عمير؛ و في كمال الدين: ج 1، ص 240؛ و في معاني الأخبار: ص 90، باب معنى الثقلين و العترة ح 4؛ إثبات الهداة: ج 2، ص 326، ب 9 ف 4، ح 125؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 373، ب 42، ح 2، إعلام الورى: ص 375، ف 2، الإنصاف: ص 260، ح 244، باب الغين و فيه (إنّي مخلّف و تاسعهم مهديهم و قائمهم).

عليه السلام عن معنى قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي، من العترة؟

فقال: أنا و الحسن و الحسين و الائمّة التسعة من ولد الحسين، تاسعهم مهديّهم لا يفارقون كتاب اللّه عزّ و جلّ و لا يفارقهم حتى يردوا على رسول اللّه حوضه.

235-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن (الحسين خ ل) قال:

حدثنا محمد بن الحسين الكوفي قال: حدثني أحمد بن هود هودة خ ل- بن أبي هراشة (هراسة خ ل) أبو سليمان الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن (اسحاق بن أبي بشر النهاوندي الأحمري (بنهاوند خ ل) قال: حدثني عبد اللّه بن حماد الانصاري، عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم قال:

دخلت على مولاي الباقر عليه السلام و عنده اناس من أصحابه فجرى ذكر الإسلام قلت: (فقلت خ ل): يا سيدي فأيّ الإسلام أفضل؟ قال: من سلم المؤمنون من لسانه و يده، قلت: فأيّ الأخلاق أفضل؟ (فما أفضل الأخلاق خ ل)؟ قال: الصبر و السماحة، قلت: فأيّ المؤمنين أكمل إيمانا؟

قال: أحسنهم خلقا، قلت: فأيّ الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده و اهريق دمه، قلت: فأيّ الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت، قلت: فأيّ الصدقة أفضل؟ قال: أن تهجر ما حرّم اللّه عزّ و جل عليك، قلت:يا سيدي فما تقول في الدخول على السلطان؟ قال: لا أرى (لك خ ل) ذلك، قلت: إنّي ربّما سافرت إلى الشام فأدخل على إبراهيم بن الوليد، قال: يا عبد الغفار إنّ دخولك على السلطان يدعو إلى ثلاثة أشياء:

محبّة الدنيا و نسيان الموت و قلّة الرضا بما قسم اللّه لك، قلت: يا بن رسول اللّه فإنّي ذو عيلة و أتّجر إلى ذلك المكان لجرّ المنفعة فما ترى في ذلك؟

قال: يا عبد اللّه إنّي لست آمرك بترك الدنيا بل آمرك بترك الذنوب، فترك الدنيا فضيلة و ترك الذنوب فريضة، و أنت إلى إقامة الفريضة أحوج منك إلى اكتساب الفضيلة، قال: فقبّلت يده و رجله و قلت: بأبي أنت و امّي يا بن رسول اللّه فما نجد العلم الصحيح إلّا عندكم و إنّي قد كبرت سنّي و رقّ [دقّ] عظمي و لا أرى فيكم ما اسرّ به (اسرّه خ ل) أراكم مقتّلين مشرّدين خائفين و إنّي أقمت على قائمكم منذ حين، أقول أخرج (يخرج خ ل) اليوم أو غدا، قال: يا عبد الغفار إنّ قائمنا هو السابع من ولدي و ليس هو (هذا خ ل) أوان ظهوره، و لقد حدّثني أبي عن أبيه عن آبائه قال:

ص: 106


1- . كفاية الأثر: ص 250، ب 33، ح 5؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 358، ب 41، ح 228 و فيه (هوذة) بدل (هودة) و الظاهر أنّه الصحيح؛ الإنصاف: ص 81، باب الهمزة، ح 74، و فيه أيضا (هوذة)، الصراط المستقيم: ج 2، ص 132، ب 10، ق 1، ف 4 مختصرا.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ الائمّة بعدي اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل تسعة من صلب الحسين و التاسع قائمهم يخرج في آخر الزمان فيملأها قسطا و عدلا بعد ما (كما خ ل) ملئت جورا و ظلما، قلت:

فإن كان هذا كائن (1)

يا ابن رسول اللّه فإلى من بعدك؟ قال: إلى جعفر و هو سيد أولادي و أبو الائمّة، صادق في قوله و فعله، و لقد سألت عظيما يا عبد الغفار و إنّك لأهل الإجابة ثم قال عليه السلام: ألا إنّ مفتاح (مفاتيح خ ل) العلم السؤال و أنشأ يقول:

شفاء العمى طول السؤال و إنما *** تمام العمى طول السكوت على الجهل

236-(2)- الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال:يكون تسعة أئمّة بعد الحسين بن علي تاسعهم قائمهم.

237-(3)-

كمال الدين: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي اللّه عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود قال:

حدثني أبي محمد بن مسعود قال: حدثنا أحمد بن علي بن كلثوم قال:

حدثني الحسن بن علي الدقاق، عن محمد بن أحمد بن أبي قتادة، عن أحمد بن هلال، عن ابن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: يكون بعد الحسين تسعة أئمّة تاسعهم قائمهم.

ص: 107


1- . كذا، و الظاهر إما نصب« كائنا» أو زيادة« هذا».
2- . الكافي: ج 1، ص 533، ب 184، ح 15؛ غيبة النعماني: ص 94، ب 4، ح 25؛ الخصال: ج 2، ص 419، باب التسعة، ح 12، و ج 2، ص 80، أبواب الاثني عشر، ح 50، غيبة الشيخ: ص 140، ح 104؛ الإرشاد: ج 2، ص 348، ب 59، ح 6؛ الوافي: ج 2، ص 310، ب 31، ح 767/ 14؛ كشف الغمة: ج 2، ص 448؛ مناقب ابن شهرآشوب: ج 1، ص 296؛ دلائل الإمامة: ص 240، باب معرفة وجوب القائم باختلاف يسير، إثبات الوصية: ص 203 مع اختلاف، الإنصاف: ص 20، باب الهمزة، ح 13؛ الاستنصار: ص 170، تقريب المعارف: ص 183، ق 3؛ إثبات الهداة: ج 1، ص 460، ب 9، ح 83، و ص 533، ب 9، ح 312، بحار الانوار: ج 36، ص 392، ب 45، ح 3 مثله.
3- . كمال الدين: ج 2، ص 350، ب 33، ح 45؛ الصراط المستقيم: ج 2، ص 134، ب 10، ق 1، ف 4؛ بحار الانوار: ج 36، ص 391، ب 46، ح 5، الإنصاف: ص 29، باب الهمزة، ح 24، إثبات الهداة: ج 1، ص 518، ب 9، ح 258.

238-(1)-

مقتضب الأثر: حدثنا أبو محمد عبد اللّه بن إسحاق بن عبد العزيز الخراساني المعدل قال: حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح قال:

حدثنا إبراهيم بن الحسن بن يزيد الهمداني قال: حدثنا محمد بن آدم، عن أبيه آدم، عن شهر بن حوشب، عن سلمان الفارسي قال: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الحسين بن علي عليهما السلام على فخذه إذ تفرّس في وجهه و قال له: يا أبا عبد اللّه أنت سيد من سادات و أنت إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمّة تسعة تاسعهم قائمهم إمامهم أعلمهم أحكمهم أفضلهم.

239-(2)-

كشف اليقين: عن مسند أحمد بن حنبل، قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم للحسين عليه السلام: هذا ابني إمام أخو إمام أبو أئمّة تسعة تاسعهم قائمهم.

240-(3)- مقتضب الأثر: و مما روته العامة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما رووه عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، حدثني محمد بن عثمان بن محمد الصيداني و غيره قال: حدثني إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا سليمان بن حرب الواشجي، قال: حدثنا حمّاد بن يزيد (زيد خ ل)، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد اللّه الانصاري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه اختار من الأيام يوم الجمعة و من الليالي ليلة القدر و من الشهور شهر رمضان، و اختارني و عليا و اختار من علي الحسن و الحسين و اختار من الحسين حجّة العالمين تاسعهم قائمهم أعلمهم أحكمهم. قال:

و قد روى أصحابنا هذا الحديث من طريقهم موافقا.

241-(4)-

النكت الاعتقادية: قال في أثناء كلامه في الإمامة-:

ص: 108


1- . مقتضب الأثر: ص 8 و 9، ح 7؛ بحار الانوار: ج 36، ص 372، ذيل ح 234، نفس الرحمن: ص 94؛ الكافي لأبي الصلاح مرسلا و لفظه: (أنت إمام ابن أمام أخو إمام أبو أئمّة حجج تسع تاسعهم قائمهم أعلمهم أحلمهم أفضلهم).
2- . كشف اليقين: ص 118. أقول: الظاهر إخراج الحديث في كشف اليقين عن المسند لأنّه روى قبله حديثا آخر عنه و قال: و من مسند أحمد بن حنبل ثمّ ذكر بعده هذا الحديث و لفظه: و قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ...، إلّا أنّا لم نجده في المسند فلعله كان فيه و وقع فيه السقط أو التصرف أو كان نقله عن العلامة« قدس سرّه» من إرسال المسلمات. و على كل حال يكفي ذلك في اعتباره و الاعتماد به. و أخرجه الديلمي في إرشاد القلوب: ج 2، ص 33 و قال: هذا ابني امام ابن امام ... و أخرجه الديلمي في إرشاد القلوب: ج 2، ص 33 و قال: هذا ابني إمام ابن إمام ..
3- . مقتضب الأثر: ص 9، ح 8؛ الصراط المستقيم: ج 2، ص 120، ب 10، ق 1.
4- . النكت الاعتقادية: ص 35، الاعتماد في شرح رسالة واجب الاعتقاد: ص 397 من كتاب (كلمات المحققين) و فيه قوله للحسين عليه السلام: أنت إمام ابن إمام أخو إمام ... الحديث و فيه (ظلما و جورا) و في إرشاد الطالبين بهذا اللفظ: هذا ولدي إمام ابن إمام اخو إمام أبو ائمّة تسعة تاسعهم قائمهم أفضلهم. أقول: صدور هذا المضمون عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثابت مستفيض.

الدليل على ذلك انّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نصّ عليهم نصّا متواترا بالخلافة مثل قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم للحسين: ابني هذا إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمّة تسعة تاسعهم قائمهم يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.

242-(1)-

فرائد السمطين: بالاسناد المذكور للحديث الذي أخرجه قبل هذا و هو: أنبأني الإمام بدر الدين محمد بن أبي الكرم عبد الرزاق بن أبي بكر بن حيدر، أخبرني القاضي فخر الدين محمد بن خالد الحنيفي الأبهري كتابة قال: أنبأنا السيد الإمام ضياء الدين فضل اللّه بن علي أبو الرضا الراوندي إجازة، أخبرنا السيد أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن معد الحسني، أنبأنا الشيخ أبو جعفر الطوسي، أنبأنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان و أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه و أبو الحسين جعفر بنالحسين بن حسكة القمّي و أبو زكريا محمد بن سليمان الحراني، قالوا كلهم: أنبأنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمّي قال: أخبرني أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب الشيباني، عن أحمد بن مطرف بن سوار بن الحسين القاضي الحسني بمكة، أنبأنا أبو حاتم المهلبي المغيرة بن محمد قال: أنبأنا عبد الغفار بن كثير الكوفى، عن هيثم بن حميد، عن أبي هاشم، عن مجاهد، عن ابن عباس رضى اللّه عنه قال:

قدم يهودي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم يقال له: نعثل، فقال له: يا محمد إنّي أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين، فإن اجبتني عنها أسلمت على يدك، قال: سل يا أبا عمارة قال: يا محمد صف لي ربّك. فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ الخالق لا يوصف إلّا بما وصف به نفسه، و كيف يوصف الخالق الذي تعجز الأوصاف أن تدركه و الأوهام أن تناله و الخطرات أن تحدّه و الأبصار الاحاطة به؟ جلّ عمّا يصفه الواصفون، نأى في قربه و قرب في نأيه، كيّف الكيف فلا يقال له كيف، و أيّن الأين فلا يقال له أين، هو منقطع الكيفوفيّة و الأينونيّة، فهو الواحد الصمد كما وصف نفسه، و الواصفون لا يبلغون نعته، لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد.

قال: صدقت يا محمد فأخبرني عن قولك: إنّه واحد لا شبيه له.

ص: 109


1- . فرائد السمطين: ج 2، ص 132، ب 31، من السمط الثاني ح 431، كفاية الأثر: ص 11، ب 1، ح 2؛ ينابيع المودة: ص 440، ب 76، ح 1؛ بحار الانوار: ج 3، ص 303 إلى قوله (قال: صدقت يا محمد) و ج 36، ص 283، ب 41، ح 101؛ العوالم: ج 15/ 3، ص 138، ب 1، من أبواب النصوص، ح 78؛ الإنصاف: ص 276، باب الميم، ح 255.

أ ليس اللّه تعالى واحد و الإنسان واحد؟ فوحدانيته قد أشبهت وحدانية الإنسان؟!.

فقال عليه السلام: اللّه تعالى واحد أحديّ المعنى، و الإنسان واحد ثنائيّ المعنى جسم و عرض و بدن و روح، و إنما التشبيه في المعاني لا غير.

قال: صدقت يا محمد فأخبرني عن وصيّك من هو؟ فما من نبيّ إلّا و له وصيّ، و إن نبيّنا موسى بن عمران أوصى الى يوشع بن نون، فقال:

نعم، إنّ وصيّي و الخليفة من بعدي علي بن أبي طالب عليه السلام و بعده سبطاي الحسن ثم الحسين يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمّة أبرار، قال:

يا محمد فسمّهم لي. قال: نعم، إذا مضى الحسين فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمد، فإذا مضى محمد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى، فإذا مضى موسى فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمد، ثم ابنه علي، ثم ابنه الحسن، ثم الحجّة بن الحسن، فهذه اثنا عشر أئمّة عدد نقباء بني إسرائيل.

قال: فأين مكانهم من الجنة؟ قال: معي في درجتي.

قال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّك رسول اللّه، و أشهد أنّهم الأوصياء من بعدك، و لقد وجدت هذا في الكتب المتقدمة، و فيما عهد إلينا موسى بن عمران أنّه إذا كان آخر الزمان يخرج نبي، يقال له أحمد خاتم الأنبياء لا نبيّ بعده، فيخرج من صلبه أئمّة أبرار عدد الأسباط.قال: فقال: يا أبا عمارة أ تعرف الأسباط؟ قال: نعم يا رسول اللّه إنّهم كانوا اثني عشر أولهم لاوي بن برخيا و هو الذي غاب عن بني إسرائيل غيبة طويلة ثم عاد فأظهر اللّه [به] شريعته بعد دراستها و قاتل قرشطيا الملك حتى قتله.

فقال عليه السلام: كائن في أمّتي ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة، و إنّ الثاني عشر من ولدي يغيب حتّى لا يرى، و يأتي على أمّتي زمن لا يبقى من الاسلام إلّا اسمه و (لا خ ل) من القرآن إلّا رسمه فحينئذ يأذن اللّه تعالى [له] بالخروج فيظهر الإسلام و يجدّد الدين، ثم قال عليه السلام: طوبى لمن أحبّهم و الويل لمبغضهم، و طوبى لمن تمسّك بهم. فانتفض نعثل و قام بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم و أنشأ يقول:

صلّى العليّ ذو العلى *** عليك يا خير البشر

أنت النبيّ المصطفى *** و الهاشمي المفتخر

ص: 110

بكم هدانا ربّنا *** و فيك نرجو ما أمر

و معشر سمّيتهم *** أئمة اثني عشر

حباهم ربّ العلى *** ثم صفاهم من كدر

قد فاز من والاهم *** و خاب من عادى الزهر

آخرهم يشفي الظمأ *** و هو الإمام المنتظر

عترتك الأخيار لي *** والتابعون ما أمر

من كان عنهم معرضا *** فسوف يصلى بالسقر

243-(1)- كفاية الأثر: حدثني أبو الحسن علي بن الحسين قال:

حدثني أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري رضي اللّه عنه، قال: حدثنا الحسن (الحسين خ ل) بن علي بن زكريّا العدوي البصري، عن محمد بن إبراهيم (عمير خ ل) بن المنذر المكي، عن الحسين بن سعيد (بن خ ل) الهيثم، عن الأجلح الكندي، عن أفلح بن سعيد، عن محمد بن كعب، عن طاوس اليماني، عن عبد اللّه بن عبّاس قال: دخلت على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الحسن عليه السلام على عاتقه و الحسين عليه السلام على فخذه يلثمهما و يقبّلهما و يقول: اللّهم وال من والاهما و عاد من عاداهما، ثم قال: يا بن عباس كأنّي به و قد خضبت شيبته من دمه، يدعو فلا يجاب و يستنصر فلاينصر، قلت: من يفعل ذلك يا رسول اللّه؟ قال: شرار أمّتي ما لهم لا أنالهم اللّه شفاعتي، ثم قال: يا بن عباس من زاره عارفا بحقّه كتب له ثواب ألف حجّة و ألف عمرة، ألا و من زاره فكأنما [قد] زارني و من زارني فكأنما [قد] زار اللّه و حقّ الزائر على اللّه أن لا يعذبه بالنار، ألا و إن الاجابة تحت قبّته و الشفاء في تربته و الائمّة من ولده. قال ابن عباس:

قلت: يا رسول اللّه فكم الائمّة بعدك؟ قال: بعدد حواري عيسى و أسباط موسى و نقباء بني إسرائيل، قلت: يا رسول اللّه فكم كانوا؟ قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: كانوا اثني عشر و الائمّة بعدي اثنا عشر، أولهم علي بن ابي طالب، و بعده سبطاي الحسن و الحسين، فإذا انقضى الحسين فابنه علي، فإذا انقضى علي فابنه محمد، فإذا انقضى محمد فابنه جعفر، فإذا انقضى جعفر فابنه موسى، فإذا انقضى موسى فابنه علي، فإذا انقضى علي فابنه محمد، فإذا انقضى محمد فابنه علي، فإذا انقضى علي فابنه الحسن، فإذا انقضى الحسن فابنه الحجّة. قال ابن عباس: فقلت: يا رسول اللّه أسامي لم أسمع بهم قط، قال لي: يا بن عباس هم الائمّة بعدي و إن قهروا، امناء معصومون نجباء أخيار، يا بن عباس من أتى يوم القيامة عارفا بحقّهم أخذت بيده فأدخله الجنة، يا بن عباس من أنكرهم أو ردّ

ص: 111


1- . كفاية الأثر: ص 16، ب 1، ح 3؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 285، ب 41، ح 107؛ العوالم: ج 15/ 3، ص 140، ب 1 من أبواب النصوص، ح 79؛ الإنصاف: ص 202، باب الطاء، ح 202.

واحدا منهم فكأنما قد أنكرني و ردّني، و من أنكرني و ردّني فكأنما قد أنكر اللّه و ردّه، يا بن عباس سوف يأخذ الناس يمينا و شمالا، فإذا كان كذلك فاتبع عليّا و حزبه، فإنه مع الحقّ و الحقّ معه، و لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض، يا بن عباس ولايتهم ولايتي و ولايتي ولاية اللّه و حربهم حربي و حربي حرب اللّه، و سلمهم سلمي و سلمي سلم اللّه، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ و يأبى اللّه إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ.(1)

244-(2)-

كفاية الأثر: حدثنا محمد بن عبد اللّه بن المطلب و أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن عبيد اللّه بن الحسن بن عياش الجوهري جميعا قالا: حدثنا (محمد بن خ ل) لاحق اليماني، عن إدريس بن زياد لوي قال:حدثنا إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي (الكفرتوتي خ ل)، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم بن سليمان، عن سلمان الفارسي قال: خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: معاشر الناس إنّي راحل (عنكم خ ل) عن قريب و منطلق إلى المغيب، أوصيكم في عترتي خيرا و إياكم و البدع فإنّ كل بدعة ضلالة و كل ضلالة (و الضلالة خ ل) و أهلها في النار، معاشر الناس من افتقد الشمس فليتمسّك بالقمر، و من افتقد القمر فليتمسّك بالفرقدين و من افتقد الفرقدين فليتمسّك (فإذا فقدتم الفرقدين فتمسّكوا خ ل) بالنجوم الزاهرة بعدي، أقول قولي هذا و أستغفر اللّه لي و لكم، قال: فلمّا نزل عن منبره (المنبر خ ل) صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تبعته حتى دخل بيت عائشة فدخلت عليه، فقلت: بأبي أنت و امّي يا رسول اللّه سمعتك تقول: إذا افتقدتم الشمس فتمسّكوا بالقمر، و إذا افتقدتم القمر فتمسّكوا بالفرقدين و إذا افتقدتم الفرقدين فتمسّكوا بالنجوم الزاهرة، فما الشمس و ما القمر و ما الفرقدان و ما النجوم الزاهرة؟ فقال:

أما الشمس فأنا و أما القمر فعلي عليه السلام فإذا افتقدتموني فتمسكوا به بعدي، و أمّا الفرقدان فالحسن و الحسين عليهما السلام فإذا افتقدتم القمر فتمسّكوا بهما و أما النجوم الزاهرة فالائمّة (فهم الائمّة خ ل) التسعة من صلب الحسين عليهم السلام و التاسع (تاسعهم خ ل) مهديّهم، ثم قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّهم هم الاوصياء و الخلفاء بعدي أئمّة أبرار عدد أسباط يعقوب و حواري عيسى، قلت: فسمّهم لي يا رسول اللّه، قال: أولهم (و سيدهم خ ل) علي بن أبي طالب عليه السلام و بعده سبطاي، (و خ ل) بعدهما زين العابدين علي بن

ص: 112


1- . التوبة: 32.
2- . كفاية الأثر: ص 40، ب 5، ح 1؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 289، ب 41، ح 111. أقول: كأن السند من إدريس كان هكذا (إدريس بن زياد الكفرتوثي قال: حدثنا إسرائيل بن يونس بن أبي اسحاق السبيعي عن جعفر بن الزبير عن القاسم بن عبد الرحمن أبي عبد الرحمن عن سلمان الفارسي) و الخلط في الاسماء نشأ من سهو النسّاخ، و اللّه العالم. العوالم: ج 15/ 3 ص 144، ب 1، من أبواب النصوص، ح 83؛ الإنصاف: ص 261 باب القاف، ح 246.

الحسين عليهما السلام و بعده محمد بن علي الباقر، باقر علم النبيين، و الصادق جعفر بن محمد و ابنه الكاظم سمي موسى بن عمران، و الذي يقتل بأرض خراسان (غربة ابنه خ ل) علي ثم ابنه محمد و الصادقان علي و الحسن و الحجّة القائم المنتظر في غيبته، فإنّهم عترتي من دمي و لحمي، علمهم علمي و حكمهم حكمي، من آذاني فيهم فلا أناله اللّه تعالى شفاعتي.

245-(1)-

كمال الدين: حدّثنا غير واحد من أصحابنا قالوا:حدّثنا محمد بن همّام، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري قال: حدثني الحسن بن محمد بن سماعة، عن أحمد بن الحارث قال: حدثني المفضّل بن عمر، عن يونس بن ظبيان، عن جابر بن يزيد الجعفي قال:

سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول: لمّا أنزل اللّه عزّ و جل على نبيّه محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ قلت: يا رسول اللّه عرفنا اللّه و رسوله، فمن اولو الأمر الذين قرن اللّه طاعتهم بطاعتك؟ فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: هم خلفائي يا جابر، و أئمة المسلمين [من] بعدي أولهم علي بن أبي طالب، ثم الحسن و الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر، و ستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرئه منّي السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميّي و كنيّي حجّة اللّه في أرضه، و بقيّته في عباده ابن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح اللّه تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض و مغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته و أوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلّا من امتحن اللّه قلبه للإيمان، قال جابر: فقلت له: يا رسول اللّه فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟ فقال عليه السلام: إي و الذي بعثني بالنبوة إنّهم يستضيئون بنوره و ينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس و إن تجللها سحاب، يا جابر هذا من مكنون سرّ اللّه، و مخزون علمه، فاكتمه إلّا عن أهله.

ص: 113


1- . كمال الدين: ج 1 ص 253، ب 23، ح 3؛ ينابيع المودّة: ص 494 ب 94، كفاية الأثر: ص 53 ب 7 ح 1؛ المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 282 عن تفسير جابر الجعفي عن جابر الأنصاري؛ إعلام الورى: ص 397 الركن الرابع القسم الأوّل الفصل الثاني؛ العوالم: ج 15/ 3 ص 11؛ تفسير روض الجنان: ج 3 ص 423؛ بحار الانوار: ج 23، ص 289، ب 17، ح 16 و ج 36 ص 249، ب 41، ح 67؛ الإنصاف: ص 114 باب الجيم، ح 107؛ كفاية المهتدي (الأربعين): ص 56، ح 5؛ تبيين المحجّة: ص 278؛ تأويل الآيات الظاهرة: ص 141؛ كشف الغمّة: ج 2، ص 509؛ تفسير الصافي: ج 1 ص 366؛ إلزام الناصب: ج 1، ص 54؛ النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر: لم ترقم صفحاته؛ الصراط المستقيم: ص 143، ب 10، ق 2 ف 21؛ نور الثقلين: ج 1 ص 414، ح 331؛ تفسير كنز الدقائق: ج 2 ص 393؛ بهجة الأبرار في مقدّمة الباب الثاني؛ رياض السالكين: ج 5، ص 173 الروضة 34.

قال جابر بن يزيد: فدخل جابر بن عبد اللّه الأنصاري على علي بن الحسين عليهما السلام فبينما هو يحدّثه إذ خرج محمد بن علي الباقر عليهما السلام من عند نسائه و على رأسه ذؤابة و هو غلام فلمّا بصر به جابر ارتعدت فرائصه، و قامت كل شعرة على بدنه و نظر إليه مليّا، ثم قال له:

يا غلام أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، فقال جابر: شمائل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ربّ الكعبة، ثم قام فدنا منه، فقال له: ما اسمك يا غلام؟ فقال: محمد، قال: ابن من؟ قال: ابن عليّ بن الحسين، قال: يا بني فدتك نفسي فأنت إذا الباقر؟ فقال: نعم، ثم قال: فأبلغني ما حملك رسول اللّهصلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال جابر: يا مولاي إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بشّرني بالبقاء إلى أن ألقاك و قال لي: إذا لقيته فاقرئه منّي السلام، فرسول اللّه يا مولاي يقرأ عليك السلام، فقال أبو جعفر عليه السلام: يا جابر على رسول اللّه السلام ما قامت السماوات و الأرض، و عليك يا جابر كما بلّغت السلام، فكان جابر بعد ذلك يختلف إليه و يتعلم منه فسأله محمد بن علي عليهما السلام عن شي ء فقال له جابر: و اللّه ما دخلت في نهي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقد أخبرني أنكم الأئمّة الهداة من أهل بيته من بعده، أحلم الناس صغارا، و أعلم الناس كبارا، و قال: «لا تعلّموهم فهم أعلم منكم» فقال أبو جعفر عليه السلام: صدق جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، إنّي لأعلم منك بما سألتك عنه و لقد اوتيت الحكم صبيّا، كل ذلك بفضل اللّه علينا و رحمته لنا أهل البيت.

246-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسين (الحسن خ ل) بن مندة قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى رضي اللّه عنه قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثني محمد بن يحيى العطار، عن سلمة بن الخطاب، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة و صالح بن عقبة جميعا، عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن جعفر بن محمد، و حدثنا محمد بن وهبان قال: حدثنا علي بن الحسين الهمداني قال: حدثنا عبد اللّه (محمد بن عبد اللّه خ ل) بن سليمان الحضرمي قال:

حدثنا الحسن بن سهل الخيّاط قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن جعفر بن محمد عليهما السلام، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم للحسين بن علي عليهما السلام: يا حسين يخرج من صلبك تسعة من الائمّة منهم مهديّ هذه الامة، فإذا استشهد أبوك فالحسن بعده، فإذا سمّ الحسن فأنت، فإذا استشهدت فعلي ابنك، فإذا مضى علي فمحمد ابنه، فإذا مضى محمد فجعفر ابنه، فإذا مضى جعفر فموسى ابنه، فإذا مضى موسى فعلي ابنه، فإذا مضى علي فمحمد ابنه، فإذا مضى محمد فعلي ابنه، فإذا مضى علي فالحسن ابنه، فإذا مضى الحسن فالحجة بعد الحسن، يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.

ص: 114


1- . كفاية الأثر: ص 61، ب 7، ح 3؛ بحار الانوار: ج 36، ص 306، ب 41، ح 145؛ الإنصاف: ص 162، باب السين، ح 168.

247-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين (الحسن خ ل) بن محمد قال: حدّثنا أبو محمد هارون بن موسى رضي اللّه عنه في شهر ربيع الأول سنة إحدى و ثمانين و ثلاثمائة قال: حدثني أبوعلي محمد بن همام قال: حدثني عامر بن كثير البصري قال: حدثني الحسن بن محمد بن أبي شعيب الحراني قال: حدثنا مسكين بن بكير أبو (ابن خ ل) بسطام، عن شعبة (سعيد خ ل) بن الحجاج، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك، قال هارون: و حدثنا حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي قال: حدثنا أبو النصر محمد بن مسعود العياشي، عن يوسف بن سخت البصري قال: حدثنا إسحاق (منجاف خ ل) بن الحرث قال: حدثنا محمد بن البشار، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك قال: كنت أنا و أبو ذر و سلمان و زيد بن ثابت و زيد بن أرقم عند النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (إذا خ ل) دخل الحسن و الحسين فقبّلهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قام أبو ذر فانكبّ عليهما و قبّل أيديهما ثم رجع و قعد معنا فقلنا له سرّا: يا أبا ذر أنت شيخ من أصحاب رسول اللّه تقوم إلى صبيين من بني هاشم فتنكبّ عليهما و تقبّل أيديهما! فقال: نعم، لو سمعتم ما سمعت فيهما من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لفعلتم بهما أكثر مما فعلت، قلنا: و ما ذا سمعت يا أبا ذر؟ قال: سمعته يقول لعلي فيهما: يا علي! و اللّه لو أنّ رجلا صلّى و صام حتى يصير كالشن البالي إذا ما نفع صلاته و صيامه إلّا بحبكم و البراءة من أعدائكم، يا علي! من توسل إلى اللّه عزّ و جلّ بحبّكم فحقّ على اللّه أن لا يردّه خائبا، يا علي! من أحبّكم و تمسّك بكم فقد تمسّك بالعروة الوثقى، قال: ثم قام أبو ذر و خرج و تقدمنا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقلنا: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أخبرنا عنك أبو ذر بكيت و كيت، فقال: صدق أبو ذر صدق و اللّه، ما أقلّت الغبراء و لا أظلّت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، قال: ثم قال عليه السلام: خلقني اللّه تبارك (و خ ل) تعالى و أهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق آدم بسبعة آلاف عام ثمّ نقلنا إلى صلب آدم ثم نقلنا من صلبه في أصلاب الطاهرين الى أرحام الطاهرات، قلت: يا رسول اللّه فأين كنتم و على أي مثال كنتم؟ قال: كنّا أشباحا من نور تحت العرش نسبّح اللّه و نمجّده، ثم قال عليه السلام: لما عرج بي إلى السماء و بلغت سدرة المنتهى ودّعني جبرئيل، فقلت: يا حبيبي جبرئيل [أ] في مثل هذا المقام تفارقني؟ فقال: يا محمد إنّي لا أجوز هذا الموضع فتحترق أجنحتي، ثمّ زجّ (2) بي في النور ما شاء اللّه فأوحى اللّه إليّ يا محمد

ص: 115


1- . كفاية الأثر: ص 69، ب 8، ح 2، إرشاد القلوب: ص 272، الإنصاف: ص 317، باب الهاء، ح 291، بحار الانوار: ج 36، ص 301، ب 41، ح 140. أقول: كأنّ السند الأول من الحسن بن أبي شعيب هكذا (الحسن بن محمد بن أبي شعيب الحراني عن مسكين بن بكير عن أبي بسطام شعبة بن الحجاج عن هشام بن زيد عن أنس ابن مالك).
2- . كذا و لعل الصحيح« زخّ» كما مرّ في الحديث 161، ص 111.

إنّي اطلعت الى الأرض اطّلاعا فاخترتك منها فجعلتك نبيّا ثم اطلعت ثانيا فاخترت منها عليّا فجعلته وصيّك و وارث علمك و الإمام بعدك و أخرج من أصلابكما الذّرية الطاهرة و الائمّةالمعصومين خزّان علمي فلولا كم (ما خ ل) لما خلقت الدنيا و الآخرة و لا الجنّة و لا النار، يا محمد أ تحبّ أن تراهم، قلت: نعم يا ربّ، فنوديت [يا محمد] ارفع رأسك، فرفعت رأسي فإذا بأنوار علي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الحجة يتلألأ من بينهم كأنّه كوكب درّي، فقلت: يا ربّ من هؤلاء و من هذا؟ قال: يا محمد هم الائمّة بعدك المطهرون من صلبك و هو الحجّة الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا و يشفي صدور قوم مؤمنين، قلنا: بآبائنا و امّهاتنا أنت يا رسول اللّه لقد قلت عجبا، فقال عليه السلام:

و أعجب من هذا أن أقواما يسمعون منّي هذا ثم يرجعون على أعقابهم بعد إذ هداهم اللّه و يؤذونني فيهم، لا أنا لهم اللّه شفاعتي.

248-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا محمد بن عبد اللّه الشيباني رحمه اللّه قال: حدثنا جابر (رجا خ ل) بن يحيى العبرتائي (العريابي أو الغرياني خ ل) الكاتب قال: حدثنا يعقوب بن اسحاق، عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لما عرج بي إلى السماء رأيت على ساق العرش مكتوبا لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي و نصرته (به خ ل) و رأيت اثني عشر اسما مكتوبا بالنور فهم (فيهم خ ل) علي بن ابي طالب و سبطيّ و بعدهما تسعة أسماء عليّا عليّا عليّا ثلاث مرات و محمد و محمد مرتين و جعفر و موسى و الحسن و الحجّة يتلألأ من بينهم، فقلت: يا رب أسامي من هؤلاء؟ فناداني ربي جلّ جلاله هم الاوصياء من ذريّتك بهم اثيب و اعاقب.

249-(2)-

كفاية الأثر: حدثنا محمد بن عبد اللّه الشيباني و القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا البغدادي و الحسن بن محمد بن سعيد و الحسين (الحسن خ ل) بن علي بن الحسن الرازي جميعا قالوا: حدثناأبو علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب قال: حدثني الحسن بن محمد بن جمهور العمى، عن أبيه محمد بن جمهور قال: حدثني عثمان بن عمر قال: حدثني شعبة، عن سعيد بن ابراهيم، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة قال: كنت عند النبي

ص: 116


1- . كفاية الأثر: ص 74، ب 8، ح 4؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 310، ب 41، ح 151؛ الإنصاف: ص 320، باب الهاء، ح 292.
2- . كفاية الأثر: ص 81، ب 9، ح 2؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 312، ب 41، ح 158، الانصاف: ص 210، باب العين، ح 208. أقول: في الأصل صحّفت كلمة« حزقّة» صححناها على البحار و غيره، راجع نهاية ابن الأثير و غيره، و الظاهر أنّ عثمان بن عمر المذكور في السند هو عثمان بن عمر بن فارس يروي عن شعبة و سعيد بن إبراهيم أيضا مصحّف، و الصحيح سعد و هو: سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الزهري الذي يروي عنه شعبة و هو يروي عن عبد الرحمن الأعرج.

صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أبو بكر و عمر و الفضل بن العباس و زيد بن حارثة و عبد اللّه بن مسعود إذ دخل الحسين بن علي عليهما السلام فأخذه النبي و قبّله، ثم قال: حزقة حزقة، ترقّ عين بقّة، و وضع فمه على فمه و قال: اللّهمّ إنّي أحبه فأحبه و أحب من يحبّه، يا حسين أنت الإمام ابن الإمام أبو الائمّة [ال] تسعة، من ولدك أئمّة أبرار، فقال له عبد اللّه بن مسعود: ما هؤلاء الائمّة الذين ذكرتهم يا رسول اللّه في صلب الحسين؟ فأطرق مليّا، ثم رفع رأسه فقال: يا عبد اللّه سألت عظيما و لكني أخبرك أنّ ابني هذا- و وضع يده على كتف الحسين- يخرج من صلبه ولد مبارك سميّ جده علي عليه السلام، يسمى العابد و نور الزهاد و يخرج اللّه من صلب علي ولدا اسمه اسمي و أشبه الناس بي يبقر العلم بقرا و ينطق بالحق و يأمر بالصواب، و يخرج اللّه من صلبه كلمة الحقّ و لسان الصدق، فقال له ابن مسعود: فما اسمه يا نبي اللّه؟ قال: يقال له جعفر، صادق في قوله و فعله، الطاعن عليه كالطاعن عليّ و الرادّ عليه كالراد عليّ، ثم دخل حسّان بن ثابت و أنشد في رسول اللّه شعرا و انقطع الحديث.

فلمّا كان من الغد صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ثم دخل بيت عائشة و دخلنا معه أنا و علي بن أبي طالب و عبد اللّه بن عباس، و كان من دأبه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه إذا سئل أجاب و إذا لم يسأل ابتدأ، فقلت له: بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه أ لا تخبرني بباقي الخلفاء من صلب الحسين؟ قال: نعم يا أبا هريرة و يخرج اللّه من صلب جعفر مولودا نقيّا طاهرا سميّ موسى بن عمران.

ثم قال ابن عباس: ثمّ من يا رسول اللّه؟ قال: يخرج من صلب موسى علي ابنه يدعى بالرضا عليه السلام موضع العلم و معدن الحلم، ثم قال: بأبى المقتول في أرض الغربة، و يخرج من صلب علي ابنه محمد عليه السلام المحمود أطهر الناس خلقا و أحسنهم خلقا، و يخرج من صلب محمد عليه السلام ابنه علي طاهر الجيب صادق اللهجة، و يخرج من صلب علي الحسن الميمون النقي الطاهر الناطق عن اللّه و أبو حجّة اللّه، و يخرج من صلب الحسن قائمنا أهل البيت يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، له هيبة موسى و حكم داود و بهاء عيسى، ثم تلا عليه السلام: ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) فقال له علي بن أبي طالب: بأبي أنت و امّي يا رسول اللّه من هؤلاء الذين ذكرتهم؟ قال:يا علي أسامي الأوصياء من بعدك و العترة الطاهرة و الذرية المباركة، ثم قال: و الذي نفس محمد بيده لو أنّ رجلا عبد اللّه ألف عام ثم ألف عام ما بين الركن و المقام ثم أتاني جاحدا لولايتهم لأكبّه اللّه في النار كائنا من (ما خ ل) كان، قال أبو علي بن همام: العجب كل العجب من أبي هريرة أنّه يروي مثل هذه الأخبار ثم ينكر فضائل أهل البيت عليهم السلام.

ص: 117


1- . آل عمران: 34.

250-(1)-

كفاية الأثر: أبو المفضّل، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن (الحسين خ ل) بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن إسحاق بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام، عن الاجلح الكندي، عن أبي امامة قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لمّا عرج بي إلى السماء رأيت مكتوبا على ساق العرش بالنور لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي و نصرته بعلي (به خ ل) [ثم بعده الحسن و الحسين] و رأيت عليّا عليّا عليّا و محمدا و محمدا مرتين و جعفرا و موسى و الحسن و الحجّة اثنا عشر اسما مكتوبا بالنور، فقلت: يا رب أسامي من هؤلاء الذين قد قرنتهم بي؟ فنوديت يا محمد هم الائمّة بعدك و الأخيار من ذريّتك.

251-(2)-

كفاية الأثر: أخبرنا محمد بن عبد اللّه و المعافا بن زكريّا و الحسن بن علي بن الحسن الرازي قالوا: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني محمد بن أحمد بن عيسى بن ورطا الكوفي، عن أحمد بن منيع، عن يزيد بن هارون قال: حدثنا مشيختنا و علماؤنا من عبد القيس، (و الحديث طويل ذكر فيه بعض ما وقع في يوم الجمل إلى أن قال:) ثم أخذت المرأة فحملت إلى قصر بني حلف (خلف خ ل) فدخل علي و الحسن و الحسين و عمار و زيد و أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري، و نزل أبو أيوب.

في بعض دور الهاشميين فجمعنا إليه ثلاثين نفسا من شيوخ (أهل خ ل) البصرة فدخلنا (إليه خ ل) و سلّمنا عليه و قلنا: إنك قاتلت مع رسول اللّه ببدر و احد المشركين و الآن جئت تقاتل المسلمين؟ فقال: و اللّه لقد سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لعلي: إنّك تقاتل الناكثين و القاسطينو المارقين (و قال لي: إنّك تقاتلهم مع علي بن أبي طالب عليه السلام) قلنا: للّه إنّك سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في علي؟ قال: سمعته يقول: علي مع الحقّ و الحقّ معه و هو الإمام و الخليفة بعدي يقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل و ابناه الحسن و الحسين سبطاي من هذه الامة إمامان قاما أو قعدا و أبو هما خير منهما و الائمّة بعد الحسين تسعة من صلبه و فيهم القائم الذي يقوم في آخر الزمان كما قمت في أوله و يفتح حصون الضلالة، قلنا: فهذه التسعة من هم؟

ص: 118


1- . كفاية الأثر: ص 105؛ المناقب: ج 1، ص 296، في فصل ما روته الخاصة، ح 11، و لفظه: لما عرج بي إلى السماء رأيت مكتوبا على ساق العرش بالنور لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي و نصرته بعليّ ثم بعده الحسن و الحسين و رأيت عليّا عليّا عليّا و رأيت محمدا محمدا مرتين و جعفرا و موسى و الحسن و الحجّة ... الخ، بحار الأنوار: ج 36، ص 321، ب 41، ح 174، الإنصاف: ص 97، باب الألف، ح 83.
2- . كفاية الأثر: ص 114، ب 16، ح 2؛ بحار الانوار: ج 36، ص 324، ب 41، ح 182.

قال: هم الائمّة بعد الحسين خلف بعد خلف، قلنا: فكم عهد إليكم (إليك خ ل) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن يكون بعده من الائمّة؟ قال: اثنا عشر، قلنا: فهل سمّاهم لك؟ قال: نعم، إنّه قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لما عرج بي إلى السماء نظرت على ساق العرش فإذا هو مكتوب بالنور لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي و نصرته بعلي، و رأيت أحد عشر اسما مكتوبا بالنور على ساق العرش بعد علي منهم الحسن و الحسين و عليّا عليّا عليّا و محمدا و محمدا و جعفرا و موسى و الحسن و الحجّة، قلت: الهي و سيدي من هؤلاء الذين أكرمتهم و قرنت أسماءهم باسمك؟ فنوديت: يا محمد هم الأوصياء بعدك و الائمّة، فطوبى لمحبيهم و الويل لمبغضيهم ... الحديث.

252-(1)-

كفاية الأثر: أخبرنا محمد بن عبد اللّه قال: حدثنا أبو الحسن عيسى بن العراد الكبير (السكيني خ ل) قال: حدثنا أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن عمر بن مسلم بن لاحق اللاحقي البشري (بالبصرة خ ل) في سنة عشر و ثلاثمائة قال: حدثنا محمد بن عمارة السكري، عن إبراهيم بن عاصم، عن عبد اللّه بن هارون الكرخي، عن أحمد بن عبد اللّه بن يزيد بن سلامة، عن حذيفة بن اليمان قال: صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثم أقبل بوجهه الكريم علينا فقال:

معاشر أصحابي أوصيكم بتقوى اللّه و العمل بطاعته، فمن عمل بها فاز و غنم و أنجح و من تركها حلّت به الندامة فالتمسوا بالتقوى، السلامة من أهوال يوم القيامة، فكأنّي ادعى فأجيب، و إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا، و من تمسّك بعترتي من بعدي كان من الفائزين، و من تخلّف عنهم كان من الهالكين، فقلت:

يا رسول اللّه على من تخلفنا؟ قال: على من خلف موسى بن عمران قومه؟ قلت: على وصيه يوشع بن نون، قال: فإنّ وصيي و خليفتي من بعدى علي بن أبي طالب عليه السلام قائد البررة و قاتل الكفرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، قلت: يا رسول اللّه فكم يكون الائمّة من بعدك؟ قال: عدد نقباءبني إسرائيل، تسعة من صلب الحسين عليه السلام أعطاهم اللّه علمي و فهمي، خزان علم اللّه و معادن وحيه، قلت:

يا رسول اللّه فما لأولاد الحسن عليه السلام؟ قال: إن اللّه تبارك و تعالى جعل الإمامة في عقب الحسين عليه السلام و ذلك قوله عزّ و جلّ: وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ (2) قلت: أ فلا تسميهم لي يا رسول اللّه؟ قال: نعم، إنّه لما عرج بي إلى السماء و نظرت إلى ساق العرش فرأيت مكتوبا بالنور لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي و

ص: 119


1- . كفاية الأثر: ص 136، ب 21، ح 1؛ بحار الانوار: ج 36، ص 331، ب 41، ح 191، و فيه (و جعفرا و موسى)، الانصاف: ص 97، باب الهمزة، ح 84، مثل البحار.
2- . الزخرف: 28.

نصرته به و رأيت أنوار الحسن و الحسين و فاطمة و رأيت في ثلاثة مواضع عليّا عليّا عليّا و محمدا و محمدا و موسى و جعفرا و الحسن و الحجّة يتلألأ من بينهم كأنّه كوكب درّي، فقلت: يا رب من هؤلاء الذين قرنت أسماءهم باسمك؟ قال: يا محمد إنهم هم الأوصياء و الائمّة من بعدك، خلقتهم من طينتك فطوبى لمن أحبّهم و الويل لمن أبغضهم، فبهم انزل الغيث و بهم اثيب و اعاقب، ثم رفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يده الى السماء و دعا بدعوات فسمعته يقول: اللّهم اجعل العلم و الفقه في عقبي و عقب عقبي و في زرعي و زرع زرعي.

253-(1)-

كمال الدين: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي اللّه عنه قال: حدثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن الحسن بن علي بن أبى حمزة، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: حدثني جبرئيل عن ربّ العزة جل جلاله أنّه قال: من علم أن لا إله إلّا أنا وحدي و أنّ محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عبدي و رسولي، و أنّ علي بن أبى طالب خليفتي و أنّ الائمّة من ولده حججي ادخله الجنة برحمتي و نجّيته من النار بعفوي و أبحت له جواري، و أوجبت له كرامتي، و أتممت عليه نعمتي، و جعلته من خاصتي و خالصتي، إن ناداني لبّيته و إن دعاني أجبته، و إن سألني أعطيته، و إن سكت ابتدأته و إن أساء رحمته، و إن فرّ مني دعوته، و إن رجع إليّ قبلته، و إن قرع بابي فتحته، و من لم يشهد أن لا إله إلّا أنا وحدي، أو شهد بذلك و لم يشهد أن محمدا عبدى و رسولي، أو شهد بذلك و لم يشهد أنّ علي بن أبي طالب خليفتي، أو شهد بذلك و لميشهد أن الائمّة من ولده حججي فقد جحد نعمتي و صغّر عظمتي و كفر بآياتي و كتبي، إن قصدني حجبته و إن سألني حرمته، و إن ناداني لم أسمع نداءه، و إن دعاني لم أستجب دعاءه، و إن رجاني خيّبته، و ذلك جزاؤه منّي و ما أنا بظلّام للعبيد، فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال: يا رسول اللّه و من الائمّة من ولد علي بن أبي طالب عليه السلام؟ قال: الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنة، ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين، ثم الباقر محمد بن علي و ستدركه يا جابر، فإذا أدركته فأقرئه منّي السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم الكاظم موسى بن جعفر، ثم الرضا علي بن موسى، ثم التقيّ محمد بن علي، ثم النقي علي بن محمد، ثم الزكي الحسن بن علي، ثم ابنه القائم بالحق مهدي أمّتي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، هؤلاء يا جابر خلفائي و أوصيائي و أولادي و عترتي، من أطاعهم فقد أطاعني، و من عصاهم فقد عصاني، و من أنكرهم أو أنكر واحدا

ص: 120


1- . كمال الدين: ج 1، ص 258، ب 24، ح 3، كفاية الأثر: ص 143، ب 22، ح 1؛ إعلام الورى: ص 4، ق 1، ف 2؛ الاحتجاج: ج 1، ص 68؛ بحار الانوار: ج 36، ص 251، ب 41، ح 68؛ قصص الأنبياء: ص 368، ف 17، ح 440؛ منار الهدى: ص 368؛ الإنصاف: ص 238، باب العين، ح 230.

منهم فقد أنكرني، بهم يمسك اللّه عزّ و جلّ السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه، و بهم يحفظ اللّه الأرض أن تميد بأهلها.

254-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسين (الحسن خ ل) بن محمد قال: حدثنا هارون بن موسى رحمه اللّه قال: حدثنا أبو ذر أحمد بن [، ل: حدّثنا محمد بن سليمان سلمان] الباغندي محمد بن حميد خ ل- قال: حدثنا إبراهيم بن المختار، عن نصر بن حميد، عن أبي اسحاق، عن الاصبغ بن نباتة، عن علي عليه السلام، قال هارون:

و حدثنا أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد في سنة ثمان عشر و ثلاثمائة قال: حدثني ابو عبد اللّه محمد بن زيد قال: حدثنا إسماعيل بن يونس الخزاعي البصري في داره، عن هشيم (هيثم خ ل) بن بشير الواسطي قراءة عليه من أصل كتابه، عن أبي المقدام شريح بن هاني بن شريح الصائغ (الصانع خ ل) المكّي، عن علي عليه السلام، و عن أحمد بن محمد بن عبد اللّه الجوهري قال: حدثنامحمد بن عمر القاضي الجعابي قال: حدثنا محمد بن عبد اللّه بن (أبو خ ل) جعفر قال: حدثنا محمد بن حبيب الجندي سابوري، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال علي عليه السلام: كنت عند النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في بيت أمّ سلمة (و الحديث طويل في أوصياء الأنبياء عليهم السلام و ساق الكلام إلى أن قال:) قال: (يعني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و أنا أدفعها- يعني الوصاية- إليك يا علي، و أنت تدفعها الى ابنك الحسن و الحسن يدفعها إلى أخيه الحسين، و الحسين يدفعها الى ابنه علي، و علي يدفعها الى ابنه محمد، و محمد يدفعها إلى ابنه جعفر، و جعفر يدفعها إلى ابنه موسى، و موسى يدفعها إلى ابنه عليّ، و علي يدفعها إلى ابنه محمد، و محمد يدفعها إلى ابنه علي، و علي يدفعها إلى ابنه الحسن، و الحسن يدفعها إلى ابنه القائم، ثم يغيب عنهم إمامهم ما شاء اللّه، و يكون له غيبتان إحداهما أطول من الأخرى، ثم التفت إلينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال رافعا صوته: الحذر الحذر إذا فقد الخامس من ولد السابع من ولدي قال علي: فقلت: يا رسول اللّه فما يكون بعد غيبته (هذه خ ل) قال: يصبر حتى يأذن اللّه له بالخروج، فيخرج (من اليمن خ ل) من قرية يقال لها كرعة، على رأسه عمامة متدرّع بدرعي، متقلّد بسيفي ذي الفقار، و مناد ينادي: هذا المهديّ خليفة اللّه فاتّبعوه يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و

ص: 121


1- . كفاية الأثر: ص 146، ب 23، ح 3؛ الإنصاف: ص 84، باب الشين، ح 76؛ بحار الانوار: ج 36، ص 333، ب 41، ح 195. أقول: الظاهر أنّ شريحا المذكور في السند هو أبو المقدام شريح بن هانئ بن يزيد بن الحارث، و قيل: إنّه شريح بن الحارث بن قيس الكندى، و هشيم هو هشيم بن بشير بن القاسم الواسطي هذا، و المراد من الخامس مولانا المهدي الإمام الثاني عشر الذي هو من ولد السابع و هو الإمام موسى بن جعفر عليهم السلام و قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (من ولدي) مع أنّ أولهم الإمام امير المؤمنين علي عليه السلام، على سبيل التغليب كما هو ظاهر من نفس الحديث و غيره، و يحتمل أن يكون ذلك بضمّ سيدة نساء العالمين عليهم و عليها السلام، و عليه يكون الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام هو السابع من ولده حقيقة، و على كل فالمراد معلوم.

ذلك عند ما تصير الدنيا هرجا و مرجا و يغار بعضهم على بعض، فلا الكبير يرحم الصغير و لا القوي يرحم الضعيف فحينئذ يأذن اللّه له بالخروج.

255-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا محمد بن علي بن الحسين رضي اللّه عنه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي اللّه عنه قال: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن مابنداذ (مابنداد خ ل) قال: حدّثنا أحمد بن هلال، عن محمد بن ابي عمير، عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لما اسري بي الى السماء أوحى إليّ ربي جلّ جلاله فقال: يا محمد إنّي اطلعت الى الأرض اطلاعة فاخترتك منها و جعلتك نبيّا و شققت لك من اسمي اسما، فأنا المحمود و أنت محمّد ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا و جعلتهوصيّك و خليفتك و زوج ابنتك و أبا ذريتك و شققت له اسما من أسمائي، فأنا العلي الأعلى و هو علي، و جعلت فاطمة و الحسن و الحسين من نوركما، ثم عرضت ولايتهم على الملائكة، فمن قبلها كان عندي من المقربين، يا محمد لو أنّ عبدا عبدني حتى ينقطع و يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحدا لولايتهم ما أسكنته جنّتي و لا أظللته تحت عرشي، يا محمد أ تحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا رب، فقال عزّ و جلّ: ارفع رأسك فرفعت رأسي فإذا بأنوار علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و محمد (م ح م د، خ ل) بن الحسن القائم في وسطهم كأنّه كوكب دريّ، فقلت: يا ربّ من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الائمّة و هذا القائم الذي يحلّ حلالي و يحرّم حرامي و به انتقم من أعدائي، و هو راحة لأوليائي و هو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين و الجاحدين و الكافرين.

256-(2)-

كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن بن محمد قال:

حدثنا هارون بن موسى التلعكبري قال: حدثنا عيسى بن موسى الهاشمي بسرّمن رأى قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن علي، عن أبيه علي عليهم السلام قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في بيت أمّ سلمة و قد نزلت عليه هذه الآية: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ

ص: 122


1- . كفاية الأثر: ص 152، ب 23، ح 5؛ كمال الدين: ج 1، ص 252، ب 23، ح 2، مع زيادة في آخر، العيون: ج 1، ص 58، ب 6 ح 27، مثل ما في كمال الدين، بحار الأنوار: ج 36، ص 245، ب 41، ح 58، عن العيون و كمال الدين و المحتضر، إثبات الهداة: ج 2، ص 327، ب 9، ح 126، غاية المرام: ب 142، ح 3؛ الإصاف: ص 299، باب الميم، ح 277.
2- . كفاية الأثر: ص 155، ب 23، ح 9؛ بحار الانوار: ج 36، ص 366، ب 41، ح 199؛ الإنصاف: ص 258، باب العين، ح 242.

تَطْهِيراً(1) فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي هذه الآية نزلت فيك و في سبطيّ و الائمّة من ولدك، فقلت: يا رسول اللّه و كم الأئمّة بعدك؟ قال: أنت يا علي، ثمّ ابناك الحسن و الحسين، و بعد الحسين علي ابنه، و بعد علي محمد ابنه، و بعد محمد جعفر ابنه، و بعد جعفر موسى ابنه، و بعد موسى علي ابنه، و بعد علي محمد ابنه، و بعد محمد علي ابنه، و بعد علي الحسن ابنه، و الحجّة من ولد الحسن (و بعد الحسن ابنه الحجّة خ ل)، هكذا وجدت أساميهم مكتوبة على ساق العرش و سألت اللّه عزّ و جلّ عن ذلك، فقال:

يا محمد هم الائمّة بعدك مطهّرون معصومون، و أعداؤهم ملعونون.

257-(2)-

كفاية الأثر: حدثني علي بن الحسن بن محمد قال:حدثنا عتبة بن عبد اللّه الحمصي بمكة قراءة عليه سنة ثمانين و ثلاثمائة قال:

حدثنا (علي بن خ ل) موسى القطفاني (القطقطاني أو الغطفاني خ ل) قال:

حدثنا أحمد بن يوسف الحمصي (قال: حدثنا محمد بن عكاشة خ ل) قال:

حدثنا حسين بن زيد بن علي قال: حدثنا عبد اللّه بن حسن بن حسن، عن أبيه، عن الحسن بن علي عليهما السلام قال: خطب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوما فقال بعد ما حمد اللّه و أثنى عليه: معاشر الناس كأنّي ادعى فاجيب و إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا، فتعلّموا منهم و لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم لا يخلو (لا تخلو خ ل) الأرض منهم و لو خلت إذا لساخت بأهلها، ثم قال: اللّهم إنّي أعلم أنّ العلم لا يبيد و لا ينقطع و إنّك لا تخلي أرضك من حجّة لك على خلقك ظاهر ليس بالمطاع، أو خائف مغمور لكي لا تبطل (يبطل خ ل) حجّتك و لا يضلّ أولياؤك بعد إذ هديتهم، اولئك الأقلّون عددا الأعظمون قدرا عند اللّه، فلمّا نزل عن منبره قلت: يا رسول اللّه أما أنت الحجّة على الخلق كلهم؟ قال: يا حسن إنّ اللّه يقول: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ(3) فأنا المنذر و علي الهادي، قلت: يا رسول اللّه فقولك إن الأرض لا تخلو من حجّة؟ قال: نعم، علي هو الإمام و الحجّة بعدي، و أنت الحجّة و الإمام بعده، و الحسين الإمام و الحجّة بعدك، و لقد نبّأني اللطيف الخبير أنّه يخرج من صلب الحسين ولد يقال له علي سميّ جده علي، فإذا مضى الحسين قام بالأمر بعده علي ابنه و هو الحجّة و الإمام، و يخرج اللّه من صلب علي ولدا سميّي و أشبه الناس بي، علمه علمي و حكمه حكمي و هو الإمام و الحجّة بعد أبيه، و يخرج اللّه من صلبه مولودا يقال له جعفر، أصدق

ص: 123


1- . الأحزاب: 33.
2- . كفاية الأثر: ص 162- 165، ب 24، ح 2؛ بحار الانوار: ج 36، ص 338- 340، ب 41، ح 201؛ الإنصاف: 125- 127، باب الحاء، ح 115.
3- . الرعد: 7.

الناس قولا [و عملا] و هو الإمام و الحجّة بعد أبيه، و يخرج اللّه تعالى من صلب جعفر مولودا [يقال له موسى] سميّ موسى بن عمران، أشدّ الناس تعبدا، فهو الامام و الحجة بعد أبيه، و يخرج اللّه من صلب موسى ولدا يقال له علي، معدن علم اللّه و موضع حكمته فهو الإمام و الحجّة بعد أبيه، و يخرج اللّه من صلب علي مولودا يقال له محمد فهو الإمام و الحجّة بعد أبيه، و يخرج اللّه من صلب محمد مولودا يقال له علي، فهو الإمام و الحجّة بعد أبيه، و يخرج اللّه من صلب علي مولودا يقال له الحسن فهو الإمام و الحجّة بعد أبيه، و يخرج اللّه من صلب الحسن الحجّة القائم إمام زمانه و منقذ أوليائه، يغيب حتى لا يرى، يرجع عن أمره قوم و يثبت عليه آخرون وَ يَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ*(1) و لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل اللّه عزّ و جلّ ذلك اليوم حتى يخرج قائمنافيملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، فلا يخلو الأرض منكم، أعطاكم اللّه علمي و فهمي و لقد دعوت اللّه أن يجعل العلم و الفقه في عقبي و عقب عقبي و من زرعي و زرع زرعي.

258-(2)-

مقتضب الأثر: قال: و من أتقن الاخبار المأثورة و غريبها و عجيبها و من المصون المكنون في أعداد الائمّة و أسمائهم من طريق العامة مرفوعا و هو خبر الجارود بن المنذر و اخباره عن قسّ بن ساعدة (ثم ذكر سنده إلى الجارود، و ذكر أنّه كان عالما ببعث النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عارفا باسماء أوصيائه عليهم السلام. و الحديث طويل ذكر فيه أنّ الجارود العبدي كان نصرانيا فأسلم عام الحديبية و حسن اسلامه و كان قارئا للكتب إلى أن قال: فأنشأ يحدثنا في إمارة عمر بن الخطّاب، و ساق الكلام إلى أن قال:) ثم قلت: يا رسول اللّه أنبئني أنبأك اللّه بخير عن هذه الاسماء التي لم نشهدها و أشهدنا قس ذكرها؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا جارود ليلة اسري بي إلى السماء أوحى اللّه عزّ و جلّ إليّ أن سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا، فقلت: على ما بعثتم؟ فقالوا: على نبوّتك و ولاية علي بن أبي طالب و الائمّة منكما ثم أوحى إليّ أن التفت عن يمين العرش، فالتفتّ فإذا علي و الحسن و الحسين و على بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و المهديّ في ضحضاح من نور يصلّون، فقال لي الرب تعالى: هؤلاء الحجج أوليائي، و هذا المنتقم من أعدائي ... الحديث.

ص: 124


1- . يونس: 48، و الأنبياء: 38، و النمل: 71، و سبأ: 29، و يس: 48.
2- . مقتضب الاثر: ص 31، ح 21، و الظاهر أنّ الجارود المذكور هو الصحابي ابن المعلى، و قيل: ابن عمرو بن حنش بن المعلى، و قيل: حنش بن النعمان، قيل: إنّ اسمه بشر و كنيته أبو المنذر، و لذلك وقع السهو في سند هذا الحديث فذكر جارود بن المنذر بدل جارود أبو المنذر، و الظاهر أنّه من سهو النساخ و تمام الحديث يطلب من المقتضب و يطلب مع شرحه من كنز الفوائد: ص 256، و في كتاب البرهان على صحة طول عمر الإمام صاحب الزمان عليه السلام، كما يطلب مع شرحه في أربعين المجلسي: ذيل الحديث العشرين، ص 239، و في بحار الانوار: ج 15، ص 241، ب 2، ح 60، و ج 18، ص 293، ب 3، ح 3، و ج 26، ص 298، ب 6، ح 65، إثبات الهداة: ج 3، ب 9، ف 62، ح 818.

259-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن بن محمد قال:

حدثنا أبو محمد هارون بن موسى قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد (بن عبد اللّه بن أحمد خ ل) بن عيسى بن منصور الهاشمي قال: حدثنا أبو موسى عيسى بن أحمد العطار قال: حدثنا عمار بن محمد الثوري، عن سفيان، عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف، عن الحسن بن علي عليهالسلام قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لعلي عليه السلام: أنت وارث علمي و معدن حكمي و الإمام بعدي، فإذا استشهدت فابنك الحسن، فإذا استشهد الحسن فابنك الحسين، فإذا استشهد الحسين فابنه علي (فعلي ابنه خ ل) يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة (أطهار أبرار خ ل) فقلت: يا رسول اللّه فما أسماؤهم (أساميهم خ ل)؟

قال: علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و المهديّ من صلب الحسين يملأ اللّه تعالى به الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.

260-(2)-

كفاية الأثر: أخبرنا الحسين بن محمد بن سعيد (الصيرفي خ ل) قال: حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن شنبوذ (شينود أو شبنوذ خ ل) قال: حدثنا علي بن حمدون قال: حدثنا علي بن حكيم الأودي (الأزدي خ ل) قال: أخبرنا (حدثنا خ ل) شريك، عن عبد اللّه بن سعد عن الحسين بن علي عليهما السلام، عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: أخبرني جبرئيل لمّا أثبت (ثبت خ ل) اللّه تبارك و تعالى اسم محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في (على خ ل) ساق العرش، قلت:

يا رب هذا الاسم المكتوب في ساق العرش أرى (أراه خ ل، أرني خ ل) أعزّ خلقك عليك، قال: فأراه اللّه اثني عشر أشباحا أبدانا بلا أرواح بين السماء و الأرض، فقال: يا ربّ بحقّهم عليك إلّا أخبرتني عنهم (خبرتني منهم خ ل)، فقال: هذا نور علي بن أبي طالب و هذا نور الحسن و (هذا نور خ ل) الحسين و هذا نور علي بن الحسين و هذا نور محمد بن علي و هذا نور جعفر بن محمد و هذا نور موسى بن جعفر و هذا نور علي بن موسى و هذا نور محمد بن علي و هذا نور علي بن محمد و هذا نور الحسن بن علي و هذا نور الحجّة القائم المنتظر، قال: فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم يقول: ما أحد يتقرب إلى اللّه عزّ و جل بهؤلاء القوم إلّا أعتق اللّه رقبته من النار.

261-(3)-

كفاية الأثر: أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن المطلب الشيباني رضي اللّه عنه قال: حدثنا محمد بن أبي بكر (محمد أبو بكر بن خ ل) هارون الدينوري قال: حدثنا محمد بن عباس المقري (المصري خ ل) قال: حدثنا عبد

ص: 125


1- . كفاية الأثر: ص 166، ب 24، ح 5؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 340، ب 41، ح 204، الانصاف: ص 34، باب الألف، ح 34.
2- . كفاية الأثر: ص 169، ب 25، ح 1؛ بحار الانوار: ج 36، ص 341، ب 41، ح 206، الإنصاف: ص 222، باب العين، ح 212.
3- . كفاية الأثر: ص 175، ب 25، ح 4، بحار الانوار: ج 36، ص 343، ب 41، ح 209، الإنصاف: ص 101، باب الهمزة، ح 88.

اللّه بن إبراهيم الغفاري قال: حدثنا حريز بن عبد اللّه الحذاء قال: حدثنا إسماعيل بن عبد اللّه، عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: لما أنزل اللّه تبارك و تعالى هذه الآية: وَ أُولُواالْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ*(1) سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن تأويلها، فقال: و اللّه ما عنى (بها خ ل) غيركم و أنتم اولوا الأرحام، فإذا متّ فأبوك علي أولى بي و بمكاني، فإذا مضى أبوك فأخوك الحسن أولى به، فإذا مضى الحسن فأنت أولى به، قلت: يا رسول اللّه فمن بعدي أولى بي، فقال: ابنك علي أولى بك من بعدك، فإذا مضى فابنه محمد أولى به من بعده، فإذا مضى محمد فابنه جعفر أولى به (من بعده بمكانه خ ل) و بمكانه من بعده، فإذا مضى جعفر فابنه موسى اولى به من بعده، فإذا مضى موسى فابنه علي أولى به من بعده، فإذا مضى علي فابنه محمد أولى به من بعده، فإذا مضى محمد فابنه علي أولى به من بعده، فإذا مضى عليّ فابنه الحسن أولى به من بعده، فإذا مضى الحسن وقعت الغيبة في التاسع من ولدك فهذه الائمّة التسعة من صلبك أعطاهم اللّه علمي و فهمي، طينتهم من طينتي، ما لقوم يؤذونني (يوذوني خ ل) فيهم؟

لا أنالهم اللّه شفاعتي.

262-(2)-

كفاية الاثر: و عنه- يعني علي بن الحسن بن محمد- قال: حدثنا هارون بن موسى قال: حدثنا محمد بن اسماعيل (ابراهيم خ ل) النحوي، قال: حدثنا الحسين بن عبد اللّه السكري (البكري أو اليسكري أو السكوني خ ل) عن أبيه، عن عطا، عن الحسين بن علي قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لعلي عليه السلام: أنا أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم، ثم أنت يا علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعدك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم بعده الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، و الحجّة بن الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، أئمّة أبرار هم مع الحقّ و الحقّ معهم.

263-(3)-

كفاية الأثر: أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد اللّه [بن] الحسن العياشي (العباسي خ ل) قال: حدثني جدي عبيد اللّه بن الحسن، عن أحمد بن عبد الجبار قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن المخزومي قال:

ص: 126


1- . الانفال: 75.
2- . كفاية الاثر: ص 177، ب 25، ح 6؛ بحار الانوار: ج 36، ص 345، ب 21، ح 211؛ الإنصاف: ص 229، باب العين، ح 221.
3- . كفاية الأثر: ص 185، ب 26، ح 5؛ بحار الانوار: ج 36، ص 348، ب 41، ح 217، الإنصاف: ص 31، باب الهمزة، ح 270. أقول: كأن السند هكذا: أحمد بن محمد بن عبيد اللّه بن الحسن بن عياش بن إبراهيم بن أيوب الجوهري عن جدّه عبيد اللّه عن أحمد بن عبد الجبار عن أحمد بن عبد الرحمن المخزومي عن عمر بن حماد الأبحّ عن علي بن هاشم بن البريد أبي الحسن الكوفي عن أبيه هاشم بن البريد أبي علي الكوفي عن أبي سعيد التميمي عن أبي ثابت مولى أبي ذر.

حدثنا عمرو [عمر] بن حماد الأبح، عن علي بن هاشم [بن] البريد، عن أبيه قال: حدثني أبو سعيد التميمي، عن أبي ثابت مولى أبي ذر، عن أم سلمة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لما اسري بي إلى السماء نظرت فإذا مكتوب على العرش لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي و نصرته بعلي و رأيت أنوار علي و فاطمة و الحسن و الحسين و أنوار علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و رأيت نور الحجّة يتلألأ من بينهم كأنّه كوكب دري، فقلت: يا ربّ من هذا؟ و من هؤلاء؟ فنوديت: يا محمد هذا نور علي و فاطمة و هذا نور سبطيك الحسن و الحسين و هذه أنوار الائمّة بعدك من ولد الحسين مطهّرون معصومون و هذا الحجّة (الذي خ ل) يملأ الأرض (الدنيا خ ل) قسطا و عدلا.

264-(1)-

كفاية الاثر: حدثني الحسين بن علي قال: حدثني هارون بن موسى قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الفزاري قال: حدثنا عبد اللّه بن صالح كاتب الليث قال: حدثنا رشيد (رشد خ ل) بن سعد قال:

حدثنا أبو يوسف الحسين بن يوسف الانصاري من بني الخزرج، عن سهل بن سعد الانصاري قال: سألت فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن الائمّة، فقالت: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: يا علي أنت الإمام و الخليفة بعدي و أنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضيت فابنك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن فابنك الحسين (فالحسين خ ل) أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسين فابنه علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى علي فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمد فابنه جعفر أولى بالمؤمنين منأنفسهم، فإذا مضى جعفر فابنه موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى موسى فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى علي فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمد فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى علي فابنه الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن فالقائم المهديّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم، يفتح اللّه تعالى به مشارق الأرض و مغاربها فهم أئمّة الحقّ و ألسنة الصدق، منصور من نصرهم و مخذول من خذلهم.

و فيه حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا محمد بن الحسين الكوفي، قال: حدثنا ميسرة بن عبد اللّه قال: حدثنا أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه القرشي قال: حدثنا محمد بن سعد صاحب الواقدي قال: حدثنا محمد بن

ص: 127


1- . كفاية الأثر: ص 195، ب 28، ح 3؛ بحار الانوار: ج 36، ص 351، ب 41، ح 221، الانصاف: ص 191، باب السين، ح 188.

عمر الواقدي، قال: حدثني أبو هارون (مروان خ ل)، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:

دخلت على فاطمة بنت رسول اللّه و في يدها لوح من زمرد أخضر (و ذكر الحديث ...)

265-(1)-

الفضائل: (قال:) بالاسناد يرفعه إلى عبد اللّه بن أبي أوفى عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه قال: لما خلق اللّه إبراهيم الخليل كشف له عن بصره فنظر في جانب العرش فرأى نورا، فقال: إلهي و سيدي ما هذا النور؟ قال: يا إبراهيم هذا محمد صفيي و صفوتي، فقال: إلهي و سيدي إني أرى بجانبه نورا آخر، قال: يا إبراهيم هذا علي ناصر ديني، فقال: إلهي و سيدى أرى إلى جانبيهما نورا آخر ثالثا يلي النورين، قال: يا إبراهيم هذه فاطمة تلي أباها و بعلها، فطمت محبيها من النار، قال: إلهي و سيدي أرى نورين يليان الأنوار الثلاثة، قال: يا إبراهيم هذان الحسن و الحسين يليان أباهما و امّهما و جدّهما، فقال: إلهي و سيدي إني أرى تسعة أنوار قد أحدقوا بالخمسة الأنوار، قال: يا إبراهيم هؤلاء الائمّة من ولدهم، قال: إلهي و سيدي و بمن يعرفون؟ قال: يا إبراهيم أولهم علي بن الحسين، و محمد ولد علي، و جعفر ولد محمد، و موسى ولد جعفر، و علي ولد موسى، و محمد ولد علي، و علي ولد محمد، و الحسن ولد علي، و محمد ولد الحسن القائم المهديّ، قال: إلهي و سيّدي أرى عدّة أنوار حولهم لا يحصي عدّتهم إلّا أنت، قال: يا إبراهيم هؤلاء شيعتهم و محبّوهم، قال: إلهي و سيدي بم يعرف شيعتهم (و محبّوهم)؟ قال: بصلاة الإحدى و الخمسين، و الجهر ببسم اللّه الرحمنالرحيم، و القنوت قبل الركوع، و سجدتي الشكر، و التختّم باليمين، قال إبراهيم: اجعلني إلهي من شيعتهم و محبيهم، قال:

جعلتك فأنزل اللّه تعالى فيه: وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ. إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (2) صدق اللّه تعالى و رسوله. قال المفضّل بن عمر: إنّ إبراهيم لما أحسّ بالموت روى هذا الخبر و سجد فقبض في سجدته.

266-(3)-

مقتضب الأثر: حدثنا أبو الحسن علي بن سنان الموصلي المعدل قال: أخبرني أحمد بن محمد الخليلي الآملي قال: حدثنا محمد بن صالح الهمداني قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: أخبرني الريان بن مسلم، عن عبد

ص: 128


1- . الفضائل: ص 158. أقول: نسخة الفضائل المطبوعة مغلوطة جدّا صححنا (يرفعه إلى عبد اللّه بن أبي وقاص) بنسخة البحار: ج 36، ص 213 و 214، ب 40، ح 15، عن الروضة و الفضائل و فيها (يرفعه إلى عبد اللّه بن أبي أوفى)؛ إثبات الهداة: ج 2، ص 417، ف 7، ب 9، ح 278، عن كتاب الروضة المنسوب إلى ابن بابويه مختصرا.
2- . الصافات: 83 و 84.
3- . مقتضب الأثر: ص 10، ح 10؛ غيبة الشيخ: ص 147، ح 109، بسنده عن علي بن سنان عن أحمد بن محمد عن محمد، بن صالح، عن سلمان بن أحمد، عن زياد بن مسلم و عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن سلام ... و فيه: من شبح نور من نوري. بدل« من شبح نوري»؛ مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج 1، ف 6، ص 95، فرائد السمطين، ج 2، ص 319، ح 571 و فيه و في مقتل الخوارزمي: زياد بن مسلم بدل (الريان) و سلمان بدل (سليمان) و فيهما (الحسن و الحسين و الائمّة من ولده) و فيهما (سلامة عن أبي سلمى) و اختلافات يسيرة اخرى. مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج 1، ف 6، ص 95، فرائد السمطين، ج 2، ص 319، ح 571 و فيه و في مقتل الخوارزمي: زياد بن مسلم بدل (الريان) و سلمان بدل (سليمان) و فيهما (الحسن و الحسين و الائمة من ولده) و فيهما (سلامة عن أبي سلمى) و اختلافات يسيرة اخرى. مائة منقبة: ص 37، المنقبة السابعة عشر، كفاية المهتدي (الأربعين): ص 60، ح 7، تبيين المحجّة: ص 283، الطرائف: ص 172، ح 270، ينابيع المودة: ص 486، ب 93، و ص 261، ب 41، ح 82، العوالم: ج 15/ 3: 35- 38، ب 1، من أبواب النصوص، ح 1؛ بحار الانوار: ج 36، ص 216 و 217، ب 40، ح 18، تفسير الفرات: ص 5، الإنصاف: ص 62، باب الهمزة، ح 56، غاية المرام: ص 695، ح 27، و مؤلفات اخرى غير ما أشرنا إليه. أقول: الظاهر أنّ السند هكذا: علي بن سنان الموصلي المعدل عن أحمد بن محمد الخليلي عن محمد بن صالح الهمداني عن سليمان بن أحمد عن زياد بن مسلم أو ريان ابن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي سلام الأسود عن أبي سلمى. أمّا سلام بن أبي عميرة الخراساني فهو يروي عن الإمام أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السلام و يبعد روايته عن أبي سلمى، و اللّه هو العالم.

الرحمن بن يزيد بن جابر قال: سمعت سلام بن أبي عميرة قال: سمعت أبا سلمى راعي إبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: ليلة اسري بي إلى السماء، قال العزيز جلّ ثناؤه: آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ (1)قلت: و المؤمنون، قال: صدقت يا محمد. من خلفت لامّتك؟ قلت:

خيرها، قال: علي بن ابي طالب؟ قلت: نعم يا رب، قال يا محمد: إني اطّلعت على الارض اطّلاعة فاخترتك منها فشققت لك اسما من أسمائي فلا اذكر في موضع إلّا و ذكرت معي فأنا المحمود و أنت محمد، ثم اطّلعت فاخترت منها عليّا و شققت له اسما من أسمائي فأنا الأعلى و هو علي، يا محمد إني خلقتك و خلقت عليا و فاطمة و الحسن و الحسين من سنخ نوري و عرضت ولايتكم على أهل السماوات و الأرضين فمن قبلها كان عندي من المؤمنين و من جحدها كان عندي من الكافرين، يا محمد لو أنّ عبدا من عبيدي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشنّ البالي، ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له أو يقرّ بولايتكم، يا محمد أ تحبّ أن تراهم؟

قلت: نعم يا رب، فقال لي: التفت عن يمين العرش، فالتفتّ فإذا بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و المهدي، في ضحضاح من نور قياما يصلّون و هو في وسطهم يعني المهدي- كأنه كوكب درّي،

ص: 129


1- . البقرة: 285.

فقال: يا محمد هؤلاء الحجج و هو الثائر من عترتك، و عزّتي و جلالي إنّه الحجّة الواجبة لأوليائي و المنتقم من أعدائي.

267-(1)- المناقب: عبد اللّه بن محمد البغوي، عن علي بن الجعد، عن أحمد بن وهب بن منصور، عن أبي قبيصة شريح بن محمد العنبري، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

يا علي أنا نذير أمّتي و أنت هاديها و الحسن قائدها و الحسين سائقها و علي بن الحسين جامعها و محمد بن علي عارفها و جعفر بن محمد كاتبها و موسى بن جعفر محصيها و علي بن موسى معبّرها و منجيها و طارد مبغضيها و مدني مؤمنيها و محمد بن علي قائدها و سائقها و علي بن محمد سائرها و عالمها و الحسن بن علي ناديها و معطيها و القائم الخلف ساقيها و ناشدها و شاهدها إنّ في ذلك لآيات للمؤمنين (للمتوسمين خ ل) قال ابن شهرآشوب: و قد روى ذلك جماعة عن جابر بن عبد اللّه عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

268-(2)- مائة منقبة: حدثني محمد بن علي بن الفضل بن تمام الزيات رحمه اللّه قال: حدثني محمد بن القاسم قال: حدثني عباد بن يعقوب قال: حدثني موسى بن عثمان قال: حدثني الأعمش قال: حدثني أبو إسحاق، عن الحارث و سعيد بن قيس، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنا واردكم على الحوض و أنت يا علي الساقي و الحسن الذائد (الرائد خ ل) و الحسين الآمر و علي بن الحسين الفارض (القائد أو الفارط خ ل) و محمد بن علي الناشر و جعفر بن محمد السائق و موسى بن جعفر محصي المحبين و المبغضين و قامع المنافقين و علي بن موسى مزين (زين أو معين خ ل) المؤمنين و محمد بن علي منزل أهل الجنة درجاتهم و علي بن محمد خطيب شيعته (يوم القيامة خ ل- شيعتهم خ ل- و مزوّجهم الحور العين و

ص: 130


1- . المناقب: ج 1، ص 292، باب ما روته العامة، مائة منقبة: ص 24، المنقبة السادسة مع اختلاف في بعض الالفاظ، بحار الأنوار: ج 36، ص 270، ب 41، ح 91، الصراط المستقيم: ج 2، ص 150، تبيين المحجة: ص 243، و قال: في التعبير بالخلف دلالة على اتصال إمامته زمانا بوفاة الحسن عليه السلام، إثبات الهداة: ج 3، ص 222، ب 9، ف 27، ح 210، الاستنصار: ص 22، العوالم: ج 15/ 3: 134، ح 68.
2- . مائة منقبة: ص 23، المنقبة الخامسة؛ مقتل الحسين عليه السلام: ج 1، ص 95، ف 6، المناقب: ج 1، ص 292 عن الأعمش بسنده عن أمير المؤمنين عليه السلام و جابر الأنصاري كليهما عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فرائد السمطين: ج 2، ص 321، ب 61، ح 572، الصراط المستقيم: ج 2، ص 150، ب 10، ق 2، ف 4، كشف الأستار: ص 110، الطرائف: ص 273، ح 271، النجم الثاقب: ب 5، العوالم، ج 15/ 3: 134 ح 69، بحار الأنوار: ج 26، ص 316، ب 6، ح 80، الاستنصار: ص 23، الإنصاف: ص 14، باب الهمزة، ح 10، غاية المرام: ب 141، ح 2، عن الخوارزمي. أقول: ذكر في بعض المصادر المذكورة (سعيد بن بشير) و بعضها (سعيد بن بشر) بدل (سعيد بن قيس).

الحسن بن علي سراج أهل الجنة يستضيئون به و القائم الهادي المهدي شفيعهم يوم القيامة، حيث لا يأذن اللّه إلّا لمن يشاء و يرضى.

269-(1)-

غيبة الشيخ: أخبرني جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن محمد بن أحمد بن عبد اللّه (عبيد اللّه خ ل) الهاشمي قال: حدثني أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور قال: حدثني أبو الحسن علي بن محمد العسكري عليه السلام، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي صلوات اللّه عليهم قال: قال [لي] علي صلوات اللّه عليه: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من سرّه أن يلقى اللّه عزّ و جلّ آمنا مطهرا لا يحزنه الفزع الأكبر، فليتولّك و ليتولّ بنيك الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمدا و عليا و الحسن ثم المهدي و هو خاتمهم و ليكوننّفي آخر الزمان قوم يتولّونك يا علي يشنأهم الناس و لو أحبهم كان خيرا لهم لو كانوا يعلمون، يؤثرونك و ولدك على الآباء و الامهات و الإخوة و الأخوات و على عشائرهم و القرابات صلوات اللّه عليهم أفضل الصلوات اولئك يحشرون تحت لواء الحمد يتجاوز عن سيّئاتهم و يرفع درجاتهم جزاء بما كانوا يعملون.

270-(2)-

مقتضب الأثر: قال: و من حديث العامة ما رواه أبو جعفر محمد بن علي الأول عليه السلام، عن سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب، عن أبيه عبد اللّه بن عمر و هو موافق لحديث أبي سلمى المتقدّم في أول الكتاب: حدثنا أبو الحسن ثوابة بن أحمد الموصلي الوراق الحافظ قال:

حدثني أبو عروبة الحسين بن محمد بن أبي معشر الحراني قال: حدّثني موسى بن عيسى بن عبد الرحمن الإفريقي قال: حدثنا هشام بن أبي عبد اللّه الدستوائي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام قال: حدثني سالم بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه عبد اللّه بن عمر، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه تعالى أوحى إليّ ليلة اسري بي: يا محمد من خلفت في الأرض- و هو أعلم بذلك-؟ قلت: يا رب أخي، قال: يا محمد! علي بن أبي طالب؟

ص: 131


1- . غيبة الشيخ: ص 136، ح 100؛ بحار الانوار: ج 36، ص 258، ب 41، ح 77 و فيه: (و لو أحبّوهم)؛ المناقب: ج 1، ص 293، باب ما روته العامة الى قوله: (و هو خاتمهم)، اثبات الهداة: ج 2، ص 460، ف 17، ب 9، ح 372، و ج 3، ص 224، ف 27، ب 9، ح 213 مختصرا.
2- . مقتضب الأثر: ص 23، ح 15، غيبة النعماني: ص 93، ب 4، ح 24، بحار الانوار: ج 36، ص 222، ب 40، ح 21؛ العوالم: ج 15/ 3، ص 42، ح 8، تبيين المحجّة: ص 286، الإنصاف: ص 113، باب الجيم، ح 106.

قلت: نعم يا رب، قال: يا محمد إنّي اطّلعت إلى الارض اطّلاعة فاخترتك منها فلا اذكر حتى تذكر معي، أنا المحمود و أنت محمد، ثم إني اطّلعت إلى الأرض اطّلاعة اخرى فاخترت منها علي بن أبي طالب فجعلته وصيّك فأنت سيّد الأنبياء و علي سيد الأوصياء، ثم اشتققت له اسما من أسمائي فأنا الأعلى و هو علي، يا محمد إنّي خلقت عليا و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام و الأئمّة من نور واحد ثم عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان من المقربين و من جحدها كان من الكافرين، يا محمد لو أنّ عبدا من عبادي عبدني حتى ينقطع النفس ثم لقيني جاحدا لولايتهم أدخلته ناري، ثم قال: يا محمد أ تحبّ أن تراهم؟ قلت: نعم، قال: تقدّم أمامك فتقدمت أمامي فإذا علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الحجّة القائم كأنّه كوكب درّي في وسطهم، فقلت: يا ربّ من هؤلاء؟ فقال:هؤلاء الأئمّة، و هذا القائم يحلّل حلالي و يحرّم حرامي و ينتقم يا محمد من أعدائي، يا محمد أحببه و أحبب من يحبّه.

قال الشيخ أبو عبد اللّه بن عياش: و قد كنت قبل كتبي هذا الحديث عن ثوابة الموصلي، رأيته في نسخة وكيع بن الجراح التي كانت عند أبي بكر محمد بن عبد اللّه بن عتاب، حدثنا بها، عن ابراهيم بن عيسى القصار الكوفي، عن وكيع بن الجراح، رأيتها في أصل كتابه فسألت أن يحدثني به فأبى و قال: لست أحدث بهذا الحديث عداوة و نصبا، و حدثنا بما سواه، و من فروع كتاب أخرج فيه أحاديث وكيع بن الجراح، ثم حدثني به بعد ذلك ثوابة و رواية ابن عتاب أعلى لو كان حدثني، انتهى.

271-(1)-

الأربعين: للحافظ أبي الفتح محمد بن ابي الفوارس قال: الحديث الرابع أخبرنا محمود بن محمد الهروي بقريته في جامعها في سلخ ذي الحجّة سنة(2)

قال: أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن عبد اللّه، عن سعيد بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن جعفر الحميري قال:

حدثني محمد بن عيسى الاشعري، عن أبي حفص أحمد بن نافع البصري قال: حدثني أبي و كان خادما للإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام، عنه عليه السلام قال: حدثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق قال: حدثني أبي باقر علم الأنبياء محمد بن علي قال: حدثني أبي سيد

ص: 132


1- . الأربعين: الحديث الرابع، العبقات: ج 12، ص 253، ح 2؛ كشف الأستار: ص 60، إلّا أنّه ذكر (فليوال) في جميع الموارد و ذكر (سعد) بدل (سعيد) و الذي ذكره هو الصحيح، الفضائل: ص 166، و فيه أيضا (فليوال)؛ بحار الانوار: ج 36، ص 296، ب 41، ح 125، عن الفضائل و الروضة و فيه (فليتول) في جميع الموارد.
2- . كذا في الأصل.

العابدين علي بن الحسين قال: حدثني أبي سيد الشهداء الحسين بن علي قال: حدثني أبي سيد الأوصياء علي بن ابي طالب صلوات اللّه و سلامه عليهم أجمعين قال:

قال لي أخي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أحبّ أن يلقى اللّه عزّ و جلّ و هو مقبل عليه غير معرض عنه فليتوال عليا عليه السلام، و من سرّه أن يلقى اللّه عزّ و جلّ و هو راض عنه فليتوال ابنك الحسن عليه السلام، و من أحبّ أن يلقى اللّه و لا خوف عليه فليتوال ابنك الحسين عليه السلام، و من أحب أن يلقى اللّه و قد تمحّص عنه ذنوبه فليتوال علي بن الحسين عليهما السلام، فإنه كما قال اللّه تعالى: سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ(1) و من أحب أن يلقى اللّه عزّ و جلّ و هو قرير العين فليتوال محمد بن علي عليهما السلام، و من أحب أن يلقى اللّه عزّ و جلّ فيعطيه كتابه بيمينه فليتوالجعفر بن محمد الصادق عليهما السلام، و من أحب أن يلقى اللّه عزّ و جلّ طاهرا مطهرا فليتوال موسى بن جعفر النور الكاظم عليهما السلام، و من أحب أن يلقى اللّه و هو ضاحك فليتوال علي بن موسى الرضا عليهما السلام و من أحب أن يلقى اللّه و قد رفعت درجاته و بدلت سيئاته حسنات فليتوال ابنه محمدا، و من أحب ان يلقى اللّه عزّ و جلّ فيحاسبه حسابا يسيرا و يدخله جنة عرضها السماوات و الأرض أعدّت للمتقين فليتوال ابنه علي (عليا ظ)، و من أحب أن يلقى اللّه عزّ و جلّ و هو من الفائزين فليتوال ابنه الحسن العسكري، و من أحب أن يلقى اللّه عزّ و جلّ و قد كمل ايمانه و حسن اسلامه فليتوال ابنه صاحب الزمان المهدي، فهؤلاء مصابيح الدجى و أئمة الهدى و أعلام التقى، فمن أحبهم و تولاهم كنت ضامنا له على اللّه الجنة.

272-(2)-

كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن (الحسين خ ل) بن مندة قال: حدثنا محمد بن الحسين (الحسن خ ل) الكوفي المعروف بأبي الحكم قال: حدثنا إسماعيل بن موسى بن ابراهيم قال: حدثني (محمد بن خ ل) سليمان بن حبيب قال: حدثني شريك، عن حكيم بن جبير، عن إبراهيم (النخعي خ ل)، عن علقمة بن قيس قال: خطبنا أمير المؤمنين عليه السلام على منبر الكوفة خطبته اللؤلؤة، فقال فيما قال في آخرها: ألا و إنّي ظاعن عن قريب- ثم ساق الحديث إلى أن انتهى إلى قوله-: فقام إليه رجل يقال له عامر بن كثير فقال: يا أمير المؤمنين لقد أخبرتنا عن أئمّة الكفر و خلفاء الباطل فأخبرنا عن أئمّة الحقّ و ألسنة الصدق بعدك؟ قال: نعم، إنّه لعهد عهده إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إنّ هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما، تسعة من صلب الحسين و لقد قال

ص: 133


1- . الفتح: 29.
2- . كفاية الأثر: ص 213، ب 29، ح 1، بحار الأنوار: ج 36، ص 354، ب 41، ح 225، الإنصاف: ص 232، باب العين، ح 227؛ تبيين المحجّة: ص 310، ح 20.

النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لما عرج بي الى السماء نظرت إلى ساق العرش فإذا مكتوب عليه: لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي و نصرته بعلي، و رأيت اثني عشر نورا، فقلت: يا رب أنوار من هذه؟

فنوديت: يا محمد هذه أنوار الائمّة من ذريتك، قلت: يا رسول اللّه أ فلا تسميهم لي؟ قال: نعم، أنت الإمام و الخليفة بعدي تقضي ديني و تنجز عداتى و بعدك ابناك الحسن و الحسين، و بعد الحسين ابنه علي زين العابدين، و بعده ابنه محمد يدعى بالباقر، و بعد محمد ابنه جعفر يدعى بالصادق، و بعد جعفر ابنه موسى يدعى بالكاظم، و بعد موسى ابنه علي يدعى بالرضا، و بعد علي ابنه محمد يدعى بالزكي، و بعد محمد ابنه علي يدعى بالنقي، و بعد علي ابنه الحسن يدعى بالأمين (بالعسكري خ ل)،و القائم من ولد الحسين (الحسن خ ل) سميّي و أشبه الناس بي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما ... الحديث.

273-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا محمد بن الحسين الكوفي قال: حدثنا محمد بن محمود قال: حدثنا أحمد بن عبد اللّه الذهلي (الذاهل أو الدهلي خ ل) قال: حدثنا أبو حفص الأعشى، عن عنبسة بن الأزهر، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن نعمان (المعمر أو يعمر) قال: كنت عند الحسين عليه السلام إذ دخل عليه رجل من العرب متلثما أسمر شديد السمرة فسلّم فردّ عليه الحسين فقال: يا بن رسول اللّه مسألة، فقال عليه السلام: هات، قال: كم بين الإيمان و اليقين؟ قال: أربع أصابع، قال: كيف؟ قال: الإيمان ما سمعناه و اليقين ما رأيناه و بين السمع و البصر أربع أصابع، قال: فكم بين السماء و الأرض؟ قال: دعوة مستجابة، قال: فكم بين المشرق و المغرب؟ قال:

مسيرة يوم للشمس، قال: فما عزّ المرء؟ قال: استغناؤه عن الناس، قال:

فما أقبح شي ء؟ قال: الفسق في الشيخ قبيح، و الحدّة في السلطان قبيحة، و الكذب في ذي الحسب قبيح، و البخل في ذي الغنى قبيح، و الحرص في العالم قبيح، قال: صدقت يا بن رسول اللّه، فأخبرني عن عدد الائمّة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل، قال: فسمهم لي، فأطرق

ص: 134


1- . كفاية الأثر: ص 232، ب 31، ح 3. و أما سند الحديث فالظاهر أنّه هكذا: علي بن الحسن عن محمد بن الحسين الكوفي عن محمد بن محمود عن أحمد بن عبد اللّه (عن) الذهلي (و هو محمد بن بندار) عن أبي جعفر الأعشى عن عنبسة بن الأزهر عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر البصري، و من عجيب سهو النساخ، تبديل يحيى بن يعمر بيحيى بن نعمان، فصار ذلك سببا لاشتباه بعض الأكابر. بحار الأنوار: ج 36، ص 384، ب 43، ح 5؛ تبيين المحجّة: ص 331، ح 27؛ الإنصاف: ص 326، باب الياء، ح 301، العوالم: ج 15/ 3، ص 256، ب 214.

الحسين عليه السلام مليّا ثم رفع رأسه فقال: نعم، اخبرك يا أخا العرب، إنّ الإمام و الخليفة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و الحسن و أنا و تسعة من ولدي منهم علي ابني و بعده ابنه محمد و بعده جعفر ابنه و بعده موسى ابنه و بعده علي ابنه و بعده محمد ابنه و بعده علي ابنه و بعده الحسن ابنه و بعده الخلف المهدي هو التاسع من ولدى يقوم بالدين في آخر الزمان، قال: فقام الأعرابي و هو يقول:

مسح النبي جبينه *** فله بريق في الخدود

أبواه من أعلى قريش *** و جده خير الجدود

274-(1)- كفاية الأثر: أخبرنا المعافا بن زكريا قال: حدثنا محمد بن يزيد (مزيد خ ل) بن الأزهر البوشجي النحوي، قال: حدثني محمد بن مالك بن الأبرد القصير، قال: حدثني محمد بن فضيل قال:

حدثني غالب الجهني، عن أبي جعفر محمد بن علي (الباقر خ ل) عليه السلام قال: إنّ الائمّة بعد رسول اللّه كعدد (بعدد خ ل) نقباء بني إسرائيل و كانوا اثني عشر، الفائز من والاهم، و الهالك من عاداهم، و لقد حدثني أبي، عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لما اسري بي الى السماء نظرت فإذا على ساق العرش مكتوب: لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه أيّدته بعلي و نصرته بعلي، و رأيت (مكتوبا خ ل) في مواضع: عليّا و عليّا و عليّا و محمدا و محمدا و جعفرا و موسى و الحسن و الحسين و الحجّة فعددتهم فإذا هم اثنا عشر، فقلت: يا ربّ من هؤلاء الذين أراهم؟ قال: يا محمد هذا نور وصيّك و سبطيك، و هذه أنوار الائمّة من ذريّتهم، بهم اثيب و بهم اعاقب.

ص: 135


1- . كفاية الأثر: ص 244، ب 33، ح 1. و الظاهر أنّ السند هكذا: المعافا بن زكريّا عن محمد بن مزيد بن محمود أبى الأزهر عن محمد بن مالك الأبرد عن محمد بن فضيل عن غالب الجهني. العوالم: ج 15/ 3، ص 262، ب 6، ح 1؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 390، ب 45، ح 1؛ الإنصاف: ص 259، باب الغين، ح 243.

275-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا أبو المفضّل قال: قال: حدثنا جعفر بن محمد بن القاسم العلوي قال: حدثنا عبد اللّه بن أحمد بن نهيك قال: حدثني محمد بن أبي عمير، عن الحسين (الحسن خ ل) بن عطية، عن عمر بن يزيد، عن الورد بن كميت، عن أبيه الكميت بن أبي المستهل قال:

دخلت على سيّدي أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام فقلت:

يا بن رسول اللّه إنّي قد قلت فيكم أبياتا أ فتأذن لي في إنشادها، فقال: إنّها أيام البيض، قلت: فهو فيكم خاصّة، قال: هات، فأنشأت أقول:

أضحكني الدهر و أبكاني *** و الدهر ذو صرف و ألوان

لتسعة في الطف قد غودروا *** صاروا جميعا رهن أكفان

فبكى عليه السلام و بكى أبو عبد اللّه و سمعت جارية تبكي من وراء الخباء فلما بلغت الى قولي:و

ستة لا يتجارى بهم *** بنو عقيل خير فرسان

ثم علي الخير مولاكم (هم خ ل) *** ذكرهم هيّج أحزاني

فبكى ثم قال عليه السلام: ما من رجل ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينيه ماء و لو (قدر خ ل) مثل جناح البعوضة إلّا بنى اللّه له بيتا في الجنة و جعل ذلك (الد مع خ ل) حجابا بينه و بين النار، فلمّا بلغت إلى قولي:

من كان مسرورا بما مسّكم *** أو شامتا يوما من الآن

فقد ذللتم بعد عزّ فما *** أدفع ضيما حين يغشاني

أخذ بيدي ثم قال: اللّهم اغفر للكميت ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر، فلما بلغت إلى قولي:

متى يقوم الحقّ فيكم متى *** يقوم مهديّكم الثاني

قال: سريعا إن شاء اللّه سريعا، ثم قال: يا أبا المستهل إنّ قائمنا هو التاسع من ولد الحسين، لأنّ الائمّة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اثنا عشر و الثاني عشر هو القائم، فقلت: يا سيدي فمن هؤلاء الاثنا عشر؟ قال: أولهم علي بن أبي طالب و بعده الحسن و الحسين و بعد الحسين علي بن الحسين و أنا، ثمّ بعدي هذا، و وضع يده على كتف جعفر، قلت: فمن بعد هذا؟ قال: ابنه موسى، و بعد موسى ابنه علي، و بعد علي ابنه محمد، و بعد

ص: 136


1- . كفاية الأثر: ص 248، ب 33، ح 4، الإنصاف: ص 270، باب الكاف، ح 254، و فيه (كما ملئت ظلما و جورا) بعد قوله: (قسطا و عدلا)، بحار الأنوار: ج 36، ص 390، ب 45، ح 2، و فيه (كما ملئت ظلما و جورا) بين معقوفتين، العوالم: ج 15/ 3، ص 262، ب 6، ح 2، مثل البحار؛ تبيين المحجّة: ص 329، ح 26 مثل الكفاية.

محمد ابنه علي، و بعد علي ابنه الحسن، و هو أبو القائم الذي يخرج فيملأ الدنيا قسطا و عدلا و يشفي صدور شيعتنا، قلت: فمتى يخرج يا بن رسول اللّه؟ قال: لقد سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن ذلك فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّما مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلّا بغتة.

276-(1)-

كفاية الأثر: و عنه- يعني محمد بن عبد اللّه الشيباني- قال: حدثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن العلوي قال:حدثني أبو نصر أحمد بن عبد المنعم الصيداوي قال: حدثنا عمرو بن شمر الجعفي، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال: قلت له: يا بن رسول اللّه إنّ قوما يقولون (يزعمون خ ل) إن اللّه تعالى جعل الإمامة في عقب الحسن و الحسين، قال: كذبوا و اللّه أو لم يسمعوا اللّه تعالى ذكره يقول: وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ (2) فهل جعلها إلّا في عقب الحسين عليه السلام؟ ثم قال:

يا جابر إنّ الائمّة هم الذين نصّ عليهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالإمامة و هم الائمّة الذين قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لما اسري بي إلى السماء وجدت أساميهم مكتوبة على ساق العرش بالنور اثنا عشر اسما، منهم علي و سبطاه و علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و الحجة القائم، فهذه الائمّة من أهل بيت الصفوة (النبوة خ ل) و الطهارة، و اللّه لا (ما خ ل) يدعيه أحد غيرنا إلّا حشره اللّه تعالى مع إبليس و جنوده، ثم تنفس عليه السلام (الصعداء خ ل) و قال: لا رعى اللّه حقّ هذه الامة فإنّها لم ترع حقّ نبيّها، أما و اللّه لو تركوا الحقّ على أهله لما اختلف في اللّه اثنان ثم أنشأ عليه السلام يقول:

إنّ اليهود لحبّهم لنبيّهم *** أمنوا بوائق حادث الأزمان

و المؤمنون بحبّ (3) آل محمد *** يرمون في الآفاق بالنيران (4)

ص: 137


1- . كفاية الأثر: ص 246، ب 33، ح 3؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 357، ب 41، ح 226، المحجّة: ص 198، الآية 83، ح 1، و بين البيتين: و ذوو الصليب بحب عيسى أصبحوا يمشون زهوا في قرى نجران أقول: كأنّه اشتبه عليه رحمه اللّه فظنّ كتاب كفاية الأثر للصدوق ابن بابويه و وقع في ذلك مصحح كتاب المحجّة أيضا، و لذا قال: لم أجدها في كتب الشيخ الصدوق. تبيين المحجّة: ص 287، العوالم: ج 15/ 3، ص 233، ح 223، الإنصاف: ص 117، باب الجيم، ح 108.
2- . الزخرف: 28.
3- . (لحبّ خ ل).
4- . (بالبهتان خ ل).

قلت: يا سيدي أ ليس هذا الأمر لكم؟ قال: نعم، قلت: فلم قعدتم عن حقّكم و دعواكم و قد قال اللّه تبارك و تعالى: وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ (1) قال: فما بال أمير المؤمنين عليه السلام قعد عن حقّه حيث لم يجد ناصرا؟ أو لم تسمع اللّه يقول في قصة لوط: قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ(2) و يقول في حكايته عن نوح: فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ(3) و يقول في قصة موسى: رَبِّإِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَ أَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنا وَ بَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (4) فإذا كان النبي هكذا فالوصي أعذر، يا جابر إنما مثل الإمام مثل الكعبة إذ يؤتى و لا يأتي.

277-(5)-

كفاية الأثر: حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى قال: حدثني محمد بن همام قال: حدثني عبد اللّه بن جعفر الحميري قال: حدثني عمر بن علي العبدي، عن داود بن كثير (الرقي خ ل)، عن يونس بن ظبيان- في حديث طويل مشتمل على كثير من الحقائق الربانية و المعارف الحقيقية عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام- قال: يا يونس إذا أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت فإنّا ورثنا و أوتينا شرع الحكمة و فصل الخطاب، فقلت: يا ابن رسول اللّه و كل من كان من أهل البيت ورث كما ورثتم من كان من ولد علي و فاطمة عليهما السلام؟ فقال: ما ورثه إلّا الائمّة الاثنا عشر، قلت: سمّهم لي يا ابن رسول اللّه؟ فقال: أولهم علي بن أبي طالب و بعده الحسن و الحسين و بعده علي بن الحسين و بعده محمد بن علي الباقر ثم أنا و بعدي موسى ولدي و بعد موسى علي ابنه و بعد علي محمد و بعد محمد علي و بعد علي الحسن و بعد الحسن الحجّة، اصطفانا اللّه و طهّرنا و اوتينا ما لم يؤت أحد من العالمين.

278-(6)-

كفاية الأثر: حدثنا الحسين بن علي قال: حدثنا هارون بن موسى قال: أخبرنا محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام قال: كنت عند الصادق

ص: 138


1- . الحج: 78.
2- . هود: 80.
3- . القمر: 10.
4- . المائدة: 25.
5- . كفاية الأثر: ص 255، ب 34، ح 1، العوالم: ج 15/ 3، ص 278، ح 16، بحار الأنوار: ج 36، ص 403، ب 46، ح 15؛ الإنصاف: ص 330، باب الياء، ح 105، تبيين المحجّة: ص 348، ح 36، و إنما أخرجه عن ابن بابويه لزعمه كون كتاب كفاية الأثر من الصدوق، مختصر بصائر الدرجات: ص 121، عن كتاب ابن بطريق بسند متصل إلى يونس نحوه، و أخرجه في الصراط المستقيم في الباب العاشر في القطب الثاني.
6- . كفاية الأثر: ص 256، ب 34، ح 2، بحار الأنوار: ج 36، ص 406، ب 46، ح 16، العوالم: ج 15/ 3، ص 281، ح 18؛ تبيين المحجّة: ص 334، الإنصاف: ص 313، باب الهاء، ح 288.

جعفر بن محمد عليهما السلام إذ دخل عليه معاوية بن وهب و عبد الملك بن أعين- و ساق الحديث في باب معرفة اللّه و هذا أيضا مشتمل على مسائل مهمة إلى أن قال:- ثم قال عليه السلام:

إن أفضل الفرائض و أوجبها على الإنسان معرفة الرب و الإقرار له بالعبودية، و حدّ المعرفة أنّه لا إله غيره و لا شبيه له و لا نظير له، و أن يعرف أنّه قديم مثبت موجود (بوجود خ ل) غير فقيد (مقيّد خ ل) موصوف من غير شبيه و لا مبطل (مثيل خ ل) ليس كمثله شي ء و هو السميع البصير،و بعده معرفة الرسول و الشهادة له بالنبوة، و أدنى معرفة الرسول الإقرار (به خ ل) بنبوّته و أنّ ما أتى به من و كتاب أو أمر أو نهي فذلك من (عن خ ل) اللّه عزّ و جل، و بعده معرفة الإمام الذي به يأتم بنعته و صفته و اسمه في حال العسر و اليسر، و أدنى معرفة الإمام أنّه عدل النبي إلّا درجة النبوة و وارثه، و أن طاعته طاعة اللّه و طاعة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و التسليم له في كل أمر و الرد إليه و الأخذ بقوله، و يعلم أنّ الإمام بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم علي بن أبي طالب و بعده (ثم خ ل) الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثمّ أنا ثم (من خ ل) بعدي موسى ابني و بعده علي ابنه (ثم من بعده ولده علي خ ل) و بعده محمد (و بعد علي محمد خ ل) ابنه و بعده (و بعد محمد علي خ ل) علي ابنه و بعد علي الحسن ابنه و الحجة من ولد الحسن ... الحديث.

279-(1)-

كمال الدين: أحمد بن الحسن القطّان و علي بن أحمد بن محمد الدقاق و علي بن عبد اللّه الورّاق و عبد اللّه بن محمد الصائغ و محمد بن أحمد الشيباني، عن أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال:

حدثنا بكر بن عبد اللّه بن حبيب، عن تميم بن بهلول قال: حدثني عبد اللّه بن أبي الهذيل و سألته عن الإمامة فيمن تجب و ما علامات من تجب له الإمامة؟ فقال لي: إنّ الدليل على ذلك و الحجّة على المؤمنين و القائم بامور المسلمين و الناطق بالقرآن و العالم بالأحكام أخو نبي اللّه و خليفته على امّته و وصيّه عليهم و وليّه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى المفروض الطاعة بقول اللّه عزّ و جل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2) و قال عزّ و جل: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ

ص: 139


1- . كمال الدين: ج 2، ص 336، ب 33، ح 9، الخصال: ج 2، ص 478، ب 12، ح 46، العيون: ج 1، ص 54، ب 6، ح 20؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 396، ب 46، ح 2؛ العوالم: ج 15/ 3، ص 270، ح 2، الإنصاف: ص 109، باب التاء ح 103، تبيين المحجّة: ص 346، ح 35. أقول: السند المذكور للحديث و إن كان موردا لبعض الاسئلة و ظاهره إضمار الرواية إلّا أنّ سنده الآخر مستقيم جدا معتبر يعتمد عليه يثبت به ما في غيره من الاخبار المتواترة الناصّة على أن الصادق عليه السلام قد أخبر عن وجود أولاده و إمامتهم إلى مولانا المهدي عليه السلام قبل ولادته، فتدبر تعرف الأمارات اليقينية التي تشهد بصحة الحديث و صحّة إمامتهم و كم له من نظير في الأحاديث.
2- . النساء: 59.

وَ هُمْ راكِعُونَ (1) المدعو له بالولايةالمثبت له الإمامة يوم غدير خم بقول الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن اللّه عزّ و جل: أ لست أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللّهم وال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله، و أعزّ من أعانه ذاك علي بن ابي طالب امير المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغرّ المحجلين و أفضل الوصيين و خير الخلق أجمعين بعد رسول ربّ العالمين، و بعده الحسن، ثم الحسين سبطا رسول اللّه و ابنا خيرة النسوان، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم محمد بن الحسن صلوات اللّه عليهم إلى يومنا هذا واحدا بعد واحد، إنّهم عترة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم معروفون بالوصاية و الإمامة لا تخلو الأرض من حجّة منهم في كل عصر و زمان و في كل وقت و أوان، إنّهم العروة الوثقى و أئمّة الهدى و الحجة على أهل الدنيا إلى أن يرث اللّه الأرض و من عليها، و إنّ كل من خالفهم ضالّ مضل، تارك للحق و الهدى، و إنّهم المعبّرون عن القرآن، و الناطقون عن الرسول بالبيان، و إنّ من مات و لا يعرفهم مات ميتة جاهلية، و إنّ فيهم (دينهم خ ل) الورع و العفّة و الصدق و الصلاح و الاجتهاد و أداء الأمانة الى البرّ و الفاجر، و طول السجود، و قيام الليل، و اجتناب المحارم، و انتظار الفرج بالصبر، و حسن الصحبة و حسن الجوار، ثم قال تميم بن بهلول: حدثني أبو معاوية، عن الأعمش، عن جعفر بن محمد في الإمامة بمثله سواء.

280-(2)-

أمالي الصدوق: حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق رحمه اللّه و علي بن عبد اللّه الورّاق جميعا قالا: حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال: حدثنا أبو تراب عبيد اللّه بن موسى الروياني، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني قال: دخلت على سيدي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام، فلمّا بصر بي (نظرني خ ل، أبصر بيخ ل) قال لي: مرحبا بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقّا، فقلت له: يا ابن رسول اللّه إنّي اريد أن أعرض عليك ديني فإن كان مرضيا ثبتّ (أثبت خ ل) عليه حتى ألقى اللّه عزّ و جلّ، فقال: هات يا أبا القاسم، فقلت: إنّي أقول إنّ اللّه تعالى واحد ليس كمثله شي ء و خارج عن

ص: 140


1- . المائدة: 55.
2- . أمالي الصدوق: ص 302، المجلس 54، ح 24، كمال الدين: ج 2، ص 379، ب 37، ح 1، و فيه (عبد اللّه بن موسى)، العوالم: ج 15/ 3، ص 294، ب 11، ح 1؛ التوحيد: ص 81، ب 2، ح 37، و السند فيه (عبيد اللّه بن موسى)؛ كفاية الأثر: ص 286، ب 38، ح 1، إعلام الورى: ص 436، الركن الرابع القسم الثاني، الباب الثاني، الفصل الثاني، كفاية المهتدي (الأربعين): ص 101، ح 27، بحار الأنوار: ج 3، ص 268، ب 10، ح 4، و ج 36، ص 412، ب 47، ح 2، و ج 66، ص 1، ب 28، ح 1؛ الإنصاف: ص 219، باب العين، ح 212، صفات الشيعة: ص 90، ح 68، روضة الواعظين: ج 1، ص 31، كشف الغمة، ج 2، ص 525، إثبات الهداة: ج 1، ص 542، ب 9، ف 13، ح 354.

الحدين حدّ الإبطال و حدّ التشبيه، و إنّه ليس بجسم و لا صورة و لا عرض و لا جوهر، بل هو مجسّم الأجسام و مصوّر الصور، و خالق الأعراض و الجواهر و ربّ كل شي ء و مالكه و جاعله و محدثه، و إنّ محمدا عبده و رسوله خاتم النبيين و لا نبي بعده إلى يوم القيامة و إنّ شريعته خاتمة الشرائع فلا شريعة بعدها إلى يوم القيامة.

و أقول: إنّ الإمام و الخليفة و وليّ الأمر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم أنت يا مولاي، فقال علي عليه السلام: و من بعدي الحسن ابني، فكيف للناس في الخلف من بعده؟ قال: فقلت: و كيف ذاك يا مولاي؟

قال: لأنّه لا يرى شخصه و لا يحلّ ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، قال: فقلت: أقررت.

و أقول: إنّ وليّهم ولي اللّه و عدوّهم عدوّ اللّه و طاعتهم طاعة اللّه و معصيتهم معصية اللّه.

و أقول: إنّ المعراج حقّ و المساءلة في القبر حقّ و إنّ الجنّة حقّ و النار حقّ و الصراط حقّ و الميزان حقّ و إنّ الساعة آتية لا ريب فيها و إن اللّه يبعث من في القبور.

و أقول: إنّ الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلاة و الزكاة و الصوم و الحجّ و الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، فقال علي بن محمد عليه السلام: يا أبا القاسم هذا و اللّه دين اللّه الذي ارتضاه لعباده، فاثبت عليه ثبّتك اللّه بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة.

281-(1)-

الخصال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي اللّه عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال: حدثنا عبد اللّه بن أحمد الموصلي، عن الصقر بن أبي دلف الكرخي قال: لما حمل المتوكل سيدنا أبا الحسن

ص: 141


1- . الخصال: ج 2، ص 395، ب 7، ح 102، كمال الدين: ج 2، ص 382، ب 37، ح 9، معاني الأخبار: ص 123، كفاية الأثر: ص 289، ب 38، ح 3، جمال الاسبوع: ص 25، ف 3، ح 1، إعلام الورى: ص 437، الركن الرابع القسم الثاني الباب الثاني، الفصل الثاني، بحار الأنوار: ج 24، ص 238، ب 60، ح 1، و ج 36، ص 412، ب 47، ح 3، و ج 56، ص 20، ب 15، ح 3، روضة الواعظين: ج 2، ص 392، المناقب: ج 1، ص 308، في فصل النكت، و الإشارات إثبات الهداة: ج 1، ص 491، ب 9، ح 177، الانصاف: ص 200، باب الصاد، ح 201. أقول: و بهذا المعنى و التنصيص على إمامتهم بأسمائهم عليهم السلام في تأويل قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:« لا تعادوا الأيام فتعاديكم» رواية اخرى عن الإمام الهادي عليه السلام بغير هذا السند و هي مشتملة على معجزة منه عليه السلام فراجع الخرائج: ب 10 و 11 و جمال الاسبوع: ص 27، ف 20، ح 1، و بحار الأنوار: ج 50، ص 195، ب 32، ح 7. ثم اعلم أنّه كان للمتوكل حاجب موسوم بزرافة الحاجب، مذكور في الكامل و المروج و يظهر من بعض الروايات أنّه كان شيعيا و لعله هو الرازقي المذكور في الحديث فصحّف اسمه بالرازقي و في بعض ما عندنا من مصادر الحديث بالرزاقي و في بعض النسخ لم يذكر اسمه و اكتفي بالحاجب، و كيف كان فالإشارة إلى ذلك أنّ مثل هذا التغيير و التصحيف في الاسماء يوجد في أسناد الأحاديث لقلة اطلاع الناسخين و عدم انسهم ببعض الاسماء أو رداءة خطوطهم و غير ذلك، فلا يحكم بمجرد عدم وجدان الرازقي حاجبا للمتوكل بضعف الحديث بل لا بد من التتبع و التأمل. ثم إنّ الصدوق رحمه اللّه في الخصال حذرا من استبعاد البعض تأويل الحديث بالنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الائمة عليهم السلام، استشهد ببعض الآيات الكريمة التي تأوّلت أو تفسّرت بالكنايات فراجعه إن شئت.

العسكري عليه السلام جئت أسأل عن خبره، قال: فنظر إليّ الرازقي و كان حاجبا للمتوكل، فأمر أن ادخل إليه فادخلت إليه، فقال: يا صقر ما شأنك؟ فقلت: خير أيها الاستاذ، فقال: اقعد فأخذني ما تقدّم و ما تأخّر و قلت: أخطأت في المجي ء قال: فوحى الناس عنه، ثم قال لي:

ما شأنك و فيم جئت؟ قلت: لخير ما، فقال: لعلك تسأل عن خبر مولاك؟ فقلت له: و من مولاي؟ مولاي امير المؤمنين فقال: اسكت مولاك هو الحقّ فلا تحتشمني فإني على مذهبك، فقلت: الحمد للّه، فقال: أ تحبّ أن تراه؟ قلت: نعم، قال: اجلس حتى يخرج صاحب البريد من عنده، قال: فجلست فلما خرج قال لغلام له: خذ بيد الصقر فأدخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس و خلّ بينه و بينه، قال: فأدخلني إلى الحجرة [التي فيها العلوي] فأومأ إلى بيت المحبوس فدخلت، فإذا عليه السلام جالس على صدر حصير و بحذاه قبر محفور، قال: فسلّمت فردّ ثم أمرنى بالجلوس فجلست ثم قال لي: يا صقر ما أتى بك؟ قلت: يا سيدي جئت أتعرّف خبرك، قال: ثم نظرت إلى القبر فبكيت فنظر إليّ فقال: يا صقر لا عليك لن يصلوا إلينا بسوء الآن، فقلت: الحمد للّه، ثم قلت: يا سيدي حديث يروى عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لا أعرف معناه، فقال:

و ما هو؟ قلت: قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لا تعادوا الأيام فتعاديكم. ما معناه؟ فقال: نعم، الأيام نحن، ما (بنا خ ل) قامت السماوات و الأرض فالسبت اسم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأحد كناية عن أمير المؤمنين عليه السلام و الاثنين الحسن و الحسين و الثلاثاء علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و الأربعاء موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و أنا،و الخميس ابني الحسن بن علي و الجمعة ابن ابني و إليه تجتمع عصابة الحق، و هو الذي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا. و هذا معنى الأيام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة، ثم قال: ودّع و اخرج فلا آمن عليك.

282-(1)-

كفاية الأثر: حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد التميمي المعروف بابن النجار النحوي الكوفي، عن محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي قال: حدثني هشام بن يونس قال: حدثني القاسم بن خليفة، عن يحيى بن زيد قال: سألت أبي عن الائمّة فقال:

ص: 142


1- . كفاية الأثر: ص 300، ذيل ب 39، ح 10، بحار الأنوار: ج 46، ص 198، ب 11، ح 72؛ تنقيح المقال: ج 2، ص 470، في ترجمة زيد، الإنصاف: ص 324، باب الياء، ح 298.

الأئمّة اثنا عشر، أربعة من الماضين و ثمانية من الباقين، قلت: فسمّهم يا أبة، فقال: أما الماضين فعلي بن أبي طالب و الحسن و الحسين و علي بن الحسين، و من الباقين أخى الباقر و بعده جعفر الصادق و بعده موسى ابنه و بعده علي ابنه و بعده محمد ابنه و بعده على ابنه و بعده الحسن ابنه و بعده المهدي، فقلت: يا أبة أ لست منهم؟ قال: لا و لكني من العترة، قلت:

فمن أين عرفت أساميهم؟ قال: عهد معهود عهده إلينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

283-(1)-

كمال الدين: حدثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدولاني (الدواليبي خ ل) بمدينة السلام، قال: حدثنا محمد بن الفضل النحوي قال: حدثنا محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي قال: حدثنا علي بنعاصم، عن محمد بن علي بن موسى، عن أبيه علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عنده ابي بن كعب فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: مرحبا بك يا أبا عبد اللّه يا زين السماوات و الأرض، فقال له ابيّ: و كيف يكون يا رسول اللّه زين السماوات و الأرض أحد غيرك؟ فقال: يا ابي و الذي بعثني بالحق نبيّا إنّ الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض فإنّه مكتوب عن يمين العرش (عرش اللّه خ ل) مصباح هاد و سفينة نجاة و إمام غير و هن و عز و فخر و بحر علم و ذخر [فلم لا يكون كذلك] و إنّ اللّه عزّ و جلّ ركّب في صلبه نطفة طيبة مباركة زكية خلقت من قبل أن يكون مخلوق في الأرحام أو يجري ماء في الأصلاب أو يكون ليل و نهار و لقد لقّن دعوات ما يدعو بهنّ مخلوق إلّا حشره اللّه عزّ و جل معه و كان

ص: 143


1- . كمال الدين: ج 1، ص 264، ب 24، ح 11، العيون: ج 1، ص 59، ب 6، ح 29، عن أبي الحسن على بن ثابت الدواليني رضي اللّه عنه عن محمد بن علي بن عبد الصمد و لم يذكر محمد بن الفضل؛ فرائد السمطين: ج 1، ص 155، ب 35، ح 447 و فيه: (حدثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدواليبي)، الانصاف: ص 243، باب العين، ح 233؛ قصص الأنبياء: ص 361، ف 1، ح 437؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 204، ب 40، ح 8؛ إثبات الهداة: ج 1، ص 477، ب 9، ح 128، مختصرا عن العيون و كمال الدين و قصص الأنبياء للراوندي، إلزام الناصب: ج 1، ص 201، تبيين المحجّة: ص 266، ح 4. أقول: الظاهر أنّ الذي ينبغي الاعتماد عليه في السند أنّ الذي أخرج عنه الصدوق هو أحمد بن ثابت لا علي بن ثابت كما في بعض نسخ العيون، لا تفاق جميع ما وصل إلينا من نسخ كمال الدين عليه، مضافا إلى انه اشار إلى هذا الحديث في الكمال (ج 1، ص 156، ب 7) أيضا و قال: حدثني بذلك أبو الحسن أحمد بن ثابت الدواليبي و ساق السند كما ساقه هنا، هذا مضافا إلى أنّ البحار أخرجه عنه هكذا، و كذا قصص الأنبياء و مضافا إلى أن بعض النسخ المخطوطة من العيون موافق لكمال الدين، و أضف إلى ذلك كلّه أنّ العلامة المجلسي رحمه اللّه أخرجه في البحار عن نفس العيون، عن أحمد بن ثابت، نعم لم يذكر محمد بن الفضل. العوالم: ج 15/ 3، ص 58، عن كمال الدين و العيون عن أحمد بن ثابت، و لا يخفى عليك ما في بعض هذه المصادر من اختلافات لفظية يسيرة جدّا، فراجعها إن شئت.

شفيعه في آخرته و فرج اللّه عنه كربه و قضى بها دينه و يسّر أمره و أوضح سبيله و قوّاه على عدوّه و لم يهتك ستره، فقال ابيّ: و ما هذه الدعوات يا رسول اللّه؟ قال: تقول إذا فرغت من صلاتك و أنت قاعد: «اللّهم إنّي أسألك بملكك (بكلماتك خ ل) و معاقد عزّك (عرشك خ ل) و سكّان سماواتك [و أرضك] و أنبيائك و رسلك [أن تستجيب لي] فقد رهقني من أمري عسر، فأسألك أن تصلى على محمد و آل محمد و أن تجعل لي من أمري يسرا»، فإنّ اللّه عزّ و جلّ يسهل أمرك و يشرح لك صدرك و يلقّنك شهادة أن لا إله إلّا اللّه عند خروج نفسك، قال له ابيّ: يا رسول اللّه فما هذه النطفة التي في صلب حبيبي الحسين؟

قال: مثل هذه النطفة كمثل القمر و هي تبيين و بيان يكون من اتّبعه رشيدا و من ضلّ عنه غويا، قال: فما اسمه و ما دعاؤه؟ قال: اسمه علي و دعاؤه: «يا دائم يا ديّوم يا حيّ يا قيّوم يا كاشف الغمّ يا فارج الهمّ يا باعث الرسل و يا صادق الوعد» من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه عزّ و جلّ مع علي بن الحسين و كان قائده إلى الجنة، قال له ابي: يا رسول اللّه فهل له من خلف أو وصي؟ قال: نعم، له مواريث السماوات و الأرض، قال: فما معنى مواريث السماوات و الأرض يا رسول اللّه؟ قال: القضاء بالحقّ و الحكم بالديانة و تأويل الأحكام (الأحلام خ ل) و بيان ما يكون، قال: فما اسمه؟ قال: اسمه محمد، فإن الملائكة لتستأنس به في السماوات و يقول في دعائه: «اللّهم إن كان لي عندك رضوان و ودّ فاغفر لي و لمن تبعني من إخواني أو شيعتي و طيّب ما في صلبي يا أرحم الراحمين» فركّب اللّهله في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية، فأخبرني جبرئيل إنّ اللّه عزّ و جلّ طيّب هذه النطفة و سمّاها عنده جعفرا، و جعله هاديا مهديّا و راضيا مرضيّا يدعو ربّه فيقول في دعائه: «يا ديّان غير متوان يا أرحم الراحمين اجعل لشيعتي من النار وقاء و لهم عندك رضاء فاغفر ذنوبهم و يسّر أمورهم و اقض ديونهم و استر عوراتهم و اغفر لهم الكبائر التي بينك و بينهم يا من لا يخاف الضيم و لا تأخذه سنة و لا نوم اجعل لي من كل [همّ] و غمّ فرجا» و من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه أبيض الوجه مع جعفر بن محمد إلى الجنة يا ابي، و إنّ اللّه تبارك و تعالى ركّب على هذه النطفة نطفة زكيّة مباركة طيبة أنزل عليها الرحمة و سمّاها موسى [و جعله إماما] قال له ابي: يا رسول اللّه كلّهم يتواصفون و يتناسلون و يتوارثون و يصف بعضهم بعضا؟ قال:

وصفهم لي جبرئيل عليه السلام عن ربّ العالمين جلّ جلاله، فقال: فهل لموسى من دعوة يدعو بها سوى دعاء آبائه؟ قال: نعم، يقول في دعائه:

«يا خالق الخلق و يا باسط الرزق و يا فالق الحب [و النوى] و يا بارئ النسم و محيي الموتى و مميت الأحياء و [يا] دائم الثبات و مخرج النبات افعل بي ما أنت أهله» من دعا بهذا الدعاء قضى اللّه عزّ و جلّ حوائجه و حشره يوم القيامة مع موسى بن جعفر و إنّ اللّه ركّب في صلبه نطفة طيبة زكيّة مرضية و سمّاها عنده عليّا، و كان اللّه عزّ و جلّ في خلقه رضيّا في علمه و حكمه و جعله حجّته لشيعته يحتجّون به يوم القيامة و له دعاء يدعو به: «اللّهم أعطني الهدى و ثبّتني عليه و احشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليه و لا حزن و لا جزع إنّك أهل

ص: 144

التقوى و أهل المغفرة» و إنّ اللّه عزّ و جلّ ركّب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية مرضية و سمّاها عنده محمد بن علي فهو شفيع شيعته و وارث علم جدّه له علامة بيّنة و حجّة ظاهرة إذا ولد يقول:

لا إله إلّا اللّه محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و يقول في دعائه: «يا من لا شبيه له و لا مثال أنت اللّه لا إله إلّا أنت و لا خالق إلّا أنت تفني المخلوقين و تبقى أنت، حلمت عمّن عصاك، و في المغفرة رضاك» من دعا بهذا الدعاء فإنّ (كان خ ل) محمد بن علي شفيعه يوم القيامة و إنّ اللّه تبارك و تعالى ركّب في صلبه نطفة زكية باهرة مباركة طيبة طاهرة سمّاها عنده علي بن محمد فألبسها السكينة و الوقار و أودعها العلوم و الأسرار و كل شي ء مكتوم، من لقيه و في صدره شي ء انبأه به و حذّره من عدوّه و يقول في دعائه: «يا نور النور يا برهان يا منير يا مبين يا رب اكفني شر الشرور و آفات الدهور و أسألك النجاة يوم ينفخ في الصور» من دعا بهذا الدعاء كان علي بن محمد شفيعه و قائده إلى الجنة، و إنّ اللّه تبارك و تعالى ركّب في صلبه نطفة و سمّاها عنده الحسن بن عليفجعله نورا في بلاده و خليفة في أرضه و عزّا لامّته و هاديا لشيعته و شفيعا لهم عند ربّهم و نقمة على من خالفه و حجة لمن والاه و برهانا لمن اتخذه إماما، يقول في دعائه:

«يا عزيز العزّ في عزّه يا عزيز اعزّني بعزّك و أيّدني بنصرك و أبعد عنّي همزات الشياطين و ادفع عنّي بدفعك و امنع عنّي بمنعك و اجعلني من خيار خلقك يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد» من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه تعالى معه و له نجاة من النار و لو وجبت عليه، و إنّ اللّه عزّ و جلّ ركّب في صلب الحسن نطفة مباركة زكية طيبة طاهرة مطهّرة و يرضى بها كل مؤمن ممن أخذ اللّه ميثاقه في الولاية و يكفر بها كلّ جاحد فهو إمام تقي نقيّ بارّ مرضيّ هاد مهدي، أول العدل و آخره، يصدّق اللّه عزّ و جلّ و يصدّقه اللّه في قوله يخرج من تهامة حتى تظهر الدلائل و العلامات و له بالطالقان كنوز لا ذهب و لا فضة إلّا خيول مطهّمة (مطمئنة خ ل) و رجال مسوّمة، يجمع اللّه عزّ و جلّ له من أقاصي البلاد على عدد أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم و أنسابهم، و بلدانهم و صنائعهم و كلامهم و كناهم، كرّارون مجدّون في طاعته، فقال له ابيّ: و ما دلائله و علاماته يا رسول اللّه؟ قال: له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه و أنطقه اللّه تبارك و تعالى فناداه العلم:

اخرج يا ولي اللّه فاقتل اعداء اللّه و له رايتان و علامتان و له سيف مغمد فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده و أنطقه اللّه عزّ و جلّ فناداه السيف: اخرج يا وليّ اللّه فلا يحلّ لك أن تقعد عن أعداء اللّه فيخرج و يقتل اعداء اللّه حيث ثقفهم و يقيم حدود اللّه و يحكم بحكم اللّه، يخرج جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره و شعيب و صالح (1) على مقدّمه، فسوف تذكرون ما أقول لكم و أفوّض أمري إلى اللّه عزّ و جلّ و لو

ص: 145


1- . كذا، و لعله« شعيب بن صالح» كما جاء اسمه في بعض الروايات.

بعد حين، يا ابي طوبى لمن لقيه و طوبى لمن أحبّه و طوبى لمن قال به، ينجيهم اللّه من الهلكة بالاقرار به و برسول اللّه و بجميع الائمّة، يفتح لهم الجنة، مثلهم في الأرض كمثل المسك يسطع ريحه فلا يتغيّر أبدا، و مثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفأ نوره أبدا، قال ابي: يا رسول اللّه كيف بيان حال هؤلاء الائمّة عن اللّه عزّ و جلّ؟ قال: إنّ اللّه تبارك و تعالى أنزل عليّ اثني عشر خاتما و اثنتي عشرة صحيفة اسم كل إمام على خاتمه و صفته في صحيفته صلّى اللّه عليهم أجمعين.

284-(1)- كمال الدين: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رضى اللّه عنه قال: حدثني عمّي محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي قال: حدثني محمد بن علي القرشي قال: حدثني أبو الربيع الزهراني قال: حدثنا جرير، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد قال: قال ابن عباس: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: إنّ للّه تبارك و تعالى ملكا يقال له: دردائيل- ثم ساق الكلام في قصّة لهذا الملك طويلة مشتملة على عظمة عالم الخلق و سعته و فضيلة مولانا أبي عبد اللّه الحسين عليه السلام و عظم جرم قاتله ... إلى أن قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:- الائمّة بعدي الهادي عليّ و المهتدي الحسن و الناصر الحسين و المنصور علي بن الحسين و الشافع (الشفاع خ ل) محمد بن علي و النفاع جعفر بن محمد و الأمين موسى بن جعفر و الرضا علي بن موسى و الفعّال محمد بن علي و المؤتمن علي بن محمد و العلّام الحسن بن علي، و من يصلّي خلفه عيسى بن مريم عليه السلام القائم عليه السلام ... الحديث.

285-(2)-

كفاية الأثر: أخبرنا محمد بن عبد اللّه الشيباني قال:

حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثني محمد بن يحيى العطار، عن سلمة بن الخطاب، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة و صالح بن عقبة جميعا، عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن الصادق عليه السلام قال: الائمّة اثنا عشر، قلت يا بن رسول اللّه فسمّهم لي، قال:

من الماضين علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي ثم أنا، قلت: فمن بعدك يا ابن رسول اللّه؟ فقال: إنّي قد أوصيت إلى ولدي موسى و هو الإمام بعدي، قلت: فمن بعد موسى؟

ص: 146


1- . كمال الدين: ج 1، ص 282، ب 24، ح 36؛ بحار الأنوار: ج 42، ص 248، ب 11، ح 24، و فيه (حريز) بدل (جرير)، العوالم: ج 17، ص 15، ب 2، من أبواب ولادته و ... ح 5، الإنصاف: ص 276، باب الميم، ح 256.
2- . كفاية الأثر: ص 262، ب 34، ح 5؛ بحار الأنوار: ج 36، ص 409، ب 46، ح 18، و ج 52، ص 303، ب 26، ح 72 من قوله: قال رسول اللّه ...، العوالم: ج 15/ 3، ص 269، ب 7، ح 1، الإنصاف: ص 231، باب العين، ح 226، تبيين المحجّة: ص 333، ح 29، إثبات الهداة: ج 1، ص 603، ب 9، ح 587.

قال: علي ابنه يدعى بالرضا (بالرضي خ ل) يدفن في أرض الغربة من خراسان، ثم بعد علي ابنه محمد، و بعد محمد ابنه علي، و بعد علي الحسن ابنه، و المهديّ من ولد الحسن، ثم قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا علي إنّقائمنا إذا خرج يجتمع إليه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا عدد رجال بدر فإذا حان (كان خ ل) وقت خروجه يكون له سيف مغمود ناداه السيف: قم يا ولي اللّه فاقتل أعداء اللّه.

286-(1)-

عيون أخبار الرضا: أبي و محمد بن الحسن رضي اللّه عنه قالا: حدثنا سعد بن عبد اللّه و عبد اللّه بن جعفر الحميري، جميعا عن أبي الخير صالح بن أبي حماد و الحسن بن ظريف جميعا، عن بكر بن صالح، و حدثنا أبي و محمد بن موسى بن المتوكل و محمد بن علي ماجيلويه و أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم و الحسين بن إبراهيم ابن تاتانة و أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قالوا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال أبي عليه السلام لجابر بن

ص: 147


1- . العيون: ج 1، ص 41، ب 6، ح 2، الكافي: ج 1، ص 527، ب 184، ح 3، مرآة العقول: ج 6، ص 210، فرائد السمطين: ج 2، ص 136؛ تقريب المعارف: ص 178 بالإشارة، الوافي: ج 2، ص 296، ب 31، ح 755/ 1، الاختصاص: ص 210، مشارق أنوار اليقين: ص 103 مختصرا، مناقب ابن شهرآشوب: ج 1، ص 296، عن كتاب مولد فاطمة، كمال الدين: ج 1، ص 308، ب 28، ح 1 و زاد فيه بعد قوله: (صحيفة من رق) قوله: (فقال له: يا جابر انظر أنت في كتابك لأقرأه أنا عليك فنظر جابر في نسخته فقرأه عليه أبي عليه السلام فو اللّه ما خالف حرفا)، غيبة الشيخ: ص 143، ح 108، غيبة النعماني: ص 62، ب 4، ح 5، إعلام الورى: ص 4، ق 1، ف 2، إرشاد القلوب: ج 2، ص 108، الاحتجاج: ص 67، بحار الأنوار: ج 36، ص 195، ب 40، ح 3، تفسير البرهان: في تفسير إنّ عدة الشهور: ج 2، ص 123، ح 6، إثبات الهداة: ج 2، ص 285، ب 9، ح 73، الصراط المستقيم: ج 2، ص 137، ب 10، ق 2 و قال: قد روي هذه الصحيفة عن جابر بنيف و أربعين رجلا، إثبات الوصية: ص 29، باب ما روي في ان الائمة اثنا عشر ... الخ، ح 5، الهداية: باب الإمام الثاني عشر صلوات اللّه عليه، ح 5، العوالم: ج 15/ 3، ص 68، ح 6؛ الإنصاف: ص 21، باب الهمزة، ح 17، تبيين المحجّة: ص 271، ح 5، إلزام الناصب: ج 1، ص 213، تأويل الآيات الظاهرة: ص 210. قال المفيد في المسائل الجارودية ص 7: وردت الأخبار بقصة اللوح الذي أهبطه اللّه على نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فدفعه إلى فاطمة عليها السلام فيه أسماء الأئمّة من ولد الحسين و النص على إمامتهم إلى آخرهم بصريح المقال. و لا يخفى أنّه لا يورد على هذا الحديث أنّ جابرا الأنصاري توفي قبل ولادة الإمام الصادق عليه السلام فيكف التقى به و يروي عنه لأنّه ليس في الحديث دلالة على أنّ الإمام الصادق عليه السلام روى الحديث عن جابر، بل ما يدل عليه إخبار الإمام الصادق عليه السلام عمّا وقع بين أبيه و جابر و هو بظاهر الحال لا يكون إلّا سماعا عن أبيه عليهما السلام.

عبد اللّه الأنصاري: إنّ لي إليك حاجة فمتى يخفّ عليك أن أخلو بك فأسألك عنها، فقال له جابر: في أي الأوقات شئت، فخلا به أبي عليه السلام فقال له يا جابر: أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد امّي فاطمة بنت بنت رسول اللّه صلّى اللّهعليه و آله و سلّم و ما أخبرتك به امّي أنّ في ذلك اللوح مكتوبا، قال جابر: أشهد باللّه إنّي دخلت على امّك فاطمة عليها السلام في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لاهنئها بولادة الحسين عليه السلام فرأيت في يدها لوحا أخضر ظننت أنّه من زمرد، و رأيت فيه كتابا أبيض شبه نور الشمس، فقلت لها: بأبي أنت و امّي يا بنت رسول اللّه ما هذا اللوح؟ فقالت: هذا اللوح أهداه اللّه عزّ و جلّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيه اسم أبي و اسم بعلي و اسم ابنيّ و أسماء الأوصياء من ولدي فأعطانيه أبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليسرّني (ليبشرني خ ل) بذلك، قال جابر: فأعطتنيه امّك فاطمة عليها السلام فقرأته و انتسخته، فقال أبي: فهل لك يا جابر أن تعرضه عليّ قال: نعم، فمشى معه أبي عليه السلام حتى انتهى إلى منزل جابر فأخرج إلى أبي صحيفة من رق، قال جابر: فأشهد باللّه إنّي هكذا رأيته في اللوح مكتوبا:

بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم (العليم خ ل) لمحمد نوره و سفيره و حجابه و دليله، نزل به الروح الأمين من عند ربّ العالمين، عظّم يا محمد أسمائي و اشكر نعمائي و لا تجحد آلائي، إنّي أنا اللّه لا إله إلّا أنا قاصم الجبّارين و مذلّ الظالمين و ديّان يوم الدين، إنّي أنا اللّه لا إله إلّا أنا، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي و عذابي عذّبته عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين، فإيّاي فاعبد و عليّ فتوكل، إنّي لم أبعث نبيّا فأكملت أيّامه و انقضت مدّته إلّا جعلت له وصيّا و إنّي فضلتك على الأنبياء و فضّلت وصيك على الأوصياء و أكرمتك بشبليك بعده و بسبطيك الحسن و الحسين، فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه و جعلت حسينا خازن وحيي و أكرمته بالشهادة و ختمت له بالسعادة فهو أفضل من استشهد و أرفع الشهداء درجة عندي، و جعلت كلمتي التامة معه و الحجّة البالغة عنده، بعترته اثيب و اعاقب.

أولهم عليّ سيّد العابدين و زين أوليائي الماضين، و ابنه شبيه جدّه المحمود محمد الباقر لعلمي و المعدن لحكمي، سيهلك المرتابون في جعفر، الرادّ عليه كالراد عليّ، حقّ القول منّي، لأكرمنّ مثوى جعفر و لأسرنّه في أشياعه و أنصاره و أوليائه، و انتجبت بعده موسى و انتحبت بعده فتنة عمياء حندس، لأن خيط فرضي لا ينقطع و حجّتي لا تخفى و أنّ أوليائي لا يشقون. ألا و من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي و من غيّر آية من كتابي فقد افترى عليّ، و ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدّة عبدي موسى و حبيبي و خيرتي، إنّ المكذّب بالثامن مكذب بكل أوليائي، و عليّ وليي و ناصري و من أضع عليه أعباء النبوة و أمنحه بالاضطلاع، يقتله عفريت مستكبر يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلى جانب (جنب خ ل) شرّ خلقي، حقّ القول منّي لأقرّن عينه بمحمد ابنه و خليفته من بعده، فهو وارث علمي و معدن حكمي و موضع سرّي و حجّتي على خلقي، لا يؤمن عبد به إلّا جعلت الجنّةمثواه و شفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار، و أختم بالسعادة لابنه

ص: 148

عليّ وليّي و ناصري و الشاهد في خلقي و أميني على وحيي، و اخرج منه الداعي إلى سبيلي و الخازن لعلمي الحسن، ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين، عليه كمال موسى و بهاء عيسى و صبر أيّوب سيذل أوليائي في زمانه (1) و يتهادون رءوسهم كما تتهادى رءوس الترك و الديلم فيقتلون و يحرقون و يكونون خائفين مرعوبين و جلين تصبغ الأرض بدمائهم و يفشو الويل و الرنين في نسائهم!! أولئك أوليائي حقّا أدفع بهم كلّ فتنة عمياء حندس و بهم أكشف الزلازل و أرفع الآصار و الأغلال أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (2) قال عبد الرحمن بن سالم: قال أبو بصير: لو لم تسمع في دهرك إلّا هذا الحديث لكفاك فصنه إلّا عن أهله.

287-(3)-

مقتضب الأثر: حدثنا أبو علي أحمد بن محمد بن جعفر الصولي البصري قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح بن رعيدة قال:

حدثني الحسين بن حميد بن الربيع قال: حدثنا الأعمش، عن محمد بن خلف الطاطري، عن زاذان، عن سلمان قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوما فلمّا نظر إليّ قال: يا سلمان إنّ اللّه عزّ و جلّ لم يبعث نبيّا و لا رسولا إلّا جعل له اثني عشر نقيبا، قال: قلت:

يا رسول اللّه لقد عرفت هذا من أهل الكتابين، قال: يا سلمان فهل عرفت من نقبائي الاثني عشر الذين اختارهم اللّه للإمامة من بعدي؟ فقلت: اللّه و رسوله أعلم، قال: يا سلمان خلقني اللّه من صفوة نوره و دعاني فأطعته، و خلق من نوري عليّا فدعاه إلى طاعته فأطاعه، و خلق من نوري و نور عليّ فاطمة و دعاها فأطاعته، و خلق منّي و من عليّ و فاطمة الحسن و الحسين و دعاهما فأطاعاه، فسمّانا اللّه عزّ و جلّ بخمسة أسماء من أسمائه، فاللّه المحمود و أنا محمد و اللّه العلي و هذا علي و اللّه فاطر و هذه فاطمة و اللّه ذو الإحسان و هذا الحسن و اللّه المحسن و هذا الحسين، ثم خلق منّا و من نور الحسين تسعة أئمّة و دعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق اللّه عزّ و جلّ سماء مبنية أو أرضا مدحية أو هواءأو ماء أو ملكا أو بشرا و كنّا بعلمه أنوارا نسبّحه و نسمع له و نطيع، فقال سلمان: قلت: يا رسول اللّه بأبي أنت و امّي ما لمن عرف هؤلاء؟ فقال: من عرفهم حقّ معرفتهم و اقتدى بهم و و الى وليّهم و عادى عدوّهم فهو و اللّه منّا يرد حيث نرد و يسكن حيث نسكن.

ص: 149


1- . أي في زمان غيبته كما هو صريح غيره من الأحاديث الكثيرة المروية بطريق العامّة و الخاصة.
2- . البقرة: 157.
3- . مقتضب الأثر: ص 6، ح 6، دلائل الإمامة: ص 237، باب معرفة وجوب القائم، ح 11، مصباح الشريعة: ص 46، ب 68- 69؛ المحتضر: ص 106؛ بحار الأنوار: ج 53، ص 142، ب 29، ح 162، الصراط المستقيم: ج 2، ص 142، ب 10، ق 2، ف 1، ح 2؛ إثبات الهداة: ج 1، ص 708، ف 18، ح 145.

فقلت: يا رسول اللّه و هل يكون إيمان بهم بغير معرفة بأسمائهم و أنسابهم؟ فقال: لا يا سلمان.

فقلت: يا رسول اللّه فأنّى لي لجنابهم (بهم خ ل) قال: قد عرفت إلى الحسين، قال: ثم سيد العابدين علي بن الحسين، ثم ولده محمد بن علي باقر علم الأولين و الآخرين من النبيين و المرسلين، ثم جعفر بن محمد لسان اللّه الصادق، ثم موسى بن جعفر الكاظم الغيظ صبرا في اللّه، ثم علي ابن موسى الرضا لأمر اللّه، ثم محمد بن علي الجواد المختار من خلق اللّه، ثم علي بن محمد الهادي إلى اللّه، ثم الحسن بن علي الصامت الأمين لسرّ اللّه، ثم ابنه حجّة اللّه فلان، سمّاه باسمه ابن الحسن المهدي و الناطق القائم بحقّ اللّه ... الحديث.

288-(1)-

دلائل الإمامة: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، قال: حدثنا أبي هارون بن موسى قال: حدثنا أبو المفضّل محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد الهاشمي المنصوري بسر من رأي من لفظه، قال: حدثنا أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور الهاشمي قال: حدثنا الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى، عن عليّ بن موسى، عن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن محمّد بن عليّ، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: رأيت ليلة أري بي إلى قصور(2) من ياقوت أحمر و زبرجد أخضر و درّ و مرجان و عقيان بلاطها المسك الأذفر و ترابها الزعفران، و فيها فاكهة و نخل و رمّان و حور و خيرات حسان و أنهار من لبن و أنهار من عسل تجري على الدرّ و الجوهر و قباب على حافتي تلك الأنهار و غرف و خيام و خدم و ولدان، و فرشها الاستبرق و السندس و الحرير و فيها أطيار، فقلت: يا حبيبي جبرئيل لمن هذه القصور و ما شأنها؟ فقال لي جبرئيل: هذه القصور و ما فيها خلقها اللّه عزّ و جلّ كذا و أعدّ فيها ما ترى و مثلها أضعاف مضاعفة لشيعة أخيك عليّ و خليفتك من بعدك على أمّتك، يدعون في آخر الزمان باسم يراد به غيرهم يسمّون الرافضة، وإنّما هو زين لهم لأنّهم رفضوا الباطل و تمسّكوا بالحق، و هم السواد الأعظم، و لشيعة ابنه الحسن من بعده، و لشيعة الحسين من بعده (3) و لشيعة ابنه محمد بن علي من بعده و لشيعة ابنه جعفر بن محمد من بعده و لشيعة ابنه موسى بن جعفر من بعده و لشيعة ابنه علي بن موسى من بعده، و لشيعة ابنه محمد بن علي من بعده و لشيعة ابنه علي بن محمد من بعده، و لشيعة ابنه الحسن بن علي

ص: 150


1- . دلائل الإمامة: ص 254 باب معرفة وجوب القائم ح 53، إثبات الهداة: ج 1 ص 655 ب 9 ف 69 ح 835 مختصرا عن كتاب مناقب فاطمة و ولدها بإسناده عن عليّ عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و فيه: (و لشيعة ابنه عليّ بن الحسين من بعده) و في ج 1 ص 724 ب 9 ف 27 ح 211 من الفصول التي عقدها في النصوص التي رواها العامّة.
2- . كذا في دلائل الإمامة، أما في إثبات الهداة ففيه أنّه قال: ليلة اسري بي إلى السماء رأيت قصورا ...
3- . لا يخفى عليك أنّه قد سقط من النسخة المطبوعة الموجودة عندنا قوله: (و لشيعة ابنه علي بن الحسين من بعده) و هو موجود في الكتب التي اخرج فيها الحديث.

من بعده، و لشيعة ابنه محمد المهدي من بعده. يا محمد فهؤلاء الأئمّة من بعدك أعلام الهدى و مصباح الدجى، شيعتهم و شيعة جميع ولدك و محبّيهم شيعة الحقّ، و موالي رسوله الذين رفضوا الباطل و اجتنبوه و قصدوا الحقّ و اتّبعوه يتولّونهم في حياتهم و يزورونهم من بعد وفاتهم متناصرين لهم قاصدين على محبّتهم، رحمة اللّه عليهم إنه غفور رحيم.

289-(1)-

غيبة الشيخ: جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن تأويل قول اللّه عزّ و جل: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ»(2)

قال: فتنفّس سيّدي الصعداء ثم قال: يا جابر أمّا السنة فهي جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و شهورها اثنا عشر شهرا فهو أمير المؤمنين إليّ و إلى ابني جعفر و ابنه موسى و ابنه عليّ و ابنه محمّد و ابنه علي و إلى ابنه الحسن و إلى ابنه محمّد الهادي المهدي اثنا عشر إماما حجج اللّه في خلقه و امناؤه على وحيه و علمه، و الأربعة الحرم الذين هم الدين القيّم أربعة منهم يخرجون باسم واحد:

علي أمير المؤمنين و أبي علي بن الحسين و علي بن موسى الرضا و عليّ بن محمّد فالإقرار بهؤلاء هو الدين القيّم «و لا تظلموا فيهنّ أنفسكم» أي قولوا بهم جميعا تهتدوا.

290-(3)-

تأويل الآيات الظاهرة: الشيخ محمّد بن الحسين رحمه اللّه، عن محمد بن وهبان، عن أبي جعفر محمد بن علي بن رحيم، عن العباس بن محمد قال: حدثني أبي، عن الحسن بن علي بن أبيحمزة قال: حدثني أبي، عن أبي بصير يحيى بن القاسم قال: سأل جابر بن يزيد الجعفي جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن تفسير هذه الآية: «وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ»(4) فقال عليه السلام: إنّ اللّه سبحانه لمّا خلق إبراهيم عليه السلام كشف له عن بصره فنظر فرأى نورا إلى جنب العرش، فقال:

إلهي ما هذا النور؟ فقيل له: هذا نور محمد صفوتي من خلقي. و رأى نورا إلى جنبه، فقال: إلهي و ما هذا النور؟ فقيل له: هذا نور عليّ بن ابى طالب عليه السلام ناصر ديني. و رأى إلى جنبهم ثلاثة أنوار، فقال:

ص: 151


1- . غيبة الشيخ: ص 149 ح 110، المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 284 مختصرا، نور الثقلين: ح 2 ص 215 ج 140، المحجّة: ص 93 ب 24، البرهان: ج 2 ص 123 ح 5 في تفسير الآية 36 من سورة التوبة، إثبات الهداة: ج 1 ص 549 ب 9 ح 375، بحار الأنوار: ج 24، ص 240 ب 60 ح 2.
2- . التوبة: 36.
3- . تأويل الآيات الظاهرة: ص 485 الآية 83 من سورة الصافات، بحار الأنوار: ج 36 ص 151 ب 39 ح 131، إثبات الهداة: ج 3 ص 85 ب 9 ف 53 ح 787 مختصرا، المحجّة: ص 181 ب 70 ح 1.
4- . الصافّات: 83.

إلهي و ما هذه الأنوار؟ فقيل له: هذا نور فاطمة فطمت محبّيها من النار، و نور ولديها الحسن و الحسين. فقال: إلهي و أرى تسعة أنوار قد أحدقوا بهم. قيل: يا إبراهيم هؤلاء الأئمّة من ولد علي و فاطمة، فقال إبراهيم:

إلهي بحق هؤلاء الخمسة إلّا ما عرفتني من التسعة. قيل: يا إبراهيم أوّلهم عليّ بن الحسين و ابنه محمد و ابنه جعفر و ابنه موسى و ابنه علي و ابنه محمد و ابنه علي و ابنه الحسن و الحجّة القائم ابنه، فقال إبراهيم: إلهي و سيّدي أرى أنوارا قد أحدقوا بهم لا يحصي عددهم إلّا أنت. قيل: يا إبراهيم هؤلاء شيعتهم، شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال إبراهيم: و بما تعرف شيعته؟ قال: بصلاة إحدى و خمسين، و الجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم، و القنوت قبل الركوع، و التختّم باليمين، فعند ذلك قال إبراهيم: اللّهم اجعلني من شيعة أمير المؤمنين. قال: فأخبر اللّه تعالى في كتابه فقال: «و إنّ من شيعته لإبراهيم»(1)

291-(2)-

الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال: أقبل أمير المؤمنين و معه الحسن بن علي و هو متّكئ على يد سلمان، فدخل المسجد الحرام فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس فسلّم على أميرالمؤمنين، فرد عليه السلام فجلس، ثم قال: يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهنّ علمت أنّ القوم ركبوا من أمرك ما قضى عليهم و أن ليسوا بمأمونين في دنياهم و آخرتهم، و إن تكن الأخرى علمت أنّك و هم شرع سواء، فقال له أمير المؤمنين: سلني عمّا بدا لك، قال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه، و عن الرجل كيف يذكر و ينسى و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال، فالتفت أمير المؤمنين إلى الحسن فقال: يا أبا محمد أجبه، قال: فأجابه الحسن، فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلّا اللّه و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنّ محمدا رسول اللّه و لم أزل أشهد بذلك، و أشهد أنّك وصي رسول اللّه و القائم بحجّته (و أشار إلى أمير المؤمنين خ ل) و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنّك وصيه و القائم بحجّته (و أشار إلى الحسن خ ل) و أشهد أنّ الحسين بن علي وصي أخيه و القائم بحجّته بعده، و أشهد على علي بن الحسين أنّه القائم بأمر الحسين بعده، و أشهد على محمد بن علي أنّه القائم بأمر علي بن الحسين، و أشهد على جعفر بن محمد بأنّه القائم بأمر محمد (بن علي خ ل) و أشهد على موسى أنّه القائم

ص: 152


1- . الصافّات: 83.
2- . الكافي: ج 1، ص 525 ب 184 ح 1، الوافي: ج 2 ص 299 ب 31 ح 756/ 2، غيبة النعماني: ص 58 ب 4 ح 2، كمال الدين: ج 1 ص 313 ب 29 ح 1، العيون: ج 1 ص 65 ب 6 ح 35، علل الشرائع: ص 96 ب 85 ح 6، تفسير القمّي: ج 2 ص 44 في تفسير سورة الكهف، الاحتجاج: ص 266، غيبة الشيخ: ص 154 ح 124، إثبات الوصية: في تاريخ الإمام السبط الأكبر عليه السلام ح 21، تقريب المعارف: ص 177 مختصرا، بحار الأنوار: ج 36 ص 414 ب 48 ح 1 و ج 58 ص 36 ب 42 ح 8 و ص 39 ح 9، إثبات الهداة: ج 2 ص 283 ب 9 ح 72؛ المحاسن: ص 332، حلية الأبرار: ج 1 ص 510 المنهج الثالث ب 6 ح 1، الاستنصار: ص 31، الإنصاف: ص 90 ح 81.

بأمر جعفر بن محمد، و أشهد على علي بن موسى أنّه القائم بأمر موسى بن جعفر، و أشهد على محمد بن علي أنّه القائم بأمر علي بن موسى، و أشهد على علي بن محمّد بأنّه القائم بأمر محمد بن علي، و أشهد على الحسن بن علي بأنّه القائم بأمر علي بن محمد، و أشهد على رجل من ولد الحسن لا يكنّى و لا يسمّى حتّى يظهر أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته، ثم قام فمضى، فقال أمير المؤمنين: يا أبا محمد اتّبعه فانظر أين يقصد، فخرج الحسن بن علي عليهما السلام فقال: ما كان إلّا أن وضع رجله خارجا من المسجد فما دريت أين أخذ من أرض اللّه فرجعت إلى أمير المؤمنين فأعلمته، فقال: يا أبا محمد أتعرفه؟ قلت: اللّه و رسوله و أمير المؤمنين أعلم. قال: هو الخضر (و رواه بسند آخر عن أبي هاشم).

292-(1)-

من لا يحضره الفقيه: روى عبد اللّه بن جندب، عن موسى بن جعفر عليه السلام أنّه قال: تقول في سجدة الشكر: اللّهمّ إنّي أشهدك و أشهد ملائكتك و أنبياءك و رسلك و جميع خلقك (أنّك أنت خ ل) اللّه ربّي و الإسلام ديني و محمدا نبيّي و عليّا و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمدبن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الحجّة بن الحسن بن علي أئمتي، بهم أتولّى و من أعدائهم أتبرأ ... الحديث.

293-(2)-

عيون أخبار الرضا: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن بندار (ما بنداد- بنداذ خ ل) قال: حدثنا أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

لمّا أسري بي إلى السماء أوحى إليّ ربّي جلّ جلاله فقال: يا محمد إنّي اطّلعت إلى الأرض اطّلاعا [اطّلاعة] فاخترتك منها فجعلتك نبيّا و شققت لك من اسمي اسما فأنا المحمود و أنت محمد، ثمّ اطّلعت الثانية فاخترت منها عليّا و جعلته وصيّك و خليفتك و زوج ابنتك و أبا ذرّيتك و شققت له اسما من أسمائي، فأنا العليّ الأعلى

ص: 153


1- . من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 329 باب سجدة الشكر ح 1؛ الكافي: ج 3 ص 325 ب 191 ح 17 عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عبد اللّه بن جندب؛ التهذيب: ج 2 ص 110 ب 7 ح 416/ 184؛ مصباح المتهجّد: ص 168؛ بحار الأنوار: ج 83 ص 235 باب سجدة الشكر ح 59 و لوامع صاحبقراني: ج 4 ص 176؛ روضة المتقين: ج 2 ص 382.
2- . عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 58 ب 6 ح 27؛ كمال الدين: ج 1 ص 252 ب 23 ح 2؛ كفاية الأثر: ص 152 ب 23 ح 5 إلى قوله: (و الجاحدين الكافرين)؛ إثبات الهداة: ج 2 ص 326 ب 9 ح 126؛ بحار الأنوار: ج 36 ص 245 ب 41 ح 58؛ المحتضر: ص 90 تبيين المحجّة: ص 283 ح 10، الإنصاف: ص 299 باب الميم ح 277؛ العوالم: ج 15/ 3 ص 44 ح 9.

و هو علي، و جعلت فاطمة و الحسن و الحسين من نوركما، ثم عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان عندي من المقرّبين، يا محمد لو أنّ عبدا عبدني حتى ينقطع و يصير كالشنّ البالي ثم أتاني جاحدا لولايتهم ما أسكنته جنّتي و لا أظللته تحت عرشي، يا محمّد أ تحبّ أن تراهم؟ قلت: نعم يا ربّي، فقال عزّ و جل: ارفع رأسك، فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الحجّة بن الحسن القائم في وسطهم كأنّه كوكب درّي، قلت: يا ربّ من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الأئمّة و هذا [هو] القائم الذي يحلّ حلالي و يحرّم حرامي و به أنتقم من أعدائي و هو راحة لأوليائي و هو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين و الجاحدين و الكافرين ... الحديث.

294-(1)-

عيون أخبار الرضا: حدثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري العطّار بنيسابور في شعبان سنة اثنين و خمسين و ثلاثمائة قال: حدثني علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، عن الفضلبن شاذان قال: سأل المأمون علي بن موسى الرضا عليهما السلام أن يكتب له محض الإسلام على سبيل الإيجاز و الاختصار فكتب عليه السلام له: إنّ محض الإسلام شهادة أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا فردا صمدا قيّوما سميعا بصيرا قديرا قديما قائما باقيا عالما لا يجهل، قادرا لا يعجز، غنيّا لا يحتاج، عدلا لا يجور، و أنّه خالق كلّ شي ء و ليس كمثله شي ء و لا شبه له و لا ضدّ له و لا ندّ له و لا كفؤ له، و أنّه المقصود بالعبادة و الدعاء و الرغبة و الرهبة، و أنّ محمدا عبده و رسوله و أمينه و صفيّه و صفوته من خلقه و سيّد المرسلين و خاتم النبيّين و أفضل العالمين، لا نبيّ بعده و لا تبديل لملّته و لا تغيير لشريعته، و أنّ جميع ما جاء به محمد بن عبد اللّه هو الحقّ المبين، و التصديق (تصدق خ ل) به و بجميع من مضى قبله من رسل اللّه و أنبيائه و حججه و التصديق بكتابه الصادق العزيز الذي «لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ»(2) و أنّه المهيمن على الكتب كلها، و أنّه حقّ من فاتحته إلى خاتمته، نؤمن بمحكمه و متشابهه و خاصّة و عامّه و وعده و وعيده و ناسخه و منسوخه و قصصه و أخباره، لا يقدر أحد من المخلوقين أن يأتي بمثله، و أنّ الدليل بعده و الحجّة على المؤمنين و القائم بأمر المسلمين و الناطق عن القرآن و العالم بأحكامه، أخوه و خليفته و وصيه و وليه، و الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى، علي بن أبي طالب عليه السلام أمير المؤمنين و إمام المتّقين و قائد الغرّ المحجّلين و أفضل الوصيّين و وارث علم النبيّين و المرسلين، و بعده الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنّة، ثم علي بن الحسين

ص: 154


1- . العيون: ج 2 ص 121 ب 35 ح 1 و 3 بسند آخر مثله؛ بحار الأنوار: ج 10 ص 352 ب 20 ح 1؛ إثبات الهداة: ج 2 ص 345 ب 9 ح 157.
2- . فصّلت: 42.

زين العابدين، ثم محمد بن علي باقر علم النبيّين، ثم جعفر بن محمد الصادق وارث علم الوصيين، ثم موسى بن جعفر الكاظم، ثم علي بن موسى الرضا، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم الحجّة القائم المنتظر صلوات اللّه عليهم أجمعين، أشهد لهم بالوصيّة و الإمامة و أنّ الأرض لا تخلو من حجّة اللّه تعالى على خلقه في كل عصر و أوان، و أنّهم العروة الوثقى و أئمّة الهدى و الحجّة على أهل الدنيا إلى أن يرث اللّه الأرض و من عليها، و أنّ كلّ من خالفهم ضالّ مضلّ باطل تارك للحقّ و الهدى و أنّهم المعبّرون عن القرآن و الناطقون عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالبيان، و من مات و لم يعرفهم مات ميتة جاهلية، و أنّ من دينهم الورع و العفّة و الصدق و الصلاح و الاستقامة و الاجتهاد و أداء الأمانة إلى البرّ و الفاجر، و طول السجود، و صيام النهار، و قيام الليل، و اجتناب المحارم، و انتظار الفرج بالصبر، و حسن العزاء (الجوار خ ل)، و كرم الصحبة، ثم الوضوء كما أمر اللّه تعالى في كتابه ... الحديث.

295-(1)- كتاب الفضل بن شاذان: حدثنا محمد بن إسماعيل بن بزيع رضي اللّه عنه قال: حدثنا حماد بن عيسى قال: حدثنا إبراهيم بن عمير اليماني قال: حدثنا أبان بن أبي عياش قال: حدثنا سليم بن قيس الهلالي قال: قلت لأمير المؤمنين عليه السلام: إنّي سمعت من سلمان و المقداد و أبي ذر شيئا من تفسير القرآن و الأحاديث عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم غير ما في أيدي الناس، ثم سمعت منك تصديق ما سمعت منهم و رأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة في تفسير القرآن و الأحاديث عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أنتم تخالفونهم فيها و تزعمون أنّ ذلك كله باطل، أ فترى الناس يكذبون على اللّه و رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم متعمّدين و يفسّرون القرآن بآرائهم؟ قال: فقال علي عليه السلام: قد سألت فافهم الجواب، إنّ في أيدي الناس حقّا و باطلا، و صدقا و كذبا، و ناسخا و منسوخا، و خاصّا و عامّا، و محكما و متشابها، و تحفظا و توهّما، و قد كذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في عهده حتّى قام خطيبا فقال: أيّها الناس قد كثر الكذب عليّ، فمن كذب عليّ متعمّدا فليتبوأ مقعده من النار، ثم كذب عليه من بعده أكثر ممّا كذب عليه في زمانه، و إنّما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس، رجل منافق مظهر للإيمان متصنّع بالإسلام لا يتأثّم و لا يتحرّج أن يكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم متعمّدا فلو علم الناس أنّه منافق كذّاب لم يقبلوا منه و لم يصدّقوه، و لكنّهم قالوا هذا رجل من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رآه و سمع منه فأخذوا عنه و هم لا يعرفون حاله،

ص: 155


1- . كفاية المهتدي (أو الأربعين): ص 10 ح 1، اعتقادات الصدوق في باب آخر من أبوابه؛ إثبات الهداة: ج 2 ص 541 ف 14 ب 9 ح 357 و 358 عن اعتقادات الصدوق؛ و في النسخة المطبوعة من إثبات الهداة سهو عجيب لا ريب أنّه من النسّاخ. أقول: أظنّ اتحاد هذا الحديث مع حديث عن سليم أخرجناه عن كمال الدين و غيره تحت الرقم 95 و كأنّه أخرجه النعماني (في الغيبة: ص 75 ب 4 ح 10) باختصار يسير فراجعه إن شئت. و على كل فكل واحد منهما يقوّي الآخر.

و قد أخبر اللّه عن المنافقين بما أخبر و وصفهم بما وصف فقال عزّ و جلّ: وَ إِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَ إِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ(1) ثمّ تقرّبوا بعده إلى الأئمّة الضالة و الدعاة إلى النار بالزور و الكذب و البهتان فولّوهم الأعمال و حملوهم على رقاب الناس و أكلوا بهم الدنيا، و إنّما الناس مع الملوك و الدنيا، إلّا من عصمه اللّه تعالى، فهذا أحد الأربعة، و رجل آخر سمع من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم شيئا و لم يحفظ على وجهه و وهم فيه و لم يتعمد كذبا فهو في يده يقول به و يعمل به و يرويه و يقول أنا سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلو علم المسلمون أنّه و هم لم يقبلوه، و لو علم هو أنّه و هم لرفضه، و رجل ثالث سمع من رسولاللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم شيئا أمر به ثم نهى عنه أو سمعه نهى عن شي ء ثم أمر به و هو لا يعلم فحفظ منسوخه و لم يعلم الناسخ، فلو علم أنّه منسوخ لرفضه و لو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنّه منسوخ لرفضوه، و رجل رابع لم يكذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو مبغض للكذب خوفا من اللّه تعالى و تعظيما لرسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، لم ينس بل حفظ ما سمع على وجهه فجاء به لم يزد فيه و لم ينقص منه و علم الناسخ و المنسوخ و رفض المنسوخ و يعلم أنّ أمر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كأمر القرآن، و فيه كما في القرآن ناسخ و منسوخ، و خاصّ و عامّ، و محكم و متشابه، و قد كان يكون من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الكلام له و جهان: كلام عامّ و كلام خاصّ مثل القرآن قال اللّه تبارك و تعالى وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا(2) فاشتبه على من لم يعرف و لم يدر ما عنى اللّه به و رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ليس كلّ أصحاب رسول اللّه كان يسأله عن الشي ء و كل من يسأله عن الشي ء فيفهم و كل من يفهم يستحفظ، و قد كان فيهم قوم لم يسألوه عن شي ء قط، و كانوا يحبّون أن يجي ء الأعرابي الطارئ أو غير فيسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هم يستمعون، و كنت أدخل عليه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في كل يوم دخلة و في كلّ ليلة دخلة فيخليني فيها، يجيبني بما أسأل و أدور معه حيث ما دار، قد علم أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه لم يصنع ذلك بأحد من الناس غيري، و ربما كان يأتيني رسول اللّه في بيتي، و كنت إذا دخلت عليه في بعض منازله أخلا لي و أقام عنّي نساءه فلا يبقى عنده غيري، و إذ أتى زائرا للخلوة لم يقم عني فاطمة و لا أحد من ابنيّ، و كنت إذا سألته أجابني و إذا سكتّ و نفدت مسائلي ابتدأني، فما نزلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم آية من القرآن إلّا أقرأنيها و أملاها عليّ فكتبتها بخطيّ و علّمني تفسيرها و تأويلها و ناسخها و منسوخها و محكمها و متشابهها و خاصّها و عامّها و ظاهرها و باطنها و دعا اللّه أن يعطيني فهمها و حفظها فما نسيت آية من كتاب اللّه، و لا علما أملاه عليّ و ما ترك شيئا علّمه اللّه من حلال أو حرام أو

ص: 156


1- . المنافقون: 4.
2- . الحشر: 7.

أمر أو نهي أو طاعة أو معصية أو شي ء كان أو يكون و لا كتاب منزل على أحد من قبلنا إلّا علّمنيه و حفظته فلم أنس حرفا واحدا منها، و كان رسول اللّه إذا أخبرني بذلك كله وضع يده على صدري و دعا اللّه لي أن يملأ قلبي علما و فهما و حكما و نورا و كان يقول: اللّهم علّمه و احفظه و لا تنسه شيئا ممّا أخبرته و علّمته، فقلت له ذات يوم: بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه منذ دعوت اللّه بما دعوت لم أنس شيئا و لم يفتني شي ء ممّا علّمتني و كل ما علّمتني كتبته أ فتتخوّف عليّ النسيان فقال: يا أخي، لست أتخوّفعليك النسيان، إنّي أحبّ أن أدعو لك و قد أخبرني تعالى أنّه قد أجابني فيك و في شركائك الذين قرن اللّه عزّ و جل طاعتهم بطاعتي و قال فيهم: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) قلت: من هم يا رسول اللّه قال: الذين هم الأوصياء بعدي، و الذين لا يضرّهم خذلان من خذلهم و هم مع القرآن و القرآن معهم لا يفارقونه و لا يفارقهم حتّى يردوا عليّ الحوض، بهم ينتصرون أمّتي و بهم يمطرون و بهم يدفع البلاء و يستجاب الدعاء، قلت: سمّهم لي يا رسول اللّه قال: أنت يا عليّ أوّلهم، ثم ابني هذا و وضع يده على رأس الحسن، ثم ابني هذا و وضع يده على رأس الحسين، ثم سمّيك ابنه علي زين العابدين، و سيولد في زمانك يا أخي فاقرأه مني السلام، ثم ابنه محمد الباقر، باقر علمي و خازن وحي اللّه تعالى، ثم ابنه جعفر الصادق، ثم ابنه موسى الكاظم، ثم ابنه علي الرضا، ثم ابنه محمد التقي، ثم ابنه علي النقي، ثم ابنه الحسن الزكيّ، ثم ابنه الحجّة القائم، خاتم أوصيائي و خلفائي و المنتقم من أعدائي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: و اللّه إنّي لأعرفه يا سليم حين يبايع بين الركن و المقام و أعرف أسماء أنصاره و قبائلهم ... الحديث.

296-(2)-

مصباح المتهجّد: في دعاء يا ربّاه يا سيّداه يا غاية رغبتاه أسألك بك و بمحمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و القائم المهدي الأئمّة الهادية عليهم السلام أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أسألك يا اللّه أن لا تشوّه خلقي بالنّار و أن تفعل بي ما أنت أهله.

297-(3)-

مصباح المتهجّد: في أدعية يدعى بها عقيب صلاة الصبح-: رضيت باللّه ربّا و بالإسلام دينا و بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نبيّا و بالقرآن كتابا و بعلي إماما و بالحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمّد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي و الخلف الصالح أئمّة و قادة ... الدعاء.

ص: 157


1- . النساء: 59.
2- . مصباح المتهجّد: ص 49.
3- . مصباح المتهجّد: ص 145.

298-(1)- مصباح المتهجّد: عن الصادق أبي عبد اللّه عليه السلام في دعاء يقرأ بعد صلاة الحاجة في يوم الجمعة رواه عاصم بن حميد عنه عليه السلام: اللّهم و أتقرّب إليك بوليّك و خيرتك من خلقك و وصيّ نبيّك مولاي و مولى المؤمنين و المؤمنات قسيم النار و قائد الأبرار- إلى أن قال-: اللّهم و أتقرّب إليك بالوليّ البارّ التقيّ الطيّب الزكيّ الإمام ابن الإمام، السيّد ابن السيّد الحسن بن علي و أتقرّب إليك بالقتيل المسلوب قتيل كربلاء الحسين بن علي، و أتقرّب إليك بسيّد العابدين و قرّة عين الصالحين علي بن الحسين، و أتقرّب إليك بباقر العلم، صاحب الحكمة و البيان و وارث من كان قبله محمد بن علي، و أتقرّب إليك بالصادق الخير (الحبر خ ل) الفاضل جعفر بن محمد، و أتقرّب إليك بالكريم الشهيد الهادي المولى (الولي خ ل) موسى بن جعفر، و أتقرّب إليك بالشهيد الغريب الحبيب المدفون بطوس علي بن موسى، و أتقرّب إليك بالزكيّ التقي محمد بن علي، و أتقرّب إليك بالطهر الطاهر النقي علي بن محمد، و أتقرّب إليك بوليّك الحسن بن علي، و أتقرّب إليك بالبقية الباقي المقيم بين أوليائه الذي رضيته لنفسك الطيّب الطاهر الفاضل الخيّر نور الأرض و عمادها و رجاء هذه الأمّة و سيّدها (سندها خ ل) الآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر الناصح الأمين المؤدّي عن النبيّين و خاتم الأوصياء النجباء الطاهرين صلوات اللّه عليهم أجمعين ... الدعاء.

299-(2)-

مهج الدعوات: في دعاء سمعه أبو حمزة الثمالي من زين العابدين عليه السلام و فيه: ... و أتوسّل إليك و أستشفع إليك بنبيّك نبي الرحمة محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تسليما و بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب و فاطمة الزهراء و الحسن و الحسين عبديك و أمينيك (و فيه أسماء الأئمة كلهم إلى أن قال): و بحقّ خلف الأئمة الماضين و الإمام الزكي الهادي المهديّ.

300-(3)-

مصباح المتهجّد: في دعاء يقرأ بعد صلاة حاجة اخرى رواها أبان بن تغلب، عن أبي عبد اللّه عليه السلام: و بالاسم الذي جعلته عند محمد صلواتك [و رحمتك] عليه و آله و عند علي و الحسن و الحسين و علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و الحجّة عليهم السلام أن تصلّي على محمد و آل محمد و أن تقضي لي حاجتي ...

الدعاء.

ص: 158


1- . مصباح المتهجّد: ص 228.
2- . مهج الدعوات.
3- . مصباح المتهجّد: ص 236.

301-(1)- جمال الاسبوع: في دعاء رواه بإسناده عن الشيخ الطوسي، عن الصادق عليه السلام: بمحمد يا اللّه بعلي يا اللّه بفاطمة يا اللّه بالحسن يا اللّه بالحسين يا اللّه بعلي يا اللّه بمحمد يا اللّه [قال الحسن بن محبوب فعرضته على أبي الحسن الرضا عليه السلام فزادني فيه] بجعفر يا اللّه بموسى يا اللّه بعلي يا اللّه بمحمد يا اللّه بعلي يا اللّه بالحسن يا اللّه بحجّتك و خليفتك في بلدك يا اللّه صلّ على محمّد و آل محمّد ... الدعاء.

302-(2)-

الاقبال: بإسنادنا إلى أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري، بإسناده إلى أبي عبد اللّه عليه السلام قال: يقول عند حضور شهر رمضان: اللّهم هذا شهر رمضان المبارك الذي أنزلت فيه القرآن و جعلته هدى للناس، إلى أن قال بعد دعاء طويل:- فأسألك بحقّ محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و عليّ بن محمّد و الحسن بن عليّ و الحجّة القائم بالحقّ صلواتك يا ربّ عليهم أجمعين ... الدعاء بطوله.

303-(3)-

الاقبال: في أدعية يوم الثالث عشر قال: دعاء آخر في اليوم الثالث عشر من مجموعة مولانا زين العابدين صلواتك عليهم أجمعين:

اللّهم إنّ الظلمة جحدوا آياتك- إلى أن قال:- اللّهم إنّي أدينك يا ربّ بطاعتك و لا ننكر ولاية محمد صلّى اللّه عليه و على اهل بيته و ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و ولاية الحسن و الحسين عليهما السلام سبطي نبيّك و ولدي رسولك عليهما السلام و ولاية الطاهرين المعصومين من ذرية الحسين علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي سلام اللّه و بركاته عليهم أجمعين و ولاية القائم السابق منهم بالخيرات المفترض الطاعة صاحب الزمان.

304-(4)-

مصباح المتهجّد: عن إبراهيم بن عمر [محمّد] الصنعاني، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في دعاء يقرأ بعد صلاة تصلى للأمر المخوف و هي التي كانت الزهراء عليها السلام تصلّيها:

ص: 159


1- . جمال الاسبوع: ص 165 ف 5.
2- . الاقبال: ص 47.
3- . الاقبال: ص 145.
4- . مصباح المتهجّد: ص 211. أقول: التصريح بأسمائهم في ضمن الأدعية المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام كثيرة جدّا من أراد أكثر من ذلك فعليه بكتب الأدعية مثل مصباح المتهجّد و مصباح الكفعمي و البلد الأمين و جمال الاسبوع و مهج الدعوات و الاقبال و غيرها.

أسألك أن تصلّي على محمد و آله [و آل محمّد] و أن تقضي لي حوائجي و تسمع محمدا و عليّا و فاطمة و الحسن و الحسين و عليّا و محمّدا و جعفرا و موسى و عليّا و محمدا و عليّا و الحسن و الحجّة صلواتك عليهم و رحمتك و بركاتك و رحمتك صوتي، فيشفعوا لي إليك و تشفّعهم فيّ و لا تردّني خائبا ... الدعاء.

305-(1)-

كتاب الفضل بن شاذان: حدثنا صفوان بن يحيى رضي اللّه عنه قال: حدثنا أبو أيّوب إبراهيم بن زياد الخزاز قال: حدثنا أبو حمزة الثمالي، عن أبي خالد الكابلي قال: دخلت على مولاي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فرأيت في يده صحيفة كان ينظر إليها و يبكي بكاء شديدا، فقلت: فداك أبي و أمّي يا ابن رسول اللّه ما هذه الصحيفة؟ قال عليه السلام: هذه نسخة اللّوح الذي أهداه اللّه تعالى إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الذي كان فيه اسم اللّه تعالى و رسوله و أمير المؤمنين و عمّي الحسن بن علي و أبي عليهم السلام و اسمي و اسم ابني محمد الباقر و ابنه جعفر الصادق و ابنه موسى الكاظم و ابنه علي الرضا و ابنه محمد التقي و ابنه علي النقي و ابنه الحسن الزكي و ابنه حجّة اللّه القائم بأمر اللّه المنتقم من أعداء اللّه الذي يغيب غيبة طويلة ثم يظهر فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.

306-(2)-

الصراط المستقيم: و أسند- يعني الحاجب برجاله- إلى ابن عباس أنّه قال يوم الشورى: كم تمنعون حقّنا، و ربّ البيت إن عليّا هو الإمام و الخليفة، و ليملكنّ من ولده أئمّة أحد عشر يقضون بالحقّ أوّلهم الحسن بوصية أبيه إليه، ثم الحسين بوصية أخيه إليه، ثم ابنه علي بوصية أبيه إليه، ثم ابنه محمد بوصية أبيه إليه، ثم ابنه جعفر بوصيّة أبيه إليه، ثم ابنه موسى بوصية أبيه إليه، ثم ابنه على بوصيّة أبيه إليه، ثم ابنه محمد بوصية أبيه إليه، ثم ابنه علي بوصية أبيه إليه، ثم ابنه الحسن بوصية أبيه إليه، فإذا مضى فالمنتظر صاحب الغيبة.

قال عليم لابن عباس: من أين لك هذا؟ قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم علّم عليّا ألف باب فتح له من كل باب ألف باب، و إنّ هذا من ثمّ.

307-(3)

- كتاب الفضل بن شاذان: حدثنا فضالة بن أيّوب رضي اللّه عنه قال: حدثنا أبان بن عثمان قال: حدثنا محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر عليه السلام: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي بن أبي

ص: 160


1- . كفاية المهتدي (الأربعين): ص 55 ح 4، إثبات الهداة: ج 1 ص 651 ب 9 ف 60 ح 810.
2- . الصراط المستقيم: ج 2 ص 151 ب 10 ق 2 ف 4؛ إثبات الهداة: ج 1 ص 722 تتمة الباب التاسع عمّا روي من طريق العامّة ف 27 ح 213.
3- . كفاية المهتدي (الأربعين): ص 69 ح 10 و لا يخفى عليك قوّة هذا الحديث فإنّا نرويه عن كتاب الفضل بالوجادة بواسطة واحدة. و لا ريب في إخراج هذا الحديث في كتاب الفضل و سماعه عن فضالة و هو كان من أصحاب الإمام موسى بن جعفر عليه السلام و الرضا عليه السلام و الظاهر أنّ وفاته وقعت في عصر الإمام الجواد عليه السلام و على كلّ حال هو و الفضل في الجلالة و الوثاقة مشهوران بين الطائفة و انطباق ما رواه مع ما وقع بعده من إمامة الإمام عليّ النقي و ابنه الحسن العسكري عليهما السلام و انتهاء الإمامة و الخلافة إلى مولانا الحجّة المهدي بن الحسن العسكري عليهم السلام أدلّ دليل على صحّة الخبر و فيما أخرجناه في هذا الكتاب مثل هذا الحديث كثير فتفطّن بذلك و اغتنمه. لا ريب في إخراج هذا الحديث في كتاب الفضل و سماعه عن فضالة و هو كان من أصحاب الإمام موسى بن جعفر عليه السلام و الرضا عليه السلام و الظاهر أنّ وفاته وقعت في عصر الإمام الجواد عليه السلام و على كلّ حال هو و الفضل في الجلالة و الوثاقة مشهوران بين الطائفة و انطباق ما رواه مع ما وقع بعده من إمامة الإمام عليّ النقي و ابنه الحسن العسكري عليهما السلام و انتهاء الإمامة و الخلافة إلى مولانا الحجّة المهدي بن الحسن العسكري عليهم السلام أدلّ دليل على صحّة الخبر و فيما أخرجناه في هذا الكتاب مثل هذا الحديث كثير فتفطّن بذلك و اغتنمه. إثبات الهداة: ج 1 ص 651 ب 9 ف 60 ح 811.

طالب عليه السلام: يا علي أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم أنت يا علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم محمد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم جعفر بن محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم موسى بن جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم علي بن موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم محمد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم علي بن محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم الحسن بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم الحجّة بن الحسن الذي ينتهي إليه الخلافة و الوصاية و يغيب مدّة طويلة ثم يظهر و يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما.

308-(1)-

كتاب الفضل بن شاذان: حدثنا الحسن بن علي بن فضّال رضي اللّه عنه، عن عبد اللّه بن بكير، عن عبد الملك بن إسماعيل الأسدي عن أبيه، عن سعيد بن جبير قال: قيل لعمّار بن ياسر: ما حملك على حبّ علي بن أبي طالب عليه السلام؟ قال: قد حملني اللّه و رسوله، و قد أنزل اللّه تعالى فيه آيات جليلة، و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيه أحاديث كثيرة. فقيل له: هلا تحدّثنا بشي ء مما قال فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟ قال: و لم لا أحدّث و لقد كنت بريئا من الذينيكتمون الحقّ و يظهرون الباطل. ثم قال: كنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرأيت عليّا عليه السلام في بعض الغزوات قد قتل عدّة من أصحاب ألوية قريش، فقلت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا رسول اللّه إنّ عليّا قد جاهد في اللّه حقّ جهاده فقال: و ما يمنعه منه، إنّه منّي و أنا منه، و إنّه وارثي و قاضي ديني، و منجز و عدي و خليفتي من بعدي، و لولاه لم يعرف المؤمن المحض في حياتي و بعد وفاتي، حربه حربي و حربي حرب اللّه، و سلمه سلمي و سلمي سلم اللّه، و يخرج اللّه من صلبه الأئمة الراشدين، و اعلم يا عمّار أنّ اللّه تبارك و تعالى عهد إليّ أن يعطيني اثني عشر خليفة منهم علي و هو أولهم و سيدهم، فقلت: و من الآخرون يا رسول اللّه؟ قال: الثاني منهم الحسن بن علي بن أبي طالب، و الثالث

ص: 161


1- . كفاية المهتدي: ص 8 ح 15؛ كشف الحق (الأربعين للخاتون آبادي): ص 110 ح 17.

منهم الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، و الرابع منهم علي بن الحسين زين العابدين، و الخامس منهم محمد بن علي ثم ابنه جعفر ثم ابنه موسى ثم ابنه علي ثم ابنه محمد ثم ابنه علي ثم ابنه الحسن ثم ابنه الذي يغيب عن الناس غيبة طويلة، و ذلك قول اللّه تبارك و تعالى: قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ (1) ثم يخرج و يملأ الدنيا قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، يا عمّار سيكون بعدي فتنة فإذا كان ذلك فاتّبع عليّا و حزبه فإنّه مع الحقّ و الحقّ معه، و إنّك ستقاتل الناكثين و القاسطين معه ثم تقتلك الفئة الباغية و يكون آخر زادك من الدنيا شربة من لبن تشربه. قال سعيد بن جبير: فكان كما أخبره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

309-(2)-

مصباح المتهجّد: عن الصادق عليه السلام: في دعاء يقرأ بعد صلاة للحاجة و فيه: و أسألك بالحقّ الذي جعلته عند محمّد و آل محمّد و عند الأئمّة عليّ و الحسن و الحسين و على و محمّد و جعفر و موسى و علي و محمّد و علي و الحسن و الحجّة أن تصلّي على محمد و أهل بيته و أن تقضي حاجتي و تيسّر عسيرها و أن تكفيني مهمّاتها.

أقول: النصوص الواردة في ساداتنا الأئمّة الاثني عشر بلغت في الكثرة حدّا لا يسعه مثل هذا الكتاب، و كتب أصحابنا في الإمامة مشحونة بها، و استقصاؤها صعب جدّا، و لو أضيف إليها النصوص المروية عن كلّ واحد منهم فيمن يلي الإمامة بعده و ما ورد فيهم جملة من الأحاديث المتواترة و ما ورد في خصوص أمير المؤمنين عليه السلام من صحاح النصوص و متواترها لما يحتمله إلّا مجلّدات كبيرة، فاقتصرنا في هذا الكتاب بذلك المقدار و يأتي إن شاء اللّه طائفة من هذهالأحاديث في المجلّدين الثاني و الثالث من كتابنا هذا و على من يطلب المزيد منها الرجوع إلى الكتب المصنّفة في خصوص ذلك الباب.

و قد صنّف فيه جماعة من العلماء كأبي عبد اللّه أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن عياش المتوفى في سنة (401) مؤلف كتاب مقتضب الأثر في النصوص على الأئمة الاثني عشر، و الشيخ كمال الدين ميثم بن عليّ بن ميثم البحراني مؤلّف كتاب استقصاء النظر في إمامة الأئمّة الاثني عشر، و شرح نهج البلاغة كبير و متوسط و صغير، و شرح المائة كلمة، و رسالة في الإمامة و غيرها.

و قد قيل فيهم من الشعر قبل انتهاء عصورهم إلى الثاني عشر منهم ما فيه دلالة على ذلك مثل ما قاله العبدي في عصر مولانا الصادق عليه السلام، فراجع الغدير ج 2 غديرية العبدي: ص 290 غاية الاختصار في البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار: ص 131.

ص: 162


1- . الملك: 30.
2- . مصباح المتهجّد: ص 231.

310-(1)-

مصباح المتهجّد: في دعاء يقرأ بعد صلاة اخرى للحاجة يوم الجمعة رواها عن الصادق عليه السلام: و أسألك بالحقّ الذي جعلته عند محمد و آل محمد و عند الأئمة علي و الحسن و الحسين و علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و الحجّة عليهم السلام أن تصلّي على محمّد و أهل بيته و أن تقضي حاجتي ... الدعاء.

ملحق الباب الثاني من هم الخلفاء الاثنا عشر؟

لا يخفى أنّ أهم ما يجب على كل مسلم هو معرفة مداليل الكتاب و السنّة و دراستها دراسة تبصّر و تعمّق، و طلب الهداية منهما إلى أهداف الدين القويم و صراط اللّه المستقيم، فهي المرشد الوحيد إلى كلّ ما يحتاج إليه الإنسان في سعادته الإنسانية و حياته العقلية و العقائدية و الأخلاقية و الاجتماعية و السياسية و غيرها.

و من أهم ما يجب على الناظر في الأحاديث الدالّة على الخلفاء الاثني عشر، التأمّل فيها ليعرف هؤلاء الخلفاء الاثني عشر المنصوص عليهم بالخلافة و الإمامة في تلك الأحاديث التي تجاوزت عن حد التواتر.

فمن هم إذا؟

و من هؤلاء الخلفاء؟

و ما ذا أراد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من هذه التنصيصات؟و على من تنطبق هذه الأحاديث؟

و لما ذا انحصر الخلفاء في هذا العدد؟ و ...؟ و ...؟ و ...؟

فلا ينبغي لمن يطلع على هذه الأحاديث الاكتفاء بقراءتها و تخريجها، ثمّ العبور عنها إلى غيرها، و لا يصحّ له التجاوز عنها إلى غيرها فيهمل دراستها، بل يجب عليه الوقوف عندها، و عدم التجاوز عنها حتى يعرف المراد منها بالتفصيل و اليقين، لأنّ إهمال ذلك إهمال لكلام النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الذي قال اللّه تعالى في شأنه: وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى (2).

و ها نحن في هذه الرسالة مع قرّائنا الكرام من أهل التعمّق و التحقيق و الدراسة و الثقافة نضع هذه الأحاديث الشريفة أمامنا و نبحث فيها، و نجعل ما قيل فيها من الأقوال في الميزان.

و ليعلم أنّ في نفس هذه الأحاديث الشريفة ما يفسر ما يحتاج منها إلى التفسير فهي يشرح بعضها بعضا و يجعل الباحث في غنى عن شرحها بغيرها.

ص: 163


1- . مصباح المتهجّد: ص.
2- . النجم: 4 و 5.

فهناك طائفة من هذه الأخبار دلت على أنّ أولهم أمير المؤمنين عليّ عليه السلام و آخرهم المهدى عليه السلام.

و طائفة منها دلت على أنّ أولهم علي و ثانيهم الحسن و ثالثهم الحسين عليهم السلام، و أنّ التسعة الباقين هم من ولد الحسين عليه السلام.

و طائفة دلت على أنّ التاسع من صلب الحسين الذي هو ثاني عشرهم المهدي عليه السلام.

و طوائف كثيرة أيضا دلت على أسماء الاثني عشر و تعريفهم بأشخاصهم.

و هناك طوائف أخرى كثيرة كلها شارحة بالإجمال أو التفصيل لما ليس فيه إلّا البشارة بالاثني عشر.

و لا ريب أنّ المسلك المعقول المنطقي في فهم المراد من هذه الأحاديث استخراج ما أريد منها مما فيها و لا يضر ضعف بعض أسنادها مع قوة بعضها و جبر ضعف ضعيفها بقويّها فالأسناد أيضا يقوّي بعضها البعض كما يقوّيها و يؤيّدها أمور أخرى، ربما يظهر بعضها في طيّ كلماتنا إن شاء اللّه تعالى.

و مهما يكن الأمر فنحن ننظر من هذه الأحاديث في الطائفة التي دلت على الاثني عشر لنرى أنّها تنطبق على أيّ مذهب من المذاهب الإسلامية؟ و هل يوجد في المذاهب ما تنطبق عليه؟ أو أنّه لا يوجد- و العياذ باللّه- ما يصدّقها؟.

فنقول: اعلم أنّ الكلام في ما يرتبط بهذه الطائفة من هذه الأحاديث يقع في مقامين:الأول: في ما يستفاد منها.

و الثاني: في تعيين من تنطبق عليه، و بعبارة أخرى معرفة الخلفاء الاثني عشر بأشخاصهم.

المقام الأوّل في بيان أمور تستفاد من هذه الأحاديث

الأول: عدد الخلفاء الذين يكون الأمر لهم بعد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و حصرهم في الاثني عشر لا يزاد عليهم أحد و لا ينقص منهم أحد، و هذا مفاد كل واحد من الأحاديث.

الثاني: بقاء الأرض و سكونها عن الاضطراب ما داموا باقين عليها.

الثالث: عدم انقضاء هذا الأمر (دين الإسلام) قبل انقضائهم عليهم السلام، و استمرار بقائه ببقائهم، و أنّه ما بقي واحد منهم يكون الدين باقيا قائما و في هذا دلالة على طول مدة بقائهم على وجه البسيطة و لو بطول بقاء الثاني عشر منهم.

الرابع: عزّة هذا الدين و عدم قدرة الطواغيت على محوه و درس آثاره إلى مدة هؤلاء الاثني عشر، فهو لا يزال عزيزا منيعا لا يقدر أحد على القضاء عليه كما قضي على سائر الشرائع و الأديان، فهذه شريعة موسى و عيسى مضافا إلى أنّهما قد نسختا بشريعة الإسلام فقد حرّفت أصولهما و أحكامهما بالحوادث و الحروب و

ص: 164

سياسات المتغلّبين و تحريفات الكهنة و غيرهم، فما بيد اليهود و النصارى الآن من شريعة موسى و عيسى ليس هو الأصل، سيما في الأصول الاعتقادية.

أما الإسلام فقد بقي عزيزا منيعا محفوظا من تحريف الغالين و إبطال الجاحدين، و سيبقى إلى ظهور المهدي عليه السلام و حتى تقوم الساعة، لأنّ اللّه تعالى جعله في حصن حفظه الحصين، و نصب الأئمة الاثني عشر حفظة له و قوّاما بأمره في جميع الأزمنة إلى قيام القيامة.

و لا ينافي ذلك ما ربما وقع أو يقع في بعض الأزمنة و الأمكنة من غلبة الكفار على المسلمين، لعدم قدرتهم على إبادة الإسلام، و الدليل على ذلك بقاء هذا الدين على مرّ الأعصار طوال أربعة عشر قرنا مع كثرة الأعداء و قوّتهم و عدّتهم و عدّتهم و اتفاق كلمتهم على محو الإسلام و إضعاف المسلمين بكل قواهم المادية و تجهيزاتهم العسكرية و قدراتهم الاقتصادية، فلم ينجح مكرهم لإطفاء نور اللّه تعالى، بل ربما ظهروا على المسلمين في الظاهر و استولوا على بلادهم و ثرواتهم، و لكن لم يتمكّنوا من تنفيذ نواياهم من اجتثاث هذه الشجرة، بل ظهر في مرّات كثيرة صدق ما بشّر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمّته في هذه الأحاديث، و ما بشّر اللّه تعالى و وعد نبيّه و المسلمين في مثل قوله تعالى:

يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (1)

و قال تعالى: و مثل كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ. تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها(2) الخامس: ليس مفاد هذه الأحاديث أنّ عزّة الإسلام مطلقا لا تتحقق إلّا إذا ملكوا الأمور و كانوا مبسوطي اليد، بل مفادها أنّ عزّة الإسلام تبقى ببقائهم و لا ترتفع بجميع مراتبها، نعم العزّة المطلقة لا تتحقّق إلّا في دولتهم و تولّيهم الأمور الظاهرة، و هذه أيضا و إن لم تتحقّق في دولة واحد منهم، إذا أردنا من عزّة الإسلام حاكميّة أحكامه في جميع الأرض، إلّا أنّه تتحقّق بالتدريج و تستكمل في دولة آخرهم.

و بالجملة نقول عزّة الإسلام ببعض مراتبها الذي يمنع زوال الدين و يجعله مصونا و محفوظا بهؤلاء الاثني عشر، و إذا توفّرت شرائط العزّة المطلقة بسبب بسط يدهم في دولة الثاني عشر منهم فإنها تتحقّق، قال اللّه تعالى:

هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ*(3) السادس: أنّ إمامة هؤلاء الأئمة عليهم السلام إنّما تكون على التوالي دون التفريق، و هذا أمر يستفاد من صراحة هذه الأحاديث بذلك.

ص: 165


1- . الصف: 8.
2- . ابراهيم: 24 و 25.
3- . التوبة: 33.

[نكات مهمّة ترجع إلى معنى لفظ الخليفة و الإمام و الولي]

و هنا نكات مهمّة ترجع إلى معنى لفظ الخليفة و الإمام و الولي، نذكرها إتماما للفائدة:

الاولى [قول الراغب:]

قال الراغب: و الخلافة النيابة عن الغير، إمّا لغيبة المنوب عنه، و إمّا لموته، و إمّا لعجزه، و إمّا لتشريف المستخلف، و على هذا الوجه الأخير استخلف اللّه أولياءه في الأرض (1)

أقول: على هذا فالخليفة هو النائب عن الغير سواء كان قائما مقام الغائب أو الميت أو العاجز، أو كان قيامه مقام المنوب عنه لتشريف النائب و تكريمه، أو كان صدور بعض الأفعال و إنفاذ ولاية المستنيب و إظهار شئونه بواسطة النائب أوفق بحكمة المستنيب و أغراضه، أو غير ذلك، و سواء كان المنوب عنه و المستنيب هو اللّه تعالى أو النبي أو غيره من طوائف العباد أو آحادهم.فلم يؤخذ في معناه اللغوي خصوصية غيبة المنوب عنه أو عجزه أو موته، كما لم يؤخذ فيه أن يكون مسبوقا بنبوّة نبيّ أو إمامة إمام فلذلك صح إطلاق خليفة اللّه على نحو الحقيقة على آدم و داود و سائر الأنبياء مثل نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و سيدهم محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأئمة الاثني عشر الذين بشّر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمته بخلافتهم.

كما أنّ لفظ الخليفة المستعمل في القرآن الكريم و الأحاديث الشريفة بدون إضافة إلى أحد، ظاهر في خليفة اللّه تعالى فهو مستخلفه و مستنيبه، و الأمر المستخلف فيه هو من شئون اللّه تعالى و ليس لغيره أن يتصرّف فيه إلّا بإذنه و استنابته و استخلافه.

فالخليفة في قوله تعالى: إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً(2) و في قوله عزّ و جلّ: يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ (3) و كذا في هذه الأحاديث هو خليفة اللّه تعالى، فالخلفاء هم نوّاب اللّه على عباده و قوّامه على خلقه.

أمّا الأمراء فهم الحكّام سواء أ كانوا خلفاء أم غير خلفاء، فكل خليفة أمير و حاكم و ليس كل أمير و حاكم خليفة.

فألفاظ الحكومة و الإمارة و السلطان تقصر عن التعبير عما في مفهوم الخليفة. و الخلافة في تعبير الشارع بل و المتشرّعة تفيد معنى له من الجلال و الجمال و القداسة و الحكم على أساس الخير و العدل و القيم الإنسانية، و معاملة الضعفاء بالرفق، ما لا يفيده غيرها، لأن الخليفة تتصل سلطته بسلطة اللّه الحكيم العادل الرحمن الرحيم

ص: 166


1- . المفردات في غريب القرآن: ص 156.
2- . البقرة: 30.
3- . ص: 26.

الجبّار القاهر الجواد القدّوس العطوف الغفّار السلام، فالخليفة لا يستبد بالأمر و لا يخرج عن المنهاج الذي رسمه اللّه له، و لا أمر له إلّا إقامة الحقّ و دفع الباطل، و تهذيب النفوس و العمل بالكتاب و السنّة. فمن كان خارجا عن هذا النهج و الهدف لا يكون خليفة، بخلاف الأمير و الحاكم و السلطان.

و قد ظهر لك أنّ الخلافة منصب إلهيّ و نيابة عن اللّه تعالى لا تتمّ و لا تتحقّق إلّا بالجعل الإلهي لا يشركه في ذلك أحد.و يدلّ على ذلك- مضافا إلى حكم العقل بأنّ تعيين خليفة اللّه في الأرض يلزم أن يكون بنصبه تعالى و جعله- قوله تعالى: «إِنِّي جاعِلٌ»(1) و «إِنَّا جَعَلْناكَ»(2) فإن المستفاد منهما أنّ جعل الخليفة من شئون اللّه تعالى و أفعاله الخاصّة به لا شريك له في ذلك، فليس لغيره كائنا من كان جعل الخليفة في الأرض.

و مما ينبغي الإشارة إليه، أنّ الخلافة لطف من ألطاف اللّه تعالى العامّة لا تخصّ زمانا دون زمان، فهو كغيره من ألطافه و عناياته العامّة التي تقتضيها ربوبيّته المطلقة و رحمته الشاملة و حكمته الكاملة، و هي تشمل عباده في كل عصر و مكان و لا تختص بأهل زمان أو منطقة فقط، فإنّ الجاعل للخليفة هو اللّه الفيّاض الجواد الذي لا يبخل بمعروفه و لا تنفد خزائنه و هو الحكيم الخبير، و إذا ثبت صدور هذا اللطف منه في زمان، ثبت صدوره منه في جميع الأزمنة.

و ممّا يدل على أنّ الخليفة و الخلافة إذا اطلقا في الكتاب و السنّة أريد منهما خليفة اللّه و الخلافة الإلهية العظمى، أحاديث كثيرة من طرق الفريقين مثل ما ورد في أحاديث المهدي عليه السلام أنّه خليفة اللّه (3).

و مثل قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حديث حذيفة: إن كان للّه خليفة في الأرض فضرب ظهرك و أخذ مالك فأطعه (4) و لفظه في بعض طرقه الأخر: فإن كان للّه يومئذ في الأرض خليفة فجلد ظهرك و أخذ مالك فالزمه (5).

و في حديث كميل: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:

أولئك خلفاء اللّه في بلاده (في أرضه)(6).

ص: 167


1- . البقرة: 30.
2- . ص: 26.
3- . سنن ابن ماجة: ج 2، باب خروج المهدي ص 519؛ مسند أحمد: ج 5 ص 277.
4- . سنن أبي داود كتاب الفتن: ج 2 ص 200.
5- . مسند أحمد: ج 5، ص 430.
6- . نهج البلاغة: (قسم الحكم) 147؛ تذكرة الحفّاظ: ج 1 ص 11 و 12؛ دستور معالم الحكم بسنده المتّصل إلى كميل ص 84؛ الأمالي الخميسية بسنده المتّصل إليه ج 1 ص 66.

و في وصيّة كان يكتبها لمن يستعمله على الصدقات يظهر منها شدّة اهتمامه بإقامة عماد الحق، و شرع أمثلة العدل، في صغير الأمور و كبيرها و رفيعها و جليلها يأمر عامله عليها أن يقول: عباد اللّه أرسلني إليكم وليّ اللّه و خليفته (1).

و اقتباسا من هذه الأحاديث يقول النابغة الكبير الإمام في الفقه و الحديث و الأدب و الفنون الكثيرة شيخنا الشيخ بهاء الدين العاملي في قصيدته المسمّاة بوسيلة الفوز و الأمان في مدح صاحب العصر و الزمان:

خليفة ربّ العالمين و ظلّه *** على ساكني الغبراء من كلّ ديار

إن قلت: فما وجه إطلاقهم الخليفة على كل من تولّى الأمر بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى آخر الخلافة و زوال اسمها بذهاب الدولة العثمانية، مع أنّ خلافتهم لم تكن باستخلاف إلهي و لا باستخلاف الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و كانت مجرد حكومة و سلطنة لم تكن حاملة رسالة الإسلام و ليست لها نفحات طيبة من صاحب الشريعة و كان المتسمّون باسم الخليفة مستبدّين بالحكم عاملين بالجور خارجين عن سنن الإسلام في الحكم جعلوا عباد اللّه خولا و مال اللّه دولا؟!.

قلت: هذا مجرد اصطلاح منهم ظهر بعد أن أطلق المتقرّبون إلى هؤلاء الولاة عليهم اسم «خليفة رسول اللّه» و أطلق غيرهم ذلك عليهم خوفا من بطشهم و مظالمهم الموحشة، ثم اختصروا هذه الجملة بكلمة «الخليفة».

و لا شك أنّ هذا الاصطلاح و الإطلاق لا يوجب صرف ألفاظ الكتاب و السنّة عما هي ظاهرة فيه حين الاستعمال، و لا يغيّرها إلى المعنى الموضوع المستحدث كما لا شك في أنّ هذا الاصطلاح ليس من باب الحقيقة أصلا، لأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يستخلف أبا بكر، أمّا عمر فعلى القول بأنّ أبا بكر استخلفه (2)

فهو خليفة أبي بكر.

ص: 168


1- . نهج البلاغة: (قسم الرسائل) 25.
2- . و لم يثبت ذلك لأنّهم قالوا: لما اشتغل عثمان بكتابة وصية أبى بكر غشي عليه، فزعم عثمان أنّه مات فكتب اسم عمر من قبل نفسه، فلمّا أفاق أخبره بذلك و صوّبه أبو بكر. و الذي يغلب على ظنّ الباحث أنّه مات في غشوته هذه و استولى عمر على الأمر بكتابة عثمان، و لم يقل عمر في هذا المقام مع استيلاء المرض على أبي بكر إنّه استولى عليه المرض أو إنّ الرجل ليهجر؟! و لم يمنعه من الوصية كما منع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من وصيته؟! فإنّا للّه و إنّا إليه راجعون.

أمّا مقام الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ولايته على الأمور فلم تكن باختيار الناس أو بتغلّبه على الأمر و استبداده به بل كان باختيار اللّه تعالى، فإطلاق الأمير و السلطان و الحاكم على هؤلاء المتسمّين بالخلفاء أولى و أصحّ من اسم الخليفة، فضلا عن خليفة اللّه تعالى أو خليفة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

و الذهن المستقيم و الذوق السليم و إن كان من غير شيعة العترة الطاهرة يأبى ذلك حتى بالتجوّز و المسامحة، و يتساءل ما هو المجوّز لإطلاق «خليفة الرسول» على مثل عثمان و معاوية و يزيد والوليد و امراء بني العباس و آل عثمان و غيرهم من المتسمّين بالخليفة في دمشق و بغداد و الأندلس و غيرها.

و بالجملة فإنّ لقب «خليفة اللّه» لقب رفيع شامخ، و كذا لقب «الخليفة» لا يطلق و لا يصح إطلاقه إلّا على صاحب منصب الخلافة الإلهية في الأرض الذي اختاره اللّه تعالى لإقامة العدل و المثل الإنسانية العليا و إنفاذ أحكامه و عمارة بلاده و إفاضة الخير و حفظ كيان الشريعة و معالم الحقّ.

و لا يصح إطلاقه على غيره حتى بالتجوّز و المسامحة، و لوضوح عدم صحة ذلك قال أبو بكر لما قيل له: «يا خليفة اللّه» قال: بل خليفة محمد، أو قال: أنا خليفة رسول اللّه (1)،

و لكن تلقيبه نفسه أيضا بخليفة محمّد أو خليفة رسول اللّه لم يكن على وجه الحقيقة، لأنّ الخلافة كما سمعت هي النيابة عن الغير فلا تتمّ إلّا باستنابة ذلك الغير و استخلافه، و المتّفق عليه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يستخلف أبا بكر و لم يوص له، و لم يكن جلوسه مجلسه و استيلاؤه على منبره و محرابه، و ما كان تحت يده باستنابته.

و على القول بأنّ أمر الحكومة و تعيين الحاكم و الوالي راجع إلى الأمّة فيجب عليهم نصبه و القيام بتعيينه، و أنّ الأمّة أجمعت- و ما أجمعوا- من غير كره و خوف على نصب أبي بكر، فإطلاق خليفة الأمّة دون خليفة الرسول عليه أولى و أصح، لأنّه صار- بزعمهم- نائبا عن الأمّة فيما هو تكليف الجميع من إقامة الحدود و حفظ النظام، كل ذلك يظهر بأدنى تأمّل في تعريف الخلافة بأنّها النيابة عن الغير. و في هذا الموضوع كلام طويل ... و لا تسأل عن الخبر.

الثانية [القول فى إطلاق لفظ الإمام على كلّ من يؤتمّ به]

ما ذكرنا في الخليفة يجري في لفظ الإمام و في الوليّ إذا أطلق الأخير على غير اللّه تعالى، فالإمام إذا أطلق يراد به صاحب المقام المجعول من اللّه تعالى سواء كان نبيّا أو وصيّ نبي، و لا ينافي ذلك كون معناه بحسب اللغة أعمّ من ذلك، فيصح بحسب اللغة إطلاق لفظ الإمام على كلّ من يؤتمّ به في علم أو خلق أو فن من الفنون، فيقال مثلا خليل بن أحمد الإمام في اللغة، أو الكليني الإمام في الحديث، أو الشيخ الطوسي الإمام في التفسير و الحديث و الفقه و الأصول، و الشيخ الرئيس ابن سينا الإمام في الفلسفة و الطب، إلّا أن هذا لا ينافي استقرار ظهوره في

ص: 169


1- . مسند أحمد: ج 1 ص 10.

لسان الشارع و الكتاب و السنّة في من نصبه اللّه تعالى إماما و جعله علما لعباده و منارا في بلاده يرجع إليه الغالي و يفي ء إليه التالي، فكأنّه نقل لفظ الإمام الموضوع أو الظاهر في المؤتمّ به بسبب كثرة الاستعمال في الكتاب و الحديث عن هذاالمعنى الكلي إلى هذا المصداق و الفرد المعين، فصار ظاهرا فيه إذا استعمل مطلقا و بدون قرينة صارفة عن هذا الظهور.

و لظهور اختصاص هذا اللقب بحجّة اللّه و الإمام المنصوب من قبله تعالى تأبى- تأدّبا- بعض النفوس الزكية و ذوي القلوب القدسية عن إطلاق هذا اللفظ عليهم، حتى مع وجود قرينة صارفة عما هو ظاهر فيه.

و لا يخفى عليك أنّ لفظ الإمام و إن كان بحسب هذا النّقل يطلق على النبيّ و غيره ممّن يقوم بالأمر بإذن اللّه تعالى، إلّا أنّ كثرة استعماله في الأئمّة القائمين بالأمر من أهل البيت عليهم السلام في الأحاديث الشريفة جعله كأنّه نقل بعد نقله إلى المعنى الثاني إلى هذا المعنى.

و من راجع الكتاب و السنّة يجد شواهد كثيرة لذلك. فمما يدل على استقرار ظهوره في الكتاب على كل من جعله اللّه تعالى إماما، نبيّا كان أو وصيّا قوله تعالى: وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (1).

فهذه الآية الكريمة دلّت على أنّ الإمامة هي عهد اللّه الذي لا ينال الظالمين و أنّ اللّه هو جاعله و من الواضح أنّ جعل الإمام للناس عامّة لا يصحّ إلّا من جانب اللّه تعالى.

و قوله تعالى: وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ (2) و قوله عزّ و جل: وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً(3) و قوله عزّ من قائل: وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا(4) و ممّا يدلّ على ظهوره في الإمام بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قوله صلّى اللّه عليه و آله «من مات و لم يعرف إمام زمانه فليمت إن شاء يهوديا و إن شاء نصرانيا»(5) و قال أمير المؤمنين عليه السلام «بنا يستعطى الهدى و يستجلى العمى إنّ الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم لا تصلح على سواهم و لا تصلح الولاة من غيرهم»(6)

و قال: «و إنما الأئمة قوام اللّه على خلقه و عرفاؤه على عباده و لا يدخل الجنّة إلّا من عرفهم و

ص: 170


1- . البقرة: 124.
2- . الأنبياء: 73.
3- . القصص: 5.
4- . السجدة: 24.
5- . المسائل الخمسون للفخر الرازي: المسألة 47، و هذه الرسالة طبعت سنة 1328 في مصر مع عدّة رسائل أخرى أسماها ناشرها« مجموعة الرسائل» و هذا الحديث في ص 348.
6- . نهج البلاغة: الخطبة 142.

عرفوه و لايدخل النار إلّا من أنكرهم و أنكروه»(1) و الأحاديث في قداسة معنى الإمامة و أنّها منصب إلهي و أنها إذا استعملت مطلقة يراد بها صاحب هذا المنصب في كتب الفريقين سيّما الإماميّة كثيرة متواترة.

هذا كله في لفظ «الإمام».

و أمّا لفظ «الولي» فهو تارة يستعمل مضافا إلى اللّه تعالى أو إلى غيره، و تارة يستعمل بدون الإضافة، و المضاف إليه أيضا تارة يكون مورد ولاية الوليّ و محلّا لإعمال ولايته كالناس و المؤمنين في مثل: اللّه وليّ الناس، أو وليّ الذين آمنوا، أو وليّ المؤمنين، أو الأب وليّ ولده الصغير، أو الحاكم ولي الممتنع أو الغائب فالوليّ في مثل هذه الأمثلة في معنى الفاعل.

و مثله قوله تعالى: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا(2) و قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: علي ولي كل مؤمن بعدي، و قوله صلّى اللّه عليه و آله: هم خلفائي يا جابر و أولياء الأمر بعدي.

و تارة يكون في معنى المفعول إذا أضيف إلى جاعل هذه الولاية و فاعله كقولنا: علي ولي اللّه، نعني بذلك أنّه هو المجعول وليّا من جانب اللّه تعالى.

و المتبادر إلى الذهن في جميع هذه الأمثلة من الولي إذا أضيف إلى الناس أو الذين آمنوا و نحو ذلك، أو أضيف إلى اللّه هو نحو من المعنى الذي أريد من لفظ الخليفة و الإمام، له قدسيّته و روحانيّته، و استمداده من ولاية اللّه الكاملة المطلقة، و هذا المعنى هو الظاهر منه إذا أطلق على النبي و الإمام مطلقا و بدون الإضافة، كما أنّ الظاهر من إطلاق لفظ الولي على اللّه تعالى هو هذا المعنى بمرتبته الكاملة الذاتية غير المعتمدة على ولاية غيره، دون سائر المعاني كالناصر و المحب.

الثالثة [المتبادر من لفظ الخليفة]

ألفاظ الخليفة و الإمام و الولي و إن كانت ظاهرة في المعاني التي استظهرناها منها إذا استعملت في الكتاب و السنّة و ربما تصدق على مصداق واحد، بل كل واحد منها دائم الصدق على ما يصدق عليه الآخر إلّا أنّ لكل واحد منها معنى يتبادر إلى الذهن قبل غيره من المعاني التي تدل عليها بالالتزام.

فالمتبادر من لفظ الخليفة من يقوم بأمر اللّه تعالى نيابة عنه بالحكم بين عباده بالحق و إقامة العدل و القسط و نظم الأمور و بسط الأمن و نحو ذلك، و يتبادر من لفظ الولي من له التصرف في الأمور التكوينية و الولاية التشريعية من قبل اللّه تعالى و بتمكينه و تشريعه، كما يتبادر من لفظ الإمام المنصوب للائتمام و الاقتداء به و الاهتداء بهدايته و أن يكون علما للسالكين، و الدليل على مرضاة اللّه و عصمةالمعتصمين و عروة المتمسّكين.

ص: 171


1- . نهج البلاغة: الخطبة 150.
2- . المائدة: 55.

كل هذه الاصطلاحات تشير إلى عنايات خاصة و ألطاف إلهية تشمل عباده المكرمين المأمونين على سرّه، المخصوصين بعنايته الذين لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون.

و كل هذه المناصب أعم من الرسالة و النبوة، فهي تجتمع معها كما اجتمع في إبراهيم الخليل النبوة و الإمامة، و في آدم و داود النبوة و الخلافة، و في غيرهم من الأنبياء الذين أخبر اللّه تعالى بإمامتهم في القرآن المجيد، و كما اجتمع في سيدهم و خاتمهم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم جميع المناصب الإلهيّة.

فكلهم من رسول اللّه ملتمس *** غرفا من أليم أو رشفا من الدّيم (1)

و تفترق عن النبوّة فيكون الإمام و الخليفة و الولي تابعا للنبي كالأئمة الاثني عشر، فإنّ النبوة و الرسالة قد ختمت بجدهم محمد بن عبد اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و بقيت الخلافة و الإمامة و الولاية في أمّته لئلا تبطل حجج اللّه و بيّناته، فهؤلاء الخلفاء هم القائمون بأعباء الخلافة الإلهية بعده صلّى اللّه عليه و آله، و لا ينافي ذلك إطلاق خلفاء الرسول عليهم في بعض الروايات كقوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: هم خلفائي يا جابر، و اللّهم ارحم خلفائي، و أنت خليفتي، و أنت الخليفة بعدي، فإن ما قلناه من الاستظهار من هذه الألفاظ إنّما قلناه فيما إذا استعملت مطلقا و بدون إضافتها إلى غير اللّه تعالى، أمّا مع إضافتها إلى غيره تعالى، فلا ريب في أنّه يستفاد من لفظ الخلافة، الخلافة عن هذا الغير.

و الخلافة عن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم التي جاءت في هذه الأحاديث هي الخلافة عنه في إبلاغ الأحكام و ما أنزل اللّه إليه إلى الناس و القيام مقامه في تولّي أمور الأمّة و إدارة شئونهم و هي أيضا لا تتحقّق إلّا باستخلافه بنفسه واحدا من أمّته، و لا يجوز للأمّة أن تستخلف أحدا له، فالخلافة و النيابة و الوصية و أمثالها أمور ليس لأحد تولّى نصب من يقوم بها إلّا من يكون ذلك المنصوب خليفته و نائبا عنه و وصيّه و لا ولاية لغيره على ذلك.

و ليت شعري من أين ثبت للأمّة هذه الولاية على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أكرم خلقه؟ و من أين ثبت للأمّة عليه من الولاية ما لم يثبت على واحد من أمّته؟ إن هذا إلّا جرأة و تجاسر على اللّه تعالى و رسوله الأعظم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

المقام الثانى في تعيين من تنطبق عليه الأحاديث و معرفة هؤلاء الاثني عشر بأشخاصهم

اعلم أنّ هذه الأحاديث لا تنطبق إلّا على مذهب الشيعة الإمامية، فإنّ بعضها يدل على أن الإسلام لا ينقرض و لا ينقضي حتى يمضي في المسلمين اثنا عشر خليفة، و بعضها يدل على أنّ عزّة الإسلام إنّما تكون إلى اثني عشر

ص: 172


1- . البيت من القصيدة المعروفة بالبردة، لأبي عبد اللّه محمّد بن سعيد البوصيري.

خليفة، و بعضها يدل على بقاء الدين إلى أن تقوم الساعة، و أن وجود الأئمة مستمر إلى آخر الدهر، و بعضها يدل على أنّ الاثني عشر كلهم من قريش و في بعضها «كلهم من بني هاشم» و في بعضها «و كلهم لا يرى مثله».

و ظاهر جميعها حصر الخلفاء في الاثني عشر و أنّهم متوالون متتابعون، و معلوم أنّ تلك الخصوصيات لم توجد إلّا في الأئمة الاثني عشر المعروفين عند الفريقين، و لا توافق مذهبا من مذاهب فرق المسلمين إلّا مذهب الإمامية، و ينبغي أن يعدّ ذلك من معجزات النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و إخباره عن المغيبات.

و لا ريب أنّ هذه الأحاديث لا تحتمل غير هذا المعنى و لا يحتمل الذهن السليم المستقيم الخالي عن بعض الشوائب و الأغراض غيره، و لو أضفنا إليها غيرها من الروايات الكثيرة الواردة في الأئمة الاثني عشر التي ذكرنا طائفة منها في هذا الكتاب يحصل القطع بأنّ المراد منها ليس إلّا الأئمّة الاثني عشر من أهل بيته عليهم السلام.

و يؤيّدها أيضا حديث الثقلين المشهور المقطوع الصدور، و الحديث المروي بطرق الفريقين «النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لامّتي».

قال في ذخائر العقبى: أخرجه أبو عمر الغفاري «النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت النجوم ذهبت السماء، و أهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض» و قال: أخرجه أحمد في المناقب.

و حديث: «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، و أهل بيتي أمان لامّتي من الاختلاف»(1)،

ذكر في الصواعق أنّ الحاكم صحّحه على شرط الشيخين.

و حديث: مثل أهل بيتي كسفينة نوح ... الحديث، المروي بطرق كثيرة.

و ما روى البخاري عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في باب مناقب قريش في كتاب الأحكام قال: لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان (2)و الحديث الذي احتجّ به أبو بكر يوم السقيفة على الأنصار و هو قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الأئمّة من قريش (3).

و يؤيّدها أيضا قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية(4)

(عن الحميدي أنّه أخرجه في الجمع بين الصحيحين).

ص: 173


1- . المستدرك ج 3 ص 149.
2- . صحيح البخاري: ج 4 ص 218 عن كتاب المناقب.
3- . فتح الباري: ج 13 ص 114.
4- . شرح المقاصد: ج 2 ص 275؛ الجواهر المضيئة: ج 2 ص 509 و بمعناه أو قريب منه روايات كثيرة.

و عن الحاكم أنّه أخرج عن ابن عمر أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: من مات و ليس عليه إمام فان موته موتة جاهلية(1).

و أخرج السيوطي في الدرّ المنثور قال: أخرج ابن مردويه عن علي رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يوم ندعو كل اناس بإمامهم، قال: «يدعى كل قوم بإمام زمانهم، و كتاب ربهم و سنة نبيهم»(2)

و أخرجه القرطبي و الآلوسي. و روي عن الثعلبي مسندا عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مثله.

فيستفاد من مجموع هذه الأخبار أنّ وجود الأئمة الاثني عشر مستمر إلى انقضاء الدهر و كلهم من قريش و لم يدّع أحد من طوائف المسلمين إمامة هذا العدد من قريش مستمرّا إلى آخر الدهر غير الشيعة الإمامية.

و قد أفرد العلّامة محمّد معين بن محمّد أمين السندي مؤلّف «دراسات اللبيب» كتابا في هذه الأحاديث أسماه «مواهب سيد البشر في حديث الأئمّة الاثني عشر» و قد أثبت أيضا في كتابه «دراسات اللبيب» تعلّق حديث الثقلين بالأئمّة الاثني عشر، بالأدلة الشافية و دلالته على كونهم أئمّة في العلم معصومين، و وجوب اتّباعهم و الرجوع إليهم في أخذ العلوم، فراجع العقبات: ج 2 و ج 12 ص 295 و 296 و 304- 307.

قال الفاضل القندوزي الحنفي في: قال بعض المحقّقين: إنّ الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اثني عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة. فبشرح الزمان و تعريف الكون و المكان علم انّ مراد رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم من حديثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته و عترته، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه لقلتهم عن اثني عشر،و لا يمكن أن يحمل على الملوك الأمويّين لزيادتهم على الاثني عشر و لظلمهم الفاحش إلّا عمر بن عبد العزيز و لكونهم غير بني هاشم، لأنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: «كلهم من بني هاشم» في رواية عبد الملك بن جابر، و إخفاء صوته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في هذا القول يرجّح هذه الرواية لأنهم لا يحسنون خلافة بني هاشم.

و لا يمكن أن يحمل على الملوك العباسيّين لزيادتهم على العدد المذكور و لقلة رعايتهم الآية «قل لا أسألكم عليه أجرا إلّا المودّة في القربى»(3).

و حديث الكساء، فلا بدّ من أن يحمل هذا الحديث على الأئمّة الاثني عشر من أهل بيته و عترته صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، لأنّهم كانوا أعلم أهل زمانهم و أجلّهم و أورعهم و أتقاهم و أعلاهم نسبا، و أفضلهم حسبا و أكرمهم عند اللّه، و كان علومهم عن آبائهم متصلا بجدهم صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم و بالوراثة و اللّدنيّة، كذا عرّفهم أهل العلم و التحقيق و أهل الكشف و التوفيق.

ص: 174


1- . بحار الأنوار: ج 23 ص 76 ب 4 ح 3 و جاء (له) بدل (عليه).
2- . الدرّ المنثور: ج 4 ص 194 في تفسير الآية 71 من سورة الإسراء.
3- . الشورى: 23.

و يؤيّد هذا المعنى (أي إنّ مراد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الأئمّة الاثنا عشر من أهل بيته) و يشهده و يرجّحه حديث الثقلين و الأحاديث المتكررة المذكورة في هذا الكتاب و غيرها.

و أمّا قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «و كلهم تجتمع عليه الأمّة» في رواية جابر بن سمرة، فمراده صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّ الأمّة تجتمع على الإقرار بإمامة كلهم وقت ظهور قائمهم المهدي سلام اللّه عليهم انتهى.(1)

هذا و قد وقعت مدرسة السياسة الغالبة على الحكم القائمة على نفي ولاية أهل البيت عليهم السلام و ترك النصوص الحاكمة بإمامتهم، إمّا بترك إخراج هذه الأحاديث و روايتها، أو بالتشكيك في طرقها و ردّ رجالها بجريمة حبّ أهل البيت و رواية فضائلهم، أو بتفسيرها على خلاف ظاهرها في الحيرة و الدهشة أمام هذه الأحاديث المتواترة الصحيحة، فسلكوا في تفسيرها مسالك و عرة و حملوها على احتمالات واهية و آراء باطلة لا يمكن لهم الجزم بواحد منها، فأنكر كل واحد منهم تفسير الآخر و ردّه و نقضه فبقوا حائرين عاجزين عن صرف انطباق هذه الأحاديث على الأئمّة الاثني عشر عليهم السلام، المؤيّدة بغيرها من النصوص الكثيرة المتواترة.قال ابن بطال على ما في فتح الباري عن المهلب: لم ألق أحدا يقطع في هذا الحديث يعني بشي ء معين. و حكي عن ابن الجوزي أنّه قال في كشف المشكل: قد أطلت البحث عن معنى هذا الحديث و تطلّبت مظانّه و سألت عنه فلم أقع على المقصود به.

و إنّما وقعوا في هذا الحيص و البيص الشديد لأنّهم لم يريدوا الأخذ بمداليلها الظاهرة المستقيمة المنطبقة على الائمة الاثني عشر عليهم السلام طمعا أو خوفا من الحكومات الطاغوتية التي لم تسمح لهم بالافصاح بالحقّ، و اشترت أخلاقهم و أفهامهم بعرض الدنيا و زخارفها و حطامها فصيّرتهم عملاء لسياساتها التي بنيت على الاستعلاء و الاستضعاف، و استعباد عباد اللّه و مدافعين عن ظلم أرباب هذه الحكومات و سيرهم الكسروية و القيصرية، فحملوا قبائح أعمالهم و ما يصنعون بمصالح المسلمين و فيئهم، و ما يرتكبون في بلاطهم من أنواع المعاصي و الاشتغال بالملاهي و المعازف، و إسرافهم في الأموال و تبذيرها و صرفها فيما حرّمه اللّه تعالى و منعها أهلها من الفقراء و الضعفاء على المحامل القائمة على تأويل الأحكام و النصوص كقولهم بحرّية أرباب الحكم و عدم جواز استنكار أعمالهم و وجوب إطاعتهم و إن كانوا مثل يزيد و الوليد و غيرهما من طواغيت و ملوك بني اميّة و بني العبّاس و غيرهم من الجبابرة الذين جعلوا مال اللّه دولا و عباد اللّه خولا كما نرى اليوم في بعض البلاد الإسلامية من الحكّام العملاء للدول الغربية المستكبرة، فإنّا للّه و إنّا إليه راجعون.

ص: 175


1- . ينابيع المودّة: ص 446.

[أقاويلهم المختلفة المتناقضة في تفسير أحاديث الاثني عشر:]

و إليك أيّها المسلم المؤمن باللّه تعالى و كتابه و سنّة رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أقاويلهم المختلفة المتناقضة في تفسير أحاديث الاثني عشر:

أحدها: [أنّ قوله «اثنا عشر» إشارة إلى من بعد الصحابة من خلفاء بني اميّة]

ما ذكره بعضهم في بعض حواشيه على صحيح الترمذي و ذكره في فتح الباري بشرح صحيح البخاري و هو أنّ قوله «اثنا عشر» إشارة إلى من بعد الصحابة من خلفاء بني اميّة، و ليس على المدح، بل على استقامة السلطنة، و هم يزيد بن معاوية و ابنه معاوية، و لا يدخل عثمان و معاوية و ابن الزبير لكونهم من الصحابة، و لا مروان بن الحكم لكونه بويع بعد بيعة ابن الزبير فكان غاصبا، و للاختلاف في صحبته على ما في فتح الباري ثمّ عبد الملك، ثمّ الوليد إلى مروان بن محمد.

أقول: ليت شعري ما الذي يحمل الإنسان على ارتكاب هذه التأويلات الباردة الفاسدة في أحاديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟ أ هذا أجر رسالته عنّا؟ أو لا يكون ذلك استخفافا بكلامه صلوات اللّه عليه و على آله؟.و إذا كان هذا مراده فأيّة فائدة في الإخبار عن ذلك، و ما حاصله؟.

و من أين علم أن مراده الإخبار بإمارة اثني عشر من بني اميّة دون معاوية و مروان؟.

و من أين علم أنّه إشارة إلى ما بعد الصحابة؟ فلم لم يقل «يكون بعد الصحابة» و قال- على ما جاء في طائفة من أحاديث الباب-: «و يكون من بعدي».

و يدل على فساد هذا الاحتمال و بطلان كل وجه أدخل فيه معاوية و من بعده، أنّ بني اميّة ليسوا من الخلفاء بالاتفاق، و أنّهم ملوك و شر ملوك.

و إذا وصل الأمر إلى اقتراح مثل هذا الاحتمال لصرف الكلام عن ظاهره حذرا عن إثبات مذهب أهل الحقّ، فلا خصوصية لبعض دون بعض و حينئذ تكثر الاحتمالات، فيحتمل أن يكون إشارة إلى من بعد عبد الملك و كان مراده من «بعدي» بعد عبد الملك، و يحتمل أن يكون إشارة إلى من بعد هشام، و يحتمل أن يكون ستة منهم من بعد يزيد بن عبد الملك و ستة منهم من بني العباس، و يحتمل أن يكون المراد بعد بني اميّة، و يحتمل أن يكون إشارة إلى من بعد السفّاح أو المنصور أو غيرهما من بني العباس، أو يكون بعضهم من الأموية الذين ملكوا الأندلس و بعضهم من الفاطميين الذين حكموا بمصر مثلا!! إذ لا مرجّح للاحتمال الذي ذكروه على واحد من هذه الاحتمالات.

ثمّ كيف يكون الحديث صادرا على غير سبيل المدح مع ما في بعض طرقه من العبارات الصريحة في المدح؟!

ص: 176

و كيف يصح تنزيل هؤلاء الجبابرة الفجرة منزلة نقباء بني إسرائيل و حواري عيسى في هذه الروايات الكثيرة؟!

هذا مضافا إلى دلالة هذه الروايات على انحصار الخلفاء في الاثني عشر.

ثانيها: أنّه بعد وفاة المهدي عليه السلام يملك اثنا عشر

ستة منهم من ولد الحسن عليه السلام، و خمسة من ولد الحسين، و آخر من غيره.

أقول: هذا أيضا مخالف لنصوص هذه الأحاديث مثل قوله: «بعدي اثنا عشر خليفة»، و قوله: «لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا»، و قوله:

«لا يزال أمر الناس ماضيا»، ممّا يدل على اتصال زمانهم بزمان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و استمرار وجودهم الى آخر الدهر، و انحصار الخلفاء فيهم كما صرح به في رواية ابن مسعود: أنّه سئل كم يملك هذه الأمّة من خليفة، قال: سألنا عنها ... الحديث.هذا مضافا إلى أنّه بعد انطباق هذه الأحاديث على الأئمّة الاثني عشر المشهورين بين فرق المسلمين و ظهور صدق كلام النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، بمصداقه الظاهر الواضح، ما الوجه في حمل تلك الأخبار على غيرهم ممّن لا تنطبق عليه!!.

إن قلت: إنّ تلك الخصوصيات و إن لم توجد بعد في غير الأئمّة الاثني عشر عليهم السلام، لكن يجوز أن توجد في غيرهم في المستقبل؟.

قلت: هذا من عجيب الكلام، فكيف يوجد في المستقبل الذين أخبر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بوجودهم بعده مباشرة و اتصال زمانهم بزمانه! و هل هذا الاحتمال إلّا خلف ظاهر؟ ثم إنّا نفرض عدم التصريح باتصال زمانهم و إهمال الأحاديث ذلك، لكن بعد أن وجد المصداق فهي تنطبق عليه لا محالة و لا يجوز انكار ذلك بدعوى جواز وجود مصداق آخر لها في المستقبل!.

ألّا ترى أنّ اللّه تعالى حيث أنزل وصف نبينا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في التوراة و الإنجيل فلما ظهر و أنكر اليهود و النصارى نبوّته، وبّخهم في القرآن المجيد و لم يقبل قولهم بأنه سيظهر فيما بعد.

و أمّا الاستناد لصحّة حمل هذه الأحاديث على هذا القول بخبر:

يلي الأمر بعد المهدي اثنا عشر رجلا ستة من ولد الحسن ... الحديث.

ففيه مضافا إلى مخالفتها للأحاديث الكثيرة الواردة من طرق الفريقين، أنّه مخالف لخصوص هذه الأحاديث و ما فيها من انحصار الخلفاء في الاثني عشر و استمرار وجودهم، و اتصال زمانهم بزمان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و الفرق ظاهر بين قوله: «يلي الأمر بعدي» أو «بعد المهدي».

ص: 177

هذا مع ما في سند هذه الرواية من الوهن و الضعف، فقد صرح في الصواعق بأنّها واهية جدّا لا يعوّل عليها، و نقل ذلك أيضا عن ابن حجر صاحب كتاب فتح الباري.

هذا كله مضافا إلى أننا لا نستبعد كون مثل هذا الاحتمال مأخوذا من الاسرائيليات، و إنّما لجئوا إلى مثل ذلك سعيا منهم لصرف هذه الأخبار عن مصاديقها الصريحة فيها.

و هذا ابن المنادي يقول: إنّا تنبهنا لذلك- يعني أنّ مصداقه يكون بعد موت المهدي- لما ألفيناه في كتاب دانيال و إن شئت أن تعرف قصة هذا الكتاب و ما ذكروا في شأنه فراجع أوائل كتاب الملاحم لابن المنادي حتى تعرف ما ابتلي به القوم من الأخذ بالخرافات و الاسرائيليات لتركهم أخذ العلم الصحيح عن أهله و هم أئمّة أهل بيت الرسول عليهم السلام، الذين أمر اللّه الأمّة بالتمسّك بهم عليهم السلام و التمسّك بالكتاب.

ثالثها: [هذا فيمن اجتمع عليه الناس]

ما حكي عن القاضي عياض، و هو أنّ المراد أنّهم يكونون في مدّة عزّة الخلافة و قوّة الإسلام و استقامة اموره. و قد وجد هذا فيمن اجتمع عليه الناس، إلى أن اضطرب أمر بني اميّة و وقعت بينهم الفتنة زمن الوليد بن يزيد، و قد رجّح ابن حجر في فتح الباري هذا الوجه و زعم تأييده بقوله في بعض طرق الحديث الصحيحة: «كلهم يجتمع عليه الناس». ثمّ ذكر أسماء من وقع الاجتماع على خلافتهم و هم: أبو بكر و عمر و عثمان و علي و معاوية و يزيد و عبد الملك و أولاده الأربعة، الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام.

قال: و تخلل بين سليمان و يزيد عمر بن عبد العزيز، قال: فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين، و حيث لم يعد عمر بن عبد العزيز منهم، قال:

و الثاني عشر هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك.

أقول: هذا الوجه أردأ الوجوه في تفسير الحديث و أهونها، و إن قال ابن حجر إنّه أرجحها، و نحن نترك الكلام في نسب بني أميّة و عدم صحّة انتسابهم إلى قريش، مع أنّ هذه الأحاديث مصرّحة بكون الأئمّة الاثني عشر من قريش.

و لكن نقول: كيف يصحّ حمل هذه البشائر التي صدرت على سبيل المدح و إطلاق الخليفة على معاوية الذي حارب أمير المؤمنين عليه السلام، الذي قال فيه سيد النبيين صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «حربك حربي» و أعلن بسبّه على المنابر، و دسّ السم إلى الحسن عليه السلام سيد شباب أهل الجنّة.

و على مثل يزيد بن معاوية قاتل الحسين عليه السلام، و الفاسق المعلن بالمنكرات و الكفر و المتمثّل بأشعار ابن الزبعرى المعروفة فرحا بحمل رأس ابن بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إليه، و هو الذي أمر مسلم بن عقبة أن يبيح أهل المدينة ثلاثا، فقتل خلقا من الصحابة و نهبت بأمره المدينة و افتضّت في هذه الواقعة

ص: 178

ألف عذراء حتّى قيل إنّ الرجل من أهل المدينة بعد ذلك إذا زوّج ابنته كان لا يضمن بكارتها، و يقول: لعلّها قد افتضّت في واقعة الحرّة، و قيل تولّد من النساء أربعة آلاف ولد من تلك الواقعة.

و قد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فيما رواه مسلم: من أخاف أهل المدينة أخافه اللّه و عليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين (1).و حكي عن الواقدي أنّ عبد اللّه بن حنظلة الغسيل قال: و اللّه ما خرجنا على يزيد حتّى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء، إنّه رجل ينكح امّهات الأولاد و البنات و الأخوات و يشرب الخمر و يدع الصلاة(2) و هو الذي أمر بغزو الكعبة.

و ذكر السيوطي و غيره أنّ نوفل بن أبي الفرات قال: كنت عند عمر بن عبد العزيز فذكر رجل يزيد، فقال: قال أمير المؤمنين يزيد بن معاوية، فقال: تقول أمير المؤمنين و أمر به فضرب عشرين سوطا(3).

و ذكر في الصواعق أنّه قيل لسعد بن حسّان: إنّ بني أميّة يزعمون أنّ الخلافة فيهم، فقال: كذب بنو الزرقاء، بل هم ملوك من شرّ الملوك.

و كيف يصحّ حمل هذه الأحاديث و إطلاق الخليفة على عبد الملك الغادر الناهي عن الأمر بالمعروف.

قال السيوطي في تاريخ الخلفاء: لو لم يكن من مساوئ عبد الملك إلّا الحجّاج و توليته إيّاه على المسلمين و على الصحابة رضي اللّه عنهم يهينهم و يذلّهم قتلا و ضربا و شتما و حبسا و قد قتل من الصحابة و أكابر التابعين ما لا يحصى، فضلا عن غيرهم، و ختم في عنق أنس و غيره من الصحابة ختما يريد بذلك ذلّهم فلا رحمه اللّه و لا عفا عنه (4).

أم كيف يطلق الخليفة على الوليد بن يزيد بن عبد الملك الفاسق الشريب للخمر الهاتك لحرمات اللّه تعالى، و هو الذي أراد الحج ليشرب الخمر فوق ظهر الكعبة فمقته الناس لفسقه (5). و هو الذي فتح المصحف فخرج «و استفتحوا و خاب كلّ جبّار عنيد»(6)

فألقاه و رماه بالسهم و قال:

ص: 179


1- . مروج الذهب: ج 3 ص 69.
2- . تاريخ الخلفاء: ص 209.
3- . الصواعق المحرقة: ص 219 ط القاهرة؛ تاريخ الخلفاء: ص 209 ط مصر.
4- . تاريخ الخلفاء: ص 220.
5- . تاريخ الخلفاء: ص 250، تاريخ الطبري: ج 7 ص 209.
6- . إبراهيم: 15.

تهددني بجبّار عنيد *** فها أنا ذاك جبّار عنيد

إذا ما جئت ربّك يوم حشر *** فقل يا ربّ مزّقني الوليد(1)

فلم يلبث بعد ذلك إلّا يسيرا حتى قتل.

أ هذا معنى عزّة الإسلام، و خلافة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟

و نقل أنّه لمّا ولي الحج حمل معه كلابا في صناديق و عمل قبّة على قدر الكعبة ليضعها على الكعبة و حمل معه الخمر و أراد أن ينصب القبّة على الكعبة و يشرب فيها الخمر، فخوّفه أصحابه من الناس فلم يفعل (2).

و ذكر المسعودي عن المبرّد: أنّ الوليد ألحد في شعر له ذكر فيه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فمنه:

تلعّب بالخلافة هاشمي *** بلا وحي أتاه و لا كتاب

و قل للّه يمنعني طعامي *** و قل للّه يمنعني شرابي (3)

و في العقد الفريد: قال إسحاق بن محمّد الأزرق: دخلت على منصور بن جهور الأزدي بعد قتل الوليد و عنده جاريتان من جواري الوليد- إلى أن قال-: قالت إحداهما: كنّا أعزّ جواريه عنده فنكح هذه و جاء المؤذّنون يؤذّنونه بالصلاة فأخرجها و هي سكرى جنبة متلثّمة فصلّت بالناس (4).

و أخرج السيوطي في تاريخ الخلفاء عن مسند أحمد حديث:

«ليكوننّ في هذه الأمّة رجل يقال له الوليد، لهو أشدّ على هذه الأمّة من فرعون لقومه»(5)

فالصواب تسمية هؤلاء بالفراعنة لا الخلفاء و تشبيههم بالملاحدة و الكفرة لا بحواري عيسى و نقباء بني إسرائيل.

و إن شئنا لأشبعنا الكلام في مساوئ بني اميّة، و لكن نقتصر على ذلك مخافة الإطالة، و نقول: كيف رضي القاضي أن يجعل هؤلاء الجبابرة من خلفاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، الذين بشّر بهم و أخبر بأنهم يعملون بالهدى و إذا مضوا ساخت الأرض بأهلها، و أنّ الأمّة لا تهلك ما لم يمضوا، و أنّهم بمنزلة نقباء بني إسرائيل.

ص: 180


1- . مروج الذهب: ج 3 ص 216.
2- . الكامل في التاريخ: ج 3 ص 394.
3- . مروج الذهب: ج 3 ص 216.
4- . العقد الفريد: ج 2 ص 290.
5- . تاريخ الخلفاء: ص 251.

و أعجب من ذلك إخراجه الحسن عليه السلام من الحديث مع أنّه خليفة بنصّ جدّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و إدخاله يزيد و معاوية و بني العاص الذين لعنهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في هذه الأحاديث.

ثمّ لما ذا لم يعدّ منهم عمر بن عبد العزيز؟.و أمّا ما في كلامه من التشبّث بقوله في صحيح أبي داود: كلهم يجتمع عليه الأمّة!(1).

فضعيف لوجوه:

أحدها: أنّ الظاهر من نسبة فعل إلى أحد، صدوره منه بالاختيار دون الجبر و الاكراه، فالمراد بقوله: «يجتمع» لو سلمنا صدوره عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، هو اجتماعهم بالقصد و الاختيار. أ لا ترى أنّه لا يصحّ لأحد أن يخبر عن وقوع اجتماع أهل مكّة و المدينة و عظماء الفقهاء و وجوه المحدّثين و بقية الصحابة و كبار التابعين على خلافة يزيد، و يقول: إنّهم اجتمعوا عليه و اختاروه للخلافة، أو يدّعي اجتماع المسلمين على خلافة الوليد بن يزيد.

ثانيها: أنّه لو بنينا على ذلك، يلزم خروج أمير المؤمنين و الحسن عليهما السلام، من الخلفاء لعدم اجتماع أهل الشام عليهما مع قيام الإجماع و الاتفاق على خلافتهما.

ثالثها: أنّ هذه الزيادة غير مذكورة في غير هذا الطريق من طرق الحديث الكثيرة التي بعضها في غاية المتانة و الصحة، فيحتمل قويا أن يكون قوله: كلّهم يجتمع عليه الأمّة، زيادة من الراوي تفسيرا للحديث، و حتّى لو سلمنا أن المرجع إذا دار الأمر بين الزيادة و النقيصة أصالة عدم الزيادة، فليس المقام منه، لكثرة الروايات الخالية عن هذه الزيادة و تفرّد أبي داود في نقلها.

و الحاصل أنّه لا يصلح لأن نقيّد به هذه الأخبار الكثيرة المتواترة المطلقة التي رواها جماعة من الصحابة كعبد اللّه بن مسعود و جابر بن سمرة و أكابر التابعين و غيرهم.

و على أىّ فإنّ هذه الجملة لا تؤيّد هذا الاحتمال.

رابعها: أنّه على فرض صدور هذه الجملة يجب تقييدها بغيرها مما ذكر في هذه الأحاديث كقوله: كلّهم يعمل بالهدى و دين الحق، و أنّهم إذا مضوا ساخت الأرض بأهلها و أنّهم بمنزلة حواري عيسى و نقباء بني إسرائيل و أنّ الخلفاء منحصرة فيهم.

فيعلم من ذلك كلّه أنّ الوجه الصحيح في هذه الزيادة على تقدير صدورها، هو كون المراد من اجتماع الأمّة اجتماعهم بالإقرار بامامة الأئمة الاثني عشر وقت ظهور المهدي عليه السلام.

ص: 181


1- . تاريخ الخلفاء: ص 10.

الرابع: [هم الخلفاء إلى يوم القيامة و إن لم تتوال أيّامهم]

من الوجوه التي قيل في الحديث كما ذكره ابن حجر في فتح الباري و نقل عنه السيوطي في تاريخ الخلفاء هو: أنّ المراد وجود اثني عشر خليفة في جميع مدّة الإسلام إلى يوم القيامة يعملون بالحقّ و إن لم تتوال أيّامهم. و أيّدوا هذا بما أخرجه مسدد في مسنده الكبير عن أبي الجلد أنّه قال: لا تهلك هذهالأمّة حتى يكون اثنا عشر خليفة كلهم يعمل بالهدى و دين الحق، منهم رجلان من أهل بيت محمد ... الخ.

و قال السيوطي في ذيل كلام ابن حجر: و على هذا فقد وجد من الاثني عشر الخلفاء الأربعة و الحسن و معاوية و ابن الزبير و عمر بن عبد العزيز و هؤلاء ثمانية، و يحتمل أن يضمّ إليهم المهتدي من العباسيين لأنّه فيهم كعمر بن عبد العزيز في بني اميّة، و كذلك «الظاهر» لما اوتيه من العدل و بقى الاثنان المنتظران، أحدهما المهدي لأنّه من آل بيت محمد صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، انتهى.

قلت: هذا القول أو الاحتمال فاسد أيضا، لدلالة كثير من هذه الروايات على انحصار الخلفاء في الاثني عشر، بل بعضها نصّ في ذلك لا يقبل التأويل و التوجيه كرواية ابن مسعود و لدلالتها أيضا على اتصال زمانهم و استمرار وجودهم.

و أما الاستشهاد لتأييد هذا القول بما أخرجه مسدد في مسنده عن أبي الجلد فموهون لوقوفه على أبي الجلد، فهو أعم من أن يكون صادرا بعنوان الرواية و الحديث عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، أو الإخبار عن رأيه و اعتقاده و اجتهاد نفسه، و على فرض عدم وقوفه فلا شك في أنّ قوله: «منهم رجلان من أهل بيت محمد» كما يشهد به سياق الكلام زيادة و اجتهاد في الحديث من أبي الجلد أو غيره ممن روى عنه، و إلّا لقال:

«من أهل بيتي» بدل من «أهل بيت محمّد».

و يؤيّد ذلك كله ما في كتاب الخصال بسنده عن أبي نجران أنّ أبا الجلد حدّثه و حلف له عليه ألّا تهلك هذه الأمّة حتى يكون فيها اثنا عشر خليفة كلهم يعمل بالهدى و دين الحقّ و لم يذكر هذه الزيادة.

هذا مضافا إلى أنّه على القول به يكون ثلاثة منهم من أهل بيت محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و هم علي و الحسن و المهدي عليهم السلام، مع أنّ أبا الجلد قال: منهم رجلان من أهل بيت محمد.

هذا و الذي ظهر لي بعد ملاحظة كلمات القوم أنّ ما قاله أبو الجلد (جيلان بن فروة الأسدي) و يقال (ابن أبي فروة) قوله المختصّ به و لذا كان يحلف عليه، فهو إمّا اجتهاد منه أو أخذه من الكتب المتقدّمة، فإنّه على ما في كتاب شمائل الرسول: ص 484، كان ينظر في شي ء من الكتب المتقدّمة.

و في الجرح و التعديل: ج 2 ص 547 ح 2275 قال: أبو الجلد الأسدي البصري صاحب كتب التوراة و نحوها.

ص: 182

و على كل حال لا اعتناء بقوله قبال هذه الروايات السنيدة الثابتة المعتبرة الدالة على اتصال زمانهم و انحصارهم في الاثني عشر، المؤيّدة بغيرها من أخبار متواترة اخرى، و لو بنينا على صحته فمقتضى الصناعة الجمع بينه و بين تلك الأخبار و تقييد إطلاقه بها، فإنّه يشمل بالاطلاق الاثني عشر،سواء كان زمانهم متّصلا بزمان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ولاء أو لم يكن كذلك، و هذه الأحاديث قد دلت على اتصال زمانهم بالنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و تتابعهم، فيقيد إطلاقه بصراحة هذه الأحاديث كما هو واضح.

نعم يؤيّد دلالته على الاثني عشر الروايات المرفوعة المتواترة على ذلك، و أمّا التمسّك بإطلاقه على جواز كون هذا العدد في جميع مدّة الإسلام فلا يجوز بعد ذلك استظهار أنّه من كلامه، مضافا إلى أنّه كما حققناه لو بنينا على صدور خبر بهذا اللفظ يجب أن يقيّد إطلاقه بالروايات الدالة على التتابع.

هذا و لا يخفى عليك ما وقع فيه السيوطي أيضا في المقام من السهو و النسيان، فإنّه على ما ذكره يلزم أن يكون ثلاث منهم من أهل بيت محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، لأنّ عليّا و الحسن عليهما السلام من أهل البيت بتصريح آية التطهير، و نصّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و هذا مضافا إلى ما في كلامه من عدّ مثل ابن الزبير و معاوية ممن يعمل بالهدى.

و هنا وجوه رديئة ضعيفة اخرى يظهر منها حيرتهم و عجزهم الفاحش عن تفسير هذه الأحاديث بما يصرفها عن مصداقها الفريد: الأئمة الاثني عشر المشهورين من أهل البيت عليهم السلام.

[الخامس وجود هذا العدد في زمان واحد]

فمنها، و هو خامس الوجوه: وجود هذا العدد في زمان واحد كلهم يدعي الإمارة و الخلافة، و قالوا: إنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أخبرنا بأعاجيب تكون بعده، منها، افتراق الناس بعده في وقت واحد على اثني عشر أميرا، و هذا مما تضحك به الثكلى، و قد ردّ عليه بعضهم فقال:

هو كلام من لا يقف على شي ء من طرق الحديث غير الرواية التي وقعت في البخاري هكذا مختصرة، و قد عرفت من الروايات التي ذكرتها من عند مسلم و غيره أنّه ذكر الصفة التي تختص بولايتهم و هو كون الإسلام عزيزا منيعا ... إلخ.

أقول: إنّ الروايات قد دلت على أنّ مدتهم مدة الإسلام و بقاؤه و لذا تؤيد صحة وقوع غيبة الثاني عشر منهم و طول عمره و امتداد حياته كما جاءت به الروايات الصحيحة الكثيرة.

[السادس: أَنّهم يكونون مفرّقين في الأمّة لا تقوم الساعة حتى يوجدوا]

و منها، و هو السادس لهذه الوجوه: ما عن ابن تيمية و هو أنّهم يكونون مفرّقين في الأمّة لا تقوم الساعة حتى يوجدوا.

ص: 183

أقول: كأنّهم يرون أنّه لا يلزم في استفادة المراد من الأحاديث الاعتماد على ألفاظها و مفهومها العرفي المعتمد عند العرف و العقلاء، سيّما إذا كانت ألفاظها بمعانيها الظاهرة تنطبق على مذهب العترة من أهل بيت الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و شيعتهم فيقول كل فيها ما يشاء و يهوى، و إلّا فمن أين جاء ابن تيمية بهذا المعنى المخالف لألفاظ هذه الأحاديث.

[السابع: هم المتفرقون فى الخلفاء الراشدين و بني امية بني العباس و ...]

و منها، و هو السابع لهذه الوجوه: ما ذكره بعض معاصرينا ممّن يسلك بعض المسالك المستحدثة برعاية المستعمرين فزاد في الطنبور نغمة اخرى، فحمل الأحاديث بزعمه على حكّام المسلمين، و هم: أبو بكر و عمر و عثمان و علي و معاوية ثم عبد الملك، و ذكر اسماء بني أميّة إلى مروان و قال: ثم انتقلت الإمامة إلى بني العباس و منهم المنصور ثم ابنه المهدي ثم هارون الرشيد إلى من بعدهم، و عدّ عماد الدين الزنكي و نور الدين و صلاح الدين، ثم قال: و لا ينبغي أن نبخس هؤلاء حقّهم.

أقول: على هذا فالموصوفون بالخلفاء في هذه الأحاديث هم هؤلاء الذين أكثرهم من الملوك و الحاكمين على المسلمين بالقهر و الغلبة و التسلط، و عدّتهم تزيد على الاثني عشر بكثير، فإذا كان الحديث يجوز أن ينطبق على كل واحد من هؤلاء على السواء، فلما ذا نبخس الباقين حقّهم و نقتصر على الاثني عشر منهم، و ما فائدة هذا الكلام الصادر عن مثل نبيّنا الأعظم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

و لا بدّ لهذا القائل أن لا يبخس سائر الملوك من الأندلسيين و العثمانيين و حتى الحكّام في عصرنا الذين تعرفهم شعوبهم بالخيانة للإسلام!.

فو اللّه ما أدري ما أقول لمثل هذا الكاتب الذي يعدّ نفسه من أهل الثقافة العصرية، من الذين يقولون في سنّة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما يوافق أهواءهم و أهواء من ينفق عليهم من أموال المسلمين، و أهواء مقلّده الغربيين الذين يريدون تفسير جميع ما ورد في الكتاب و السنّة المبنية على الإيمان بالغيب بما يوافق آراء الحسّيين المادّيين أو المستعمرين، و لا حول و لا قوة إلّا باللّه العلي العظيم.

ثمّ اعلم أنّا اعتمدنا في الجواب عن هذه الوجوه التي قيلت في تفسير هذه الأحاديث على ما يستفاد من خصوص هذه الروايات و ما تقتضيه ظواهرها الواضحة، و لم نجب بغيرها من الروايات الكثيرة المعتبرة الدالة على إمامة الأئمّة الاثني عشر بأسمائهم و خصوصياتهم، و إلّا فالجواب أوضح من هذا.

و إن شئت مزيد توضيح لذلك فعليك بالكتب المصنّفة في هذا الباب فإنّ فيها ما يذهب بكل شك و ارتياب، و اللّه الهادي إلى الحقّ و الصواب.

ص: 184

تتمة: الحديث: يكون بعدي اثنا عشر خليفة أبو بكر الصدّيق ...

ممّا يقف عليه المتتبّع في أحاديث الاثني عشر ما أخرجه الطبراني في معجمه الكبير(1):

حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي، حدثنا عبد اللّه بن صالح، حدثني الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف، أنّه حدثه أنه جلس مع شفي الأصبحي فقال: سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: يكون بعدي اثنا عشر خليفة أبو بكر الصدّيق، لا يلبث بعدي إلّا قليلا و صاحب رحى دارة، يعيش حميدا و يموت شهيدا، قيل من هو يا رسول اللّه؟ قال: عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه، ثم التفت إلى عثمان فقال: و أنت سيسألك الناس أن تخلع قميصا كساك اللّه عز و جل و الذي نفسي بيده لئن خلعته لا تدخل الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط.

و أخرجه في مكان آخر منه (2) إلّا أنّه قال: ربيعة بن سيف عن عبد اللّه بن عمرو، و قال: لا يلبث إلّا قليلا، و قال: دارة العرب، و قال: فقال رجل: من هو؟ و قال: و أنت سيسألك الناس أن تخلع قميصا كساك اللّه إياه.

أقول: اعلم أنّنا لم نقف على أحد احتج بهذه الزيادة المكذوبة ... على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لتفسير هذه الأحاديث أو إثبات أن خلافة هؤلاء الثلاثة شرعية منصوصة، بل الظاهر اتفاقهم على عدم وجود نصّ من الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على ولاية هؤلاء الثلاثة و لا ريب أنّها من وضع العثمانيين و محاولتهم لإخفاء مطاعن عثمان و أحداثه في الإسلام التي استنكرها مثل طلحة و عائشة و عمّار استنكارا شديدا و فتحت على المسلمين باب الفتن و الحروب الداخلية، و أدّت إلى ثورة المسلمين و مطالبتهم إيّاه تطبيق أعماله و أحكامه على القوانين الشرعية، و لكنه لم يتنازل عما كان عليه من سياساته المالية و الحكومية حتى انتهى ذلك إلى تشدّد الثوار فصار ما صار و قتل عثمان.

و لأجل إيضاح زيادة هذه الزيادة على الخبر نجري الكلام فيها في موضعين: في سند الخبر، و في متنه.

أمّا سنده: فمن رجاله عبد اللّه بن صالح

الذي توفي سنة (222) ه. ق.قال الذهبي في التذكرة: قد سقت أخباره في الميزان و إنّه ليس بحجّة و له مناكير في سعة ما روى.

و قال ابن أحمد: سألت أبي عنه فقال: كان أوّل أمره متماسكا ثم فسد بآخره و ليس هو بشي ء.

و قال صالح بن محمّد: كان ابن معين يوثقه و عندي أنّه كان يكذب في الحديث.

و قال ابن المديني: ضربت على حديثه و ما أروي عنه شيئا.

ص: 185


1- . المعجم الكبير: ج 1 ص 7 ح 12.
2- . المعجم الكبير: ج 1 ص 47 ح 142.

و قال أحمد بن صالح: متّهم و ليس بشي ء.

و قال النسائي: ليس بثقة، و قال: إنّ حديثه «إنّ اللّه اختار أصحابي على جميع العالمين» موضوع، و فيه طعون كثيرة.

و قال ابن حبان: منكر الحديث يروي عن الأثبات ما ليس من حديث الثقات، و قال: كان له جار يشبه خطّه خطّ عبد اللّه يكتب و يرميه في داره بين كتبه فيتوهّم عبد اللّه أنّه خطّه فيحدّث به.

و منهم الليث بن سعد

الذي توفي سنة (175 ه. ق) الموصوف بالعلم و بتفسير القرآن لا بالوقوف عند ظاهره بل- على ما قيل في ترجمته- بروح النصوص و بغير ذلك من الأوصاف التي مدحوه بها.

كان هو كابن أبي ليلى و ابن شبرمة و أضرابهما من فقهاء الدولة، فكان محلا لثقة المنصور الجبّار الفتّاك الذي جهر أمثال أبي حنيفة باستبداده و طغيانه و اضطهاده العلويين و اغتصابه الخلافة، فلم يقبل هديته و قال:

إنّها من بيت مال المسلمين و لا حق فيه إلّا للمقاتلين و الفقراء و العاملين و هو ليس منهم، و أمر المنصور بحبسه و ضربه بالسياط حتى مات به أو بالسّم، و هو يوصي بأن يدفنوه في أرض لم يغتصبها الخليفة أو أحد رجاله و عمّاله.

أمّا الذين أتوا بعد المنصور من العباسيين المعاصرين له فقد اعتمدوا عليه و كان كالعين لهم في مصر و كانوا محتاجين إلى مثله لأنّ المصريين كانوا متشيّعين للإمام علي عليه السلام و لأولاده، فهم لذلك يرون العلويين أحق بالخلافة من العباسيين الذين تشهد أعمالهم و خوضهم في الدماء و تصرفاتهم المسرفة في بيت المال على عدم أهليتهم للخلافة و تولّي امور المسلمين.

و قد سعى الليث في تضعيف موالاة المصريين لآل الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

و كان الناس في مصر ينتقصون عثمان لسابقتهم القديمة في ذلك فالثورة على عثمان انفجرت من مصر، فأخذ الليث يذكر للمصريين فضائل لعثمان، و من الطبيعي أنّ عالما مثله في قطر مثل مصر هو أمل السياسة الحاكمة النافية للولاء لأهل البيت عليهم السلام.

و لهذا نرى أنّ هذه السياسة أمرت بأن لا يقضى في مصر بشي ء إلّا بمشورته فجعلت الوالي و القاضي تحت أمر مشورته.

فهذا الخبر إن لم يكن من وضع عبد اللّه بن صالح أو يكون قد دسّه غيره في كتبه، فلعل هذا الليث- الذي لا نحبّ أن نتهمه بوضع الحديث أو نقل الخبر الموضوع- قد رواه، لأنّه كما قيل لم يكن من الذين يقفون عند النص لا يتجاوزون عنه بل يرى أنّ النصوص ليست ظاهرة فحسب، ليست كلمات، بل هي روح لها دلالات و فحوى

ص: 186

و علل، فلعلّه رأى أنّ و عيد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمن كذب عليه متعمّدا في مثل الحديث المشهور: «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار» روحه أقصر من ظاهره لا يشمل الكذب عليه، و رواية الحديث الموضوع عليه إذا اقتضب ذلك مصلحة سياسية حكوميّة أو غيرها.

و كيف كان فالمرجّح بالنظر أنّ هذه الزيادة من وضع عبد اللّه بن صالح أو غيره من رجال الخبر، و لكن مما يورث سوء ظن الباحث بالليث سيرته في معاشه حتى إنّهم نقلوا عنه أنّه بنى دارا كبيرا في الفسطاط لها نحو عشرين بابا و جعل فيها حديقة ملأها بالأشجار و الزهر و الريحان.

و كانت الريح تحمل عطرها إلى ما حولها و كان له لكل يوم من أيام السنة ثوب خاص فما يلبس الثوب يومين متتاليين.

و عن أبي العباس السراج: نقلنا مع الليث من الاسكندرية و كان معه ثلاث سفائن، فسفينة فيها مطبخه، و سفينة فيها عياله، و سفينة فيها أضيافه، و لا شكّ في أنّه كان في مصر و في الفسطاط في زمانه جماعات من الفقراء و المساكين و العمّال صابرين على شدة الجوع لا مسكن لهم يقيهم من الحر و البرد، و كان حال الليث كما سمعت!.

و أعجب من سيرته المعاشية سيرته الفتيائية الخاضعة لما يريده الملوك و أهل السلطة، فقد ذكروا أنّه قد جرى بين هارون و زوجته زبيدة كلام فقال هارون لها أنت طالق إن لم أدخل الجنّة، فجمع الفقهاء لذلك فلم يكن عند أحد منهم احتيال يحلّ لهما ما حرم بزعمهما عليهما، و الليث كان في آخر المجلس، فسأله فقال: إذا أخلى الخليفة مجلسه كلّمته، و بعد ذلك طلب الليث من هارون أن يحضر مصحفا، فقال الليث: تصفّحه حتى تصل إلى سورة الرحمن فاقرأها ففعل، فلما انتهى إلى قوله تعالى:

«وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ»(1) قال الليث أمسك، قل: و اللّه إنّي أخاف مقام ربّي، فقال ذلك، فقال: فهما جنّتان و ليست بجنّة واحدة، و كانت زبيدة تسمع هي و جواريها خلف ستار فارتفع التصفيق والفرح من وراء الستر، فقال هارون: أحسنت و اللّه فأمر له بجوائز و خلع و آلاف الدنانير، و أمرت له زبيدة بمثلها و أقطعه هارون أرض الجيزة كلّها و هي من أخصب أرض مصر.

و هذا فقه لا نفهم له معنى إلّا التجارة بأحكام اللّه و تحليل حرامه و جلب رضا هارون و زوجته إمبراطور عصره و إمبراطورة زمانها، لا أمير المؤمنين.

ص: 187


1- . الرحمن: 46.

و لا ندري هل فهمت زبيدة فساد هذه الفتوى أم لا، و كذلك هارون لم يفهم، أو فهم و لكن أراد التخلّص من مؤاخذة الناس به أو عدم تمكين زبيدة له، فو اللّه إنّه لعجيب مثل هذا التلاعب بأحكام اللّه ممّن يسمّي نفسه بخليفة المسلمين و ممّن يرى نفسه من فقهاء الدين و الدولة.

و لا يخفى عليك أنّه على المقرر في فقه أهل البيت عليهم السلام لا يقع الطلاق المشروط بشرط سواء كان شرطه حاصلا في الحال أو تحقق في المستقبل، و إنّما يقع بألفاظ صريحة منجّزة غير معلّقة.

و أما بناء على فقه المذاهب الحكومية فلا حاجة إلى مثل هذا الاحتيال الفاسد إذا لم يكن الطلاق هو الثالث الذي لا يجوز أن ينكح المطلق المطلقة حتى تنكح زوجا غيره، فإنّه يرجع إليها في العدّة إن لم تكن يائسة و كانت مدخولا بها، و يجدد العقد عليها إن كانت يائسة أو غير مدخولة، و كان على الليث السؤال عن كيفية وقوع الطلاق.

ثم إنّه على مذهب من يقول بوقوع الطلاق المشروط يمكن أن يقال:

إن لم يكن الشرط حاصلا لا يحكم بوقوعه إلّا بعد تحقّق الشرط أو العلم بتحققه، و في صورة الشك فالمرجع هو استصحاب بقاء الزوجية و جواز الاستمتاعات، إبقاء لما كان على ما كان.

هذا، و الظاهر أنّه لم يكن عند الليث حل شرعي للمسألة غير هذا الاحتيال الذي يعرف فساده من كان له أدنى بصيرة في فقه الشريعة و ذلك:

أولا: فإن الخوف من اللّه ليس بأقوى من الإيمان به الذي هو الأصل للخوف منه، و هو إنّما ينفع إذا بقي للشخص إلى أن يلقى اللّه تعالى به، فحصول هذا الثواب متوقّف على ثبات الخائف على خوفه من اللّه تعالى لإمكان عدم ثباته على هذا الخوف و زواله عنه في مقامات اخرى طول عمره.

و ثانيا: أو ما يرى الليث أعمال هارون الاستبدادية و أفعاله الكسروية و القيصرية و بطشه و استعلاءه و إيثار نفسه و خواصه و شعرائه و جواريه و مغنّيه و مغنّياته على البؤساء و الضعفاء، و اضطهاده الأولياء و الصلحاء و تعذيبهم في السجون، و قتله الإمام الكاظم عليه السلام أكبر شخصية معنوية مثالية كان هو معترفا بعلوّ قدره بعد السجن الطويل.

و هارون هذا هو أول خليفة لعب بالشطرنج من بني العباس (1) و أول من جعل للمغنّين مراتب و طبقات (2) قال الصولي: خلف مائة ألف ألف دينار و من الأثاث و الجوهر و الورق و الدواب ما قيمته مائة ألف ألف دينار

ص: 188


1- . تاريخ الخلفاء: ص 295.
2- . تاريخ الخلفاء: ص 295.

و خمسة عشر ألف دينار(1)، و أعطى إسحاق الموصلي في مجلس واحد مائتي ألف درهم (2) ... إلخ و بعد ذلك و ما عرفه هو و جميع الناس من أعماله الاستبدادية الشاهدة على عدم خوفه من اللّه تعالى، ما قيمة تحليفه على ذلك إلّا جلب عناية الخليفة و زوجته، لا سامح اللّه من يصنع في أحكامه مثل هذا، قال اللّه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَ فَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(3).

و لا يخفى عليك أنّ هذا ليس أوّل قارورة كسرت في الإسلام فليس مثل هذا الإلحاد و استحلال الفروج منحصرا بالليث بل كان ذلك دأب فقهاء الحكومة الذين يصوّبون أعمال الحكّام.

فقد أخرج السلفي في كتاب الطيوريات، على ما في تاريخ الخلفاء، أخرج بسنده عن ابن المبارك قال: لمّا أفضت الخلافة إلى الرشيد وقعت في نفسه جارية من جواري المهدي فراودها عن نفسها، فقالت: لا أصلح لك إنّ أباك قد طاف بي، فشغف بها فأرسل إلى أبي يوسف فسأله أ عندك في هذا شي ء؟ فقال: يا أمير المؤمنين أو كلّما ادّعت أمة شيئا ينبغي أن تصدّق، لا تصدّقها فإنّها ليست بمأمونة، قال ابن المبارك: فلم أدر ممّن أعجب! من هذا الذي قد وضع يده في دماء المسلمين و أموالهم يتحرّج عن حرمة أبيه، أو من هذه الأمة التي رغبت بنفسها عن أمير المؤمنين، أو من هذا فقيه الأرض و قاضيها، قال: اهتك حرمة أبيك و اقض شهوتك و صيّره في رقبتي، انتهى.(4)

و أنا أقول: لم يتحرّج عن حرمة أبيه و هو محاط بمئات من الجواري التي لعل فيهن أحسن و أجمل منها، و لكن ما كان له صبر على الحرام، و إنّما رجع إلى فقيه دولته ليأخذ منه العذر عند الناس في ذلك.ثم حكى عن عبد اللّه بن يوسف فتوى اخرى، و عن إسحاق بن راهويه فتوى ثالثة، و أن هارون أجازه بمائة ألف درهم.

فهذا هو- الليث- أحد رجال هذا الخبر.

و من رجاله خالد بن يزيد الجمحي المصري الّذي قال عنه في الجرح و التعديل: سألت أبي عنه قال: هو مجهول.

و منهم سعيد بن أبي هلال الذي قال أحمد فيه: ما يدري أي شي ء يخلط في الأحاديث.

و من رجاله ربيعة بن سيف و هو الذي يشعر كلام ابن عياش من أعلام القرن الثالث بأنّه ذكر الزيادة في روايته، و ربيعة هذا أيضا مطعون بأنّه يخطئ كثيرا و أنّ عنده مناكير، و ضعّفه النسائي.

ص: 189


1- . نفس المصدر: ص 292.
2- . نفس المصدر: ص 286.
3- . فصّلت: 40.
4- . تاريخ الخلفاء: ص 291.

و من رجاله عبد اللّه بن عمرو ، و لا حاجة إلى التعريف به و بأبيه، فهما من الفئة الباغية و قد ظهرت فيهما أظهر آيات النفاق، و لكن المترجّح بالظن أن هذه الزيادة ليست من وضع ابن عمرو، بل هي موضوعة عليه، و اللّه هو العالم.

فهذا حال سند الخبر و هو كما عرفت في غاية الضعف و الوهن، يعرف البصير بالحديث و أفاعيل السياسة فيه الكذب و الاختلاق.

و أمّا متنه: فلا أظن بأحد له بصيرة بالتأريخ و سيرة عثمان التي لم يرتضها أحد من الصحابة إلّا المروانيّون و الأمويّون و أذنابهم، يزعم أنّ اللّه الحكيم العالم بأحوال عباده يكسي قميصه الذي إن خلعه من كساه لا يدخل الجنة مثل عثمان الضعيف المستضعف المداهن الذي يؤثر أمثال الحكم و مروان على الصحابة العظام، و الذي يلعب به مروان حتى صار سوقة له يسوقه حيث يشاء، فهل يزعم أحد أنّ اللّه تعالي يكسي قميص الخلافة مثل هذا ثم يهدده بأنّه إن خلعه لا يدخل الجنة! قال السيّد القطب: و لقد كان من سوء الطالع أن تدرك الخلافة عثمان و هو شيخ كبير ضعفت عزيمته عن عزائم الإسلام، و ضعفت إرادته عن الصمود لكيد مروان و كيد اميّة من ورائه.

و قال: منح عثمان من بيت المال زوج ابنته الحارث بن الحكم يوم عرسه مائتي ألف درهم ... و الأمثلة كثيرة في سيرة عثمان على هذه التوسّعات، فقد منح الزبير ذات يوم ستّمائة ألف، و منح طلحة مائتي ألف، و نفل مروان بن الحكم خمس خراج افريقية.و حكى السيّد القطب عن المسعودي أنّه كان لعثمان يوم قتل عند خازنه خمسون و مائة ألف دينار و ألف ألف درهم و قيمة ضياعه بوادي القرى و حنين و غيرهما مائة ألف دينار و خلّف إبلا و خيلا كثيرا(1).

و لا نريد إطالة الكلام في مطاعن عثمان و ما قالوا من مساوئه، و إنّما ذكرنا ما ذكرنا ليعلم المنصف أن نسبة صدور هذا الكلام إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و أنّه نسب إكساء مثل عثمان قميص زعامة الناس و سيادتهم إلى اللّه تعالى توهين لمقام الرسالة المعظّمة، تقدّس اللّه الحكيم المنزّه عن ذلك، و تعالى عمّا يقوله الظالمون علوّا كبيرا.

ثمّ إنّ ممّا يسهل الخطب و يدلّ أيضا على وضع هذه الزيادة عدم وجودها في غير المعجم من الكتب المعتمدة، فهذا النعماني و هو من معاصري الطبراني يروي الحديث و يقول: أخبرنا محمّد بن عثمان قال:

حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: حدّثني يحيى بن معين قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالح قال: حدّثنا الليث عن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف قال: كنّا عند شفيّ الأصبحي:

ص: 190


1- . مروج الذهب: ج 2 ص 332.

فقال: سمعت عبد اللّه بن عمرو يقول: يكون خلفي اثنا عشر خليفة.(1)

بعض المطالب المهمّة من المجلّد الأوّل من منتخب الأثر

كلام بعض الأكابر، ص 19

نكتة راجعة إلى مسند أحمد، ص 22

كلام شارح الراموز، ص 23

نكتة أدبية، ص 26

سؤالان حول الأحاديث و الجواب عنهما، ص 29- 27

رأى أبي داود في المهديّ عليه السلام، ص 30

اصطفاء بني هاشم، ص 39

حول تفسير آية إنّما أنت منذر، ص 52- 51

شدّة الأمر على من يروي عن أمير المؤمنين عليه السلام في زمان الحجّاج، ص 81كلام جامع من متشابه القرآن حول الأحاديث، ص 100- 97

من هم الخلفاء الاثنى عشر، ص 259- 255

أمور تستفاد من الأحاديث، ص 262- 260

في معنى الخليفة و الإمام و الولي، ص 273- 262

من تنطبق عليه الأحاديث، ص 292- 274

بحث عن حديث موضوع، ص 302- 293

الفهرس للأحاديث الناصّة على أنّ الأئمّة و الخلفاء و النقباء و الأوصياء و ...

اثنا عشر حسب مضامينها و مداليلها(2)

1- ما هو نصّ على أنّ الأئمّة اثنا عشر إمّا هذا فقط أو مع الزيادة و فيه 323 حديثا.

أرقام النصوص: ح 1 (إلى) 309 و ح 432 و 433 و 447 و 449 و 535 و 536 و 547 و 552 و 556 و 578 و 580 و 582 و 612 و 668

2- النصوص على أنّ عدّتهم عدّة نقباء بني إسرائيل و الاسباط و حوارى عيسى و فيه 42 حديثا

ص: 191


1- . غيبة النعماني: ص 104 ب 4 ح 34؛ غيبة الشيخ: ص 89؛ و الانصاف: ح 190؛ بحار الأنوار: ج 36 ص 237 ب 41 ح 30؛ المناقب لابن شهرآشوب: ج 1 ص 291.
2- . و هذه الأحاديث موجودة في المجلّد الأوّل من المنتخب الأثر و المجلّد الثاني إلى صفحة 300.

أرقام النصوص: ح 53 و 54 و 56 و 57 و 59 و 67 و 72 و 83 و 102 و 103 و 123 و (إلى) 148 و 159 و 182 و 242 و 243 و 244 و 287

3- النصوص على أنّهم عليهم السلام اثنا عشر و أوّلهم عليّ عليه السلام و فيه 179 حديثا

أرقام النصوص: ح 72 و 75 و 77 و 78 و 80 و 86 و 90 و 94 و 95 و 98 و 102 و 106 و 107 و 115 و 118 و 125 و 126 و 128 و 132 و 137 و 141 و 149 (إلى) 164 و 166 و 169 و 172 و 173 و 174 و 177 و 178 و 180 و 181 و 183 (إلى) 190 و 194 و 196 (إلى) 309 و 432 و 535 و 536 و 547 و 552 و 556 و 578 و 580 و 582 و 612

4- النصوص على أنّهم عليهم السلام اثنا عشر آخرهم المهديّ عليه السلام و فيه 130 حديثا

أرقام النصوص: ح 81 و 113 و 153 (إلى) 164 و 196 و 205 (إلى) 223 و 225 (إلى) 309 و 432 و 433 و 449 و 536 و 547 و 552 و 556 و 578 و 580 و 582 و 612 و 668

5- النصوص على أنّهم عليهم السلام اثنا عشر أوّلهم علىّ عليه السلام آخرهم المهديّ بهذا اللقب أو بغيره من ألقابه و فيه 109 حديثا.أرقام النصوص: ح 153 (إلى) 164 و 181 و 196 و 205 (إلى) 223 و 242 (إلى) 309 و 535 و 547 و 552 و 556 و 578 و 580 و 582 و 612

6- النصوص على أنّهم عليهم السلام اثنا عشر و تسعة منهم من صلب الحسين عليه السلام و فيه 160 حديثا

أرقام النصوص: ح 27 و 129 و 133 و 135 و 136 و 141 و 166 (إلى) 309 و 433 و 533 (إلى) 541

7- النصوص على أنّهم عليهم السلام اثنا عشر تسعة من صلب الحسين عليه السلام و المهديّ عليه السلام منهم و فيه 121 حديثا

أرقام النصوص: ح 129 و 167 و 168 و 172 و 173 و 176 و 191 و 193 و 196 و 205 (إلى) 223 و 225 (إلى) 309 و 533 (إلى) 541

8- النصوص على أنّهم عليهم السلام اثنا عشر و المهديّ تاسعهم قائمهم ... عليهم السلام و فيه 115 حديثا

أرقام النصوص: ح 196 و 205 (إلى) 309 و 533 (إلى) 541

9- النصوص على أنّ الأئمّة عليهم السلام اثنا عشر بأسمائهم و أوصافهم و ألقابهم واحدا بعد واحد إلى المهديّ عليه السلام و فيه 71 حديثا أرقام النصوص: ح 241 (إلى) 309 و 563 و 582

ص: 192

[تنبيه مهم]

بسم اللّه الرحمن الرحيم تنبيه مهم لا يخفى على البصير العارف بفنون الحديث و علومه، أن كتابنا منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام، قد بلغ بحمد اللّه تعالى و بركة موضوعة الشريف العالي السامي، مقاما ممتازا رفيعا عند العلماء الأعلام و الأساتذة المهرة في الحديث.

و لذا جددت طبعته مرات، و ذلك لامتيازه بامتيازات علمية و فنية مهمة، بعضها مبتكر و الحمد للّه.

أما هذه الطبعة الجديدة فقد توفرت فيها بتوفيقات اللّه تعالى فوائد عالية، و فرائد غالية، لا تحصل إلا بتحقيق و تتبع طويل، و تأمل عميق، و لا يسع المجال لبسط الكلام في ذلك، و لكن نشير اجمالا الى بعض ما تمتاز به عن الاولى:

فمن ذلك: اشتمالها على زيادات كثيرة من الأحاديث المعتبرة، تتجاوز الثلاثمائة و خمسين حديثا.

و منها: اضافة بعض الابواب و الفصول، مثل الفصل الاول من الباب الثالث.و منها: استخراج الأحاديث من المصادر الكثيرة المعتبرة المعتمدة، فبعض الأحاديث قد يوجد لها عشرات من المصادر المعروفة.

و منها: تنبيهات و تحقيقات علمية حول الأحاديث الشريفة، سندا و لفظا و مضمونا.

و منها: فوائد رجالية و تمييز الرواة و تعيين الطبقات، في بعض الموارد.

و منها: الاشارة و الايعاز الى علو الاسناد، في طائفة كثيرة من الأحاديث و الكتب المؤلفة في القرن الرابع و الثالث، بل في القرن الثاني، و التي هي من مصادر كتب المؤلفين الاقدمين، كالصدوق، و الشيخ، و النعماني و غيرهم- أعلى اللّه مقامهم- بحيث اذا بنينا على تحمل الحديث بالوجادة، لم يكن بيننا و بين المشايخ المذكورين من أصحاب الكتب و الأصول الا واسطة واحدة أو واسطتان ... و ذلك كالذي أخرجه الشيخ- قدس سره- في كتبه عن كتب الطبقة الخامسة أو الرابعة و الثالثة، فانه يقول في كتابه الفهرست في أرباب التأليف و التصنيف: «أخبرنا بجميع كتبه فلان» و من المعلوم أن هذا العدد الكبير من أصحاب الحديث الذين أخبروه بكتب أصحاب الأصول و الكتب من الذين يتجاوز عدد مؤلفاتهم عن العشرة بل المائة، لم يخبروه باملاء الحديث و السماع و القراءة، بل أخبروه بالمناولة.

و ما دامت الكتب بنفسها كانت موجودة عند التلميذ، فيمكن له التحدث عنها بالوجادة، و لكن قد استقر دينهم على الاعتماد بأخبار الشيوخ و اذنهم في الرواية، و الا فالكتاب الذي يجيز روايته لتلميذه كان موجودا عند التلميذ معروفا له.

ص: 193

فعلى هذا، فان مثل هذه الكتب و الأحاديث و ان وجد في اسناد مثل الشيخ او الصدوق او غيرهما الى مؤلفيها ضعف، لا يضر ضعفه بصحة الاعتماد على الرواية و الاحتجاج بها، لأنها كانت في كتب مؤلّفيها موجودة عند المجاز من شيخه في الرواية، بل و عند المجيز، و هذه فائدة مهمة.

و بالجملة يستفاد من ذلك أن الأصول و الكتب المصنفة في القرن الأول و الثاني و الثالث، التي فيها أحاديث المهدى عليه السلام و أحاديث الائمة الاثني عشر عليهم السلام كان جلها أو كلها موجودا عند مصنفي كتب الغيبة، كالصدوق، و الشيخ، و الفضل بن شاذان، و النعماني و غيرهم، و لو شاءوا الرواية بالوجادة عنها لما احتاجوا الى الاسناد، و لكن ذكروا اسنادهم الى كتب الاولين، لأن ديدنهم استقر على أن يكون تحملهم للحديث بالسماع أو القراءة على الشيخ، أو المناولة.

و على هذا لا واسطة مثلا بين الشيخ و مشيخة ابن محبوب بالوجادة، و لا واسطة بيننا و بين ابن محبوب الا الشيخ، فالشيخ يروي بالوجادة عن المشيخة، و نحن نروي بالوجادة عن الشيخ عنه في المشيخة، مع كثرة اسنادنا الى الشيخ في مقام الرواية عن كتبه بالاسناد.و لذا نرى أن الفقيه العظيم ابن ادريس المتوفى سنة 598 المتأخر عن الكليني و الصدوق و النعماني و الشيخ، لم يكن ملتزما بنقل أحاديث كتب المتقدمين عليه من معاصري أعصار الأئمة عليهم السلام بالاسناد المصطلح بين المحدثين، فاكتفى بنقل الروايات عن نفس تلك الكتب التي كانت عنده، فمع كونه من أعلام القرن السادس ينقل بالوجادة عن الأجلاء المشاهير من أعلام القرون السابقة عليه الى القرن الثاني بلا واسطة، كما ننقل نحن بالوجادة عن الكليني و الشيخ و المجلسي بالوجادة بلا واسطة ... فيروي هو عن كتب أبان بن تغلب المتوفى سنة 141، و عن موسى بن بكر من مؤلفي القرن الثاني، و من كتب معاوية بن عمار المتوفى سنة 175، و من كتاب جميل بن دراج المتوفى قبل سنة 200، و من نوادر البزنطي المتوفى سنة 221، و جامع البزنطي أيضا، و من كتاب حريز السجستاني من محدثي القرن الثاني، و من مشيخة الحسن بن محبوب السراد المتوفى سنة 224، و نوادر محمد بن علي بن محبوب الاشعري الذي كان عنده بخط الشيخ الطوسي، و يروي من غيرهم حتى ينتهي الى كتاب قرب الاسناد، و كتب الصدوق، و الشيخ، و ابن قولويه، و غيرهم. يروي عن الجميع بالوجادة عن نفس كتبهم التي كانت عنده و عند غيره.

اذا، فلا يشك الحاذق المتضلع أن النصوص الواردة في الائمّة الاثني عشر، و مولانا المهدي عليهم السلام، المخرجة في مثل كمال الدين، و غيبة الشيخ، و غيبة النعماني، كلها مأخوذة من كتب الأصول التي صنفت قبل انتهاء أمر الامامة الى الثاني عشر عليه أفضل الصلاة و السلام، بل الى والده الإمام الحادي عشر عليه السلام، و كانت موجودة معروفة عند الصدوق و الشيخ و النعماني، و غيرهم.

ص: 194

هذا، و قد اتضح لك بذلك و بكمال الوضوح قوة اعتبار تلك الأحاديث بهذه الملاحظة، و أن مثل الشيخ و ان ذكر في روايته عن كتب ارباب الأصول و الكتب من رجالات الحديث في القرون الأولية اسناده إليهم، الا أن كتبهم كانت عنده، و أنه ان أراد أن يروي عنهم بالوجادة بلا واسطة كما نروي عن الكليني- قدس سره- بلا واسطة ... كان له ذلك.

و لكن حيث استقرت سيرتهم على رواية الكتب بالاسناد بالسماع، أو القراءة، أو المناولة، أتعبوا أنفسهم بذلك.

و ان شئت المثال الواضح لذلك فراجع كتاب مقتضب الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام لابن عياش الجوهري المتوفى سنة 401، لترى أنه بعد ما روى الحديث الخامس عشر(1)

المشتمل على أسماء الائمة الاثني عشر عليهم السلام عن ثوابة بن أحمد الموصلي الوراق الحافظ، بالاسناد عنسالم بن عبد اللّه بن عمر، عن أبيه عبد اللّه بن عمر، قال: «و قد كنت قبل كتبي هذا الحديث عن ثوابة الموصلي رأيته في نسخة وكيع بن الجراح التي كانت عند أبي بكر محمد بن عبد اللّه بن عتاب، حدثنا بها عن ابراهيم بن عيسى القصار الكوفي، عن وكيع بن الجراح (2)

رأيتها في أصل كتابه فسألت أن يحدثني به فأبى و قال: لست أحدث بهذا الحديث!! عداوة و نصبا!! و حدثنا بما سواه من كتاب أخرج فيه أحاديث وكيع بن الجراح، ثم حدثني به بعد ذلك ثوابة. و رواية ابن عتاب أعلى لو كان حدثني». انتهى.

فأنت ترى يا عزيزي القارئ أن ابن عياش العالم الجليل المحدث، مع أنه وجد الحديث المشتمل على أسماء الائمة الاثني عشر عليهم السلام في نسخة وكيع بن الجراح المتوفى قبل ارتحال الإمام الرضا عليه السلام، و التي كانت عند محمد بن عبد اللّه بن عتاب بسند أعلى، لكنه لم يخرجه عنها لأن ابن عتاب الذي كان هو راوى النسخة أبى أن يحدثه به! فرواه عن شيخ آخر هو ثوابة الموصلي! لأنه لم تجر عادة المحدثين على الاكتفاء بنقل الحديث بالوجادة!!

اذا يعلم من ذلك أن الكتب المؤلفة في أعصار الائمة قبل عصر الإمام الثاني عشر منهم عليهم السلام، المتضمنة للنصوص الدالة عليهم بعددهم أو بأسمائهم، و بمولانا المهدي عليه السلام كانت موجودة عندهم، و نسبتها إليهم معلومة الثبوت، كما أن نسبة الكافي الشريف معلومة الثبوت عندنا الى الكليني رحمه اللّه.

ص: 195


1- . هو الحديث 270/ 122 من كتابنا هذا.
2- . من مشاهير المحدثين و الحفاظ، و من معاريف القرن الثانى ولد سنة 128 او 127، و حج سنة 196 و مات في الطريق سنة 197، راجع ترجمته في تهذيب التهذيب ج 11 ص 123- 131.

و هذا يكفي في الاعتماد التام على الروايات الواردة عنهم عليهم السلام المخرجة في كتب المحدثين و أرباب الجوامع الأولية.

و بما سمعته عن ابن عياش تطمئن النفس بأن ما في كتابه منقول عن مؤلفات السابقين، و لا يبقى لنا شك في كون الخبر الذي أشرنا إليه كان موجودا في كتاب وكيع.

فعليك بالتأمل التام فيما ذكرناه، فانه جدير بذلك، و به تندفع بعض التوهمات و الشبهات، و اللّه هو الموفق و الهادى الى الصواب.

ص: 196

فهرست مصادر الكتاب/ ج 1

الف 1 الإبانة لابن بطة العكبرى الحنبليّ، المتوفى 387 (نقلنا عنه بواسطة كشف الأستار أو متشابه القرآن و مختلفه).

2 إتحاف الخاصّة بصحيح الخلاصة المطبوع في هامش الخلاصة.

3 اثبات الرجعة- الغيبة للفضل بن شاذان النيسابوريّ، المتوفى 260 (نقلنا عنه بواسطة كفاية المهتدى و غيره).

4 إثبات الهداة للشيخ الحر العاملي، المتوفى 1104.

5 الاحتجاج لأبى منصور أحمد بن علىّ بن أبى طالب الطبرسى، المتوفى 588.

6 أخبار اصفهان لأبى نعيم الاصبهانى، المتوفى 430.

7 الاختصاص المنسوب إلى الشيخ المفيد، المتوفّى 413.

8 الأربعين للحافظ أبي الفتح محمّد بن أبى الفوارس، مخطوط، توجد نسخة منه في مكتبة آستان قدس (المكتبة المباركة الرضوية عليه السلام) تحت الرقم 8443، و هي مستنسخة من نسخة تاريخ كتابتها سنة سبع و اربعين و تسعمائة، و لم يعلم أنها تاريخ كتابة النسخة، أو تاريخ تأليف الكتاب من المؤلف، و لعل الظاهر كونها تاريخ إتمام الاستنساخ لا التّأليف، و عليه من المحتمل، بل- على ما يظهر من المحدث النورى قدّس سرّه- من المتيقّن كون المؤلّف هو أبو الفتح محمّد بن أحمد بن أبى الفوارس المتوفى سنة 412، المذكور ترجمته في تاريخ بغداد: 1/ 352، و تذكرة الحفّاظ: 3/ 1053، و المنتظم في تاريخ الملوك و الأمم، وصفوه بالأمانة و الثقة و الحفظ و المعرفة، و قد ذكر ابن أبي الفوارس في مقدّمة أربعينه حول الحديث الذي قال: أخرج الرجال الثقات من قول النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال ابن عباس رضى اللّه عنه: قال رسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «من حفظ عنّى من أمّتى أربعين حديثا كنت له شفيعا». و عن أبى هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «من حفظ علىّ من أمّتى أربعين حديثا جاء في زمرة العلماء يوم القيامة»- ثمّ ساق الكلام إلى أن قال- فإن قال لنا السائل: ما هذه الأربعون حديثا الذي إذا حفظها الإنسان كان له هذا الأجر و الثواب و الفضل العظيم؟ قلنا في الجواب: اعلم أنّ هذا السؤال وقع في مجلس السيد محمّد بن إدريس الشافعى، فقال: هى مناقب أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب عليه و على أهل بيته أفضل الصلاة و السلام. (ثمّ روى بسنده المنتهى إلى محمّد بن الليث لم نذكره اختصارا) قال:

حدّثنا محمّد بن الليث قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما أعلم أحدا أعظم منّة على الإسلام في زمن الشافعى من الشافعى، و إنّي لأدعو اللّه له في عقيب الصلوات فأقول:

ص: 197

اللهم اغفر لي و لوالدي و لمحمد بن إدريس الشافعى منذ يوم سمعت منه أنّ الأحاديث الأربعين الّتي أراد بها النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هى مناقب أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام و أهل بيته.

قال أحمد بن حنبل: فخطر ببالى من أين صحّ عند الشافعى أنّ مراد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هذا لا غير، فرأيت النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في رؤياى و هو يقول لى: يا أحمد شككت في قول محمّد بن إدريس عن قولى: من حفظ من أمّتى أربعين حديثا عنّى في فضائل أهل بيتى كنت له شفيعا يوم القيامة، أ ما علمت أنّ فضائل أهل بيتى لا تحصى؟

ثمّ ذكر ابن أبى الفوارس طائفة من فضائلهم الّتي قال بها بتفضيلهم على غيرهم، فراجع تمام كلامه و أربعينه إن شئت.

9 الأربعين (كفاية المهتدي) للمير محمّد بن محمّد المير لوحى الحسينى الاصفهانى، المعاصر للعلامة المجلسى قدّس سرّه.

10 الأربعين للمولى محمد طاهر القمى.

11 الإرشاد للشيخ المفيد، المتوفى 413.

12 إرشاد القلوب لأبى محمّد الحسن بن أبى الحسن محمّد الدّيلمى.

13 استقصاء النّظر لكمال الدين ميثم بن على بن ميثم البحرانى، المتوفى 679.

14 الاستنصار في النص على الائمة الاطهار للكراجكى، المتوفّى 449، ط س 1346.

15 اعتقادات الصدوق للشيخ الصدوق، المتوفى 381.

16 الاعتماد في شرح رسالة للفاضل المقداد، المتوفى 826، و الرسالة للعلّامة الحلّي، واجب الاعتقاد المتوفى 726.

17 إعلام الورى لامين الاسلام، أبي على الطبرسى، المتوفى 548.

18 إقبال الأعمال للسيد ابن طاوس، المتوفى 664.

19 إلزام الناصب للحاج شيخ على اليزدي الحائرى، المتوفى 1333.

20 الأمالى للشيخ الصدوق، المتوفّى 381.

21 الأمالى الخميسية لأحد من علماء الزيدية.

22 الأمالى للشيخ المفيد، المتوفى 413.23 أنيس الأعلام لمحمد صادق فخر الاسلام، المتوفى قبل سنة 1330.

24 الإنصاف للسيد هاشم البحرانى، المتوفى 1107 أو 1109.

25 إيضاح الإشكال للحافظ عبد الغنى بن سعيد (نقلنا عنه بواسطة العبقات).

ص: 198

ب 26 بحار الأنوار للعلّامة المجلسى، المتوفى 1110.

27 بشارة المصطفى لعماد الدين أبى جعفر محمّد بن أبى القاسم علىّ بن محمّد لشيعة المرتضى بن علىّ بن رستم الطبرى الآملى الكجى، من أعلام القرن السادس.

28 بصائر الدرجات لأبى جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفّار، المتوفى 290.

29 البلد الأمين للشيخ تقى الدين ابراهيم الكفعمى، المتوفى 905.

30 بهجة الأبرار في احوال المعصومين الاطهار للشيخ محمد على الزاهد المعروف بالشيخ على الحزين المتوفّى 1181.

ت 31 تأويل الآيات الظاهرة للسيد شرف الدين على الحسينى الأسترآبادي، من أعلام القرن العاشر.

32 تاريخ بغداد لأبى بكر أحمد بن على الخطيب البغدادى، المتوفى 463.

33 تاريخ الخلفاء لجلال الدين عبد الرحمن بن أبى بكر السيوطى، المتوفى 911.

34 تبيين المحجّة إلى تعيين الحجّة للحاج ميرزا محسن آقا التبريزى، المتوفى 1352.

35 تحقيق الفرقة الناجية

36 تذكرة الحفّاظ لأبى عبد اللّه شمس الدين الذهبى، المتوفى 748.

37 تفسير أبى الفتوح- روض الجنان و روح الجنان.

38 تفسير الكشاف لأبى القاسم جار اللّه محمود الزمخشري الخوارزمى، المتوفى 528.

39 تفسير السّدى (نقلنا عنه بواسطة الطرائف).

40 تفسير الصافى للمولى محسن الفيض الكاشانى، المتوفى 1091.

41 تفسير الطبرى (جامع البيان) لأبي جعفر محمّد بن جرير الطبري، المتوفى 310.

42 تفسير الفرات لفرات بن إبراهيم الكوفى، من أعلام القرن الثالث.

43 تفسير القرطبى

44 تفسير كنز الدقائق للشيخ محمد بن محمد رضا القمى المشهدى، من أعلام القرن الثاني عشر.

45 تفسير نور الثقلين للعلّامة عبد على بن جمعة العروسى الحويزى، المتوفى 1112.

46 تفسير النيشابوريّ (غرائب القرآن) للحسن بن محمّد النيسابوريّ الشهير بالنظام من علماء المائة التاسعة.47 تقريب المعارف لأبى الصلاح الحلبي، المتوفى 447.

48 تنزيه الشريعة

49 تهذيب التهذيب لشهاب الدين أبى الفضل احمد بن على بن حجر العسقلانى، المتوفى 852.

50 التوحيد للشيخ الصدوق، المتوفى 381.

ص: 199

51 التوراة.

52 تيسير الوصول إلى جامع الأصول لعبد الرحمن بن على المعروف بابن الديبع الشيبانى

الزبيدى الشافعى، المتوفى 944، اختصر به جامع الأصول لابن الأثير الجزرى.

ج 53 الجامع الصغير لجلال الدين عبد الرحمن بن أبى بكر السيوطى، المتوفى 911

54 الجرح و التعديل لأبى محمد عبد الرحمن بن أبى حاتم الرازى، المتوفى 327.

55 الجواهر المضيئة

56 جمال الأسبوع للسيد ابن طاوس المتوفى 664.

57 الجمع بين الصحيحين للحميدى، المتوفى 488.

ح 58 حلية الأبرار للسيد هاشم البحرانى، المتوفى 1107 أو 1109.

خ 59 الخصال للشيخ الصدوق، المتوفى 381.

د 60 الدر المنثور لجلال الدين السيوطى، المتوفى 911.

61 دستور معالم الحكم للقاضى أبى عبد اللّه محمد بن سلامة القضاعى الفقيه الشافعى، المتوفى 454.

62 دلائل الإمامة لأبى جعفر الطبري من علماء حدود المائة الرابعة.

ر 63 راموز الأحاديث للكمشخانويّ

64 الردّ على الزيدية لأبى عبد اللّه جعفر بن محمّد بن أحمد الدوريستى.

65 روض الجنان و روح الجنان للشيخ أبي الفتوح الرازى، من أعلام القرن السادس.

66 روضة المتقين للمولى محمّد تقى المجلسى.

67 روضة الواعظين للفتّال النيسابوريّ، الشهيد في سنة 508.

68 رياض السالكين للسيد عليخان المدنى، المتوفى 1120.

س 69 سنن ابن ماجة لمحمّد بن يزيد بن ماجة القزوينى، المتوفّى 273.

70 سنن أبى داود لأبى داود سليمان بن الأشعر السجستانى، المتوفّى 257.

71 سنن الترمذي لأبى عيسى محمّد بن سورة، المتوفّى 278.72 السنن الواردة في الفتن (سنن الدانى) لعمر بن سعيد المقرى الدانى، المصور من المكتبة الزاهرية

ش 73 شرح صحيح مسلم لأبي زكريّا يحيى بن شرف النووي، المتوفى 676.

74 شرح غاية الأحكام

75 شرح المقاصد لسعد الدين التفتازانى، المتوفى 793.

76 شمائل الرسول للحافظ أبى الفداء اسماعيل بن كثير الدمشقى، المتوفى 774.

ص: 200

77 شواهد التنزيل للحاكم الحسكانى الحنفى النيسابوريّ، من اعلام القرن الخامس.

78 شواهد النبوة لعبد الرحمن الجامى

ص 79 صحيح البخاري لأبى عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة، المتوفّى 256.

80 صحيح مسلم لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيرى النيسابوريّ، المتوفى 261.

81 الصراط المستقيم للشيخ زين الدين على بن يونس العاملى البياضى، المتوفى 877.

82 صفات الشيعة للشيخ الصدوق، المتوفى 381.

83 الصواعق المحرقة لشهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمى الشافعى، نزيل مكّة، المتوفى 974.

ط 84 الطرائف لرضى الدين السيد ابن طاوس، المتوفى 664.

ع 85 العقد الفريد لابن عبد ربّه الاندلسى، المتوفى 328.

86 العمدة لأبى الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن على بن محمّد البطريق الحلّي، المتوفّى 600.

87 العوالم للمحدث الشيخ عبد اللّه البحرانى.

88 عيون أخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق، المتوفى 381.

غ 89 غاية المرام للسيد هاشم البحرانى، المتوفى 1107 أو 1109.

90 الغدير للعلامة الأميني، المتوفى 1390.

91 الغيبة للشيخ الطوسى، المتوفى 460.

92 غيبة الفضل بن شاذان

93 غيبة النعماني لأبى عبد اللّه محمد بن إبراهيم النعماني المعاصر للكلينى.

ف 94 الفائق للزمخشرى.

95 فتح البارى في شرح البخاري لابن حجر العسقلانى، المتوفى 852.96 الفتن لنعيم بن حمّاد من مشايخ الستّة سوى النسائى و جماعة كثيرة اخرى، المتوفى سنة 228 أو 229.

97- فرائد السمطين لشيخ الاسلام صدر الدين ابراهيم بن سعد الدين محمّد الحموئى، المتوفى 732.

98 فردوس الأخبار للحافظ شيرويه بن شهردار الديلمى، المتوفى 509.

99- فصل الخطاب لخواجه محمد پارسا.

100 الفضائل لأبى الفضل شاذان بن جبرئيل القمّى، ألّفه سنة 558.

101 الفوز و الأمان في قصيدة للشيخ البهائى، المتوفى 1031، مطلعها «سرى مدح صاحب الزمان عليه السلام البرق من نجد فجدّد تذكارى».

102 الفهرست لابن النديم.

ص: 201

ق 103 قصص الأنبياء لقطب الدين الراوندى، المتوفى 573.

104- القول المختصر ك 105 الكافى لأبى الصلاح الحلبي.

106 الكافى لأبى جعفر محمّد بن يعقوب الكلينى، المتوفّى 329.

107 الكامل في التاريخ لعز الدين أبى الحسن على بن أبى الكرم الشيبانى المعروف بابن الأثير، المتوفى 630.

108 كتاب سليم بن قيس لأبى صادق سليم بن قيس الهلالى العامرى الكوفى التابعى، المتوفى حدود سنة 70 أو 90.

109 كشف الأستار للمحدث النورى، المتوفى 1320.

110 كشف الحق (الأربعين) للأمير محمد صادق بن السيد محمد رضا الخاتون آبادي الاصفهانى، المتوفى 1272.

111 كشف الغمّة لأبى الفتح على بن عيسى الأربلى، فرغ من تصنيفه سنة 687.

112 كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام للعلامة الحلّي، المتوفى 726.

113 كفاية الأثر لأبى القاسم على بن محمّد بن على الخزّاز الرازي و يقال له القمى، من تلامذة الصدوق.

114 كفاية المهتدي (الأربعين) للمير محمد بن محمد مير لوحى الحسينى الموسوى الاصفهانى المعاصر للعلّامة المجلسى.

115 كمال الدين للشيخ الصدوق أبى جعفر محمّد بن على بن الحسين، المتوفى 381.

116 كنز العمّال لعلاء الدين على بن حسام الدين الشهير بالمتقى الهندى، المتوفى 975.ل 117 اللوامع الالهيّة لمقداد بن عبد اللّه السّيورى الحلّي، المتوفى 826.

118 لوامع صاحبقرانى للمجلسى الأوّل.

119 لوامع العقول (شرح راموز الأحاديث) كلاهما للشيخ ضياء الدين احمد بن مصطفى الكموشخانه اي المتوفى 1311.

م 120 مائة منقبة (المناقب المائة) لابن شاذان من أعلام القرن الخامس.

121 متشابه القرآن و مختلفه لرشيد الدين محمد بن على بن شهرآشوب السروى المازندرانى، المتوفى 583.

122 المجالس السنيّة للسيد الأمين العاملى.

123 مجمع البحرين للشيخ فخر الدين الطريحى، المتوفى 1085.

124 مجمع البيان لأمين الإسلام أبي على الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسى، المتوفى 548.

125 مجمع الزوائد للهيثمى، المتوفى 807.

126 المحلّى لابن حزم.

ص: 202

127 المحاسن لأبى جعفر أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، المتوفى 274 أو 280.

128 المحتضر للحسن بن سليمان الحلّي تلميذ الشهيد الأوّل.

129 مختصر صحيح مسلم للحافظ زكى الدين المنذرى الدمشقى، المتوفى 656.

130 مرآة العقول للعلامة المجلسى، المتوفى 1110.

131 مروج الذهب للمسعودى، المتوفى 346.

132 المسائل الجارودية للشيخ المفيد، المتوفى 413.

133 المسائل الخمسون للفخر الرازى.

134 المستدرك على الصّحيحين لأبى عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه المعروف بالحاكم النيسابوريّ، المتوفى 405.

135 مسند ابي عوانة 136 مسند أبى يعلى الموصلى للحافظ احمد بن على التميمى، المتوفى 307.

137 مسند أحمد لأبى عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني المروزى، المتوفّى 241.

138 المسند للحافظ أبى بكر عبد اللّه بن زبير الحميدى، المتوفى 219.

139 مسند الطيالسى 140 مشارق أنوار اليقين للحافظ رجب البرسى.

141 مصباح المتهجّد للشيخ الطوسى، المتوفى 460.

142 مصباح الكفعمى لتقى الدين ابراهيم بن على بن الحسن الكفعمى، المتوفى 905.143 المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجرا لعسقلانى، المتوفى 852.

144 معانى الأخبار للشيخ الصدوق، المتوفى 381.

145 المعتبر للمحقق الحلّي، المتوفى 676.

146 المعجم الأوسط للحافظ الطبرانى، المتوفى 360.

147 المعجم الكبير للحافظ الطبرانى، المتوفى 360.

148 مقاليد الكنوز (شرح مسند) لاحمد محمد شاكر.

149 مقتضب الأثر لأحمد بن عبيد اللّه بن عيّاش الجوهرى، المتوفى 401.

150 مقتل الحسين للحافظ الموفق بن أحمد المكّى الحنفى المعروف بأخطب خوارزم، المتوفى 568.

151 الملاحم لابن المنادي.

152 الملاحم و الفتن لرضى الدين أبى القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمّد بن طاوس الحسنى الحسينى، المتوفى 664.

153 منار الهدى للمحدث الخبير الشيخ على البحرانى، و قد فرغ من تأليفه سنة 1295.

154 المناقب لرشيد الدين محمّد بن على بن شهرآشوب السروى المازندرانى، المتوفى 583.

ص: 203

155 مختصر بصائر الدرجات 156 منتخب كنز العمّال لعلاء الدين على بن حسام الدين الشهير بالمتقى الهندى، نزيل مكّة المشرفة، المتوفى 975.

157 من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق، المتوفى 381.

158 مهج الدعوات للسيد ابن طاوس، المتوفى 664.

159 مودّة القربى للسيد على بن شهاب الحسينى نزيل الهند، المتوفى 786.

ن 160 النافع يوم الحشر في للفاضل المقداد.

شرح الباب الحادى عشر

161 النّجم الثاقب للمحدث النّورى، المتوفى 1320.

162 النكت الاعتقاديّة للشيخ المفيد، المتوفى 413.

163 النهاية في غريب الحديث و الأثر لابن الأثير، المتوفى 606.

164 نهاية البداية و النهاية للحافظ أبى الفداء ابن كثير الدمشقى، المتوفى 774.

165 نهج البلاغة للشريف الرضى، المتوفى 404 أو 406.

166 النوادر للفيض الكاشانى.ه 167 الهداية للحسين بن حمدان و 168 الوافي للمحدث الفيض الكاشانى.

ى 169 ينابيع المودّة للشيخ سليمان بن الشيخ إبراهيم المعروف بخواجه كلان الحسينى البلخى القندوزى، المتوفى 1294.

170 اليقين في إمرة المؤمنين عليه السلام لرضى الدين ابن طاوس، المتوفى 664.

ص: 204

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.